0 تصويتات
في تصنيف مقالات ونصوص فلسفية باك 2024 بواسطة (627ألف نقاط)

مقالة علم النفس باك 2023

مقالة علم النفس المقترحة لباك 2023

مقالة علم النفس باك 2023

هل يمكن دراسة الحادثة النفسية دراسة علمية تجريبة؟

طرح المشكلة : تهتم العلوم الإنسانية بدراسة الواقع الإنساني وحوادثه المختلفة، من عدة جوانب، والتي تتمثل في البعد التاريخي، البعد الاجتماعي والبعد النفسي، هذا الأخير يعرف بأنه الدراسة العلمية لنشاط النفسي وأحوالها وصفاتها الذاتية، وقد اختلف الفلاسفة والعلماء حول إمكانية تناول الحادث النفسية كموضوع للدراسة التجريبية، فذهب البعض إلى القول إن الحادثة النفسية بعيدة عن الدراسة العلمية، وذلك بسبب طبيعتها المعقدة وموضوعها المتداخل، في حين اعتبر آخرون أنه يمكن دراسة الظواهر النفسية دراسة تجريبية علمية، وذلك بالتركيز على المظاهر السلوكية، بين هذا وذاك نتساءل هل الظاهرة النفسية تقبل الدراسة العلمية أم أن ذلك يعتبر أمرا مستحيلا؟

محاولة الحل

الموقف الأول: لا يمكن دراسة الحديثة النفسية دراسة تجريبية

يرى عدد من الفلاسفة والعلماء أنه لا يمكن دراسة الظاهرة النفسية موضوعا لدراسة علمية، وذلك نظرا لما لها من طبيعة معقدة ومتداخلة ما يجعلها مستعصية عن الدراسة العلمية، من أهم رواد هذا الموقف نجد جون ستيوارت ميل وبول ريكور وغيرهم

الأدلة والحجج : أن الدراسة العلمية التجريبية للظواهر ترتبط ارتباطا وثيقا بطبيعة العلاقة القائمة بين الذات الدراسة والموضوع والمدروس فإذا كانت هذه العلاقة منفصلة حيث تكون الذات مستقلة للموضوع، كما هو الحال في العلوم الطبيعية تكون الموضوعية ممكنة، أما إذا كانت العلاقة متصلة حيث تكون الذات مندمجة في الموضوع وجزء منه، كما هو الحال في مجال الدراسة النفسية، تكون الموضوعية متعذرة، لهذا يقول جون بياجي" إن وضعية من هذا القبيل تتداخل فيها الذات بالموضوع هي سبب الصعوبات الإضافية التي تفرضها علوم الإنسان مقارنة مع العلوم الطبيعية. فالحادثة النفسية لا تشبه الأشياء المادية، فهي تمتاز بجملة من الخصائص التي تحول دون دراستها دراسة علمية، وتجعل الوقوف على قوانينها وتحديدها صورتها أمرا مستحيلا، ولعل من أبرز الخصائص أن الحادثة النفسية حادثة معنوية، لا يمكن ملاحظتها فهي لا تشغل مكانا يقول أوغست كونت " لا يمكن للعقل أن يفكر ويلاحظ تفكيره، إلى جانب ذلك فالحادثة النفسية موضوع لا يعرف السكون، فهي تمتاز بالتغير الدائم فلا تثبت على حال من فرح إلى قلق ومن قلق إلى سعادة وغيرها، ويصفون هذا التغير فيما يعرف بالديمومة فيقول برغسون الشعور تيارا متدفقا لا ينقطع إلا بموت صاحبه"، ثم إننا عندما نعرف الشعور نقول إنه وعي الذات لذاتها وأحوالها النفسية المتغيرة، أي أن التغير صفه ملازمه للنفس، ثم إن الحادثة النفسية زمنية لا مكانيه، فلا مكان للشعور ولا حجم للذاكرة ولا حيز للانتباه، بينما يمكن تحديد زمن الحادثة، فقد أكون في الصباح سعيدا وفي المساء قلقا وغيرها، عكس الظاهرة المادية الطبيعية فيمكن تحديد مكان الألم ولا يمكن تحديد مكان الحلم فهي سيل لا ينقطع من الحركة والديمومة.

