0 تصويتات
في تصنيف ثقافة وعلوم اسلامية بواسطة (627ألف نقاط)

خطبة بعنوان : الأدوات المدرسية ووضعية الفـقراء

مرحباً اعزائي الزوار في موقع باك نت يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم خطبة صلاة عيد الأضحى مكتوبة ومؤثرة وهي خطبة بعنوان : الأدوات المدرسية ووضعية الفـقراء

الإجابة هي 

خطبة بعنوان : الأدوات المدرسية ووضعية الفـقراء

الحمد لله يُعِزُّ من يشاء ويُذِّلُّ من يشاء ، جعل الفَـقْر والغِنَاء امتحانا في ابتلاء ، سبحانه وتعالى أغنى بفضله ورحمته الأغنياء ، وأفقر بحكمته وعدله المحرومين الضعفاء ، { وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ ، فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَآدِّي رِزْقِهِمْ عَلَى 

مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ فبنعمة الله يجحدون } ، 

  ( سورة النحل : 71 )

وأشهد أن لا إله إلا الله هو الغني ونحن الفقراء ، شرع للمحرومين حقا معلوما من مال الأغنياء ، حتى يعيشوا جميعا متعاونين أقوياء ، تُرْهِبُ اُتِّحَادُ قوَّتِهمُ اُلْأَعْداء ، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله إمام الرسل وخاتم الأنبياء ، حث عليه الصلاة والسلام على مساعدة المساكين والفقرآء ، فكان الناس بشرعه سعداء ، ﷺ وعلى آله وأصحابه الطيبين الشرفاء ، الذين هم أشداء على الكفار بينهم رحماء ، وعلى التابعين لهم بإحسان مادامت الأرض والسماء…

أما بعد :

فيا أيها الاخوة المؤمنون ؛ أوصيكم ونفسي أولا بتقوى الله

               وطاعته .

آيات التقوى ................ 

أيها المؤمنون عباد الله

 كونوا عباد الله اخوانا ، وتعاونوا على البر والتقوى ، ألا ومن التعاون على البر والتقوى ، مسعادة طالب العلم ليبلغ المنى والدرجات العلى ، فهاكم المدارس قد تستعد لفتح أبوابها لتستقبل الطالب الناجح فيتقدم في حقول العلم والمعرفة إلى الأمام ، كما تستقبل أيضا الراسب ليعيد الكرة مرة أخرى ، لعله يتفادى أخطاءَ وتهاونَ السنة الماضية ، وإلا فمصيره الطرد والإبعاد ، فَالسقوطُ في المدرسة مرتان ؛ إِجْتهاد بمعروف ، أو طرد بغير إحسان ، والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين كذَا الطالب الحُـرُّ لا ينبغي أَن يُّتَرَسبَ كَـرَّتَيْن .

أيها المؤمنون : إنَّ الإسلامَ قد أوجب على المسلم العلمَ من المهد إلى اللحد ، وفرضه على كل مسلم ومسلمة دون التحديد بأيام ولا بسنوات . 

والرسول ﷺ يقول : « طلب العلم فريضة على كل مسلم » . 

أيها الأخوة المؤمنون ؛ إن مما يحتاج إليه التلاميذ في هذه الأيام المساعدةَ المادية بالدرجة الأولى ، مساعدةَ المحتاجين الذين أثقلت كواهلهم الأدوات المدرسية الثقيلة وثمنها الأثقل ، هذه الأدوات التي تقف في سبيل الفقراء ، وتعرقل في حياتهم مسيرة التعليم ، ومن عادتنا من فوق منبر الجمعة أن ننبه إلى هذا المشكل في بداية كل عام دراسي ، فَـيَجِدُ التنبيهُ - ولله الحمد الهادي من يشاء الى فعل الخير - آذانا صاغية ، وقلوبا حانية ، 

وها هي الحالة تتكرر مرة أخرى ، فيجب أن يتكرر معها التنبيه والنداء ، ولا بد من الوقوف عند الأزمات وإن تعددت أَزْمِنَتُهَا ، وما شرع الإسلام صلاة الجمعة وَخُطْبَتَيْهَا إلا لتسايُرِ المجتمع ، وتعالج أحداثه بحلول الإسلام الناجعة . 

