0 تصويتات
في تصنيف مقالات ونصوص فلسفية باك 2024 بواسطة (627ألف نقاط)
تم الإظهار مرة أخرى بواسطة

جميع مقالات اللغة والفكر مقالات درس اللغة والفكر باك 2022 2023 

( جميع مقالات اللغة والفكر )

عناوين المقالات :

1- مقالة علاقة اللغة بالفكر

2- الدال والمدلول

3- مقارنة بين لغة الإنسان ولغة الحيوان

بكالوريا 2022 2023 الجزائر 

أهلاً بكم طلاب وطالبات الباك 2023 في موقعنا باك نت الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية الاجابة الصحيحة لجميع دروس والمقالات الفلسفية المتوقعة والمقترحة في باك جميع الشعب الفلسفية كما نقدم لكم الأن أعزائي الطلاب والطالبات مقالة مختصرة وهي إجابة السؤال .... جميع مقالات اللغة والفكر مقالات درس اللغة والفكر باك 2022 2023 

وتكون اجابتة الصحية هي التالي 

مقالات اللغة والفكر 

المقالة الأولى 

- هل يمكن تصور وجود أفكار خارج إطار اللغة ؟

الأسئله المشابهة 

- هل يمكن التفكير فيما نعجز عن قوله ؟

- هل بإمكان اللغة أن تعبر عن كل أفكارنا ؟

- هل يمكن للإنسان أن يفكر دون لغة ؟

- هل القدرة على التفكير تتناسب مع القدرة على التبليغ ؟

* طرح المشكلة :

يعتبر موضوع اللفة من المواضيع التي نالت إهتمام الفلاسفة والمفكرين منذ القدم ، وذلك من حيث أنها ترتبط بدراسات نفسية من جهة وبدراسات أركيولوجية فيزيولوجية من جهة أخرى ، ومن بين هذه المواضيع نجد موضوع علاقة اللغة بالفكر ، فاللغة من حيث مفهومها تعرف على أنها مجموعة من الإشارات والرموز التي من بين أغراضها التواصل ، أما الفكر يمثل عمل العقل في الذات ، ولقد طرح موضوع هذه العلاقة جدلا واسعا بين الفلاسفة والمفكرين وعلماء اللغة ، فهناك من إعتبر أن الفكر ينفصل عن كل ماهو لغوي ورمزي ، وهناك من إعتبر أن كل ما هو رمزي ولغوي ما هو إلا تعبير عن كل ما هو فكري مجرد ، وبين هذا وذاك وجب طرح الإشكالية التالية : هل يمكن للفكر أن يوجد في غياب اللغة المعبرة عنه ؟ وهل بإمكاننا إصطناع وإستحداث لغة دون فكر يحكمها ويوجهها ؟ وبعبارة أخرى : هل الفكر منفصل عن اللغة ومستقل عنها ، أم أنه لا يمكن أن يوجد خارج عنها ؟

* محاولة حل المشكلة : 

