تحليل نص العلاقة مع الغير مقولة العلاقة مع الغير باك علوم إنسانية احلل وناقش
العلاقة مع الغير
نحن في علاقة غامضة مع الغير، تتردد بين التعاطف معه أو الخوف منه
لِمَ تكون العلاقة مع الغير غامضة
موقع bac "نت
#شرح - #تحضير #ملخص #تحليل #حل #تلخيص العلاقة مع الغير
#باك-bac
أهلاً بكم طلاب وطالبات الباك 2023 في موقعنا باك نت الموقع التعليمي المتميز عن بعد لجميع مراحل التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم من كتاب الطالب ملخصات وحلول أهم المقترحات لهذا العام تلخيص وتحليل درس العلاقة مع الغير//
كما عودناكم طلاب وطالبات المستقبل في موقعنا باك نت أن نقدم لكم من كتاب الطالب الإجابة النموذجية بمنهجية صحيحة للسؤال القائل... تحليل نص العلاقة مع الغير مقولة العلاقة مع الغير باك
.
وتكون على النحو التالي
العلاقة مع الغير
.
وردت هذه القولة في الامتحان الوطني الموحد للبكالوريا، (الدورة الاستدراكية 2011 )، مسلك العلوم الإنسانية.
" نحن في علاقة غامضة مع الغير، تتردد بين التعاطف معه أو الخوف منه "
لِمَ تكون العلاقة مع الغير غامضة ؟
1-مطلب الفهم:
إن وعي الأنا بوجودها كشخص، لا يمكن أن يكون بدون الآخرين، فالمرء يولد بمفرده ويموت بمفرده، لكن يحيا مع الآخرين، وبالآخرين وللآخرين، ففي غياب الغير تعيش الأنا عزلة قاتلة، هذه الضرورة، أي ضرورة الغير بالنسبة للأنا، تفرض على الأنا الدخول في علاقة إيجابية مع الغير، لأن كل توثر بينهما ( الأنا والغير)، يفضي إلى ضياع الطرفين، لكن الأنا، وفي محاولتها للتواصل مع الغير، وتحقيق الغايات المنشودة معه، تصطدم بمفارقات يكشف عنها واقع الغير، فهو تارة يكشف عن عالم من السعادة والطمأنينة والارتياح، وتارة أخرى، يكشف عن عالم من القلق والتوثر والمعاناة، مما يجعل الأنا في حيرة من أمرها، بين الإندفاع نحو الغير وربط علاقات معه، أو الإنعزال عنه، هذه المفارقة والإلتباس الذي يكشف عنها الغير، هو ما حاول واضع القولة إثارته بصيغة سؤال مرفق بالقولة " لِِمَ تكون العلاقة مع الغير غامضة ؟ "، وتساؤل من هذا النوع، يجعل من موضوع العلاقة مع الغير، موضوعا إشكاليا، يحمل مفارقات يمكن تبينها في التساؤل التالي:
إذا كان الغير وكما عرَّفه الفيلسوف الفرنسي الوجودي جون بول سارترJean Paul Sartre ( -1905 -1980)، " هو الآخر، الأنا الذي ليس أنا، وإذا قبلنا بضرورة وجود الغير ومعرفته المعرفة اليقينية، فكيف ينبغي أن تُبْنَى العلاقة معه ؟ فهل ينبغي بناء هذه العلاقة على التفاهم والتعاون والتسامح، أم على الصراع والإقصاء والتشييء ؟
2-مطلب التحليل: العلاقة مع الغير
يضعنا مضمون هذا القول أمام تصورين متناقضين للعلاقة مع الغير، إيجابية وسلبية، ويطالبنا بالبحث عن الأسباب التي تكمن وراء الغموض الذي يكتنف العلاقة مع الغير، يمكن تَبَيُّن هذا الأمر بوضوح من خلال تفكيك دلالة الألفاظ والمفاهيم الواردة في القولة، والتي تفتح بكلمة " نحن" والتي تفيد الجمع، أي الأنا والغير، والتي تجمعهما علاقة غامضة، وكلمة غامضة هنا، تشير إلى معنى الالتباس والتناقض، وهو ما تكشف عنه ألفاظ ومفاهيم العبارة الأخيرة من القولة، ففعل " تتردد "، يحيل على الحيرة والغموض، الذي توضحه كلمة " التعاطف معه " أو " الخوف منه "، فالتعاطف هو الميل الإيجابي للآخرين، ويحمل معنى المودة والمحبة والصداقة، أما الخوف، فهو عكس التعاطف، يحمل معنى سلبيا ممثلا في الاضطراب والقلق والمعاناة، فغموض العلاقة مع الغير إذن في هذا القول، يكمن في التقابل الموجود بين التعاطف كميل إيجابي مع الغير، والخوف كحالة نفسية سلبية، تناقض ومفارقة عبر عنها مجموعة من المفكرين، القدماء منهم والمحدثين والمعاصري، فعلى مستوى العلاقة الإيجابية مع الغير، يمكن أن نجد في مفهوم الصداقة تجل من تجليات التعاطف مع الغير، فهو مفهوم يحيل على كل معاني المودة والمحبة والصدق، أما الخوف كحالة نفسية سلبية، له نتائج مدمرة للذات، ممثلة في القلق والألم والمعاناة، لتنتهي إلى التشييء، أي تحويل الأنا إلى موضوع أو شيء بين الأشياء، مفهوم الصداقة كمفهوم إيجابي عبَّر عنه أوَّلاً في اليونان القديمة، الفيلسوف أرسطو Aristote ( 384-322 ق.