ملخص مجزوءة السياسة مفهوم الحق والعدالة المحور الثالث العدالة بين الانصاف والمساواة
موقع bac "نت
#شرح - #تحضير #ملخص #تحليل #حل #تلخيص مجزوءة السياسة
مفهوم الحق والعدالة
المحور الثالث : العدالة بين الانصاف والمساواة
#باك-bac
أهلاً بكم طلاب وطالبات الباك 2023 في موقعنا باك نت الموقع التعليمي المتميز عن بعد لجميع مراحل التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم من كتاب الطالب ملخصات وحلول أهم المقترحات لهذا العام تلخيص وتحليل درس المحور الثالث : العدالة بين الانصاف والمساواة//
كما عودناكم طلاب وطالبات المستقبل في موقعنا باك نت أن نقدم لكم من كتاب الطالب الإجابة النموذجية بمنهجية صحيحة للسؤال القائل... ملخص مجزوءة السياسة مفهوم الحق والعدالة المحور الثالث العدالة بين الانصاف والمساواة
.
وتكون على النحو التالي
مجزوءة السياسة
مفهوم الحق والعدالة
المحور الثالث : العدالة بين الانصاف والمساواة
إذا كانت غاية القوانين هي تحقيق السعادة البشرية، من خلال العمل على نشر العدالة بين أفراد المجتمع، هذا الأخير الذي يعرف مجموعة من الاختلافات بين أفراده إن على مستوى المؤهلات والمزايا، أو على مستوى المراتب والمناصب الاجتماعية والاقتصادية، فهل العدالة الحقيقية تتجلى في المساواة بين أفراد المجتمع بغض النظر عن الاختلافات السالفة الذكر؟ أم أن العدالة الحقة هي العدالة الآخذة بعين الاعتبار التفاوتات الطبيعية الموجودة بين أفراد المجتمع، وبالتالي فالتطبيق الحقيقي لها يجب أن يتسم بالانصاف لا بالمساواة ؟
يقسم أفلاطون أفراد المجتمع تبعا للتقسيم الذي وضعه لقوى النفس فاذا كانت النفس تنقسم الى النفس الشهوية ،الغضبية والعاقلة، وكانت هذه الأخيرة، مهيأة بالطبيعة للتسيير والسهر على النفس الشهوية والغضبية، فكذلك المجتمع ينقسم الى ثلاث طبقات: هم الحكماء والجنود والحرفيون، والعدالة الحقيقية بحسب أفلاطون هي التي تجعل كل من الأطفال والنساء والعبيد والأحرار والصناع والحاكمين والمحكومين يؤدون عملهم دون أن يتدخلوا في عمل الآخرين، أي أن يتصرف كل فرد وفق المهمة التي أهلته الطبيعة لأدائها، فكما منحت القوة العضلية للجنود وأهلتهم للاتصاف بالشجاعة، من أجل الدفاع عن المدينة من الأخطار المحدقة بها، فقد منحت الفلاسفة قوة عقلية، وأهلتهم للاتصاف بالحكمة من أجل تسيير شؤون المدينة .وما الشجاعة والحكمة وكذا الاعتدال إلا فضائل، وتبقى قمة هذه الفضائل هي المتجسدة في العدالة، والعدالة المنصفة على وجه التحديد، فلا يمكن المساواة بين الحكماء والحرفيين والجنود .
إن فكرة المساواة المطلقة والسعي الى تحقيقها على أرض الواقع، تبقى مجرد فكرة تخاطب العواطف ولن تجد الدعم والتأييد إلا على لسان المثاليين، لأن العقل السليم سيرفض مثل هكذا مواقف، وذلك اعتبارا أن الناس وجدوا متفاوتين ومتمايزين من خلال طبائعهم،استعداداتهم ومؤهلاتهم ...ولا يمكن بأي حال من أحوال وضعهم على قدم المساواة دون مراعاة التمايزات والاختلافات الموجودة بينهم .
ان القيم الانسانية حسب فرديريك نيتشه وضعت على أساس "إرادة القوة" لذلك قسم الناس الى قسمين: أقوياء وضعفاء، فهناك قيم وأخلاق الأقوياء، وقيم وأخلاق الضعفاء، فالعبد هو من يتخلق ويطلب السلام والحرية والمساواة ... لأنه يريد أن يحيى حياة المحافظة على البقاء. أما السيد فهو الذي يفضل المواجهة، مواجهة المشكلات ليزداد قوة .
إذن فالذين ينادون بالمساواة إنما من الحقد والكراهية ينطلقون، الحقد والكراهية اتجاه الأشخاص الذين هم في أعلى درجات السلم، هذا ما أكد عليه ماكس شيلر فمن ينادي بالمساواة ليس هو من يمتلك قوة او نعمة، بل ذلك الذي يخشى الخسارة ويوجد في أسفل درجات السلم . والنتيجة التي يتم الوصول إليها بعد ترويج هذا الخطاب العاطفي الوجداني ــ الدعوة للمساواة المطلقة ــ هي الفوضى واللانظام .هذه الفوضى واللانظام هما ما نجد تجسيدا لهما في الفكر الماركسي، اذ أن الدعوة للمساواة بين الطبقة البرجوازية والطبقة البروليتارية ستؤدي بنا الى الصراع والفوضى: الصراع على امتلاك وسائل الانتاج، والفوضى نتيجة الثورة التي ستقوم بها الطبقة العاملة على البرجوازية، والغاية المحركة لكل هذا، هي السعي الى تحقيق المساواة بين الطبقات، لكن هذه الفكرة وكما تمت الإشارة إليها تبقى فكرة مثالية، تأمل ما ينبغي أن يكون أما الواقع المعاش فهو على النقيض من ذلك .