كما أنها شديدة التداخل والاختلاط، فلا تمكن معرفة السبب الرئيسي والواضح الذي يتحكم في الحادثة، إذ تتأثر الذات النفسية بالماضي وتراكماته والحاضر والتجليات والمستقبل وتطلعاته، كما أنها فريدة من نوعها لا تقبل التكرار، فلأسباب ولا الأشخاص ولا الزمان ولا المكان بعيد الأحداث، ولا النتائج تكون هي هي لأنها ذات صبغة ذاتية، تفتقر إلى التعميم فهي لا تخص إلا صاحبها كما أن نتائجها لا تتجاوز حدود الوصف والكيف، ولا تقبل القياس الكمي ولا يمكن قياس حجم الفرح ولا القلق، وهذا ما جعل كلود بيرنار يقول "لا يوجد علم ما لم تكن هناك كميات قابلة للقياس أو التقدير الكمي كما أن اللغة المستعملة تعجز أحيانا عن وصف ما يجري في النفس بصدق، فضل عن النطق الفصيح باللاشعور، الذي يؤثر على وعي ذات لذاتها خاصة أولئك الذين يعانون من الكبت والمشاكل والعقد النفسية، لهذا يقول بول ريكور "نحن نقول ما لا نقول "، ثم إن الحادثة النفسية ذاتية، لا يدركها سوى صاحبها، فما يجري في نفسي لا يمكن أن يجري في نفسي غيري، ثم إن صاحبها قد تختلط عليه في بعض الأحيان الحالات النفسية ولا يدرك سببها الحقيقي، حتى أنه عند التعبير عنها قد تخونه اللغة في بعض الأحيان، فاللغة التي المستعمل لغة الألفاظ العادية، وهي كثيرا ما تكون عاجزة عن نقل ما يجري في النفس بصدق، كما أنها حادثة تقلت من مبدأ الحتمية، فحتى وإن تكررت نفس الأسباب فلا يمكن أن تحدث نفس النتائج، ففرحي اليوم ليس هو فرحي غدا، وان تكررت نفس الأسباب، فما بالك بأن نعمم أسباب فرحتي على الغير، لأن لي ذكرياتي وتجاربي الخاصة واهتماماتي وميولي وتربيه التي تميزني عن غيري من الناس أنه لا يمكننا إدخالها إلى المختبر ، ولو طبقنا عليها المنهج التجريبي لقضينا على الموضوع دراستها، ولا درسناها كماض لا كحاضر ، لهذا يقول جون ستيوارت ميل أن الظواهر المعقدة والنتائج التي ترجع إلى علل وأسباب متداخلة، لا تصلح أن تكون موضوعا حقيقيا للاستقراء العلمي المبنية على الملاحظة والتجربة".

النقد .... لكن رغبة ما قدمه هؤلاء من أدلة إلا أن الأحكام التي أصدرها تتميز بالتشدد خاصة، إذا علمنا أنهم أرادوا أن يقيسوا علمية علم النفس بمقياس وضع أصلا لقياس العلوم الطبيعية، بالإضافة إلى هذا يبقى هؤلاء سجناء التصور الكلاسيكي عن المنهج التجريبي، وما يتصل به من مفاهيم كالملاحظة والتجربة والقياس والحتمية والموضوعية، ما يعني أنه يمكن اقتحامه هذه العوائق وتجاوز الكثير من الصعوبات ودراسة الحادثة النفسية دراسة علمية تجريبية.

