0 تصويتات
في تصنيف ثقافة وعلوم اسلامية بواسطة (627ألف نقاط)

خطبة عن قصة قوم سبأ مكتوبة اقرأ وتدبر قصة قوم سبأ 

أهلاً بكم زوارنا الكرام في موقعنا باك نت يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم أهم خطبة الجمعة مكتوبة ومؤثرة عن .قصة قوم سبأ  كما نقدم لكم الأن أعزائي الزوار في مقالنا هذا التالي.... خطبة عن قصة قوم سبأ مكتوبة اقرأ وتدبر قصة قوم سبأ 

الإجابة 

قصة قوم سبأ : خطبة الجمعة.. اقرأ وتدبر

                     الخطبة الأولي 

إن الحمد لله

نحمده ونستعينه ونستغفره،

ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،

من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ،

صلى الله عليه و على آله وصحبه ومن تبعهُ بإحسانٍ إلى يوم الدين .

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ )

[آل عمران102] 

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)

[ النساء(1)] ]

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)

[الأحزاب( 70-71.)] 

= ثم أما بعد:

فإن أصدق الحديثِ كتابُ الله،

وخير الهدي هدي محمدٍ ﷺ،

وشرَّ الأمورِ محدثاتُها،

وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة،

وكل ضلالةٍ في النار.

= أيها المسلمون الأخيار:

إن الله تعالى قص علينا قصصا في القرآن الكريم ،

لكي نعتبر من هذه القِصص ،

ونأخذُ منها الدروس والعبرَ والعظات.

( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ...)

يوسف (111)

ومن هذه القِصص قِصة قوم سبأ ....

قال الله تبارك تعالى:

 أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

( لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ(15)

فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ (16) ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَـفَرُواْ وَهَلْ نُجْزِيَ إِلاّ الْكَفُورَ)(17)

سورة سبأ

- كانت سبأ ملوك اليمن وأهلها, وكانت التبابعة منهم ، وهم قوم تُبّع ، وبلقيس صاحبةُ سُليمان عليه الصلاة والسلام من جُملتهم,

وكانوا في نعمةٍ وغبطةٍ في بلادهم وعيشهم.. واتساع أرزاقهم وزروعهم وثمارُهم,

وبعث الله تبارك وتعالى إليهم الرسل..

تأمرهم أن يأكلوا من رزقه ويشكروه بتوحيده وعبادته,

فكانوا كذلك ما شاء اللهُ تعالى فترةً من الزمن ,

ثم بدلوا و أعرضوا عما أُمِروا به,

فَعُوقبوا بإرسالِ السيلِ والتفرُّقِ في البلاد حتى صار يُضربُ بهم المثل.

روى الإمامُ أحمد رحمه الله : عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سبأ:

- ما هو أرجل أم امرأة أم أرض ؟

قال صلى الله عليه وسلم:

- «بل هو رجل ولِد له عشرة, فسكن اليمن منهم ستة, والشام منهم أربعة»

و كان الماء يأيتهم من بينِ جبلين , وتجتمع إليه أيضاً سيولُ أمطارهم وأوديتهم,

فعمد ملوكهم الأقادم فبنوا بينهما سداً عظيماً محكماً, حتى ارتفع الماء وحكم على حافات ذينك الجبلين,

فصار عندهم الماء الكثير بسبب ذلك السد الذي حفظ الماء بفضل الله عليهم ،

فغرسوا الأشجار واستغلوا الثمار في غايةِ ما يكون من الكثرة والحُسن, كما ذكر غير واحد من السلف منهم قتادة أن المرأة كانت تمشي تحت الأشجار, وعلى رأسها مكتل أو زنبيل وهو الذي تخترفُ فيه الثمار , فيتساقطُ الثمار من الأشجار في ذلك المكتل ما يملؤه من غير أن يحتاج إلى كُلفةٍ ولا قطاف.. لكثرته ونضجه واستوائه, هي تمشي والثمارُ يتساقطُ في ذلك المكتل حتى يمتلىء ،

وكان هذا السد بمأرب. بلدةٌ بينها وبين صنعاء ثلاث مراحل (200 مائتي كيلوا متراً تقريبا), ويُعرف بسد مأرب,

وذكر آخرون أنه لم يكن ببلدهم شيءٌ من الذباب ولا البعوض ولا البراغيث, ولا شيءٌ من الهوام,

قال ابن الجوزي -رحمه الله- في زاد المسير:

- "ولم يكن يُرى في بلدهم حيةً ولا عقرب، ولا بعوضةً ولا ذباب ولا برغوث ، ويمر الغريبُ ببلدتهم وفي ثيابه القمل ، فيموت القمل ، وذلك لاعتدال الهواء وصحةِ المزاج وعنايةِ الله بهم ليوحدوه ويعبدوه, كما قال تبارك وتعالى:

{لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ}

ثم فسرها بقوله عز وجل: {جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ}

أي من ناحيتي الجبلين والبلدة بين ذلك

{كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ}

أي غفور لكم إن استمررتم على التوحيد.

