علاقة سورة يوسف بجميع دروس المقرر علوم إسلامية سنة أولى باك
((*هام جدا لتلاميذ اولى باك .*))
ما علاقة سورة يوسف بجميع دروس المقرر .
الإجابة هي كالتالي
أعزائي التلاميذ حتى يسهل حفظكم ويتيسر فهمكم لدروس مادة التربية الاسلامية وحتى لا تتوهموا أن لا علاقة بين الدروس وسورة يوسف أضع بين أيديكم هذه الأسطر لتستعينوا بها في طريق الإعداد لامتحان الجهوي هذا وأحيطكم علما أنه لا بد من إدراك مختلف العلائق الـي تربط السورة بمختلف الدروس مع اكتساب وتنمية مهارة الاستدلال الدقيق بالنص القراني على مختلف المواضع وفيما يلى توجيه في الموضوع :
فمثلا لو بحثنا عن علاقة سورة يوسف بأول درس في مدخل الحكمة وهو الايمان والغيب لقلنا أن قصة يوسف عليه السلام مع أبيه واخوته كلها تدخل في مجال الغيب الذي اوحي به الى الرسول صلى الله عليه وسلم مصداقا لقوله عزوجل ( ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك ) وهو مما يجب الايمان والتصديق به لأنه صدق وكلام حق مصدره الحق سبحانه (ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه ) هذا فيما يتعلق بدرس الغيب
ــ أما درس صلح الحديبية المندرج ضمن مدخل الاقتداء فالرابط بينه وبين قصة يوسف هو الرؤيا ذلك أنهما معا ( الصلح وقصة يوسف) كانا منطلقهما رؤيا ففي الصلح وفتح مكة قال تعال( لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين ) وفي قصة يوسف قال تعال( يا أبتي إني رأيت أحد عشرا كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين).
ــ أما درس الزواج فعلاقته بقصة يوسف تكمن في ضرورة بناء الزواج على أسس متينة وأن التركيز على المظاهر أو على الجاه والمنصب دون اهتمام بالدين والخلق قد يتسبب فيما لا يحمد عقباه تماما كما حصل لعزيز مصر مع زوجته الخائنة التي لا خلاق لها والتي قررت خيانة زوجها مرارا وتكرارا فجعلت زوجها العزيز ذليلا ( وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الابواب وقالت هيت لك قال معاد الله انه ربي احسن مثواي ) فسيدنا يوسف كان وفيا بينما الزوجة كانت غادرة وخائنة ( إن الله لا يهدي كيد الخائنين) .
ــــ أما فيما يتعلق بالوفاء بالامانة والمسؤولية فالعلاقة واضحة وتتجلى في قمة وفاء سيدنا يوسف عليه السلام الذي لم يتربى على الغدر ولم يرد أن يعض اليد التي امتدت له بالخير طبعا أقصد يد العزيز الذي اشتراه وأكرمه عسى أن ينفعه أو يتبناه ولذلك لما عرضت عليه الفاحشة تذكر كل ذلك المعروف فكان وفيا ( قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي ) .
ـــ أما علاقة السورة بموضوع الكفاءة والاستحقاق أساس التكليف فتتجلى في إعلان سيدنا يوسف عن كفاءته وقدرته على مواجهة الأزمة والجفاف في وقت يفر في غير الأكفاء من مناصبهم ويتخلون عن وظائفهم ويقدمون استقالاتهم ( قال اجعلني على خزائن الارض إني حفيظ عليم ) .
ـــ أما درس الرسول صلى الله عليه وسلم مفاوضا ومستشيرا فالعلاقة تتجلى في ضرورة اتخاد الشورى والتفاوض مبدءا أساسيا في الحياة وفي كل الامور التي تحتاج الى ذلك فهاهم اخوة يوسف يفاوضون يوسف في ابقاء أخ لهم بدل أخيهم الصغير المتهم بالسرقة ( قالوا يأيها العزيزإن له أبا شيخا كبيرا فخد أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين) وبعدما فشلت المفاوضات لجؤوا إلى التشاور فيما بينهم من أجل الاتفاق على الجواب الذي سيقدمون لأبيهم( فلما استيئسوا خلصوا نجيا قال كبيرهم .....) .
ــــ أما فيما يتعلق بالطلاق فيمكن القول بأن الخيانة من بين الاسباب التي يمكن أن توصل الى الطلاق ولذا وجب الاحتراز .
ــــ أما الصبر واليقين فيتجلى في صبر سيدنا يوسف وأبوه يعقوب على المحن والشدائد والكرب التي واجهتهم مع اليقين التام برحمة الله تعالى وقدرته على كل شيء إضافة الى ضرورة توطين النفس على الصبر احتمالا لتأخر النصر ( إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ) .