فتعالوا بنا اليوم نحرك القلوب الرحيمة ، والنفوس المؤمنة ، لمساعدة الأسر الفقيرة ، وكما تعلمون فهذه الأيام تمر على الفقراء كالإعصار أو الصاعقة ، لم يستفيقوا بعد من نَّطْحَةِ كبش العيد المؤلمة ، إذا بنطحات الأدوات المدرسية تتوجه صوب جيوبهم لِتَسْتَنزِفَهَا ، منهم من تخلف عليه ديونا لن يتخلص منها بَعْدُ بسهولة ، ومنهم من تخلف له نزاعا وخصاما بينه وبين زَوْجِهِ وَبَنِيهِ ، ومنهم من يخرج أبناءه أو على الأقل بعضا منهم من المدرسة مرغما جَرَّآءَ عَدَمِ اِستطاعتِهِ شراء الأدوات المدرسية ، ليتسلم بعدها الشارع أبناءه وما فيه من البطالة والمخدرات والفساد ؛ فهل تعلمون يا أصحاب القلوب الرحيمة ، أن متوسط 

ما تتطلبه أدوات تلميذ واحد يفوق 5000 دينار ؟ هذا في المدارس العمومية ، أما المدارس الخصوصية فحدث ولا حرج ، ألا وهل تعلمون يا أصحاب النفوس المؤمنة الرحيمة ، أن أغلب الأسر يتراوح عدد الأبناء فيها ما بين ثلاثة إلى خمسة ؟ وهل تعلمون أن بيننا فقراء ، راتبهم الشهري لا يفي بأغراضهم الضرورية المعيشية ، ناهيكم عن أغـراضهم التعليمية ؟ وهل تعلمون أن بعض المدارس لا تعرف إلا لغة الطرد لمن لم يأت بالأدوات ؟ وهل تعلمون أن أعدآء الأمـة إنما يستغلون في تنصير شبابنا الفقر والحاجة ، والجهل والأمية في هذه المناسبات ؟ فإن لم تملئوا اليوم هذا الفراغ وتقطعوا على الصليبيين الطريق بمساعدة الفقراء في محاربة الجهل والأمية ، فإن مكايدهم غدا أو بعد غد

  لهم بالمرصاد . 

فمن أين يأتي التلميذ الفـقير بثمن أدواته الإجبارية ومصاريف الأسرة من الأكل والملبس والمسكن وَشَبَحِ الكــراء ، وفاتورةِ الضوءِ والماءِ قد أثقل كاهل الأبآء ؟ هذا عند الأسر التي وَجَدَ فيها الأب عملا يعول به أسرته ، فكيف بالأسرة التي الأب فيها عاطل عن العمل ، أو أنه الى الدار الأخرة انتقل ؟ وأنتم تعلمون مدى العمق الذي وصل إليه أخطبوط البطالة ، وليس في بلادنا فحسب

، بل في العالم كله ! فكيف باليتامى الذين مات أبوهم أو غاب ؟ وبقيت الأم أرملة ضائعة ؛ تَـكُدُّ وَتُثَابِرُ وتعمل ليعيش أبناؤها ، وإلا فالجوع لهم بالمرصاد ، وناهيك عن نتائج الطلاق ، وتفكيك الأسر ، وضياع الأبناء ؛ هـؤلاء والله أولى بقول : 

