0 تصويتات
في تصنيف مقالات ونصوص فلسفية باك 2024 بواسطة (627ألف نقاط)

إذا كان الشعور هو المصباح الذي يضيء الحياة النفسية ، فهل يمكنه أن يغطي جميع جوانبها 

 هل الحياة النفسية تبنى على أساس شعوري أم لا شعوري ؟  

مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقع باك نت.baknit الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية الإجابة الصحيحة والنموذجية من مرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي bac 2023 كما يسرنا بزيارتكم أن نقدم أهم المعلومات والحلول وأفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية 2022 2023 وكما عودناكم أعزائي الزوار في صفحة موقع باك نت  أن نطرح لكم ما تبحثون عنه وهو .......إذا كان الشعور هو المصباح الذي يضيء الحياة النفسية ، فهل يمكنه أن يغطي جميع جوانبها 

وتكون الإجابة على سؤالكم هي على النحو التالي 

إذا كان الشعور هو المصباح الذي يضيء الحياة النفسية ، فهل يمكنه أن يغطي جميع جوانبها ؟

.

 

طرح المشكلة : 

                 

احتمال وجود رأيين جدليين متناقضين 

      يعتبر الإنسان الصورة العليا للكائنات الحية ، باعتباره كائنا عاقلا من جهة ، وباعتباره يمتلك حياة نفسية متميزة جهة أخرى ، إنها تلك الحياة التي تحوي مجمل الرغبات ، الأهواء ، الميول ، العواطف ، و لكي تكون يجب أن على أساس ، أثار جدلا بين الفلاسفة عموما ، وعلماء النفس خصوصا ، إذا تعتبر فئة معينة أن الحياة النفسية تقوم على أساس شعوري ، وهو الأساس الكفيل بان يغطي جميع جوانبها ، بينما تذهب فئة أخرى مذهبا آخر ، إذ أن الحياة النفسية تبن على أساس شعوري ، وفي ظل هذا التناقض نطرح السؤال التالي : 

              

 هل الحياة النفسية تبنى على أساس شعوري أم لا شعوري ؟  

محاولة حل المشكلة :

الأطروحة الأولى: 

       الحياة النفسية لا تبنى إلا على أساس شعوري كما يذهب إلى ذلك جملة من الفلاسفة، وعلى رأسهم الفيلسوف الفرنسيين (رونيه ديكارت) و (هنري برغسون) .

      إذ يؤكد (ديكارت) و هو القائل :"لا توجد حياة خارج الروح إلا الحياة الفيزيولوجية " ، أن الشعور هو من الظواهر النفسية بمثابة الصورة من المادة ، فإذا كانت لا توجد مادة دون صورة ، فلا وجود لنفس لا تشعر ، وهو مساو لها في الشدة والمدة ، فإذا كانت ظواهر النفس قوية ، كان الشعور بها قويا وإذا كانت هذه الظواهر خافتة كان الشعور بها ضئيلا وفقد الشعور بالظواهر النفسية دليل زواله ، واستعمل (ديكارت) ـ كدليل على ذلك ـ (الكوجيتو) الذي وصل إليه عن طريق منهج الشك،" انا أفكر إذن انا موجود "،ومن هنا لا يمكن للإنسان أن ينقطع عن التفكير ، ومنه لا يمكنه أن ينقطع عن الشعور ؛ قال :" إن الروح تستطيع تأمل أشياء كثيرة في أن واحد والمثابرة في تفكيرها وتأمل أفكارها كلما أرادت والشعور من ثمة بكل واحدة منها "، وأضاف إليها الثنائية المشهور :" ثنائية النفس والجسم " ففي الإنسان ثنائية هي ثنائية النفس والجسم ، وإذا كان جوهر الجسم هو الامتداد ، فإن جوهر النفس هو التفكير قال في كتابه (تأملات في الفلسفة الأولى) :" (...) فلدي فكرة متميزة عن نفسي باعتبار أني لست إلا شيئا مفكرا ، ولدي أيضا فكرة متميزة عن الجسم باعتبار أنه ليس إلا شيئا ممتدا لا شيئا مفكرا " إذن فالنفس جوهر مفكر ، وهي لا تنقطع عن هذا التفكير ، ومتى حصل الانقطاع فهي في نظام الذوات الميتة .

