دافع عن الأطروحة القائلة الفلسفة لها قيمة /مقالة استقصاء بالوضع حول قيمة الفلسفة
دافع عن الأطروحة القائلة الفلسفة لها قيمة
بكالوريا 2022 2023 bac الجزائر
أهلاً بكم طلاب وطالبات الباك 2023 في موقعنا باك نت .baknit.net الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية موضوع النص الفلسفي الجدلية والمقارنة والاستقصاء بالوضع كما نقدم لكم بقلم أستاذ الفلسفة الاجابة الصحيحة لجميع دروس والمقالات الفلسفية المتوقعة والمقترحة في باك جميع الشعب الفلسفية كما نقدم لكم الأن أعزائي الطلاب والطالبات مقالة مختصرة وهي إجابة السؤال .... دافع عن الأطروحة القائلة الفلسفة لها قيمة
وتكون اجابتة الصحية هي التالي
دافع عن الأطروحة القائلة : الفلسفة لها قيمة
طرح المشكلة
تشكل علاقة الإنسان بالمعرفة القضية الأساسية في الفلسفة لذلك استأثر هذا الموضوع باهتمام الفلاسفة والمفكرين في العصور القديمة والحديثة معا وطرحت بشأنها مشكلات متعددة منها ما تعلق بمفهوم الفلسفة ونتائجها و وعلاقتها بالعلم إلا أن المشكلة الأكثر إثارة تلك المتعلقة بقيمة الفلسفة .وفي هذا الصدد كانت الفكرة الشائعة لدى الكثير منهم مفادهــا أن لامكان للفلسفة في عصر العلم إلا أن أطروحة أخرى تناقضها وتذهب في الاتجاه المعاكس لتقر أن للفلسفة قيمة كبيرة ونحن نراه طرحا سليما يستوجب الدفاع عنه ومن هنا يمكننا طرح التساؤل التالي :كيف يمكن الدفاع عن الأطروحة القائلة : الفلسفة لها قيمة؟ وماهي الحجج والبراهين التي تثبت صدق ذلك؟ وكيف نرد على منطق الخصوم ؟
التحليل[ محاولة حل المشكلة]
عرض منطق الأطروحة
الفلسفة ضرورية للانسان باعتبارها انتاج فكري هذا الموقف جاء للتاكيد على ان الفلسفة ضرورية لبناء فرد متحرر فكريا ومجتمع قادر على الابداع والبناء الحضاري وهذا مايتبناه عموما انصار النزعة الفلسفية حيث يرى أبو العقلانية (رينيه ديكارت): ان للفلسفة قيمة كبيرة حيث يقول: . «...وكنت أريد ان اوجه النظر الى الفلسفة وابين انها نظر لكونها تشمل كلما يمكن للفكر الانساني ان يعرفه ....وان حضارة كل امة ان ما تقاس بقدرة ناسها على تفلسف أحسن» ، ففي العصر الحديث كانت الفلسفة هي أم العلوم فالفيلسوف في العصر الحديث هو الملم بجميع المعارف الى درجة يشبهها ديكارت بشجرة جذورها الميتافيزيقا وجذعها الفيزيقا او العلم واغصانها مختلف العلوم على راسها الاخلاق والطب والميكانيكا، بل كانت الفلسفة في العصر الحديث مقياس تحضر الامم، حيث نقول أن أمة ما متحضرة على أساس عدد الفلاسفة فيها، ومن أبرز الفلاسفة الذين وضحوا قيمة الفلسفة نجد الفيلسوف (ايمانويل كانط): « يرى ان الفلسفة من المهمات الاولية التي تقع على عاتق كل انسان باعتبارها عمل تنويري» والكثير من الفلاسفة المعاصرين ابرزوا قيمة التفلسف على راسهم الانجليزي (برتراندر اسل) يقول: «ان قيمة الفلسفة تكمن فيما هي عليه من عدم اليقين بالذات....وان كانت الفلسفة عاجزة عن ان تهدينا على وجه اليقين الى الجواب الصحيح لما تثيره من شكو ك فعلى الاقل هي قادرة على ان توحي بكثير من صور الامكان التي توسع عقولنا وتحررنا من عقال العرف والتقاليد..وتوقظ فينا الشعوربالتعجب والرغبة في الاطلاع..:»
الدفاع عن الاطروحة بحجج شخصية
