النموذج تحليل المنهج الاجتماعي نص تطبيقي: تحليل نص "سوسيولوجية القصيدة العربية" لنجيب العوفي
سنة ثانية جذع مشترك آداب وعلوم إنسانية باك 2022 2023
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقع باك نت.baknit الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية الإجابة الصحيحة والنموذجية من مرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي bac 2023 كما يسرنا بزيارتكم أن نقدم أهم المعلومات والحلول وأفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية 2022 2023 وكما عودناكم أعزائي الزوار في صفحة موقع باك نت أن نطرح لكم ما تبحثون عنه وهو ....... النموذج تحليل المنهج الاجتماعي نص تطبيقي: تحليل نص "سوسيولوجية القصيدة العربية" لنجيب العوفي
وتكون الإجابة على سؤالكم هي على النحو التالي
النموذج تحليل المنهج الاجتماعي نص تطبيقي: تحليل نص "سوسيولوجية القصيدة العربية" لنجيب العوفي
إشكالية القراءة
يفسر المنهج الاجتماعي النص الأدبي بالتركيز على على شروط إنتاجه الاجتماعية. والمنهج البنيوي التكويني يركز على استخلاص البنية الدالة، وتفسير تفاعلها مع البنية الذهنية للجماعة التي ينتمي إليها المبدع أو يمثل رؤيتها للعالم؛ فالمبدع عنصر وسيط بين البنيتين، لأنه لا يعبر عن رؤيته الخاصة، وإنما يشخص رؤية جماعية ممكنة. وهكذا فالنقد الاجتماعي ينظر إلى العلاقة بين الواقع والعمل الإبداعي أو الثقافي نظرة جدلية وليست آلية أو مرآوية انعكاسية ؛ ذلك أن الوسط الاجتماعي حين يفرز علاقات اجتماعية معينة فإن هذه بدورها تولد بنية خاصة بها، فيقوم الرواد من المبدعين بتمثلها في أعمالهم الإبداعية في شكل بنية منسجمة ودالة. كما أن أي تحول يحدث في البنية التحتية للمجتمع إلا وتتولد عنه بشكل جدلي بنيات فوقية موازية لها، وهكذا إلى ما لانهاية.
عكف على تطبق هذا المنهج كثير من النقاد في المشرق والمغرب بطرائق مختلفة، منهم نجيب العوفي، من مواليد الناضور 1948، درس بتطوان وفاس والرباط، مجاز في الأدب 1970، وفي الحقوق 1975، حصل على د.د.ع 1985 ). من أعماله : درجة الوعي في الكتابة جدل القراءة مقاربة الواقع في القصة القصيرة المغربية مساءلة الحداثة ) والنص الذي بين أيدينا مقتبس من كتابه ( ظواهر نصية). فما القضية مدار النص ؟ وما المفاهيم المؤطرة لها ؟ وكيف وظف الكاتب المنهج الاجتماعي (البنيوي التكويني) لإضاءتها ؟ وما الإطار المرجعي الذي استند إليه ؟ وما مظاهر اتساقه وانسجامه ؟
////////____///________________________________/
يوحي العنوان بدراسة القصيدة العربية في علاقتها بالخلفية الاجتماعية والتاريخية والسياسية.. ودراسة مدى تماثل بنياتها مع بنيات المجتمع. وبمقارنة بداية النص مع نهايته نلاحظ الفرق بين وضعية الشاعر في الجاهلية، حيث كان جهازا إعلاميا وثقافيا، وموقعه في العصر الحديث حيث أصبح المجتمع العربي يعيش إشكالات معقدة، يناقض ظاهرُه باطنَه.
وبملاحظة هذه المشيرات النضية: لسان الجماعة، الأنا الجمعي، البنية السوسيو – ثقافية، البنية الذهنية العميقة.. يتبين أنها مفاهيم تنتمي إلى علم اجتماع الأدب، ونفترض أن القضية المطروحة في النص هي رصد تطور القصيدة العربية منذ العصر الجاهلي إلى العصر الحديث. فإلى أي حد وُفِّقَ الناقد في تطويع تلك المفاهيم لقراءة القصيدة الشعرية بها.
الفـــهـــــــم
القصيدة الجاهلية صورة صادقة لبنية المجتمع الجاهلي، فهي تتضمن أصوات الجماعة / القبلية، وإيقاعها خطابي، والجمهور حاضر في اعتبار الشاعر، وهي تحمل هواجس الذات الجماعية. وفي العصر الإسلامي تأثر الشعر مضمونا وشكلا ووظيفة بدعوة الإسلام التي تقوم على مفهوم الأمة بدل القبيلة. وفي العصر الأموي استعاد الشعر صدقه وذاكرته وعقله الباطن.. واستيقظ الأنا القبلي، ونتج عن ذلك مفارقة وتناقض بين البنية السطحية للمجتمع والدولة (بنية مدنية متحضرة)، والبنية الذهنية العميقة لهما (بنية رعوية وقبلية). وظل الشاعر، على مدى الدولتين الأموية والعباسية، موظفا رسميا انتهازيا، فابتعد عن المجتمع، وفقد شعره قيمته الإنسانية الحقة، وإن ظل محافظا على قيمته الفنية والأدبية.