وقوله تعالى: {فأعرضو} أي أعرضوا عن توحيد الله وعبادته وشكره على ما أنعم به عليهم,

وعدلوا إلى عبادة الشمس من دون الله, كما ذكر الله تعالى قول الهدهدُ لسُليمان عليه الصلاة والسلام

{ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22)إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23)وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ )

النمل (24)

قال محمد بن إسحاق عن وهب بن منبه:

- بعث الله تعالى إليهم ثلاثة عشر نبياً..

ثم قال تعالى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ} 

. قال ابن عباس ووهب وقتادة والضحاك: أن الله عز وجل لما أراد عقوبتهم بإرسالِ العرِمِ عليهم, بعث على السدِ دابةٌ من الأرض يقال لها الجرذ( الفأران) نقبته.(أي حفرته من الأسفل) قال وهب بن منبه: وقد كانوا يجدون في كتبهم أن سبب خرابِ هذا السد هو الجرذ فكانوا يرصدون عنده السنانير بُرهةً من الزمن فلما جاء القدر غلبت الفأرُ السنانير, وولجت إلى السد فنقبته فانهار عليهم, وقال قتادة وغيره: , نقبت أسافله حتى إذا ضعُف ووهى, وجاءت أيام السيول صدمَ الماءُ البناء

 فسقط, فانساب الماءُ في أسفلِ الوادي وخَرِب ما بين يديه من الأبنيةِ والأشجار وغير ذلك, ونضب الماء عن الأشجار التي في الجبلين عن يمينٍ وشمال, فَيبِست وتحطمت وتبدلت تلك الأشجار المثمرة الأنيقة النضرة,

كما قال الله تبارك وتعالى:

{وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ }

والخمط هو الأراك ، والأراك هو الشجر الذي منه السواك .( وأثْل) وهو شجرٌ شبيهٌ بالطَّرْفاء لا ثمر له، (..وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ ) وقليل من شجر النَّبْق كثير الشوك . فأهلك أشجارهم المثمرة 

وأبدلهم بالأراكِ والطرفاءِ والسدر ، وهذا التبديل من خيرٍ إلى شر بسبب كـفرهم، وعدمِ شكرهم نِعَمَ الله عليهم.

سُبحان الله مغير الأحوال ،

تبدلت الجنتين بعد الثمار النضيجة, والمناظر الحسنة, والظلال العميقة, والأنهار الجارية,

تبدلت إلى شجر الأراك والطرفاء والسدر ذي الشوك الكثير والتمر القليل, وذلك بسبب كُـفرهم وشِركهم بالله .. وتكذيبهم الحق وعدولهم عنه إلى الباطل, وعدم شُكرِ الله على نعمته ،

 ولهذا قال تعالى:

{ذلك جزيناهم بما كـفروا وهل نجازي إلا الكـفور}

 أي عاقبناهم بكـفرهم.

قال مجاهد:

- ولا يعاقب إلا الكفور.

وقال الحسن البصري:

- صدق الله العظيم لا يعاقب بمثل فعله إلا الكـفور.

وقال ابن خيرة, وكان من أصحاب علي رضي الله عنه, قال:

- جزاء المعصية ... الوهنُ في العبادة, والضيق في المعيشة, والتعسُّرِ في اللذة,

قيل:

- وما التعسر في اللذة ؟

قال:

- لا يصادف لذةَ حلالٍ إلا جاءه من يُنغّصَهُ إياها.

ثم قال تعالى:

(وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدّرْنَا فِيهَا السّيْرَ سِيرُواْ فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيّاماً آمِنِينَ * فَقَالُواْ رَبّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوَاْ أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزّقْنَاهُمْ كُلّ مُمَزَّقٍ إِنّ فِي ذَلِكَ لاَيَاتٍ لّكُلّ صَبّارٍ شَكُورٍ )

يذكر الله تعالى ما كانوا فيه من النعمة والغبطة والعيش الهني الرغيد, والبلاد الرخية, والأماكن الاَمنة, والقرى المتواصلة المتقاربة بعضها من بعض مع كثرة أشجارها وزروعها وثمارها بحيثُ أن مسافرَهم لا يحتاج إلى حملِ زادٍ ولا ماء, حيث نزل وجد ماءً وثمراً ، ويقيلُ في قريةٍ ويبيتُ في قريةٍ أخرى بمقدار ما يحتاجون إليه في سيرهم,

ولهذا قال تعالى:

 {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا}

قال وهب بن منبه:

- هي قرى بصنعاء كانوا يسيرون من اليمن إلى اليمن إلى الشام في قرىً ظاهرةً متواصلة.