       وقياسا على ذلك فالنفس لا تنقطع عن الوعي آو عن الشعور ، حتى في حالات فقدان الجسم لحيويته قال (ديكارت) :" (...) لذا ثبت عندي أن هذه الأنا ، اعني نفسي التي أكون بها أنا ما انأ تتميز عن جسمي تتميز تميزا حقيقا ، هي قادرة على أن تكون أو توجد بدونه" . 

      لهذا أن النفس عند (ديكارت) مصدر الأفكار المختلفة ، فينبغي للنفس أن تفكر دائما ، وان تشعر دائما وإلا انقطع وجودها ، فإننا نشعر حتى في حالات النوم العميق ،قال :" لا شك عندي أن الروح تبدأ في التفكير حال وجوده في الجسد ، لان كل تفكير هو وعي لذاته " .

      ويؤكد (هنري برغسون) أن ما لا نشعر ليس من أنفسنا وما هو نفسي يرادف ما هو شعوري ، فالشعور أشبه بسيال دائم الحركة تنطوي عليه النفس كمثل الغيوم الدائمة الحركة ، لان الرغبات المكبوتة التي يتكلم عنها البعض لا تستجيب للواقع وهي من "خداع النفس " ، ومنه القول بوجود حالات غير شعورية يتناقض مع وجود النفس ، قال "إن التجربة تبين لنا ،أن حياة النفس ، وان شئت فقل حياة الشعور (...) ".وهو أشبه بقول (ستيكال) فيما بعد :" لا أؤمن باللاشعور ، لقد آمنت به في بداياتي الأولى ، لكن بعد تجاربي التي دامت ثلاثين سنة اتضح أن الأفكار المكبوتة هي تحت شعورية ،وأن المرضى يخافون من رؤية الحقيقة " .

نقد : 

       لكن لا يمكن لأحد أن ينكر أن وراء الحياة النفسية الظاهرة حياة خفية ، تشكل ربما الجانب الأكبر من الحياة النفسية ؛ فكم من شخص اعترف انه قام بمجموعة سلوكات دون أن يعرف أسبابها؟ ، وكم من هوى خفي مزق أحشاءنا دون ان نشعر به؟، وكم من ألم داخلي لم نعرف له سببا ؟، أيعرف الإنسان كل ما تنطوي عليه نفسه من الأحوال الباطنة هل يدري لماذا أحب هذا وكره ذلك ؟، عن في النفس نزعات لا نشعر بها إلا عند ظهورها ؟ 

الأطروحة الثانية : 

الحياة النفسية تبنى على اساس شعوري ، ذلك ما يذهب اليه انصار مدرسة التحليل النفسي بزعامة (فرويد) وقبله أكد الفيلسوف (ليبنتز) الذي قرر وجود مجموعة من الادراكات الصغيرة التي لا نعرفها ولا نشعر بها ، قال في كتابه (محاولات جديدة في الذهن البشري) :" إن هنالك ألف إشارة تثبت لنا في كل لحظة عددا لا نهائيا من الادراكات التي لا تأمل فيها ولا نظر " ، ففي النفس تحدث جمل متعددة من التغيرات لا يمكن لنا أن نشعر بها ، لأنها صغيرة جدا ، أو لأنها كثيرة ، فمثلا تعودك على صوت الطاحونة يجعلك بعد مدة من الزمن تذهل عن هذا الصوت ، وما يؤكد نجاح نظرية هو كثرة الفلاسفة الذين اتبعوها ، وعلى رأسهم (آرثر شوبنهور) ، فهم يرون أن وراء الحياة الشعورية حياة لا شعورية . 