يرى أصحاب الإتجاه الثنائي وعلى رأسهم ( أفلاطون ، ديكارت ، هنري برغسون ، جون بياجي ، شوبنهاور ) أن العلاقة بين اللفة والفكر علاقة إنفصال ، ومن أهم الحجج التي إستندوا عليها أن الفكر أرحب وأوسع من اللغة ، لأن أهم مميزاته أنه يمثل ديمومة مستمرة واللغة هنا تبقى عاجزة عن مسايرة ديمومته ، فالفكرة يمتاز كذلك بالحيوية وهو قابل للتطور والتجدد باستمرار ، عكس اللغة محدودة وألفاظها محدودة وجامدة وغالبا ما تكون عاجزة عن التعبير ، فالفيلسوف اليوناني ( أفلاطون ) يعطي الأسبقية الأنطولوجية للفكر على حساب اللغة ، فالفكرة في نظره له أسبقية وجودية وإبستيمولوجبة على اللغة ، أي أنه سابق في الوجود عليها ، فمستودع الأفكار المطلقة عند أفلاطون هو عالم المثل ، وهي توجد في هذا العالم بدون كلمات ، بينما اللغة تنتمي إلى عالم آخر يأتي في مرتبة سفلى وهو العالم المادي المحسوس ، وبالتالي فاللغة حسب أفلاطون ليست سوى أداة للتعبير عن فكر سابق لها ، أما الفيلسوف الفرنسي ديكارت إعتبر أن الإنسان جوهر مفكر ، والفكر مستقل عن المادة ، وبالتالي فاللغة باعتبارها مجموعة من الأصوات والحركات الخاصة بجهاز النطق مستقلة عن الفكر ، ويستند ديكارت ديكارت على اختلاف اللغة عن الفكر إلى أدلة كثيرة أهمها : أن لكل منهما كيانه ومحمولاته الخاصة ، وكذلك أن الفكر جوهر لامادي أي أنه كيان روحي داخلي مستقل يتميز بالثبات والإستقرار ، أما اللغة كيان مادي خارجي لأنها تمثل مجموعة أصوات منطوقة وكلمات مكتوبة لها قدرة على الإنتقال مما يجعلها تتميز بالحركة والدينامية ، وينفي ديكارت إمكانية قيام علاقة مباشرة بين اللغة والفكر باعتبارهما من طبيعتي مختلفتين ومتناقضتين ، واذا فالعلاقة حسبه هي علاقة إنفصال وإستقلال . أما ( هنري برغسون ) يرى أن هنالك الأفكار والمشاعر أكثر مما هناك من الكلمات ، فاللغة وفق رؤيته الفلسفية عاجزة وقاصرة عن إحتواء الفكر ، ويعكس كذلك هذا العجز في المجال العلمي ( الرياضيات والفيزياء ) ، بحيث لا تستطيع اللغة الطبيعية الإحاطة بالابداع العلمي ، وبسبب هذا العجز يلجأ العقل إلى إبداع لغة رمزية تجسد العمليات العقلية المعقدة ، ومن هنا يقسم لنا برغسون العالم إلى قسمين : أول هذه الأقسام هو العالم الخارجي ( عالم الأشياء والظواهر والموجودات المادية ) ، وثاني هذه الأقسام هو العالم الداخلي الذي يمثل الحالات الفكرية والشعورية الوجدانية ، فإذا كانت اللغة حسب برغسون تستخدم من طرف الفكر لإستيعاب العالم المادي والسيطرة عليه ، فإنها لا تستطيع أن تفعل ذلك أمام الحالات الشعورية والوجدانية التي تختلف من حيث طبيعتها عن الأشياء المادية ، وعموما فلجوء الإنسان إلى الوسائل التعبيرية كالرسم والموسيقى والرموز الرياضية ...الخ لأكبر دليل يثبت عجز اللغة عن التعبير على مكونات الفكر ، ومن هذا المنوال يقول ( برغسون ) : { اللغة عاجزة عن مسايرة ديمومة الفكر } ، ومن نفس الطرح ذهب ( جون بياجي ) إلى إعتبار أن اللغة تلعب دورا هاما في تطور الفكر وبلوغ مستويات أعلى إلا أنه من الخطأ المساواة بينهما ، لأنه حسب رؤيته الفلسفية أن الفكر أسبق من اللغة ، وحتى ولو كانت اللغة تلعب دورا مهما في تطور الفكر إلا أنه لا يمكن أن تتساوى معه ، أما ( شوبنهاور ) يرى أن الفكر حيوي واللغة جامدة ، وبالتالي تموت أفكارنا حين نحاول ترجمتها إلى كلمات ، حيث يقول : { الأفكار تموت لحظة تجسيدها في كلمات } ، كما نجد ( الجاحظ ) يرى أن اللغة عاجزة على التعبير لعدم قدرتها على مسايرة زخم الأفكار ، حيث يقول : { إن حكم المعاني خلاف حكم الألفاظ لأن المعاني مبسوطة إلى غير نهاية وأسماء المعاني معدودة ومحدودة } .

