شرح وتحليل قصيدة البردة للبوصيري مناسبة قصيدة البردة للبوصيري
تحليل قصيدة البردة للبوصيري
شرح وحل ملخص مرحباً اعزائي طلاب وطالبات العلم في موقعنا باك نت يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم من كتاب الطالب 2023 شرح ملخص وحل تطبيقات دروس ونصوص مقترح كما نقدم لكم الأن أعزائي الطلاب... شرح وتحليل قصيدة البردة للبوصيري مناسبة قصيدة البردة للبوصيري
الإجابة هي
قصيدة البردة للبوصيري
تعود قصيدة بُردة المديح النبوي أو كما يُطلق عليها أيضًا الكواكب الدرية في مدح خير البرية للبوصيري، واسمه شرف الدين أبو عبد الله محمد بن سعيد الصنهاجي البوصيري، ولد سنة (608 هـ) في إحدى قرى صعيد مصر، وقد تلقى علوم العربية والأدب منذ نعومة أظفاره، وتتلمذ على يد عدد من أعلام عصره، من أمثال أبي الحسن الشاذلي، ويُذكر أنه نظم الشعر من حداثة سنّه حتى أجاد قرض الشعر البليغ الذي تجلت فيه مظاهر الجزالة والسهولة، وله قصائد كثيرة برع فيها.
مناسبة قصيدة البردة للبوصيري
تعدّ هذه القصيدة من أشهر ما قيل في مدح النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، وقد نظمها البوصيري لما أُصيب بشلل نصفي استشفاعًا بها إلى الله تعالى ليشفيه ويُعافيه مما أصابه، إذ يقول إنّه كرر إنشادها ودعا الله تعالى وتوسّل إليه ثم رأى في منامه رسول الله يمسح عليه بيده المباركة ويُلقي عليه بُردته، وبإذن الله ورحمته شُفي البوصيري من مرضه بعد أن نظم هذه القصيدة، وعادت إليه صحته.
تحليل قصيدة البردة للبوصيري
تعد قصيدة البردة للبوصيري من المطولات الشعرية، وقد اتفقت معظم النسخ الصحيحة على أنّها تقع في مئة وستين بيتًا، ولتسهيل شرحها وتحليلها تم تقسيمها إلى عدة مقاطع فيما يأتي توضيح وشرح لبعضها:
شرح المقطع الأول البردة للبوصيري
يمتد هذا المقطع من البيت الأول إلى البيت الثاني عشر، بدأ الشاعر قصيدته بالنَّسيب النبوي الذي جاء على صورة غزل طاهر بريء، فأفصح فيه عن نار شوقه إلى الأراضي الطاهرة التي يحنّ إليها قلب كلّ مسلم، وهنا يُجرّد الشاعر من نفسه إنسانًا آخر يُخاطبه ويسأله عن سبب البكاء والدموع المنهمرة، هل هو من تذكر الأحبة وأماكنهم أم أنّ الريح جاءت من ناحيتهم تحمل بعضًا من عبيرهم وشذاهم، ويستطرد الشاعر في وصف حبه وهيامه الذي لا يستطيع إخفاءه عن أعين اللائمين مهما حاول إظهار الصبر والقوة والتحمل فعلامات المحبة تكشفه، والتي تتمثل بهيمان الدمع، واضطراب القلب، وإراقة الدمع على الأطلال، وعدم النوم.