الموقف الثاني: يمكن دراسة الحديثة النفسية دراسة علمية تجريبية

پری مجموعة من الفلاسفة والعلماء أهمهم واطس وفرويد وغيرهم أن الظواهر النفسية يمكن أن تكون موضوعا للدراسة التجريبية كغيرها من الظواهر الأخرى، فالتقدم الذي أحرزه العلماء في مجال الدراسة النفسية ورغبه الباحثون في تحقيق الدقة والموضوعية، قد مكن علماء النفس من إيجاد الآليات المنهجية الأكثر ملاءمة لفهم طبيعة الظاهرة النفسية والارتقاء بها إلى مصاف العلوم، فلم يتقدم علماء النفس في مجال الدراسة السيكولوجية إلا عندما أدرك أن الموضوعية ليست حكرا على العلوم المعروفة بالتجريبية، وأن حدودها ليست منكمشة إلى درجة أنها لا تستوعب مواقف علمية جديدة، بحيث تعددت لديهم مناهج وطرق العمل التي كانت سببا في ازدهار العلوم السيكولوجية، وق كانت بداية الدراسة السيكولوجية مع مدرسة التحليل النفسي التي جاء بها سيجموند فرويد والذي حسبه قسم النفس الإنسانية إلى جانبي شعوري ولا شعوري حيث استطاع فرويد الوصول إلى الأسباب الكامنة في أعماق النفس، التي تؤدي إلى ظهور الاضطرابات النفسية والعصبية، فقد قسم النفس الإنسانية إلى ثلاثة مستويات الهو: وهو مستودع الغرائز الجنسية والعدوانية التي تطلب الإشباع وتسير وفق مبدأ اللذة، الآنا الأعلى ويمثل سلطة الوالدين والتربية والقيم مهمته كبح جماح اليو، وأخيرا الآنا والذي يلعب دور الوسيط، فيحاول خلق التوازن والانسجام في النفس والتفاعل بين هذه المستويات الثلاث ينعكس على السلوك الإنساني، وقد استطاع الوصول إلى هذا التفسير من خلال التركيز على الأحلام وزلات اللسان والنسيان ، وغيرها من مظاهر اللاشعور ، ويعتبر أول من خاض المبادرة والذين يرجع لهم الفضل في تطور علم النفس، هم علماء المدرسة السيكولوجية، وهي مبادرة استوحاها واطسن رائد المدرسة السلوكية من تجارب الفيزيولوجيا الروسي بقالوف، الذي أجرى تجاربه على الكلاب وهذه التجربة تبلورت لدى الباحثين سيكولوجيين، فقد ساعد المنعكس الشرطي على فهم كل عمليات التعلم من عادة وتذكر وإدراك، كما فتحت آفاق البحث الجديدة في دائرة الدراسة النفسية، وبهذا الشكل أصبح ينظر إلى علم النفس على أنه علم قائم بذاته، مثل باقي العلوم الأخرى، يقول واطس إن علم النفس كما يرى السلوكي فرعا موضوعيا وتجريبيا محض من علوم الطبيعة هدفه النظري التنبه بالسلوك وضبطه ويبدو أن الوقت قد حان ليتخلص علم النفس من كل إشارة إلى الشعور".

كما يعتبر العالم النفسي فونت والذي يرجع إليه الفضل في نشأة علم النفس الحديث وتطوره، وهو أول من أطلق على نفسه اسم عالم النفس فهو الذي حاول وضع أسس علم النفس التجريبي، وأول من أسس مختبر خاص لعلم النفس في ألمانيا وقد اعتمد على النظرية السلوكية، بعد أن لاحظ صعوبة دراسة العمليات العقلية بشكل موضوعي، مقارنة مع إمكانية مراقبة وقياس السلوك البشري. والنظرية السلوكية هي إحدى النظريات الكبرى في علم النفس، التي تدرس السلوكيات الممكن ملاحظتها بسهولة لدى الفرد، كما تسعى إلى دراسة وشرح السلوك البشري، من خلال تحليل الظروف التي عاشها الفرد والنتائج المترتبة عليها في بيئته، والخبرة المكتسبة من تجاربه السابقة؛ والتي أدت إلى ظهور سلوكه الحالي، ولم تتبن النظرية السلوكية فكرة وجود دور للوعي في سلوك الفرد الموجودة في نظريتي الوظائفية والبنيوية، ورفضت المفاهيم التي وضعها الفيلسوف فرويد حول تأثيرات اللاشعور في تحديد السلوك رفضا قاطعا بل أصرت على أن السلوك الملحوظ ( الواعي)، هو فقط ما يجب دراسته، كونه يمكن مراقبته بشكل موضوعي، ووفقا للنظرية السلوكية، فإن شخصية الفرد لا تتكون مع ولادته، إنما تأخذ شكلها من خلال مجموعة من السلوكيات المتتالية المرتبطة بالعوامل الخارجية في البيئة المحيطة به، إذ أن شخصية الطفل عند ولادته تكون كاللوح الفارغ، قبل أن تكتسب بعضا من صفاتها بشكل تدريجي اعتمادا على ما تتلقاه من مكتسبات، كذلك الأمر بالنسبة للإرادة، إذ تتأثر بالبيئة الخارجية المحيطة، واتخذ بذلك علم النفس معانيه واتجاهات جديدة بزيادة عدد علماء النفس الذين تخلوا على الدراسة الشعورية بواسطة الاستبطان واتجهوا إلى الدراسة السلوكية، حيث اعتبروا أن دراسة السلوك هي الدراسة الموضوعية، حيث تقوم على دراسة النفس الإنسانية من خلال إلحاقها بالمظاهر الخارجية، التي تظهر في صورة مثير واستجابة فيمكن تتبع الاستجابات التي يرد بها الإنسان على كل مثير، ومن ثم الوصول إلى القوانين التي تحدث السلوك وإلى فهمه وفقا لمبدا الحتمية، الذي يتيح إمكانية التعميم والتنبؤ، ولا يكون ذلك ممكنا إلا باستخدام المنهج الموضوعي، الذي يقوم على الدراسة الظاهرة النفسية وملاحظتها في وجهها الخارجي، وبغض النظر عن باطنها الوجداني الشعوري، بالإضافة إلى ذلك فقد أدخل العلماء القياس الكمي إلى مجال الدراسة النفسية، كقياس بعض القدرات العقلية مثل الذكاء والذاكرة وبعض المهارات الأخرى، وقد اعتبر السلوكيون أن الوظائف الذهنية والنفسية مثلها مثل باقي الظواهر، فهي موضوع قابل للملاحظة العلمية وما يتبعها من وضع للفروض والتحقق منها تجريبيا، ثم تدوين القوانين، ومن هذه القوانين قانون فينجر القائل إن الإحساس يساوي قوة لوغاريتم المؤثر" وقانون بيرون القائل إن النسيان يزداد بسرعة متناسبة مع قوة لوغاريتم الزمان".