من الحقائق البارزة للعيان والتي لا يجب ان يختلف حولها أصحاب العقول السليمة "ان الفلسفة لها قيمة " ونحن نمتلك من الأدلة والشواهد مايثبت صحة هذا الاعتقاد بداية من استقراء الواقع ووصلا الى الدراسات المعرفية والتي تصب في هذا الاتجاه وتبرر أطروحتنا موقفها بأن الدراسات المتعلقة بتاريخ الفكر حيث ادرك الانسان مع نهاية القرن 20م ان العلم وحده لن يمكنه من بلوغ السعادة الحقيقية بل ادى العلم الى الاهتمام بالجانب المادي فقط واهمال الجانب المعنوي الروحي وخلق عدة مشاكل اخلاقية ومعنوية لم يستطع العلم بوسائله حلها خاصة مشكلة تهديد الوجود الانساني بعد صنع الاسلحة النووية، تساءلت الانسانية عن مصيرها،بل شكت في نتائج العلم وابعاده الاخلاقية والسياسية والاجتماعية....الخ. وهنا برزت الحاجةالى التأمل الفلسفي في نتائج العلم ومناهجه،لذا يلح الفيلسوف (غاستون باشلار) في جميع كتبه تقريبا «على ضرورة ربط العلم بالفلسفة ربطا وثيقا وعلى ان لا ينفصل الفيلسوف قط عن ارض التجارب العلمية »هذا من حيث المصمون اما من حيث الشكل نقول اما الفلسفة لها قيمة او يمكن رفضها لكن يستحيل تجاوز الفلسفة اذن لها قيمة
عرض منطق الخصوم ونقدهم
ينطلق الخصوم من رفض الفلسفة واعتبار العلم هو البديل وهذا الذي دفع (غوبلو)يقول:« المعرفة التي ليست معرفة علمية لا يمكن اعتبارها علما بل جهلا» وذهب أنصارالوضعية المنطقية في هذا العصر،من جماعة فينا شنوا هجوما عنيفا على الفلسفة وأكدوا ان عهد الفلسفة انتهى وحان الوقت لاستبدالها بالعلم الذي يمثل المرحلة الوضعية للفكر الانساني،ونظروا الى الفلسفة نظرة سلبية ورفضوها باسم العلم بحجة ان العلم مبني على الاتفاق وان معارفه يقينية،تتقبلها جميع العقول البشرية بينما الفلسفة منذ فجرالتاريخ لم تصل الى حقائق يقينية وقطعية،كما أن التقدم العلمي والتكنولوجي راجع الى المنهج التجريبي والدراسة الوضعية للطبيعة والفلسفة باستمرارها فيطرح تساؤلاته لا تيسر حياة الإنسان مثلما يفعل العلم فإنها تفقد قيمتها ومكانتها وضرورتها .فحاجة الإنسان إلى الفلسفة مرتبطة بمدى معالجتها لمشاكله وهمومه اليومية حيث يقول (فريديريك وايزمان): «البراهين الفلسفية ليست استدلالية،لذا فانها ليست حاسمة ول اتثبت شيئا.فأقدر الأدمغة تختلف فيما بينها .ويستحيل وجودهذه الاختلافات في الأنساق الواضحة،ووجودها في الفلسفة شاهد على خلو البراهين الفلسفية من الصرامة المنطقية التي تتسم بها الرياضيات والعلوم الدقيقة»،ولهذا السبب ايضا نجد المفكر العربي المعاصر(زكي نجيب محمود ) يسخرمن التفكير الميتافيزيقي،فالبعض يعتقد ان الفلسفة ماهي إلا ادعاءات ميتافيزيقة فارغة لاجدوى منها ولابد من الاعتماد على التفكير العلمي الذي استطاع أن يحل مشاكل الانسان ويجيب عن أسئلته بطريقة موضوعية،وعن طريق العلم فقط تحررالانسان من الطبيعة وكشف اسرارها وأصبح يتحكم فيها وهو الوسيلة التي يبلغ بها السعادة حيث يقول الامريكي (وليام جيمس)«الميتافيزيقا مجرد خرافة »
-مناقشة (نقد الحجج والبراهين): ولكن طبيعة الفلسفة تختلف عن طبيعة العلم،فلا يمكن قياس النشاط الفلسفي بمقياس علمي،لأن الفلسفة تجيب عن تساؤلات لا يجيب عنها العلم كما يقول (برتراندراسل):« مهمة الفلسفة هي البحث فيما يعجز عنه العلم،» فالعلم لايستطيع الاجابة عن كل تساؤلات الانسان خاصة اذا تعلق الامر بمشاكل المعرفة والقيم الاخلاقية والجمالية :ماالحق؟ ماالعدالة؟،هل الانسان حرام مقيد؟...الخ وبالتالي مهمة الفلسفة أرقى من مهمة العلم كونها تهتم بالوجود ككل خاصة الانساني..فالعلم لايستطيع البحث فيها نظرا لطبيعة منهجه التجريبي،بل ان مثل هذه المواضيع الاشكالية تحتاج بحث فلسفي. ولايمكن انكارالتفلسف كظاهرة انسانية،والذين يشككون في الفلسفة مضطرون الى استعمالها من حيث لا يشعرون لهذا يقول(ارسطو)«:أن كل هجوم على الفلسفة هو في الحقيقة تفلسف»