خطبة عن العشر من ذي الحجة والعمل الصالح 1444 فضل العشر الأول من شهر ذي الحجة
خطبة عن العشر من ذي الحجة والعمل الصالح 1444
خطبة اول العشر من ذي الحجة ملتقى الخطباء
خطبـــة جمعــــة بعنـــوان
العشر من ذي الحجة والعمل الصالح
مرحباً اعزائي الزوار في موقع باك نت يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم خطبة مكتوبة ومؤثرة مختصرة بعنوان العشر من ذي الحجة والعمل الصالح
الإجابة هي
خطبة بعنوان العشر من ذي الحجة والعمل الصالح
الخطبـــة الاولـــى
الْحَمْدُ للهِ ذِي الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ، الَّذِي اخْتَصَّ بَعْضَ الشُّهُورِ وَالأَيَّامِ بِالْفَضَائِلِ الْعِظَامِ، وَجَعَلَ أَفْضَلَهَا عَشْرَ ذِي الْحِجَّةِ الْكرَامِ، الحمد لله الذي أظهر المحجة، وأبان الحجة وفضَّل عشر ذي الحجة
وأشهد أن لا إله إلا الله فرض الحج
وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله أفضل من زار البيت وحجه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه قوى إيمانهم بالبرهان والحجة
أمــــا بعــــد
لا شك أن طبيعة ابن آدم قاصرة، مبنية على النقص والضعف، فهو ظلوم جهول، وعمله ناقص مدخول، وقدرته على الاستمرار على الطاعات لفترات طويلة محدودة، ولذا تتناوشه غمرات الجهل، وتتجاذبه فتن الدنيا، وتغريه مطامعها في الاستكثار منها،
ولذلك شاءت إرادة الله تعالى الرحيم الرحمن أن يجعل لعباده مواسم خير وبر وأيامًا فاضلة، يُقبلون فيها على ربهم، يرجون رحمته ويخافون عذابه، فقيّض لهم –سبحانه- مواسم رحمة يربحون فيها في التجارة مع ربهم، وهو الودود الرحيم، الذي لا يريد أن يعذّب خلقه، وإنما يريد أن يرحمهم، ويخلّصهم مما هم فيه من أنكاد المعاصي، وآلام الغفلة، وعذاب ارتكاب المحرمات.
وتأملو قولَ ربنا الجليل -سبحانه-: (يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا * يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا) [النساء: 26- 28]
فلما علم سبحانه –وهو العليم بما خلق- ضعف ابن آدم، وغفلته، والله -سبحانه- يريد أن يتوب عليه ويرشده ويرحمه، أرسل له رسائل عدة تدعوه إلى الهدى، واتباع الحق، والحذر من فتن الدنيا.
وإن من رحمة الله بعباده أن شرع لهم مواسم للطاعات، وحثهم على بذل مزيد من صنوف العبادة فيها، ليعوّض العبد مِن خلالها خسارته، ويجبر كسره، فشرع مواسم في أول العام الهجري وآخره، ليدخل العبد عامًا جديدًا مغفورًا له، ويخرج من العام مغفورًا له، ففي أول العام شرع صيام عاشوراء يغفر الله بصومه للعبد ذنوب سنة، ما اجتنب الكبائر، وخلال العام عظّم الشرع شهر رمضان، وجعل فيه من الغنائم والجوائز الشيء الكثير.
وفي آخر العام نوّه ربنا -سبحانه- بأيام عشر ذي الحجة، ورفع من شأنها، وحثّ فيها على طاعته، ووعد المطيعين فيها ثوابًا عظيمًا.
فقد فضّل الله تعالى العشرَ الأُوَلَ من ذي الحجة على سائر أيام العام فعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر . قالوا ولا الجهاد في سبيل الله !! قال : ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء " أخرجه البخاري.
وعنه أيضاً رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما من عمل أزكى عند الله عز وجل ، ولا أعظم أجراً من خيرٍ يعمله في عشر الأضحى " قيل : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : " ولا الجهاد في سبيل الله عز وجل إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء " رواه الدارمي وإسناده حسن.
فهذه النصوص وغيرها تدلّ على أنّ هذه العشر أفضل من سائر أيام السنة من غير استثناء شيء منها ، حتى العشر الأواخر من رمضان .
ولكنّ ليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل لاشتمالها على ليلة القدر ، التي هي خير من ألف شهر ، وبهذا يجتمع شمل الأدلة، كما نبَّه عليه غيرُ واحدٍ من أهل العلم.
قال ابن رجب -رحمه الله-: "وقد دل حديث ابن عباس على مضاعفة جميع الأعمال الصالحة في العشر من غير استثناء شيء منها"، وقال: "وكل عمل صالح يقع في هذه العشر فهو أفضل في عشرة أيام سواها من أيّ شهر كان".
عباد الله إن أيام العشر هي أيام البر، خير أيام الدنيا، فهي عشر مباركات كثيرة الحسنات، قليلة السيئات، عالية الدرجات، متنوعة الطاعات فيها يتنافس المتنافسون، ويتسابق إليها المتسابقون، حتى عدت هذه الأيام من أفضل أيام الدنيا، لما تضمنته من فضائل، واحتوت عليه من ميزات ومسائل،
يجتمع فيها من الطاعات ما لا يجتمع في غيرها، ففي أثنائها يؤدي المسلمون عبادات عظيمة، كحج البيت الحرام، والوقوف بعرفة، وغيرها من مناسك الحج، ينفقون أموالهم ويُتعبون أجسادهم، يرجون مغفرة ذنوبهم، ورضا ربهم.
وفي هذه الأيام أيضًا يرابط غير الحجيج على أيام العشر، يؤدون فرائض الله –تعالى-؛ إذ الفرائض أحب إلى الله من النوافل، ويُتبعون الفرائض بالإكثار من النوافل، يدفعهم لذلك الشوق لرضا الله ومغفرته، وهم في هذه الأيام عندما يرون الحجيج في مناسكهم يغبطونهم على ما أنعم الله به عليهم، ويشتاقون لأداء الفريضة، ويتمنون الطواف حول الكعبة والسعي بين الصفا والمروة، والوقوف بعرفة، ويتحسرون على ما حال بينهم وبين البيت من عذر أو مرض أو عدم استطاعة مالية، أو تنظيمات فرضتها جهات إدارية.
وفي أيام العشر، يجدر بالعبد الانتباه من الغفلة، والانضمام إلى الصالحين، ويسابق إلى جنة عرضها السموات والأرض، وأبواب الخير كثيرة واسعة غير محصورة ولا معدودة، فكل عمل صالح يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الخالصة لله -تعالى-، المهتدية بهدي النبي –صلى الله عليه وسلم- وسُنته، هي عمل صالح مقبول في هذه العشر.
في عشْرِ ذي الحجةِ أعمالٌ فاضلة، وطاعاتٌ متعددة، وهي غيرُ منحصرة، فما يُشرَع في سائرِ الأوقات يزدادُ تأكيدًا في تلْكُم الأيام، فإنَّ العملَ يَشرُفُ بشَرفَ الزمانِ والمكان، مع تقوى اللهِ والإحسان، ﴿ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾
تابع قراءة الخطبة في اسفل الصفحة على مربع الاجابة اسفل الصفحة التالية وهي كالتالي