البنية السوسيو ثقافية تشكلت صيغتُها النهائية منذ العصر الأموي، فصعُب على محاولة التجديد كسر عمود الشعر، الذي لم تتخلخل بنيته إلا مع الحملة الاستعمارية التي حطمت العمود السياسي القديم بأمجاده وانتكاساته، وتفتت الكيان التاريخي والحضاري إلى فسيفساء سوريالي، فتغيرت بذلك بنية القصيدة الحديثة التي انفتحت بتشكيلها العروضي وهندستها المعمارية المفتوحة على الاحتمالات والمفاجآت، وتغيرت أغراضها، وأصبحت تعيش في عصر ومجتمع إشكاليين، يتناقض ظاهره وباطنه.
الكاتب يعالج إذن، قضية أدبية اجتماعية هي تفسير تاريخ القصيدة العربية وتطورها، وذلك بربط بنيتها الدالة بالبنية الذهنية للمجتمع. إنه يفسر أكثر مما يصف.
التحليـــــــل
المفاهيم والقضايا
الحقل التاريخي: الجاهلية، منتصف ق السادس الميلادي، دولة، الدعوة الإسلامية، الدولة الأموية.
الحقل الاجتماعي: أوتوقراطي، الإمبريالية، السياسي، عصر إشكالي، المجتمع والدولة، بنية رعوية وقبلية لسان الجماعة، أصوات الجماعة، أنا القبيلة، الأنا الجمعي، القيم المهجنة، (الفروسية، الدعوية) مدني، الأنا القبلي..
الحقل الأدبي: شعر غنائي وذاتي، إيقاع خطابي، الرسالة الشعرية، الشعر الكلاسيكي، الخيال، الملفوظ الشعري، التكسب، العمود الشعري، القصيدة الحديثة..
نلاحظ هيمنة مصطلحات الحقلين التاريخي والاجتماعي، والعلاقة بين هذه المصطلحات سببية؛ لأنها تفسر الظاهرة الأدبية (القصيدة العربية) بالعوامل التاريخية والاجتماعية.
خطوات تطبيق المنهج الاجتماعي ومعالمه
تبدو معالم المنهج البنيوي التكويني في الخطوات التي سلكها الكاتب حيث حقب الزمان إلى حقب تاريخية (الجاهلية الإسلامية الأموية والعباسية والحديثة)، ثم حدد البنية الاجتماعية لكل حقبة وبنيتها الذهنية (القبلية الأمة القبلية الرعوية العمود السياسي الراسخ بنية متحللة مع الإمبريالية الاستعمارية)، بعد ذلك حدد البنية الشعرية مضمونا وشكلا (بنية شعرية متماسكة / عمود الشعر بنية فسيفسائية ذات هندسة معمارية مفتوحة على الاحتمالات والمفاجآت متغيرة الوظيفة والبناء).
لقد فسر الكاتب شكل القصيدة وبناءها بربطه بالبنية الاجتماعية والبنية الذهنية معا، إذ ربط بين العوامل السوسيو ثقافية المنبثقة عن طبيعة المجتمع، وما تُفرزه من بنى ذهنية لها تجليات في البناء الثقافي والسياسي، وبين بنية القصيدة ذات البناء المحكم (عمود الشعر..) والبناء المتغير (تكسير البنية الإيقاعية للقصيدة العربية).
وقد اعتمد الكاتب في معالجة موضوع سوسيولوجية القصيدة العربية عمليتي الفهم والتفسير : يتجلى الفهم في كشف الكاتب عن التماسك الباطني للقصيدة العربية، وبحثه في داخل هذا التماسك عن بنيته الداخلية الشاملة ذات دلالة (عمود الشعر)، ثم حاول تفسير تلك البنية والمتعلقة بالذات الفردية و/ أو الجماعية التي تكون تلك البنية الذهنية المنظمة للنتاج الأدبي، بالنسبة إليها، طابعا وظيفيا ذات دلالة. فنظر (بالتفسير) إلى الشعر العربي في مستوى خارجي لربطه ببنية أوسع وأشمل.
من تم فبنية الشعر العربي نظيرة للبنية الذهنية للفئة الاجتماعية التي يعيد الشاعر تركيبها (تكوينها) في عمله، وإقامة الموازاة بين الرؤيا التي تحكم بنية الشعر العربي من جهة، وبين المجال الثقافي الذي ينتمي إليه الشاعر من جهة ثانية.