{{وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً} أي بيّنة واضحة يعرفُها المسافرون يقيلون في واحدة ويبيتون في أخرى,

ولهذا قال تعالى: {وقدرنا فيها السير} أي جعلناها بحسبِ ما يحتاجُ المسافرون إليه {سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ } أي الأمن حاصل لهم في سيرهم ليلاً ونهاراً

{ فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ} 

وذلك أنهم بطروا هذه النعمة كما قاله ابن عباس ومجاهد والحسن وغيرهم, وأحبوا الشدة والتعب والمشقة في السفر ، أحبوا مفاوز ومهامةً يحتاجون في قطعها إلى الزادِ والرواحل والسير في الحرور والمخاوف, كما طلب بنو إسرائيل من موسى عليه السلام .. أن يخرج الله لهم مما تُنبتُ الأرضُ من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها, مع أنهم كانوا في عيشٍ رغيد ..في منٍّ وسلوى وما يشتهون من مآكلٍ ومشاربٍ وملابسٍ مُرتفعة,

ولهذا قال لهم:

{ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ۚ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ ۗ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ۗ}

وقال عز وجل:

{ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا ۖ}

وقال تعالى:

{( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَـفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ )

النحل (112)

. وقال تعالى في حق هؤلاء:

{فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ} أي بكـفرهم {فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ ۚ }

أي جعلناهم حديثاً للناس وسمراً يتحدثون به من خبرهم, وكيف مكر الله بهم وفرّق شملهم ..

بعد الاجتماع والأُلفة والعيش الهنيء, تفرّقوا في البلاد ههنا وههنا, تفرقوا حتى صار تفرُّقُهم يُضربُ به المثل .

تقول العربُ في القومِ إذا تفرقوا: تفرقوا أيادي سبأ, وتفرقوا شذر مذر.

وقال سعيد عن قتادة عن الشعبي:

- أما غسان فلحقوا بالشام, وأما الأنصار فلحقوا بيثرب, وأما خِزاعة فلحقوا بتِهَامَة, وأما الأزد فلحقوا بعمان فمزقهم الله كل ممزق. 

رواه ابن أبي حاتم وابن جرير, 

وفي ذاك للمؤتسي أُسوةٌ ...

ومأربُ قفى عليها العَرِم

رخام بنته لهم حميرٌ

 إذا جاء ماؤهم لم يرم

فأروى الزروع وأعنابها

على سعةِ ماؤهم إذا قسم

فصاروا أيادي ما يقدرون

منه على شُربِ طِفلٍ فطم

وقوله تعالى:

{ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ }

أي إن في هذا الذي حل بهؤلاء من النقمة والعذاب وتبديل النعمة وتحويل العافية ، عقوبةٌ على ما ارتكبوه من الكـفر والاَثام, لعبرة ودلالة لكل عبد صبار على المصائب شكور على النعم.

{إن في ذلك لاَيات لكل صبار شكور}

قيل: نِعْم العبدُ الصبار الشكور الذي إذا أُعطي شكر, وإذا ابتُلي صبر

أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم

 فاستغفروه..

إنه هو الغفور الرحيم.

                        يتبع الخطبة الثانية على مربع الاجابة اسفل الصفحة التالية 

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (627ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
قصة قوم سبأ الخطبة الثانية

الحمد لله

والصلاة والسلام على رسول الله

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ﷺ..

= ثم أما بعد:عباد الله:

لنا في قصة قوم سبإٍ دروسٌ مستفاده

- فكانت بلادهم آيةٌ من آيات الله:

(لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ).

- أقاموا سدًّا عظيمًا على مداخل الأنهار، وحوَّلوا الصحراء إلى جنات فيحاء: (جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ).

- نعمٌ من الله كثيرة، وأجواءٌ صحية، وعظيمُ رفاهية: (بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ).

- أسفارهم سهلة وطرقهم آمنة؛ لاتصالِ العمرانِ بينها: ( قال قتادة -رحمه الله-: "كان الرجل المسافر لا يحملُ معه زادًا ولا سِقاءً، ولا يخافُ ظمأً ولا جوعًا".