        أما العالم النفساني ذو الأصل النمساوي (سيجموند فرويد) فقد استند إلى حجج وبراهين عدة في ذلك منها الحجج النفسية المتعددة الأشكال (زلات القلم،فلتات اللسان،إضاعة الشيء،النسيان المؤقت،مدلول الأحلام الحب من أول نظرة) ،وفي ذلك يستشهد بالقصص التي يرويها عن فلتات اللسان كافتتاح رئيس مجلس نيابي الجلسة بقوله: "أيها السادة أعلن رفع الجلسة" ، وبذلك يكون قد عبر لاشعوريا عن عدم ارتياحه لما قد تسفر عنه الجلسة،أوزلات القلم مثل ما كتبته "جريدة ديمقراطية اشتراكية ، أرادت أن تعلق على حفلة من الحفلات فقالت : وكان وزر الدولة من الحاضرين بدل أن تكتب وزير الدولة"

      و الخطأ عند (فرويد) ظاهرة بسيكولوجية تنشأ عن تصادم رغبتين نفسيتين إن لم تكن واضحة ومعروفة لدى الشخص الذي يرتكب الهفوة،ومن أمثلة النسيان يذكر (فرويد) (أن شخصا أحب فتاة ولكن لمتبادله حبها وحدث أن تزوجت شخصا آخر،ورغم أن الشخص الخائب كان يعرف الزوج منذ أمد بعيد ، وكانت تربطهما رابطة العمل فكان كثيرا ما ينسى اسم زميله محاولا عبثا تذكره وكلما أراد مراسلته أخذ يسأل عن اسمه) ، وتبين لــ(فرويد) أن هذا الشخص الذي ينسى اسم صديقه يحمل في نفسه شيئا ضد زميله كرها أو غيرة ، ويود ألا يفكر فيه .

      أما الأحلام فهي حل وسط ومحاولة من المريض للحد من الصراع النفسي،ويروي المحلل النفسي (فرينك): "أن إحدى المريضات تذكر أنها رأت في الحلم أنها تشتري من دكان كبير قبعة جميلة لونها أسود وثمنها غالي جدا فيكشف المحلل أن للمريضة في حياتها زوجا مسنا يزعج حياتها وتريد التخلص منه وهذا ما يرمز إليه سواد القبعة أي الحداد وهذا ما أظهر لـــ:(فرويد)أن لدى الزوجة رغبة متخفية في التخلص من زوجها الأول،وكذا أنها تعشق رجلا غنيا وجميلا وجمال القبعة يرمز لحاجتها للزينة لفتون المعشوق وثمنها الغالي يعني رغبة الفتاة في الغنى"، وقد استنتج (فرويد) من خلال علاجه لبعض الحالات الباثولوجية أنه لابد أن توجد رابطة بين الرغبة المكبوتة في اللاشعور والأعراض المرضية فهي تصيب وظائف الشخص الفيزيولوجية والنفسية ويقدم (فرويد) مثال ـ الهستيريا ـ فصاحبها لا يعرف أنه مصاب بالهستيريا وهي تنطوي على أعراض كثيرة منها (فقدان البصر،السمع،أوجاع المفاصل والظهر،القرحة المعدية).ولهذا يؤكد (فرويد) مع (بروير) هذا الأمر حيث يقول (بروير) :"كلما وجدنا أنفسنا أمام أحد الأعراض وجب علينا أن نستنتج لدى المريض بعض النشاطات اللاشعورية التي تحتوي على مدلول هذا العرض لكنه يجب أيضا أن يكون هذا المدلول لا شعوريا حتى يحدث العرض،فالنشاطات الشعورية لا تولد أعراض عصبية والنشاطات اللاشعورية من ناحية أخرى بمجرد أن تصبح شعورية فإن الأعراض تزول".بالإضافة على المكبوتات التي تكبت منذ عهد الطفولة ، أضف مختلف الغرائز كغريزة حب الحياة (الليبيدو) وغريزة (الموت) أو غريزة العدوانية كالحرب ، والانتحار. فحين نتحدث عن (اللبيدو) و(الجنس) ، فقد كان ( فرويد) يؤك أنها مدار الحياة كلها ومنبع المشاعر البشرية بلا استثناءي صل به الأمر إلى تقرير نظريته إلى حد أن يصبغ كل حركة من حركات الطفل الرضيع بصبغة الجنس الحادة المجنونة فالطفل أثناء رضاعته ـ كما يزعم هذاالأخير ـ يجد لذة جنسية ويلتصق بأمه بدافع الجنس وهو يمص إبهامه بنشوة جنسية،وقد جاء على (لسان احد الباحثين) ما يلي :" إن (فرويد) منا ، وسيظل يعرض العلاقات الجنسية في ضوء الشمس كي لا يبقى في نظر الشباب شيء مقدس ويصبح همه رواء غرائزه الجنسية " .