الإطار المرجعي
استند الكاتب في عرضه لإشكالية النص والقضايا المتفرعة عنها إلى عدة مرجعيات منها :
الماركسية
تنظر إلى الأدب كجزء من البنى الفوقية التي تعكس البنى التحتية، إنه انعكاس آلي لها. إن هناك جدلية بين الوعي والواقع، أي أن المبدع يعبر عن التحولات التي يعرفها المجتمع في إطار الصراع الطبقي، ولذلك فإن لكل إنتاج بنيات تدل على نوع التحولات التي تحدث في واقع يندثر وآخر يتكون.
النظرية الوضعية
ترى أن الواقع سابق عن الوعي، أي أن تجربة المبدع هي التي تنتج أدبه، وأن واقعه مستقل وموضوعي، ويبقى على الناقد، أثناء تناوله للنص أو لظاهرة أدبية معينة، أن يستند إلى تأثرها بالوسط الاجتماعي. فالفرد مجرد وسيط بين النص والجماعة التي ينتمي إليها، يعبر عن صراعاتها وعن تاريخها وقيمها ورؤيتها للعالم.
وقد أثار هذا الموقف إشكالات نقدية تتصل بالعلاقة بين الذات والموضوع، وبين الفرد والجماعة، إلى جانب مبدأ الالتزام الذي يدفع المبدع إلى الانخراط في قضايا المجتمع والالتزام بمبادئ الحرية والعدالة الاجتماعية..
علم اجتماع الأدب
يؤكد على ارتباط الأدب بالمجتمع، فهو انعكاس جدلي له من حيث أوضاعه وطموحات أبنائه وقضاياهم. لقد أكد لوسيان كولدمان على أن التماثل بين البنى الاجتماعية والبنى الفكرية يتم على مستوى الهياكل فيما يشبه التناظر بين الهياكل الأدبية والهياكل الاجتماعية.
البنيوية التوليدية
استمدت هذه القراءة مفاهيمها من المعرفة اللسانية بفروعها المختلفة (سوسير، الشكلانيون الروس، حلقة براغ، البنيوية)، والتي تتميز بدراسة اللغة في ذاتها باعتبارها نسقا ونظاما عناصره الأساسية هي : الصوت، المعجم، الصرف، التركيب، والدلالة، وكذا باعتبارها أداة للتواصل ؛ واستخراج البنية المنظمة لهذه العلاقات..
علم التاريخ
التاريخ خاضع لقوانين تفسر تطوره وحركيته..
النقد الفني/ الانطباعي / التأثري
يركز على تناول الجوانب الفنية، والمنهج التأثري الذي يركز على انطباعات الناقد، وعلى التأثير الفني الذي تخلفه القصة على القارئ.
طرائق العرض
وظف الكاتب بعض أساليب التفسير، والتي منها :
التعريف: تعريف القصيدة العربية وتحديد خصائصها ووظيفتها من خلال دور الشاعر على مر حقب التاريخ العربي الإسلامي.
الوصف: وصف مكونات ومميزات القصيدة العربية، وكذا مظاهر التشكيل المجتمعي العربي بدأ من الجاهلية مرورا بالدولة الأموية والعباسية، وصولا إلى المرحلة الإمبريالية.
السرد: سرد مراحل تطور المجتمع العربي وإيقاعاته المتباينة، وتعاقب العصور الأدبية الجاهلية والأموية والعباسية والحديثة، وكذا سرد مظاهر التحولات التي عرفها المجتمع العربي في بنياته المختلفة..
المقارنة: ويتجلى في تفسير بنية القصيدة العربية تفسيرا سوسيولوجيا مقابل التفسير السيكولوجي، أو الوصف البنيوي. كما يتجلى في المقارنة بين مراحل تطور القصيدة العربية عبر مختلف العصور.
والغرض من استعمال أساليب التفسير هذه هو الإقناع بارتباط تطور القصيدة العربية في موضوعها وبنيتها ووظيفتها بأوضاع وبنية المجتمع العربي من الجاهلية إلى العصر الحديث ووظيفتها. هذا إضافة إلى التنظيم المحكم للمعلومات، بحيث تظهر كلها مثل وحدة متماسكة، فيبدو الموضوع كله وكأنه حركة واحدة تُقدم عبر مراحل، فيتحقق الإقناع بطرح الكاتب.
كما اعتمد الكاتب تصميما زمنيا يقوم على التدرج، حيث عرض مراحل التطور الكرونولوجي العربية لإبراز بنيتها وموضوعاتها ووظيفتها. ولعل دور هذا التصميم في بناء الموضوع هو خلق التماسك والانسجام في نص يتناول موضوع سوسيولوجية القصيدة العربية، بلغة النقدية ذات مقصدية مباشرة يهيمن فيها ضمير الغائب العائد على القصيدة وعناصرها الفنية، والعصور التاريخية.
تابع قراءة في اسفل الصفحة على مربع الاجابة اسفل الصفحة التالية لما يأتي
مظاهر اتساق النص
مبادئ انسجام النص
عمليات انسجام النص
التركيب والتقدم