- نقد وتقييم :

من المبالغ فيه إعتبار أن اللغة والفكر ذو علاقة إنفصالية وإستقلالية ، كما بالغ هؤلاء في تمجيد الفكر على حساب اللغة ، ذلك أن الفكر دون لغة يمثل نشاطا أخرسا ، كما أن معطيات علم النفس تؤكد أن الطفل يتعلم اللغة والفكر معا ، فالإعتقاد بوجود فكر دون لغة مجرد وهم ، فاللغة عماد الفكر الصامت واولادها لتعذر على الإنسان التفكير في حقائق الأشياء ، فهي التي تخرج الفكر من ثوبه المجرد وتجعلها حاضرا أنطولوجيا وإبستيميا ، كما أن عجز اللغة ععلى التعبير عن التعبير كل أفكارنا أحيانا يعود إلى محدودية ما نملكه من ثروة لغوية في الفكر وليس إلى اللغة في حد ذاتها .

الموقف الثاني :

من جهة أخرى يرى أصحاب الإتجاه الأحادي وعلى رأسهم ( دوسوسير ، ميرلوبونتي ، هردر ، هيغل ) أن العلاقة بين اللفة والفكر علاقة إتصال ، حيث ذهب ( دوسوسير ) إلى إعتبار أن الفكر بدون لغة عبارة عن كتلة من الضباب لاشيء فيها يبدو متميزا واضح المعالم ، فالعلامة اللسانية في نظره هي التي تجعلنا قادرين على التمييز بين الأفكار ، فإذن لا وجود لأفكار قائمة بذاتها ولا يمكن الحديث عن أفكار واضحة ومتميزة قبل ظهور اللغة ، فاذا كنا حسب دوسوسير نتكلم فإننا لا نتكلم لنعبر عن أفكارنا كما يقول ديكارت ، بل نتكلم لنفكر ، انتاج الأفكار ، وليحصل لنا الوعي بها ، والدليل على ذلك هو أن الكلام الداخلي مع الذات لا يظهر إلا عندما نفكر ، وفي نفس السياق شبه لنا دوسوسير العلاقة بين اللغة والفكر بوجه الورقة وظهرها بحيث لا يمكن الفصل بينهما ، يقول : { إن الفكر هو وجه الصفحة ، بينما الصوت هو ظهر الصفحة ، ولا يمكن قطع الوجه دون أن يتم في الوقت نفسه قطع الظهر ، وبالمثل لا يمكن في مضمار اللغة فصل الصوت عن الفكر أو فصل الفكر عن الصوت } ، في حين ذهب ( ميرلوبونتي ) إلى إعتبار أن هنالك إرتباطاً دياليكتيكيا بين اللغة والفكر ، ولا يمكن إعتبارهما في أي حال من الأحوال موضوعين منفصلين ، فالتفكير الصامت حسبه الذي يوحي لنا بوجود حياة باطنية هو في الحقيقة - مونولوج - داخلي يتم بين الذات ونفسها ، بمعنى أنه يمثل ضجيج من الكلمات ، لأن اللغة والفكر يشكلان وجودا علائقيا ، فلا وجود حسب ميرلوبونتي لفكر خارج العلامات اللغوية ، فنحن نخرج أفكارنا إلى الوجود بالفعل عن طريق اللغة ، وبهذا يتحدد وجود الفكر إنطلاقا من وجود اللغة ، يقول ميرلوبونتي : { إن الفكر لا يوجد خارج الكلمات } ، وبالتالي لا يمكن إعتبار الكلام مجرد علامة على وجود الفكر حسب ميرلوبونتي مثلما الأمر بالنسبة لعلاقة الدخان بالنار ، فالكلمات في حد ذاتها هي المظهر الخارجي للفكر ، بينما ( هردر ) يرى أن اللغة ليست مجرد أداة للتفكير بل هي القالب الذي يتشكل منه الفكر ، وبالتالي فعالمنا الفكري يتحدد إنطلاقا بحدود عالمنا اللغوي ، فكل أمة حسب هردر تتكلم كما تفكر وتفكر كما تتكلم ، وكل أمة تخزن في لغتها تجاربها ، وبالتالي فاللغة ليست أداة فحسب ولا محتوى فحسب بل هي القالب الذي تفصل المعرفة على أساسه ، وهذا ما أكده في قوله : { كل أمة تتكلم كما تفكر وتفكر كما تتكلم } ، أما ( هيغل ) يرى أن الإنسان يفكر داخل الكلمات لا خارجها ، وفعل التفكير لا يتحقق بإستقلاله عن الكلام أو تركيب جمل ، فالفكرة حسب هيغل لا تكتسب وجودها الفعلي إلا عندما تصاغ صياغة لغوية ، فالصياغة اللغوية هي ما تجعل الفكرة تتحقق بالفعل ، وبذلك ندركها على حقيقتها وماهيتها ، ويقوم دليل هيغل على التمييز بين العالم الداخلي والعالم الخارجي ، بين الذاتية والموضوعية ، فعندما تكون الفكرة في داخلنا وفي ذاتيتنا باعتبارها جزءا من النشاط النفسي غير المعبر عنه ، وبذلك تكون غامضة وغير محددة المعالم ، لكن بالكلمة تنفصل عن الذاتية وتتحقق في الخارج ، وبالتالي نقول حينها أنها تموضعت وأصبح لها وجود موضوعي وغدت واضحة متميزة تفرض نفسها علينا وعلى الوجود ، يقول هيغل : { نحن نفكر داخل الكلمات } ، فإذن حسب هيغل أن الأنشطة الذاتية لا تنتج أفكارا واضحة ومتميزة إلا عندما نصيغها في قالب لغوي ونموضعها ، أي أن الفكر بدون لغة يبقى مجرد عبارة عن سديم مبهم أو ركام من العناصر غير المتميزة ، بمعنى آخر أن الفكر بدون لغة هو فكر غير واعي أو لنقل جزء من اللاوعي ، يقول هيغل : { الكلمة تعطي الفكر وجوده الأسمى } ، في حين ذهب ( دولاكروا ) إلى إعتبار أن اللغة هي التي تعطي الفكر طابعه القيمي والأنطولوجي ، فنحن لا نفكر دون كلمات ، حيث يقول : { الفكر يصنع اللغة وهي تصنعه } . كما نجد ( هاملتون ) أكد على عدم ضرورة فصل اللغة عن الفكر لأن بينهما رابطة متينة يستحيل تجاوزها والتغاضي عنها ، يقول من هذا المنوال : { إن المعاني شبيهة بشرارة النار لا تومض إلا لتغيب ولا يمكن إظهارها وتثبيتها إلا بالألفاظ } ، في حين ذهبت ( جوليا كريستيفا ) إلى إعتبار أن علاقة اللغة بالفكر علاقة تلازم وتبعية ، فاللغة تكتسي طابعا ماديا متنوعا ، فيمكن أن تتمظهر حسب كريستيفا في صورة سلسلة من الأصوات المنطوقة ، أو في صورة شبكة من العلامات المكتوبة ، أو على شكل لعبة من الإيماءات ، وهذه هي الحقيقة المادية التي تجسم ما نسميه فكرا ، أي أن اللغة هي الطريقة الوحيدة التي يمكن أن يوجد بها الفكر ، بل هي حقيقة وجوده وخروجه إلى الوجود ، أو كما تقول : { إن اللغة جسم الفكر } .