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (627ألف نقاط)
يتبع

مقالة علم النفس

مثال ذلك تجرب البرت الصغير، إذ من الممكن اعتبار أن التجربة التي قام بها واطسن ومساعدته روزالي رانيار، من أكثر التجارب إثاره للجدل في علم النفس، والتي كانت تهدف لإظهار كيف يمكن تطبيق نظرية المنعكس الشرطي حيث قام بوضع فار أبيض على مقربة من طفل صغير يدعى ألبرت وببراءة تلقائية من الصغير يده يتحسس هذا الحيوان ناصع البياض، عندئذ أصدر واطسن تعليماته لمساعدته بأحداث صوت قوي ومزعج . خلف الطفل، من خلال ضرب قضبان حديدية ببعضها البعض، ما جعل الطفل يصرخ فزع ورهبا، وكررت التجربة عدة مرات بأن يوضع الفار بالقرب من ألبرت ثم يصدر هذا الصوت المزعج، فكانت النتيجة أن ظل الطفل يصرخ بشدة في كل مرة يرى فيها القار، حتى وإن كان بعيدا عنه، ثم إن الشيء الغريب الذي حدث ما يسمى ظاهرة التعميم، فأصبح يخاف من أي شيء يشبه من قريبا أو بعيد من ذلك القار الأبيض، فنلاحظ أن ظاهرة التعميم تحدث في كثير من الحالات، فإذا كان يعاني في المنزل من ممارسات عنيفة أو يتعرض لضرب باستمرار ولأي سبب كان، فإن ذلك يولد في نفس الطفل نوع من الرهاب ليس من من يعنفه في المنزل فقط، وإنما يعمم الصورة على كل يملك نوعا من السلطة في أي مكان آخر، إن تجربة واطسن قد أثبتت أن المخاوف المرضية والقلق النفسي ماهي إلا عادات أو سلوكيات خاطئة مكتسبة نتيجة تكرار التعرض لمواقف مفزعة أو مؤلمة، هذه التجربة تعني إمكانية إحداث خلل نفسي أو اضطراب سلوكي بصورة تجريبية، كما تعني أيضا إمكانية علاجه وإزالة الأعراض تبعا لما هو معروف في قواعد علم النفس والعلاج السلوكي ولعلاج حالات مثل حالة البرت، فإنه علينا أن نحدث اقترانا أو ارتباطا جديدا بين ظهور الفار الأبيض المثير الطبيعي، وبين المثير الاصطناعي لتحقيق السعادة والسرور في نفس ألبرت، فبدلا من الصوت المزعج نصدر صوت الموسيقى هادئة مثلا، أي تقديم ما يسمى بالتعزيز الإيجابي، وبهذا استطاع علم النفس أن يقطع أشواطا عديدة وكبيرة في طريقه نحو التقدم والوصول إلى مستوى من الدقة واليقين الذي يضاهي به العلمية في المادة الجامدة، وقد اتسع فهم العلماء النفسانيين باتساع مجالات أبحاثهم وتخصصاتهم، فظهرت مدارس وفروع وتخصصات فكانت الخطوة العملاقة التي خاطتها السلوكية، قد حثت العلماء على مواصلة البحث للإحاطة التامة بالحادثة النفسية، فظهرت مدارس مختلفة أشهرها المدرسة الشكلية الجشتالتية بزعامة كل من كوفكا وكوهلر، والتي استفادت من تجارب السلوكيين وأخطائهم عندما اعتبروا أن الحوادث النفسية كلها مجرد سلسلة من ردود الأفعال الآلية أو المنعكسات الشرطية، حيث إنها أخذت الكائنة الحيواني أو البشري كجسم الى يستجيب لمؤثرات المحيط دون الالتفات إلى معرفة المحيط كما يراه هذا الكائن ويتضح ذلك في قول بيار جاني" إن الظواهر النفسية ليست عقلية ولا جسمية أنها تحدث في الإنسان بأكمله إذ ليست الا سلوك هذا الإنسان ماخوذ في مجموعة"

