0 تصويتات
في تصنيف مقالات ونصوص فلسفية باك 2024 بواسطة (627ألف نقاط)

هل في حرص الانسان على منافعه الفردية مفسدة للأخلاق؟

مقالة  حول الأخلاق

مقالة جدلية :

بكالوريا 2022 2023 bac الجزائر 

هل في حرص الانسان على منافعه الفردية مفسدة للأخلاق

أهلاً بكم طلاب وطالبات الباك 2023 في موقعنا باك نت .baknit.net الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية موضوع النص الفلسفي الجدلية والمقارنة والاستقصاء بالوضع كما نقدم لكم بقلم أستاذ الفلسفة الاجابة الصحيحة لجميع دروس والمقالات الفلسفية المتوقعة والمقترحة في باك جميع الشعب الفلسفية كما نقدم لكم الأن أعزائي الطلاب والطالبات مقالة مختصرة وهي إجابة السؤال .... هل في حرص الانسان على منافعه الفردية مفسدة للأخلاق؟

وتكون اجابتة الصحية هي التالي

هل في حرص الانسان على منافعه الفردية مفسدة للأخلاق؟

طرح المشكلة: يتميز الانسان عن غيره من الكائنات بعتباره الكائن الوحيد الذي يقيم حياته على جملة من القيم الخلقية لكنه في نفس الوقت حريص على منافعه الفردية لتحقيق بقائه واستمراره الا ان الإشكال المطروح والذي اختلف حوله فلاسفة الأخلاق هل سعي الانسان وراء منافعه و مصالحه الشخصية يفسد الأخلاق ام ان السلوك الأخلاقي لا يتحقق الا بما ينجز عنه من منافع فردية؟

محاولة حل المشكلة: عرض الموقف الاول

يرى فلاسفة المنفعة امثال'بنتام'و'جون ستيوارت ميل' و 'توماس هويس' ان الأخلاق تتأسس على المنافع الفردية وان الفعل الخلقي يقاس بما يجلب لصاحبه من مصالح وما يخلصه من مفاسد واضرار لذالك يدعو 'بنتام'كل فرد للحرص على منافعه الشخصية وتوسيع دائرتها قدر الإمكان وذلك بحسابها حسابا رياضيا وتحسب المنافع بشدتها ومدتها وخصوبتها وصفاءها وقربها واليقين من تحصيليها ويدعو "جون ستوارت مل" الى استشارت الخبراء واهل الإختصاص لضمان اكبر قدر من المنافع 

مسلمات وحجج الاطروحة:

يبني النفعيون هذا الموقف على مبدأين أولهما طبيعة الانسان الفردانية فالانسان بطبيعته يطلب النتائج المفيدة والنافعة وراء كل نشاط يمارسه وبالتالي من الطبيعي تأسيس الأخلاق على المنافع والمبدأ الثاني هو مبدأ توافق المنافع اذ يرى بنتام ان الانسان و هو منفعته يحقق تلقائيا منافع الأخرين ،فالذي ينتج الكتب مثلا يستفيد من بيعها ويفيد في نفس الوقت من يقرأها فلا تعارض اذا بين منافع الناس ولا فساد للأخلاق اذا كانت الغاية من وراء النشاط هي المنافع

النقد:لاشك ان الانسان بفطرته وطريقته يطلب المنافع ويحرص عليها ولكن لا يمكن ان تتخذ من المنافع الفردية اساس للأخلاق ومعيار لها لأن هذه المنافع مطالب انانية لا محدودة وقد يطلبها صاحبها بشتى الوسائل وعبر السبل اللأخلاقية احيانا و ليس صحيحا ان منافع الناس متوافقة دوما بل قد يحصل الانسان على منافعه على حساب غيره فالمتاجرة في المخدرات او في الاسلحة او الغش في المنتوج والتزوير كلها سلوكات قد تجلب لصاحبها الكثير من المنافع والارباح ولكنها تفسد حياة الغير وتنشر الكثير من الشرور 