نقد وتقييم :

إن ماذهب إليه هذا الاتجاه أمر مبالغ فيه ، فإذا كانت اللغة تعبر عن كل أفكارنا كيف نفسر لجوء الإنسان إلى وسائل تعبيرية أخرى عوض اللغة محاولا التعبير عن زخم أفكاره ، مثل فن الرسم ، الرقص التعبيري ...الخ ، كما هل من المعقول أن نساوي بين ماهو فكري مجرد وبين ماهو رمزي مادي ؟! . كما أن الإنسان دوماً يشعر باللامساواة بين قدرتهم على التفكير وقدرته على التبليغ .

تركيب :

من خلال ما سبق ذكره يمكننا القول بأنه ليس من الممكن الفصل بين الفكر واللغة ، لأن اللفة والفكر يمثلان وحدة موحدة وظيفيا ، فالفكر بدون لغة ب

يبقى مجرد أفكار لا معنى لها ، فباللغة يثبت الفكر أنطولوجيته ، كما أن اللغة بدون فكر تبقى مجرد ضرب من السفسطة والثرثرة ، فالعلاقة بين اللغة والفكر إذن هي علاقة تأثير وتأثر ، فاللغة تشكل الوعاء والفكر يمثل المضمون ، يقول ( لافيل ) : { ليست اللغة كما يعتقد البعض ثوب الفكرة ولكن جسمها الحقيقي } .