النقد: لكن هذا التقدم والأعمال الجبارة التي قام بها علماء النفس، والتي ساهمت في تطور علم النفس وانفصاله عن الفلسفة تدريجيا، إلا أنه لا يزال البحث الموضوعي بعيدا عن الدراسة النفسية، فلا يمكن للعلماء معرفة باطن الإنسان على الوجه الأمثل، ثم إن التركيز على الجانب السلوكي، لا يعني أن العلماء قد تمكنوا من تجاوزك للعوائق، إذ لا يجب المبالغة في اعتبار الظواهر أو الحوادث النفسية موضوعا للمعرفة العلمية المطلقة لأن ذلك يؤدي إلى إلغاء طبيعتها الإنسانية، ثم ان الانسان يستطيع اصطناع السلوك وليس بالضرورة هو ما يعيشه بداخله، ما يعني أنه لا يمكن دراسة الظاهرة النفسية دراسة علمية تجربينه دقيقة.

التركيب أن التعرض الحاصلة بين الموقفين، لا ينفي إمكانية الجمع بينهما، فلا يمكن أن تكون الحوادث النفسية موضوعه لدراسة العلمية المطلقة، لان الظواهر النفسية تبقى ذاتية ومعقدة، كما لا يجب علينا المبالغة في رفض إمكانية وصول علم النفس لمستوى العلمية، فقد استطاع العلماء وتطوير المناهج والمدارس المتخصصة، التي ساعدت على إمكانية التقدم الذي يسمح بفهم الظواهر النفسية، ولو بشكل نسبي، لذا نقول إنه تنبغ دراسة الظواهر النفسية دراسة علمية، لكن مع مراعات خصوصيتها، وبالتالي نعتبر أن علم النفس علم على مئوله.

حل مشكلة من خلال ما سبق نستنتج أن الحادثة النفسية قد واجهت العديد من الصعوبات التي منعت العلماء في البداية من اعتبارها علما قائما بذاته، خاصة أن هذا العلم كان مرتبطا بالفلسفة وكان يهتم بالشعور أكثر من اهتمامه بالمظاهر السلوكية، ومع التطور مناهج البحث خاصة ظهور المدرسة السلوكية، قد أصبح بإمكاننا اليوم القول ان الحوادث النفسية يمكن تفسيرها وفهمها والتحكم فيها وتوجيهها، لذا نقول ان علم النفس جديرا بأن يعد من مجموع العلوم، خاصة من حيث اعتماده على اساليب علميه في البحث والتقصي، فهي وان كانت خاصة ومتميزة عن غيرها، فإنها قابله لدراسة العلمية اذ استطاع علماء النفس أن يحررون نسبيا الدراسة النفسية من الاختبارات الفلسفية والخرافية ويثبت وجوده كعلم له موضعه ومنهجه واستنتاجاته، كم استطاع الكشف عن العلاقات الضرورية الموجودة بين الظواهر النفسية قصد خدمه الانسان.

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى موقع باك نت، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...