مقالة جدلية خاصة للاختبار الثالث حول الشعور بالانا والشعور بالغير
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقع باك نت.baknit الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية الإجابة الصحيحة والنموذجية من مرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي bac 2023 كما يسرنا بزيارتكم أن نقدم أهم المعلومات والحلول وأفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية 2022 2023 وكما عودناكم أعزائي الزوار في صفحة موقع باك نت أن نطرح لكم ما تبحثون عنه وهو ....... مقالة جدلية خاصة للاختبار الثالث حول :(الشعور بالانا والشعور بالغير
وتكون الإجابة على سؤالكم هي على النحو التالي
مقالة جدلية خاصة للاختبار الثالث حول :(الشعور بالانا والشعور بالغير؟)
*المقدمة:
يدرس علم النفس التقليدي الإنسان من ناحية أنه كائن حي يريد و يرغب و يفكر ويشعر،أي مختلف الظواهر النفسية التي يعيشها الانسان في حياته اليومية، و بما أنه كائن مدني بطبعه يعيش مع غيره من الناس في تفاعل و تكامل وفي تنافر و تجاذب وفي حركته هاته،يحصل له ادراك ذاته، وفي الوقت نفسه يتميز بها عنهم ولقد كان الإختلاف الكبير بين الفلاسفة حول معرفة الذات بين الوعي بها أو معرفتها عن طريق الغير حيث يرى البعض من الفلاسفة انني اتعرف على ذاتي بإستقلالي وانفصالي عن الغير ويرى البعض منهم أن تعرفي على ذاتي من خلال توحدي مع الغير وبواسطتهم،و الإشكال الذي يطرح نفسه: هل معرفتي لذاتي تكون عن طريق الوعي بها؟ أم عن طريق الغير ؟
ب/ محاولة حل المشكلة:
*الموقف الاول
يرى بعض الفلاسفة أن إدراك الذات لا يكون إلا من خلال التواصل مع الأنا الآخر باعتبار الإنسان كائن اجتماعي مضطر إلى التواصل مع الغير،بل انه يتأثر بالناس ويؤثرون فيه ويتفاعل معهم ، فالوعي أو الشعور بالأنا غير كاف لمعرفة حقيقة الذات ،وهذا التفاعل الذي يحصل بين الفرد والغير يحبطه أو يشجعه ويشكل دوافعه فيصدر الغير عليه الأحكام ويدفع هذا الفرد إلى التفكير بعمق في نفسه وهذا ما ذهب إليه الفيلسوف ماكس شيلرالذي يرى أن الإنسان يعيش في جماعة أكثر مما يعي في فرده ذاته ،فالطفل يكون في بداية حياته في حالة اللا قسمة« اللاتمييز »ومع نموه داخل مجتمعه فإنه يدرك هويته الذاتية فالمجتمع هو الذي يكون الوعي الفردي ،وهذا ما يؤكده الفيلسوف الفرنسي إميل دوركايم الذي يقول : «إذا تكلم الضمير فينا فان المجتمع هو الذي يتكلم »،ويرى أن التعاطف والحب هما الطريق المعبر عن التواصل الحقيقي بالغير، لأن المشاركة العاطفية هي عمل قصدي نزوعي يتجه نحو الغير مثل العاطفة التي تربط الأم بالأب عند وفاة ابنهما،ومثل مشاركة الغير أفراحه وأتراحه،ومختلف مظاهر الحب وهكذا يتجسد الإحساس المشترك بين الذات والآخر ،و يذهب الفيلسوف الفرنسي ذو النزعة الوجودية جون بول سارتر أن وجود الآخر شرط ضروري لتكوين الأنا حيث يقولك وجود الآخر شرط لوجودي، و شرط لمعرفتي لنفسي وعلى ذلك يصبح اكتشافي لدواخل اكتشافا للآخر ،وهذا الآخر ليس مجرد موضوع بل أدركه وأعيه كإنسان موجود مثلي في هذا العالم ،والتواصل يتحقق عن طريق الوعي بالمماثلة,
*النقد:
لقد بالغ أنصار النموقف الأول في ردهم معرفة الذات إلى الوعي فقط، فالمنهج الإستنباطي منهج ذاتي و غير موضوعي وعليه فهو معرفة قاصرة علميا لأنها متحيزة و خالية من النزاهة العلمية فمقياس الصدق هنا هو الشخص الواحد فهو الملاحظ و الملاحظ في نفس الوقت لهذا قيل إن الذات التي تريد رؤية ذاتها كالعين التي تريد رؤية نفسها،
أضف إلى هذا كله أن الإنسان كائن إجتماعي بطبعه ،فهو لا يستطيع العيش بمعزل عن المجتمع، و الحياة النفسية مزيج بين الشعور و اللاشعور و هذا مأكده علم النفس الحديث على يد سغموند فرويد.