عرض الموقف الثاني:لذالك يرى فلاسفة الواجب سواء كانو من العقلانيين امثال 'كانط'او من الاجتماعيين امثال 'دوركايم'ان الاخلاق هي جملة من القواعد والقيم تتجاوز المنفعة الفردية وتتجلى في شكل الزامات و اوامر تعارض هذه الطبيعة الفردانية اذ يرى الفيلسوف الالماني'كانط'ان الاخلاق هي جملة من الالزامات الداخلية والاوامر العقلية التي تحث صاحبها على اداء الواجب بعيدا عن كل منفعة او غرض مادي و في هذا الصدد يميز بين نوعيين من الأوامر العقلية-اوامر شرطية:وهي الية تدعو صاحبها لأداء الواجب الأخلاقي شريطة الحصول على منفعة وهذه الأوامر لاتصلح لتأسيس الأخلاق اما الأوامر التي تقيم الواجب الخلقي الصحيح فهي الأوامر القطعية او المطلقة وهي التي تحث على اداء الواجب من اجل الواجب دون انتضار اي مقابل مادي او منفعي

مسلمات وحجج الاطروحة: ينطلق كانط في الدعوة لتأسيس الأخلاق على مبادئ العقل المطلق بعيدا عن كل منفعة على مسلمتين اساسيتين وهي مسلمة النية الخيرة والارادة الحرة اذ ان العبرة في كل فعل خلقي في نظر كانط هي النية طيبة ولا تهم النتائج حتى ولو كانت فاسدة وهذه النية طيبة هي التي تحفظ الإرادة من الإنحراف والمسلمة الثانية هي الحرية اذ ان الحرية في نظر كانط هي جوهر كل فعل خلقي يقول في ذالك "ان الواجب الخلقي إلزام نفرضه على انفسنا بمحض اختيارنا" لذالك فإن ربط الفعل بالمنفعة الفردية يفسد اخلاقية الفعل في نظر كانط و يبعده عما ينبغي ان يكون فالذي يطلب العلم من اجل نيل الشهادة او الحصول على مهنة ينحرف عن الأخلاق لأنه جعل من الواجب وسيلة لغاية اما الذي يطلب العلم تقديسا للعلم وحتراما له فقد ادى الواجب الخلقي

النقد:لاشك ان حضور النية الطيبة والارادة الحرة شرطان لازمان من شروط الفعل الأخلاقي ولكن لا يعني ذالك رفض المنافع و محاربتها ومايعاب على الأخلاق التي يدعو اليها كانط هو انها اخلاق مثالية لاتنسجم مع طبيعة الانسان وقدرته اذ يصعب ان نجد انسان يطلب فقط المبادئ الأخلاقية وينفر من كل ماهو منفعة فالإنسان ليس عقل خالص كما تصوره كانط بل انه كما قال 'ابوحامد الغزالي'عقل وشهوة والأخلاق التي يدعو اليها كانط هي اوامر صارمة وجافة لايتحمس لها الإنسان فالإنسان قبل ان يقرر بعقله فعل الخير يميل اليه بعاطفته ويتصور فوائده ونتائجه الأنية او البعدية ولا يقرر فقط بعقل محظ لذالك يقول 'شوبنهاور' ان الأخلاق التي يدعو اليها كانط تصلح لعالم الملائكة ولا تصلح لعالم البشر

التركيب:لذالك كله فإن السلوك الأخلاقي لا يتأسس على المنافع الفردية كما تصورها النفعيون ولا يبنى ايضا على اوامر عقلية قطعية تحارب المنافع وترفضها بل على خلاف هاذين الموقفين فإن السلوك الأخلاقي الحقيقي (المتوازن)هو الذي يجمع بين مبادئ العقل ونتائج الفعل اذ من المنطقي ان يحتكم الإنسان لقواعد عقلية وهو يمارس الواجب الخلقي فيحترم جملة من الأوامر والقواعد ولكن في نفس الوقت لا يلغي منافعه الفردية بل يضبطها بجملة من القيم حتى لا تنحرف بالإنسان وتنزل به الى مستوى الحيوان ولا شك ان مثل هذه الأخلاق المتوازنة نجدها في قيم الإسلام الذي لايمنع الإنسان من منافعه الفردية ولكنه يقيدها ويضبطها بحدود حتى لا تكون مصدر لشرور و رذيلة 

حل المشكلة:نستنتج من كل ماسبق اذا ان حرص الانسان على منافعه الشخصية لا يفسد الأخلاق اذا كانت هذه المنافع محكومة بمنطق العقل ومصالح المجتمع 

إجابتك

اسمك الذي سيظهر (اختياري):
نحن نحرص على خصوصيتك: هذا العنوان البريدي لن يتم استخدامه لغير إرسال التنبيهات.

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى موقع باك نت، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...