إجابة السؤال الأول هي 

خاتمة 

حل المشكلة :

في الأخير يمكننا القول بأنه على الرغم من أن الفكر هو عمل العقل الذي يحدث في الذهن ، وعلى الرغم من أن اللغة أصوات ورموز خارجية يتلفظ بها الإنسان ، فإن العلاقة بينهما هي علاقة تفاعلية تكاملية ، فهما كالقطعة النقدية وجهها الأول يمثل الفكر ، وظهرها يمثل اللغة ، فإذا فسد وجه من الوجهين فسدت القطعة ، فالفكرة بالنسبة للغة كالروح بالنسبة للجسد .

تابع قراءة باقي المقالات على مربع الاجابة اسفل الصفحة 

4 إجابة

0 تصويتات
بواسطة (627ألف نقاط)
 
أفضل إجابة

مقالة اللغة والفكر 

المقالة الثانية أقوال الفلاسفة حول علاقة الدال والمدلول 

الدال والمدلول :

علاقة الدال بالمدلول علاقة طبيعية :

1/ افلاطون : يؤكد أن العلاقة بين الدال والمدلول علاقة ضرورية ، فاللفظ يطابق ما يدل عليه في العالم الخارجي ، فالإنسان يحاكي الطبيعة ويقلد أصواتها ، وبهذا فالعلاقة بين اللفظ والمعنى علاقة ضرورية طبيعية ، فبمجرد سماع الكلمة نعرف معناها ودلالتها ، مثال ذلك : خرير المياه ، عواء الذئب...الخ ، وبالتالي فالعلاقة بين اللفظ والمعنى علاقة مادية .

2/ اميل بنفيست : يرى في كتابه ( مسائل في اللسانيات العامة ) أن علاقة الدال بالمدلول علاقة ضرورية يستحيل الفصل بينهما ، فالعلاقة اللسانية بنية واحدة وموحدة يتحد فيها الدال بالمدلول ، و من دون هذا الإتحاد تفقد العلامة اللسانية أو اللغة معناها ووظائفها ، وفي هذا المنوال يقول : { الدال والمدلول ، الصورة الصوتية والتمثل الذهني هما في الواقع وجهان لأمر واحد ويتشكلان معا كالمحتوي والمحتوى } ، فكل كلمة تدل على معنى محدد ، وتستحضر صورتها في الذهن ، وكلما كررنا نفس الكلمة ظهرت نفس الصورة ، فلو كانت العلاقة بين الدال والمدلول علاقة اعتباطية لكان كل واحد منا يملك لغة خاصة به ، إذن فالعلاقة بين اللفظ والمعنى هي علاقة ضرورية ميكانيكية ، ومثال ذلك : السيارة تسير ، الطائرة تطير...الخ ، وما يثبت تلك العلاقة أنك إذا حدثت شخصا ما وقلت له لفظ غريب لا يستجيب عقله ولا يستوعبه بل يرفضه ، وهذا ما يؤكده " بنفيست " في قوله : { إن الذهن لا يحتوي على أشكال خاوية } ، كما يؤكد بنفيست أن إيقاع الكلمات توحي بمعناها ، ومثال ذلك حرف الحاء يدل على انبساط الإنسان مثل حياة ، حنان..الخ ، وحرف الغين يوحي إلى الحزن والظلمة مثال غبن ، غدر...الخ ، كما بينت الدراسات اللغوية الحديثة أن اللغة قبل تطورها إلى المستوى المجرد كانت حسية مع الحياة البدائية ، وكانت كل ظاهرة تعطى لها كلماتها الحسية.

نقد وتقييم :

- كيف يمكن تفسير تعدد المعاني للفظ الواحد : السيف ، الحسام ...الخ 

- كيف يمكن تفسير تعدد اللغات : أخ = Sœur = Sister .