ـــ أما العفو والتسامح فإنه لا يزيد الانسان الا رفعة تماما كما حصل لسيدنا يوسف بعد عفوه عن اخوته (قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم )
ـــ اما عن الايمان والفلسفة فالعلاقة تتجلى في ضرورة اعمال العقل والتأمل والتدبر مع طرح السؤال الموصل الى المعرفة الحقة ( ياصاحبي السجن أأرباب متفرقون خيرام الله الواحد القهار ) ثم ان سورة يوسف فيها دعوة صريحة الى ضرورة اعمال الة العقل وانذار لكل من يعطلها (وكأين من ايه في السماوات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون افأمنوا ان تاتيهم غاشية من عذاب الله او تاتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون ) فالسورة تامر بالتامل واعمال العقل وتنهى عن الغفلة والاعراض وتبين عقاب ذلك .
ـــ اما درس البذل والحياء في حياة سيدنا عثمان فشبيه ببذل وسخاء سيدنا يوسف واكرامه لاخوانه وتصدقه عليهم وايفائه الكيل لهم فضلا عن حيائة وحشمته حين كتم قوله لهم عندما اتهموه بالسرقة ف(قال انتم شر مكانا ) وهذا لقمة حيائة واحترامه لهم .
ـــ اما رعاية الاطفال وحقوقهم ودرس الاسرة نواة المجتمع فالرابط بينها وبين سورة يوسف يكمن في منهج تعامل سيدنا يعقوب مع ابناءه ونصحه لهم وحب الخر لهم مع التودد لهم في الخطاب دون يمييز ( يا بني لا قصص رؤياك) ( يا بني لا تدخلوا من باب واحد) فضلا عن حرصة على استقرار اسرته وتجنيب ابناءه الوقوع في المشاكل ( فيكيدوا لك كيدا ) .
ـــ اما العفة والحياء ووقاية المجتمع من الفواحش فالعلاقة واضحة وضوح الشمس اذ السورة تحدثت عن فاحشة الزنا التي امتنع عنها سيدنا يوسف وتعفف لله (واستبقا الباب ) اخدا عليه السلام باسباب النجاة مع تفضيله عليه السلام السجن بدل الوقوع في الخطيئة ( قال ربي السجن احب الي مما يدعونني اليه) هذا فضلا عن كون السورة تحدث عن فاحشة الكذب والبهتان من طرف الاخوة مرارا وتكرارا ( وجاؤوا على قميصه بدم كذب) ( قالوا ان يسرق فقد سرق اخ له من قبل ) ..ناهيك عن الفحش في القول والغلظة على ابيهم مرارا ( ان ابانا لفي ضلال مبين) ( قالوا ياابانا مالك لا تامنا ) ....وهذا مما يجب الترفع عنه خصوصا عندما يتعلق الامر بالحوار مع الاب فيجب ان يكون فيه احترام وتقدير .
ـــ اما عمارة الارض وحفظ البيئة فعلاقتهما بسورة يوسف تتجلى في الخطة التي رسمها سيدنا يوسف لحفظ مصر من الازمة وتجنيبها الخسائر التى انبأت بها رؤيا الملك وهي الخطة التي قامت على ضرورة الحرث والزراعة والعمل الدؤوب مع الاقتصاد وتعلم تقنية الادخار وقت الرخاء ليسهل التعامل مع الازمة وقت الشدة وهو ما تحقق بدقة ( قال تزرعون ....) وهذا ضرب من الاصلاح المأمور به لعمارة الارض وعدم الافساد فيها .
ــــ اما الموضوع الاخير وهو موضوع السبعة الذين يظلهم الله فهو درس جامع مانع لكل ما تقدم اذ الامام العادل تجلى في سيدنا يعقوب وابنه يوسف عليهما السلام والشاب الذي نشأ في طاعة الله لن نجد مثالا له خيرا من سيدنا يوسف الذي تربى على طاعة الله والرجلان الذان تحابا في الله فيمكن ان نتذكر من خلالهما ما كان يقوم به سيدنا يوسف داخل السجن من تعليم للناس لله والذي لا شك ان عيناه فاضت مرارا وتكرارا من خشية الله في السجن ومن قبل في غيابات الجب واما المتعلق قلبه بالمساجد فهو كل مؤمن تعلق قلبه بالله كتعلق يوسف وابيه بالله ويقينهما التام بقدرته على كل شيء اما المتصدق الصادق فيمكن ان يذكرنا بتصدق يوسف على اخوته ( وتصدق علينا ) واخيرا الرجل الذي دعته المرأة ذات المنصب والجمال فمثاله كذلك سيدنا يوسف مع زوجة العزيز الذليل .
وهكذا نكون قد ربطنا كل الدروس بسورة سيدنا يوسف واتضحت مختلف العلائق الموجودة والامتدادات المنشودة ولم يبق لنا سوى الاعتباروالاتعاظ من هذه القصة التي قال عنها سبحانه( نحن نقص عليك احسن القصص) و( لقد كان في قصصهم عبرة لاولى الألباب ) .
والســـــــــلام .