شرح قصيدة الى أمتي الصف الحادي عشر
شرح ابيات قصيدة الى أمتي الصف الحادي عشر
مرحباً بكم طلاب هذا العام الدراسي الجديد 2023 2024 يسرنا بزيارتكم في موقعنا باك نت أن نقدم لكم شرح ملخص وحل تطبيقات المنهج الجديد كما نقدم لكم الأن أعزائي طلاب وطالبات العلم ما يأتي.. شرح قصيدة الى أمتي الصف الحادي عشر
الإجابة هي
شرح قصيدة الى أمتي الصف الحادي عشر
تتميز بالصور السريعة التي تنساب بعذوبة فتؤثر بقوة في وجدان المتلقي، وتتسم بلغة عالية رشيقة وصافية تستثمر المحمول التاريخي للأمة العربية وتعتمد على جزالة المفردات وقوتها.
تتألف القصيدة من سبعة وعشرين بيتاً بدأها سموه بقوله:
كفكف دموعك أيها المشتاق فلكل وجد لو علمت مذاق
ولأنت مفتون بعشقك أمةخضعت لعزة مجدها الأعناق.
والحقيقة أن من يقرأ القصيدة إلى آخرها يشعر بهذه الشفافية العالية من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في استشعار أحوال الأمة العربية اليوم التي لا تسر البال، وهو في استشعاره هذا لم يفقد الأمل، بل هو من أشد المؤمنين بأن ما يجري سوف يزول، وهو ليس أكثر من زوبعة في فنجان، إذا ما تيقظت الأمم والشعوب العربية لهذا الخطر المحدق الذي يطل برأسه، فيكدر الحال ويقلب مزاج الفرد، ويعكر صفو الإنسانية.
لقد كان ديدن الإمارات منذ أن تأسست ولا يزال هو الحرص على وحدة الأمة العربية، وهو أمر راسخ ينبع من إيمان دولة الإمارات بأن التضامن والتعاون العربي هو السبيل الوحيد للخروج من المأزق الراهن، وهو الذي نبهت ولا تزال تنبه إليه الإمارات في كل مناسبة ومحفل سياسي عربي ودولي، وهو على رأس أولويات القيادة الرشيدة.
يقول سموه:
أواه ما هذا الذي في أمتي قد حلّ حتى اسودت الآفاق.
في هذا البيت يبدو السؤال موجعاً ومحزناً ومؤلماً بالنسبة لسموه، هو إذاً وضع خطر ينذر بانسداد الأفق، وقد توقف سموه عند المدن بأسمائها، توقف عند جلق ذلك الاسم التاريخي الذي يرن في خاصرة التاريخ السوري، جلق القديمة أم دمشق الحديثة، هي في أسمالها اليوم، في مأساتها التي لا تحتمل، في أزقتها وحواريها، أصبحت الآن خرائب مبعثرة تدعو للتفجع والأسى، وليست بعيدة عنها أرض بابل، بابل التاريخ القديم الجديد، الذي يدثر العراق الشامخ بويلات وعواصف لا حصر لها مثال آخر يسوقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.. ليس ذلك فحسب فإذا التفت المرء فثمة دماء تسيل، وثمة حقد دفين وثمة ما يشوه وجه الحاضر، فهي ليست العراق التي نعرف، ثمة نزاعات وشقاقات وحروب تقودها جماعات وطوائف وأحزاب وتيارات نسيت في غمرة تناحرها الطائفي والمذهبي وحدة الأخوة والدم والمصير.
وسموه في قصيدته هذه، يروعه أمر الدم الذي يسال، ويروعه أكثر لا جدوى وبشاعة هذه الحروب والكوارث، التي أصبحت كأنها حادث يومي عبثي، من السهل أن تراه في فقد عزيز، وفي موت بريء، هو بالنسبة لسموه عنوان لكارثة، لا يمكن أن تصمد أمامها أي مبررات إنسانية وخلقية وعقائدية.
وسموه في غمرة تساؤلاته تلك، وفي غمرة تمعنه في هذا الواقع العربي والإسلامي المشتت، لا ينسى ماضي الأمة العربية التليد، هذا الماضي المشرق، الذي سجل مآثر وتواريخ مشرقة ساطعة، هي بكل تأكيد ترفض هذا الواقع، ولا تطيقه ولا ترى فيه غير الجحيم الذي لا يليق بهذه الأمة الكبيرة.
أطلعتها سري فضج مطوّق كانت له المهج العزاز تساق
وطن يراني فيه صاحب بدعة في حبه ويغار كيف أشاق
وتربعت في خيمة بدوية نفس لها بين النجوم رفاق
مبهورة بهوى القريض أبيةعربية إنسانها عملاق.
في تلك الأبيات يروق لسموه أن يؤكد دور الثقافة والشعر، يروق له أن يذكر القارئ بتلك البساطة التي يتميز بها سموه، هذه البساطة في أكناف خيمة عربية يسطع فيها قريض الشعر، إنما هي صورة تستأنس ذلك الصفاء، وتستأنس ذلك المجد في عصمة الكلمة الممهورة بحد النباهة والرأفة وتروم إنساناً عربياً متناغماً مع هواجسه، ومتصالحا مع مبادئه، ومصافحا نجمة تحلق في الأعالي، تقول لهذا الراهن العربي كفى وألف كفى.