*الموقف الثاني: وقد تجاوز هيجل هذا الشعور السلبي بوجود الغير، لأنه رأى أن الذات حينما تنغمس في الحياة لا يكون وعيها وعيا للذات، وإنما نظرة إلى الذات باعتبارها عضوية. فوعي الذات لنفسها ـ في اعتقاد هيجل ـ يكون من خلال اعتراف الغير بها. وهذه عملية مزدوجة يقوم بها الغير كما تقوم بها الذات. واعتراف أحد الطرفين بالآخر لابد أن ينتزع. هكذا تدخل الأنا في صراع حتى الموت مع الغير، وتستمر العلاقة بينهما في إطار جدلية العبد والسيد. هكذا يكون وجود الغير بالنسبة إلى الذات وجودا ضروريا ... ومن هذا نستنتج - مع هيجل - بأن لا وجود للأنا ( وعى الذات ) والغير ( وعى ذات آخر ) في استقلال عن بعضهما . إذ أن الأنا والآخر ينبثقان من علاقتهما ببعضهما وليس قبلها . ومعنى هذا أن الأنا لا يكون أنا إلا بالعلاقة مع الغير( أنا الآخر ) وإن كانت هذه العلاقة علاقة صراع وحرب . فوجود الغير إذن وجود ضروري لوجود الأنا ولا يمكن اعتباره وجودا جائزا وبالأحرى قابلا للشك كما ادعى ديكارت . وفى هذا يقول هيجل « فبما أن كلا منهما من أجل ذاته فليس هو الآخر . ولكن كلا منهما يظهر في الآخر ولا وجود له إلا بوجود الآخر » .
ونفس هذه النتيجة ينتهي إليها سارتر رغم اختلاف تصوره للعلاقة مع الغير عن التصور الهيجلي يقول سارتر « لكي أتوصل إلى حقيقة كيفما كانت حول ذاتي, لا بد لي أن أمر عبر الآخر ( الغير). إن الآخر لا غنى عنه لوجودي , كما لا غنى لي عنه في معرفتي لنفسي
*نقد:لقد بالغ أنصار الموقف الثاني في ردهم معرفة الذات إلى الغير،ذلك أن لكل ذات خصوصياتها و مميزاتها التي تميزها عن الغير،فلكل ذات كيانها وهويتها الخاصة بها،كما ربط التواصل مع الغير في إطار علاقة التناقض و الصراع لا يؤدي إلى الإعتراف بالآخر بل إلى شيوع قانون الغاب و هو منطق لا يتناسب مع كرامة الإنسان و رقي عقله.
*التركيب:
إن معرفة الذات لذاتها تتوقف على الوعي و الشعور،لأن الشعور و الوعي أساس إدراك المرء لما يجول في هذه الذات و تحديد طبيعتها،لكن هذه المعرفة ليست مستقلة عن معرفة الأنا للغير فهذا الأنا لا يحدد ماهيته إلا من خلال معرفته لهذا الأنا الآخر،و عليه فالفرد يعرف ذاته من خلال ذاته ومن خلال تعايشه مع الآخرين.
وحسب رأيي الشخصي فإن معرفة الذات تكون عن طريق الوعي بها و التعامل مع الآـخرين من خلال مجموعة من القيم الأخلاقية التي تقوم على مبدأ التساوي و التعادل مع الآخرين، فالقول بالوعي معناه أن كل فرد يعي أفعاله وسلوكاته و ذاته كونه عاقلا مستقلا عن باقي الأفراد و القول بالغير معناه أن يكون الفرد كائنا إجتماعيا يتفاعل مع باقي أفراد المجتمع وفق الصداقة و الأخوة و التعاون،بعيدا عن التنافر و العنف و الحرب.
*الخاتمة:
وفي الأخير نستنتج أن معرفة الإنسان لذاته مرتبطة بوعه بها ذلك أنه حيوان عاقل و مرتبطة بالتعايش مع غيره من خلال التعامل و التواصل معهم من خلال مجموع القيم الخلقية و العادات و التقاليد التي تسير مجتمعهم