م)، في مؤلفه: " الأخلاق إلى نيقوماخوس Ethique à Nicomaque "، فقد منح أرسطو الصداقة أهمية كبرى في حياة الإنسان، إنها في نظره تجلي من تجليات التعاطف مع الآخرين، أو بتعبيره " إحدى الحاجات الأشدّ ضرورة للحياة "، وهو الأمر الذي أكده في مؤلفه: " Ethique à Nicomaque الأخلاق إلى نيقوماخوس "، حيث اعتبر الصداقة الماهية الحقيقية التي تربط الإنسان بالآخرين، مهما كان سن هذا الإنسان ومرتبته الاجتماعية، وما يدعم هذا القول بالنسبة لأرسطو هو تأسيس الصداقة على مفهوم " الفضيلة "، والفضيلة قيمة أخلاقية ومدنية، تنبي على محبة الخير والجمال لذاته أولا ثم للأصدقاء ثانيا، لذلك فهي تدوم وتبقى، بخلاف صداقة المنفعة والمتعة التي تزول بزوالهما، والصداقة ضرورية ومطلب للحياة المشتركة، ولو أمكن قيام صداقة الفضيلة بين الناس جميعا، لما احتاجوا إلى العدالة والقوانين، وفي هذا يقول أرسطو: " الصداقة فضيلة، أو هي على أقل مصحوبة بالفضيلة، وفوق ذلك فهي ضرورية على وجه الإطلاق للحياة: فبغير أصدقاء لا أحد يريد العيش، حتى ولو كان ينعم بجميع الخيرات الأخرى.
أما التصور الفكري الذي يرى في العلاقة مع الغير، علاقة سلبية، يطبعها الخوف والقلق والمعاناة، فقد عبَّر عنها في العصر المعاصر الفيلسوف الفرنسي جون بول سارترJean Paul Sartre ( -1905 -1980)، في مؤلفه: " الوجود والعدم L'être et Le Néant"، لقد أكد سارتر أوَّلاً في هذا المؤلف، على ضرورة الغير لوجود الأنا، وهو ما يبدو واضحا من قوله: " الغير هو الوسيط الذي لا غنى عنه بيني وبين نفسي"، لكن هذه الضرورة، لم تلغ في نظر سارتر سلبيات الغير، فهو بنظراته –يقول سارتر- يقيد تصرفات الأنا ويرصد حركاتنا، بل يخلق لديها حالات نفسية متوترة، أبرزها حالة الخجل La Honte ، وهذه الحالة السيكولوجية التي تنتاب الأنا أحيانا، لا يمكن الشعور بها إلا بحضور الآخر ونظراته Ses Regards، وفي هذا يقول سارتر:" إن الخجل la Honte في تركيبه الأول هو خجل من الذات أمام الآخر، فأنا خجول من نفسي من حيث أتبدى للغير"، ويضيف موضحا، قد تصدر عني حركة غير لائقة، وهذه الحركة تلتصق بي، لا أحكم عليها ولا ألومها، لكن بمجرد ما أشاهد شخصا يرمقني، ويتبين لي أنه اكتشف ما في حركتي هذه من سوقية، حتى أشعر بحالة الخجل تدب في أوصالي، لا أجد لها مخرجا إلا بالهروب والتستر عن نظرات الغير التي تجمد حركاتي، فالرابطة بين الأنا والغير، هو قدرته على النظر إليَّ ( Le Regard ) فيُحَوَّلني إلى موضوع، فأُصْبِحُ موجودا للغير أتحجر تحت نظرته، ومن هنا ينشأ جزعي وقلقي على نفسي، لأن إمكانياتي مهددة من طرفه، فهو بنظرته إلي يشلني وأنا بدوري أنظر إليه وأشله وأحَوِّلُه كذلك إلى موضوع، فهناك إذن هوة لا تردم بين الأنا والآخر، يستحيل معها كل التواصل، لأن كل منهما يُشيِّء الآخر، ويسلب منه مقوماته كوعي وحرية وتلقائية وفرضية، وهذا الوضع المقلق الناشئ عن نظرات الغير، هو ما دفع بسارتر، بأن يختم مسرحية له بعنوان: " جلسة مغلقة Huis Clos "، بعبارة مشهورة لديه، يقول فيها: الجحيم هم الآخرون، L’Enfer, c’est les autres "، عبارة تجسد بوضوح العلاقة السلبية مع الغير.
يبدو إذن، من تحليل موقف كل من أرسطو وسارتر، وهما المواقف المعبرة عن مضمون القولة، أن هناك فعلا علاقة غامضة مع الغير، تتراوح بين السلب والإيجاب، لكن أي موقف من هذه المواقف السالفة الذكر، يمكن الاطمئنان إليه، أي اعتبارها المقبولة أخلاقيا أثناء بناء علاقة مع الغير ؟ هل التعاطف والصداقة والاحترام، أم الخوف والقلق والمعاناة؟
يتبع... في الأسفل