بعد أن انكشف أمر الشاعر وحبّه وهيامه يعود ويطلب المعذرة وعدم المؤاخذة لهذا الهوى، فلو أصابك أيها العاذل ما أصابه وحلّ بك ما حلّ به لأنصفته وما ظلمته بهذا اللوم، ثم يعترف الشاعر للائمه بما أسداه إليه من النصح لكنه لم يلتفت إلى نصحه، فليوفر عليه نصحه لأنه لن يستمع إليه أبدًا، فقد تمكن حب الله ورسوله في قلبه، وهذه شيمة من يتمكن الهوى والحب من قلوبهم، ومن أبيات القصيدة التي مثلت ذلك ما يأتي:
أمِنْ تذَكُّرِ جيرانٍ بذي سلمِ
مزجتَ دمعاً جرى من مقلة ٍ بدمِ
أمْ هبَّتِ الريحُ من تلقاءِ كاظمة ٍ
وأوْمَضَ البَرْقُ في الظلْماءِ مِنْ إضَمِ
فما لعينيكَ إن قلتَ اكففا هَمَتا
ومَا لِقَلْبِك إنْ قُلْتَ اسْتَفِقْ يَهِمِ
أَيَحْسَبُ الصَّبُّ أنَّ الحُبَّ مُنْكتِمٌ
ما بَيْنَ مُنْسَجِم منهُ ومضطَرِمِ
لولاَ الهَوَى لَمْ تُرِقْ دَمْعاً عَلَى طَلَلٍ
ولا أرقتَ لذكرِ البانِ والعَلم ِ
فكيفَ تُنْكِرُ حُبَّا بعدَ ما شَهِدَتْ
بهِ عليكَ عدولُ الدَّمْعِ والسَّقَم
وَأثْبَتَ الوجْدُ خَطَّيْ عَبْرَة ٍ وضَنًى
مِثْلَ البَهارِ عَلَى خَدَّيْكَ والعَنَمِ
نعمْ سرى طيفُ من أهوى فأرقني
والحُبُّ يَعْتَرِضُ اللَّذاتِ بالأَلَمِ
يا لائِمِي في الهَوَى العُذْرِيِّ مَعْذِرَة ً
منِّي إليكَ ولو أنصفتَ لم تلُمِ
عَدَتْكَ حالِيَ لا سِرِّي بمُسْتَتِرٍ
عن الوُشاة ِ ولادائي بمنحسمِ
مَحَّضَتْنِي النُّصْحَ لكِنْ لَسْتُ أَسْمَعُهُ
إنَّ المُحِبَّ عَن العُذَّالِ في صَمَمِ
إني اتهمتُ نصيحَ الشيبِ في عذلٍ
والشَّيْبُ أَبْعَدُ في نُصْحٍ عَنِ التُّهَم
شرح المقطع الثاني البردة للبوصيري
يمتد هذا المقطع من البيت الثالث عشر إلى البيت الثامن والعشرين، صوّر فيه الشاعر النفس الإنسانية وحذّر من هواها، وضمّنه خطرات نفسية على جانب كبير من الأهمية؛ إذ تحدث عن فساد نفسه وانصرافها عن دعوة الحق، وتقصيرها في أداء الواجب، بالرغم من شيب شعره وتمكّن العجز من أعضائه، لكنّ النفس لم تكفّ عن جهلها، فهل من مُعين على كبح جماحها ولجمها كما تُلجم الخيل.
ويُشير الشاعر إلى أنّ النجاة تكون بعدم الإنصات للنفس وعدم الاستجابة لنوازعها، ومخالفتها هي والشيطان مهما حاولا أن يُظهرا الودّ والمحبة؛ لأنهما أعداء الإنسان في هذه الحياة؛ فالنفس أمار بالسوء والشيطان عدو مبين، ثم يحذّر الشاعر الإنسان من أن يكون من الذي يقولون ما لا يفعلون، فذلك من أقبح الصفات التي قد يتصف بها، ومن أبيات القصيدة التي تمثل ذلك ما يأتي:
فإنَّ أمَّارَتي بالسوءِ ما اتعظتْ
من جهلها بنذيرِ الشيبِ والهرمِ
ولا أَعَدَّتْ مِنَ الفِعْلِ الجَمِيلِ قِرَى
ضيفٍ المَّ برأسي غير محتشمِ
لو كنت أعلم أني ما أوقره
كتمت سرا بدا لي منه بالكتم
من لي بِرَدِّ جماحٍ من غوايتها
كما يُرَدُّ جماحُ الخيلِ باللجمِ
فلا تَرُمْ بالمعاصِي كَسْرَ شَهْوَتِها
إنَّ الطعامَ يُقَوِّي شهوة َ النهمِ
والنفسُ كالطفلِ إن تهملهُ شَبَّ على
حُبِّ الرَّضاعِ وإنْ تَفْطِمْهُ يَنْفَطِم
فاصرفْ هواها وحاذرْ أنْ تُوَلِّيَهُ
إنَّ الهوى ما تولَّى يُصمِ أوْ يَصمِ
وَراعِها وهيَ في الأعمالِ سائِمة ٌ