كيف المآل إذا تكون الحــــال --- بالجوع تقضي نسوة ورجال

هذا أبو الأيتام خلفك سائــــلا --- وأبو اليتامى دأبه التســــــآل

فعساك تشفق من أليم عذابــه --- فإذا فعلت فربنا فعـــــــــــال

آه لأرملــــــــة تقود صغارها --- والدمع من أجفانهم هطــــال

عار علينا أن تموت ضعافنا --- جوعا وتفضل عندنا الأموال

فهل فكرتم أيها الأغنياء في هؤلاء ؟ يا من بسط الله عليه الدنيا ! هل سألت في هذه الأيام عن أمثال هؤلاء ؟ وقد يكونون في قرابتك ، في أسرتك - أبناءُ الاخوة أو الأعمام أو الأخوال ، فَـافتح عينيك جيدا بل افتح بصيرتك ، لا تمش بعيدا ، ألا تجد في عائلتك أسرة قد خنقتها أثـمنة الأدوات في هذه الأيام ، فـلم لا تمد لها يد المساعدة ؟ والرسول ﷺ يقول : « الصدقة على المسكين صدقة ، وعلى ذوي الرحم ثِنتَـيْنِ صدقة وصلة » وقد يكون هذا المسكين عاملا في معملك أو متجرك ، وأنت تعلم وصية الرسول ﷺ بالعامل إذ قال : « أعطوا الأجير حقه قبل أن يجف عرقه » وقد يكون من جيرانك والرسول ﷺ يقول فيما روى الطبراني والحاكم : « ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع إلى جنبه » ويقول ﷺ : « ولازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه

  سيورثه » . 

فاتصل رعاك الله يا من أغناه الله ، يامن بسط الله عليه الدنيا ، إرحم من في الأرض يرحمك من في السمآء ، إتـصل بالأساتذة والمعلمين والمدراء ، ليكشفوا لك عن حالات من الفـقر ، تتفطر لها القلوب من كمد ، إن كان في القلب إسلام وإيمان ، إن كان يدور في بالك الآن أن تقدم المساعدة في مصاريف التسجيل ، أو حتى بالكتب المستعملة ، والرسول ﷺ يجمع بين الحث على طلب العلم ، وبين الإحسان للفقراء فيقول ﷺ فيما روى الإمام مسلم : « من سلك طريقا يلتمس فيه علما ، سهل الله طريقا إلى الجنة ، ومن نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسر على معسر ، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه » 

و كأنه ﷺ يقول لنا في هذا الحديث : إن أفضل مَــن تُسَاعدون أيها الأغنياء ، هم طلبة العلم المحتاجون أَبنآءُ إخـوانِكمُ الفقرآءِ ، والله تعالى في عون أبنآئكم حتى يكونوا أكثر منكم ما دمتم عون أولآئ الأبريآء . قال تعالى : { وما تنفقوا من خير فلأنفسكم ، وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله ، وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون} ، ( الأيـة 272 - سورة البقرة ) ، والأيات في هذا الباب كثيرة ، فـنفعني الله وإياكم بكـتابه المبين وبأحــاديث سيد الأولـــــــين والأخريـن وأجارني وإياكم من عذابه المهين ، آمينَ آمين ، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين أجمعين ، والحمد لله رب العالمين . 

الحمد لله رب العالمين... 

أما بعد : أيها الاخوة المؤمنون ؛ يقول ربنا جل وعلا : { إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } ،

   ( الأية :271 سورة البقرة )

ألا واعلموا عباد الله أن الإحسان إلى الفقراء ، خصوصا عند الأزمات والنكبات جزاءه عند الله عظيمٌ وَثَـوَابُهُ كَبِـيرٌ ، والله تعالى يقول : { آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ } ، 

( الأية : 7 سورة الحديد ) - وقال تعالى : { لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحْصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } ، ( الآية : 273 سورة البقرة )

ذلكم – يا عباد الله - هو النداء الرباني إلى الوقوف بجانب الضعفاء ! وتلكم هي التوجيهات القرآنية والنبوية ، في الإحسان إلى الفقراء ! وذلكم هو جزاء من يساعد المساكين عند الله عز وجل . ونرجو ألا يكون هذا النداء صيحة في واد ، أو كمن ينادي ولكن لا حياة لمن ينادي ! 

ألا فهل من مجيب ؟ ألا فهل من مجيب ؟ ألا فهل من مجيب ؟ والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً ، إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ، ألا فاتقوا الله عباد الله ! وأكثروا من الصلاة والسلام على رسول الله ﷺ...فـــــإن الله تعالى أمركم بها في محكم كتابه فـقال عز من قآئل : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } ،

إجابتك

اسمك الذي سيظهر (اختياري):
نحن نحرص على خصوصيتك: هذا العنوان البريدي لن يتم استخدامه لغير إرسال التنبيهات.

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى موقع باك نت، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...