- إذا كانت علاقة الدال بالمدلول علاقة طبيعية ونستمد مسمياتها انطلاقا من محاكاة الطبيعة ، من أين جاءت تلك المسميات التي ليس لها مقابل مادي في الطبيعة مثل الحرية ، الوجود ، العدالة ...الخ

 علاقة الدال بالمدلول علاقة إصطلاحية تحكمية :

1/ دوسوسير :

- المعنى الواحد يمكن أن يعبر عنه بألفاظ مختلفة : اليم هو البحر ، الحسام هو السيف ....الخ ، وهذا ما يطلق عليه معنى التحكيمية ، أي أن الإنسان هو الذي يسمي الأشياء بما شاء دون أن تكون هناك علاقة ضرورية لهذه الأسماء بالأشياء ، فما سمي قمرا قد كان يمكن أن نسميه شمسا والعكس صحيح ، وبهذا تصبح اللغة إصطلاحية مكتسبة ، يقول : { إن الرابطة الجامعة بين الدال والمدلول تحكمية } .

- اللغة إنتاج إجتماعي وظاهرة نفسية ، لكن هذا لا يعني أن اللغة خاضعة للأفراد ، حيث يقول : { فلا ينبغي أن يفهم من هذا أن الدال خاضع لمحض إرادة المتكلم إذ سنرى في ما يلي أنه ليس بوسع الفرد أن يلحق أي تغيير بعلامة قد إتفقت عليها مجموعة لسانية ما ، إنما نعني أن الدال أمر غير مبرر أي أنه إعتباطي إلى المدلول وليس له أي رابط طبيعي موجود في الواقع } .

2/ جون بياجي :

- لو كانت الأشياء تحكم وتفرض الإسم بحكم طبيعتها لكانت لغة البشر واحدة مادامت الطبيعة واحدة وموحدة ، فاللسان العربي غير اللسان الغربي ، فلكل مجتمع لغته الخاصة به ، ولعل هذا أكبر دليل يثبت إصطلاحية اللغة ، يقول : { إن تعدد اللغات نفسه يؤكد بديهيا الميزة الإصطلاحية للإشارة اللفظية } .

3/ آرنيست كاسير : 

- الأسماء وضعت لتدل على معاني وأفكار لا يمكن قراءتها في الواقع المادي بل على التوافق والإصطلاح ، يقول : { إن الأسماء الواردة في الكلام الإنساني لم تصنع لتشير إلى أشياء مادية ، بل على كيانات مستقلة } .

- المعنى يعبر عنه في لغات أخرى بتتابع أصوات أخرى ، فمثلا كلمة تلميذ ، Student ، Élève ، وهذا يعني بأنه لا وجود لعلاقة ضرورية بين الدال والمدلول ، يقول : { بقدر ما يتقدم النشاط الرمزي بقدر ما يتراجع الواقع المادي } .

* نقد وتقييم :

- العلاقة الإعتباطية لا تعني أن الإنسان له مطلق الحرية في وضع العلامات اللغوية .

- الواقع أيضا يثبت وجود تناسب بين الأشياء والأسماء في كثير من الأحيان ، مثل زقزقة العصافير ، طرق الباب ... الخ ، فإذا كانت ألفاظنا كلها أخذناها من الإصطلاح كيف نفسر هذه المسميات التي إرتبطت بالواقع المادي ؟

0 تصويتات
بواسطة (627ألف نقاط)

مقالة اللغة والفكر 

المقالة الثالثة 

مقال مقارنة بين لغة الإنسان ولغة الحيوان :

* أوجه الإختلاف :

1/ ميرلوبونتي : 

إنطلاقا من ملاحظته لسلوك الحيوان تبين له أن الحيوانات تتواصل فيما بينها بواسطة الإشارات ، وتساءل عما إذا كان هناك فرق بين الكلام وبين قدرة الحيوانات عن التعبير على غرائزها ( الأكل ، الألم ، التحذير ...الخ ) ، وللإجابة على السؤال إنطلق من مسلمة مفادها أن اللغة معطى طبيعي ، وما دامت كذلك لزم أن تكون لدى جميع الكائنات الحية ، ومن ثمة لا يمكن إعتبارها خاصية إنسانية ، وخلص إلى إعتبار أن للحيوانات لغة خاصة بها .