وإنْ هِيَ اسْتَحْلَتِ المَرْعَى فلا تُسِم
كَمْ حَسَّنَتْ لَذَّة ٍ لِلْمَرءِ قاتِلَة ً
من حيثُ لم يدرِ أنَّ السُّمَّ في الدَّسَمِ
وَاخْشَ الدَّسائِسَ مِن جُوعٍ وَمِنْ شِبَع
فَرُبَّ مَخْمَصَة ٍ شَرٌّ مِنَ التُّخَمِ
واسْتَفْرِغ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنٍ قد امْتَلأتْ
مِنَ المَحارِمِ وَالْزَمْ حِمْيَة َ النَّدَمِ
وخالفِ النفسَّ والشيطانَ واعصهما
وإنْ هُما مَحَّضاكَ النُّصحَ فاتهم
وَلا تُطِعْ منهما خَصْماً وَلا حَكمَاً
فأنْتَ تَعْرِفُ كيْدَ الخَصْمِ والحَكمِ
أسْتَغْفِرُ الله مِنْ قَوْلٍ بِلاَ عَمَلٍ
لقد نسبتُ به نسلاً لذي عقمِ
أمرتكَ الخيرَ لكنْ ماائتمرتُ بهِ
وما استقمتُ فماقولي لك استقمِ
ولا تَزَوَّدْتُ قبلَ المَوْتِ نافِلة ً
ولَمْ أُصَلِّ سِوَى فَرْضٍ ولَمْ أَصُمِ
شرح المقطع الثالث البردة للبوصيري
يمتد هذا المقطع من البيت التاسع والعشرين إلى البيت الثامن والخمسين، يتحدث فيه الشاعر عن شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم مادحًا له، إذ يذكر أحواله وقيامه الليل متهجدًا، وكيف كان يشدّ أحشاءه من الجوع تحت الحجارة، وعزة نفسه حين راودته الجبال لتكون له ذهبًا.
بعد ذلك ينتقل الشاعر إلى ذكر بعض من شمائله صلى الله عليه وسلم؛ فهو سيد الأرض والسماء، وأفضل مخلوق من الإنس والجنّ، وأشرف العرب والعجم، ورسول الخير والحق، والداعي إلى الهدى والبر، والناهي عن الباطل والشرّ، فهو أصدق القائلين في النفي والإثبات، وهو الشفيع المشفع يوم القيامة، والمُختار على الجميع خَلْقًا وخُلُقًا، فلم يجاوره في جمال الجسم وكمال الخُلُق وسعة العلم أحد، ويؤكد الشاعر على أنه مهما أوتي الإنسان من بيان وبلاغة فلن يستطيع أن يصل إلى عظمة الرسول الكريم، ومن أبيات القصيدة التي تمثل ذلك ما يأتي:
ظلمتُ سُنَّة َ منْ أحيا الظلامَ إلى
أنِ اشْتَكَتْ قَدَماهُ الضُّرَّ مِنْ وَرَم
وشدَّ مِنْ سَغَبٍ أحشاءهُ وَطَوَى
تحتَ الحجارة ِ كشحاً مترفَ الأدمِ
وراودتهُ الجبالُ الُشُّمُّ من ذهبٍ
عن نفسهِ فأراها أيما شممِ
وأكَّدَتْ زُهْدَهُ فيها ضرورتهُ
إنَّ الضرورة َ لاتعدو على العصمِ
وَكَيفَ تَدْعُو إلَى الدُّنيا ضَرُورَة ُ مَنْ
لولاهُ لم تخرجِ الدنيا من العدمِ
محمدٌ سيدُّ الكونينِ والثَّقَلَيْنِ
والفريقينِ من عُربٍ ومن عجمِ
نبينَّا الآمرُ الناهي فلا أحدٌ
أبَرَّ في قَوْلِ «لا» مِنْهُ وَلا «نَعَمِ»
هُوَ الحَبيبُ الذي تُرْجَى شَفَاعَتُهُ
لِكلِّ هَوْلٍ مِنَ الأهوالِ مُقْتَحَمِ
دعا إلى اللهِ فالمستمسكونَ بهِ
مستمسكونَ بحبلٍ غيرِ منفصمِ
فاقَ النبيينَ في خلْقٍ وفي خُلُقٍ
ولمْ يدانوهُ في علمٍ ولا كَرَمِ
وكلهمْ من رسول اللهِ ملتمسٌ
غَرْفاً مِنَ البَحْرِ أوْ رَشْفاً مِنَ الدِّيَمِ
وواقفونَ لديهِ عندَ حَدِّهمِ
من نقطة ِ العلمِ أومنْ شكلة ِ الحكمِ
فهْوَ الذي تَمَّ معناهُ وصُورَتُه
ثمَّ اصطفاهُ حبيباً بارىء ُ النَّسمِ
مُنَّزَّهٌ عن شريكٍ في محاسنهِ
فَجَوْهَرُ الحُسْنِ فيهِ غيرُ مُنْقَسِمَ
يتبع في الأسفل تكمله شرح قصيدة البردة للبوصيري