في تلك الخيمة البدوية التي ترنو إلى الأعالي أخذ سموه يجمع نور الحروف، فينتشي قلمه على أوراق بيضاء، كأنها بمثابة البشارة، التي ترفض هذا الواقع وتزدريه، فإذا الحروف تتحول إلى كلمات مجنحة وإذا الصفحات ترق، وتهدأ، وإذا بها تشرق وتمعن في الإشراق، طالما تذكرت تلك الأمة العظيمة، التي ربما يخبو مجدها مؤقتاً، ولكنها في مقبل الأيام ستنهض، كسابق عهدها، في الواقع الذي كان، وفي متون الكتب وفي ظلال التاريخ، الذي سطر أبهى وأنصع الإنجازات.
وأخذت أجمع نور حرفي فانتشى قلم له تتنافس الأوراق
فإذا الصريف حفيف أجنحة العلا وإذا الصحائف كلها إشراق.
وها هو سموه يؤكد على ما يليق بالإنسان العربي، وما يليق بالأمة العربية والإسلامية، كما يذكر بالنهج الذي سارت عليه وخططت له الإمارات التي تروم الصدارة والمركز الأول في كل الميادين، وهو الذي يؤكد الأقوال بالأفعال والبراهين، وهي الحقائق التي تجسدت على أرض الإمارات، التي تثبت يوما بعد يوم أنها أهل للجدارة والاستحقاق.. وأنه لا ينازعها في بلوغ هذا الهدف أي مستحيل، طالما تسلحت بالعلم والإيمان وبثقة الإنسان العربي بتاريخه وحاضره، ونهج قيادته الرشيدة التي تعمل المستحيل، لكي تبقى شامخة يتردد صدى صوتها في الأعالي.
في البيتين الثامن عشر والتاسع عشر يؤكد سموه على أصالة الإنسان العربي ونسبه العريق الذي يفاخر به بين الأمم والشعوب، لما قدمه الإنسان العربي عبر تاريخه الطويل من إسهامات عظيمة أفادت البشرية جمعاء ونهضت بمستوى معارفه، هذه الحضارة التي انطلقت من أرض الخليج العربي، حيث الشرف والبطولة والعنفوان والكرم هما عنوان الإنسان ومداده، ومنهجه الحياتي الذي يمارسه في كل الأوقات والأزمان من دون انقطاع، وهذه الصفات هي عهد كل عربي أصيل يتمتع بالشهامة والإباء، كما يؤكد سموه على كثير من النقاط التي يجب التوقف عندها، والتي تلخص في مجموعها صفات العربي الأصيل الذي إذا ما اشتدت الصعاب عليه، يلجأ للحكمة، والحكمة في عرف العرب، هي خلاصة تجارب الناس عبر مئات السنين.
ويشير سموه إلى استمرارية هذا النهج المتأصل لدى أهل الخليج في الخمسة التالية، حيث كانت دول الخليج هي السد المنيع والحصن الذي منع انهيار الأمة العربية وغرقها في دوامة العنف والحروب أكثر مما هي غارقة الآن، ولولا بطولات جنود الخليج الشجعان والبواسل لكان اليمن الشقيق قد ضاع وقسم وأحرق من الداخل وأصبح مستقبله حالك السواد تائهاً في دوامات العنف والتشرذم، لكن جيوش الخليج جاءت منتصرة لطلب أبناء اليمن ونجدتهم من الشرذمة التي تحاول العبث بأرضه وإغراقه، فانطلق بواسل الخليج يذودون بأرواحهم لنصرة أهلهم في اليمن، فكانوا كما يقول سموه في صورة رائعة «كتائباً تنساق».
تستمر القصيدة في تصوير مواقف البسالة، وشجاعة هؤلاء الجنود، وما سطروه من مجد، وهم عند خط النار يقبضون على سلاحهم وينصرون المظلوم ويعيدون إليه الحق، وهم حافظو العهد، وإذا جاء يوم القتال فهم دائماً رجال الفداء، ولولا هذه التضحيات العظيمة لكان وضع المنطقة مختلفاً جدا وكان أهل اليمن يعيشون أصعب الأحوال، في ظل سيطرة فئة من المخربين والعابثين أو السارقين كما يصفهم سموه.
ودول الخليج اليوم هي ملاذ الأمة وعنوان مجدها، وهي الحصن المنيع الذي يعيد عزة الأمة العربية، وتاريخها المجيد وأثرها العظيم، ويعيد لها الفخر بعد السنين الطوال التي انحنى فيها ظهر العرب، ومادام أن دول الخليج يد واحدة، فالواجب يقتضي التعاضد لدحر العدوان، وأصحاب النوايا البائسة التي تحاول أن تزعزع أمن المنطقة، ومادام العرب جميعاً في خندق واحد، فما يحصل في ذلك الخندق يحصل للجميع.
ويتابع سموه مؤكداً على أن دول الخليج ستعيد قوة الأمة وكبريائها لتلحق بركب الحضارة العالمية وتكون أحد المساهمين في هذه الحضارة في شتى المجالات الفكرية والعلمية، بل وتكون السباقة والأولى وقائدة لمسيرة التطور والازدهار التي يحلم بها البشر جميعاً.
يتبع في الأسفل شرح قصيدة الى أمتي الصف الحادي عشر كاملة