2/ ديكارت : 

تساءل عما إذا كان التواصل بين الحيوانات مؤشرا على أنها تتكلم ، وهذا ما دفعه إلى التفكير في خصائص اللغة الإنسانية مقارنة بلغة الحيوان ، وتوصل إلى :

- الكلام الحقيقي في نظره هو الكلام الذي يحمل أفكارا .

- حجته في ذلك أن الصم يفتقرون للقدرة على إستعمال الأصوات من أجل التواصل ، ونظرا لكونهم أناساً عقلاء إبتكروا نظاما من الرموز للتعبير عن أفكارهم 

- تساءل حول إمكانية الحيوان في حاجته للقدرات العقلية للتعبير عن أفعاله وسلوكاته أم أن الإنفعال الغرباوي كاف له ، وكان جوابه أن الحيوان لا يحتاج في ذلك لأكثر من الأفعال ، حيث أن هدفه في الحياة هو تلبية الحاجيات البيولوجية ، ولذلك لا يتجاوز سلوكه حدود منبهاته الخارجية .

- إن ما يميز الإنسان عند ديكارت هو العقل ، وهو الشرط الضروري لوجود اللغة ، فإذا كان الإنسان يتكلم فلأنه يفكر ، يقول ديكارت : { إن أكمل الحيوانات وأقدرها على على إصدار أصوات كالببغاء لا تنطق نطقا يشهد أنها تعي ما تقول ، ويظل أداؤها اللغوي دون مستوى من الأطفال } ، ويقول أيضا : { مهما بلغت غباوة الإنسان فإنه يستطيع أن يولد كلمات يعبر بها عن موقف ، في حين مهما بلغ الحيوان درجة من العلو في سلم التطور فإنه لا يستطيع ذلك } .

- لقد أوضحت الدراسات العلمية الحديثة أن الفرق الأساسي بين لغة الإنسان ولغة الحيوان يكمن في أن لغة الإنسان تشمل العلامة - الرمز بينما لغة الحيوان تستعمل الإشارة .

3/ هنري برغسون :

- يرى أن الفرق الجوهري بين العلامة أو الرمز الموجود في لغة الإنسان وبين الإشارة الموجودة في لغة الحيوان هو أن العلامة المتحركة تنتقل من موضوع إلى آخر بينما الإشارة ملتصقة بموضوع محدد ولا تفارقه أبدا ، حيث أن الإشارة عقيمة جامدة أما اللغة الإنسانية فهي خصبة وغنية ، يقول : { إذا كان للنمل على سبيل المثال لا على سبيل الحصر لغة ، فإن عدد العلامات التي تندرج في تكوينها لابد أن يكون محدودا جدا ... إن قابلية العلامة للإنتقال من موضوع إلى موضوع آخر هي الخاصية الأساسية التي تميز اللغة الإنسانية } .

4/ اميل بنفيست :

- درس سلوك النحل فوجد أن لغته عبارة عن مجموعة من الإشارات ولا ترقى بأن تسمى لغة ، لأن من أهم مميزاتها أن تتصف بالجنود والعقم ، يقول : { نمط التواصل الذي يستخدمه النحل فهو ليس لغة وإنما شفرة إشارات وعن ذلك تترتب كل الخصائص : ثبات المحتوى ، عدم قابلية الرسالة للتغير ، الإحالة إلى سياق واحد ، عدم قابلية الملفوظ للتفكيك } .

- إستنتج أن النحلة تستطيع التواصل فقط في إطار شروط فيزيائية معينة ، إلا أن هذا التواصل هو عبارة عن رقصات ، فلا يمكن لها أن تعيد إنتاج رسالة نحلة أخرى ، وبالتالي لغة الحيوان نمطية وغريزية ، كما أنها غير قابلة للتحليل والتفحيط إلى عناصر بسيطة لمحدودية مكوناتها ، ولكن لغة الإنسان تجاوزت كل ذلك ، فالتواصل الإنساني مكتسب قائم عن التفكير ، كما أنه متعدد وديناميكي متطور ، أما التواصل الحيواني غير إرادي بل هو غريزي وموضوعه واحد ينحصر في الرغبات البيولوجية ، كما أنه كذلك غير متطور وغير ديناميكي .