فالعدالة لا تتمثل ــ حسب شيلرــ في المطالبة بالمساواة المطلقة بين الناس، لأنها مساواة جائرة، مادامت لا تراعي الفروق بين الأفراد فيما يخص الطبائع والمؤهلات التي يتوفرون عليها. فالعدالة المنصفة هي التي تراعي هته الاختلافات والتمايزات، ومن الظلم أن نطالب بالمساواة المطلقة بين جميع الناس، بل إن وراء هذه الدعوة رغبة دفينة في خفض مستوى الأشخاص المتميزين الى مستوى الأشخاص الذين هم في أسفل الدرجات .
وبالرجوع الى الفلسفة اليونانية مع تلميذ أفلاطون ،يعتبر أرسطو أن العدل والانصاف متطابقين لكن رغم ذلك يبقى الانصاف هو الأفضل، ولفهم هذه الفكرة يجب الرجوع الى تصوره للعدالة .
يرى أرسطو أن للعدالة دلالتين:
دلالة عامة: وتعني علاقة الفرد بالمؤسسات الاجتماعية وتكون هنا مرادفة للفضيلة أي الامتثال للقوانين،فالانسان الفاضل هو الانسان الخاضع للقانون، وهي من هذه الناحية عامة مرتبطة بكل أفراد المجتمع ومدى امتثالهم للمنظومة القانونية .
أما الدلالة الخاصة: وتعني علاقة الفرد بالفرد وذلك من خلال اقتناع كل عضو من أعضاء المجتمع بما عنده من دون الطمع فيما عند الأفراد الباقين، وهي بدورها تنقسم الى قسمين: العدالة التعويضية، ونقصد بها إعادة الحقوق المغتصبة والمنتهكة إلى أصحابها في مجال تعاملات الناس
العدالة التوزيعية: ونقصد بها توزيع الخيرات والمناصب والشرف وكل شيء، بحسب ما يستحقه كل فرد مراعاة مع النظم الاجتماعية التي ينتمون إليها ــ فمثلا أبناء الفلاحين لايستحقون المناصب العليا في الدولة ــ .
فالعدالة حسب أرسطو في بعدها الحقيقي هي تكريس للهيمنة الطبقية، مع انصاف الأفراد الذين هيئتهم الطبيعة بأن يكونوا ذوي شرف ومناصب،على حساب آخرين وجدوا في الطبيعة كعبيد وخدم، إذ لا يجوز المساواة بين السيد والعبد أمام القانون المتميز بالعمومية في الألفاظ، بل يجب مراعاة روح القوانين من خلال الانصاف، فالعدالة الحقة هي عدالة الانصاف
إلى هنا يكون كل من أفلاطون وأرسطو قد أسسوا العدالة على الانصاف، فالكل مهيء لما خلاق له ووجد عليه في الطبيعة ولا مجال لتجاوز الحدود التي وضعتها الطبيعة للأفراد .
وفي نفس الإطار يذهب جون راولز :إذ يرى أن العدالة تتأسس على مبدأين: مبدأ المساواة ومبدأ اللامساواة
المساواة في الحقوق والواجبات، واللامساواة الاجتماعية والاقتصادية، كاللامساواة في السلطة والثروة. وهو إلى حدود هذه الفكرة متفق مع أرسطو، إلا أن الإضافة التي جاء بها راولز في كون العدل الحقيقي هو تعويض الأفراد الأقل حظا باستفادتهم من الثروة والسلطة .
فان كان أرسطو يرى بأن يبقى الأفراد الأقل حظا في وضعياتهم الاجتماعية دون التطلع إلى الفئات الأخرى، فان راولز سيضيف مفهوم جديد هو" التعاون الإرادي " ويعني به أن نوفر للأعضاء الأكثر حرمانا في المجتمع فرص أكثر من أولائك الذين لا يوجدون في هذه الوضعية البئيسة .
فالعدالة لا تعني هنا المساواة، ولكن محاولة انصاف الأفراد الأقل حظا والمهمشين دون أن نجعلهم في وضعية متساوية لباقي الأفراد الآخرين .
من هنا نكون قد حققنا نوعا من الرخاء للجميع، وبدون هذا التعاون لن يستفيد أي أحد من الرخاء فعلى الأعضاء الأكثر حرمانا ألا يكبحوا ويمنعوا الطبقات الأكثر حظا من السيادة والتوسع والعمل، كما على هؤلاء الآخرين أن لا ينسوا الفئات المهمشة داخل المجتمع .
فالعدالة الحقيقة ــ والكلام لراولزــ لن تمنعنا من استخدام المواهب الطبيعية التي تخلقها الصدف والظروف الاجتماعية، بوصفها عوامل مساعدة في البحث عن أسباب الامتيازات السياسية والاجتماعية، بل لابد من انصاف المهمشين والأقل حظا، من خلال مساعدتهم وفتح الآفاق لهم وفي الوقت نفسه انصاف الأعضاء الأكثر حظا .
خلاصة تركيبية
إن العدالة الحقيقية هي العدالة القائمة على المساواة والانصاف معا، المساواة في الحقوق والواجبات بين جميع الأفراد، باعتبارهم أعضاء يخضعون لنفس القانون، وهذا الأخير هو الفصل والحكم بين المواطنين، دون مراعاة لقرابة أو نسب أو منصب أو شرف ... وهنا ستكون المساواة هي التجسيد الفعلي للعدالة، ومن جهة آخرى كل مجتمع يضم أفراد مميزين بما لديهم وما يتصفون به من مزايا، هي غير متوفرة عند باقي الأفراد، وسنكون قد ظلمنا هؤلاء إن نحن ساويناهم مع أولائك، فالعدالة الحقيقية في مثل هذه الحالة ستكون انصاف الناس على قدر مؤهلاتهم ومميزاتهم .