    ويمكن التماس اللاشعور من خلال الحيل التي يستخدمها العقل من دون شعور كتغطية نقص أو فشل،ومن أمثلة التعويض أن فتاة قصيرة القامة تخفف من عقدتها النفسية بانتعالها أعلى النعال أو بميلها إلى الإكثار من مستحضرات التجميل حتى تلفت إليها الأنظار أو تقوم ببعض الألعاب الرياضية ، أو بلباس بعض الفساتين القصيرة ويرجع الفضل في إظهار عقدة الشعور بالنقص ومحاولة تغطيتها إلى تلميذ (فرويد) (آدلر) ومنها ـ التبرير ـ فالشخص الذي لم يتمكن من أخذ تذكرة لحضور مسرحية ما قد يلجأ ل تبرير موقفه بإحصاء عيوب المسرحية.و يضيف (فرويد) قوله بأنه :"مادامت حواسنا قاصرة على إدراك معطيات العالم الخارجي فكيف يمكننا القول بأن الشعور كاف لتفسير كل حياتنا النفسية" .

نقد :

     رغم كل هذه الحجج والبراهين إلا أن هذا الرأي لم يصمد هو الآخر للنقد حيث ظهرت عدة اعتراضات ضد التحليل النفسي وضد مفهوم اللاشعور خاصة،يقول الطبيب النمساوي ستيكال :"أنالا أومن باللاشعور فلقد آمنت به في مرحلته الأولى ولكن بعد تجربتي التي دامت ثلاثين عاما وجدت أن الأفكار المكبوتة إنما هي تحت شعورية وان المرضى دوما يخافون من رؤية الحقيقة".ومعنى هذا أن الأشياء المكبوتة ليست في الواقع غامضة لدى المريض إطلاقا إنه يشعر بها ولكنه يميل إلى تجاهلها خشية إطلاعه على الحقيقة في مظهرها الخام،بالإضافة إلى أن (فرويد) لم يجر تجاربه على المرضى الذين يخافون من الإطلاع على حقائق مشاكلهم وفي الحالات العادية يصبح كل شيء شعوري .كما ان (فرويد) أهان الإنسان بإرجاع كل سلوكه إلى مجموعة الغرائز الجنسية المقموعة ، مما جعل بعض الدارسين يتجهون إلى القول ان (فرويد) لم يستطع أن يعالج نفسه نفسيا .

تركيب: 

        إن الإنسان يقوم في حياته اليومية بعدة سلوكات منها ما هو مدرك ، أي اننا نشعر به وهو بذبك واضح بالنسبة الينا ومنها ما هو غير ذلك ، ذلك أن الإنسان كائن معقد فيه جانبه المظلم ، الذي لا يمكن للتجارب العادية ان تبلغه ، ومن ثم ندرك أن هناك مكبوتات لا يمكن التعرف عليها إلا بمعرفة أسبابها ولكن أن نرجع كل الحالات للاشعور فهذا ما لا ينبغي. رغم أن (فرويد) استطاع بنظريته ان يعالج كثير الحالات التي تسبب ذلك 

حل المشكلة :

     ونتيجة لما سبق يمكننا أن نقول أن الحياة عند الإنسان شعورية و لا شعورية أن ما لا يمكن فهمه من السلوك الشعوري يمكن رده إلى اللاشعور. 

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (627ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
إذا كان الشعور هو المصباح الذي يضيء الحياة النفسية ، فهل يمكنه أن يغطي جميع جوانبها  هل الحياة النفسية تبنى على أساس شعوري أم لا شعوري ؟

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى موقع باك نت، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...