ثم ماذا فعلوا ...؟

أعرضوا ...

انحرفوا

وطغوا وكـفروا..

ومن أسباب الانحراف:

السبب الاول:

1- الغفلةُ عن شُكرِ الله على نعمهِ كما أُمِروا: قال -تعالى-:

(كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ)،

وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-:

 (مَنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ نِعْمَةً فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبده)

(رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني).

السبب الثاني:

2- الإعراض عن الطاعات واستعمال النعم في المحرمات:

قال -تعالى-: (فَأَعْرَضُوا).

السبب الثالث:

3- الترف المحرم والبطر على نعم الله تعالى بطلب الأسفارِ الشاقةِ البعيدة: قال -تعالى-:

(فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ).

فماذا حدث؟

فكان الجزاء و نزول العقوبة عليهم.

- انهيارُ السد العظيم عِمادُ نهضتهم بالسيل الشديد:

(فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ... ).

- السيولُ تجتاحُ أراضيهم وتُفسدُ مراعيهم، وتَبَدّلَ الثمر بالحُثالة: -:

(وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ).

- ساروا يبحثون عن أسباب الرزق من البلاد حولهم هربًا من المجاعة، فتفرقوا في البلاد: قال -تعالى-:

(فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ... ).

- هكذا عاقبةُ الكُـفرِ بالنعمِ والانحرافِ عن أمر الله:-:

(ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَـفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلا الْكَـفُورَ).

- وهكذا عاقبةُ كلِ كفورٍ بنعم الله:

(وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا... )

(البقرة:61)،

فكانت العقوبة وكان الحرمان:

(قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ)

(المائدة:26).

- هكذا عاقبةُ الكُـفرِ بالنعمِ وعدمِ شُكرِ الله عليها : النكال والعبرةَ على مر التاريخ:

قال -تعالى-:

(وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ . فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ)

(البقرة:65-66).

- سُنةُ اللهِ ماضيةٌ لا تتوقفُ في كلِّ زمان ومكان: قال الله -تعالى-:

( وَتِلْكَ الْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا )

الكهف (59)

 (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا)

(الطلاق:8)،

(ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)

(الأنفال:53).

- لقد أُمِرُ قوم سبإٍ بالشكرِ على النعم فجحدوا،

فكانت عاقبة السوء:

(فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ).

- والله أمر بالشكر في كتابه الكريم قال جل وعلا

( بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ )

الزمر (66)

- والشكرُ عاقبتُهُ خيرٌ في الدنيا والآخرة:

قال -تعالى-:

(لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ)

(إبراهيم:7)،

وقال:

(وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ)

(آل عمران:144).

والشكرُ من أعظم أعمال الصالحين:

قال -تعالى-:

(إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ . شَاكِرًا لأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)

(النحل:120-121).

- وهذا سيد الشاكرين - محمد صلى الله عليه وسلم- فقد قَامَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ، فقِيلَ له:

- غَفَرَ اللَّهُ لكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ،

قالَ:

- أفلا أكُونُ عَبْدًا شَكُورًا.

أخرجه البخاري (4836)، ومسلم (2819)

وكان يرشدُ إليه أصحابهُ في كل وقت: قال -صلى الله عليه وسلم-:

- (يَا مُعَاذُ، وَاللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّكَ، وَاللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّكَ)، فَقَالَ: (أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ تَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ)

(رواه أحمد وأبو داود والنسائي، وصححه الألباني).

فهل نحن شكرنا الله تعالى على نعمه علينا التي لا تحصى ولا تعد

( وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ .... )

النحل (18)

فينبغي علينا التوبة ،

وإقامةِ واجبات شُكرِ النّعمة،

وإلا زيادة التمزُّق والانقسام:

قال -تعالى-:

(ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)

(الروم:41).

- استقيموا على منهج الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- تستقيمُ لكم الحياة:

قال الله -تعالى-:

 (وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا)

 (الجن:16)

وقال -تعالى-:

(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)

 (الأعراف:96).

فنسأل الله أن يجعلنا وإياكم من الشاكرين على نعماءه التي لا تحصى ولا تعد.

اللهم اجعلنا من عبادك الشاكرين

اللَّهُمَّ إنِّا نعُوذُبكَ مِن زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ.

ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..

وأقم الصلاة..

***

من أجمل ما قرأت..

صل على الحبيب قلبك يطيب..

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى موقع باك نت، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...