5/ آرنيست كاسير :

- الإنسان عنده حيوان رامز خالق للرموز وليس مجرد حيوان ناطق ، وأصبحت صفته هذه هي الدليل الوحيد على إنسانيته ، فالإنسان لا يعيش في عالم واقعي وإنما في عالم رمزي ، حيث يقول : { إن الأسماء الواردة في الكلام الإنساني لم تصنع لتشير إلى أشياء مادية بل على كيانات مستقلة } .

* أوجه التشابه :

- كل من الإنسان والحيوان يملكان أجهزة للتواصل والكلام من أجل الوصول إلى التواصل ( الإشارات والأصوات ) .

- إن اللغة الحيوانية متنوعة بتنوع السلالات والأنواع والأجناس كما هو الشأن لدى اللغة الإنسانية التي تتصف بالتعدد اللغوي .

- اللغة خاصية مشتركة غايتها التكيف والتأمل سواء عند الإنسان أو الحيوان .

- اللغة من خصائصها التبليغ ( هبة ربانية ) سواء عند الإنسان أو الحيوان .

- اللغة أداة لحفظ البقاء سواء عند الإنسان أو الحيوان ، أي أنها خاصية للبناء النوعي .

* أوجه التداخل ( العلاقة بينهما ) :

- يمكن أن نجد مواطن التداخل في أن لغة الإنسان ولغة الحيوان في أنهما فطريتان ، ومع مرور الوقت وتطور العمر والنضج يبدأ ظهور الإختلاف بين لغة الإنسان ولغة الحيوان ، يقول هالدان : { إن الطفل عندما يقول لأمه : إنني جائع أو أريد النوم ، فإنه لا يزال حيوانا ، لكنه عندما يقول : هذا ما فعلته في هذا الصباح فإنه يبدأ في أن يكون إنسانا 

جميع مقالات اللغة والفكر

0 تصويتات
بواسطة (627ألف نقاط)
2- مقالات درس اللغة والفكر

1- [جدلي] هل يمكن التفكير بدون لغة ؟                                                 

2- [جدلي] إذا كانت اللغة تشكل عائقا للفكر فهل يجب رفضها؟                     

3- [جدلي] مامدى تأثير اللغة في الفكر؟                                                 

4- [جدلي] هل المنطق هو عدم تناقض الفكر مع ذاته ؟                               

5- [جدلي] هل قدرة الإنسان على التفكير تتناسب مع قدرته على التعبير؟         

6- [جدلي] هل يمكن تصور وجود أفكار خارج إطار اللغة ؟                        

7-[استقصاء] الألفاظ حصون المعاني (ابطل)                                          

8- [استقصاء] إن اللغة جسم الفكر (اثبت)
0 تصويتات
بواسطة (627ألف نقاط)
أسئلة_متعلقة_بدرس_اللغة_و_الفكر

1/مالفرق بين لغة الانسان و لغة الحيوان؟

2/هل يملك الحيوان لغة مثل لغة الإنسان؟

3/هل علاقة الدال بالمدلول ضرورية فحسب؟

4/هل علاقة الدال تحكمية من وضع المجتمع؟

5/هل هناك تناسب بينما نملكه من الفاظ و مانملكه من افكار؟

6

7/دافع عن الاطروحة القائلة<<إن العلاقة بين الدال و المدلول ضرورية حقيقية>>

8/هل هناك تناسب بين القدرة على التبليغ و القدرة على التفكير؟

9/هل الفكر اوسع من اللغة؟

10/هل يمكن الفصل بين اللغة و الفكر؟

11/هل اللغة مستقلة عن الفكر ام انهما وجهان لعملة واحدة؟

12/هل اللغة عاجزة عن مسايرة ديمومة الفكر؟

13/اثبت صحة الاطروحة القائلة<<إن اللغة عاجزة عن مسايرة ديمومة الفكر>>

14/دافع عن الاطروحة القائلة <<الالفاظ حصون المعاني>>

15/هل يمكن القول باسبقية الفكر عن اللغة؟

16/هل تنحصر وظيفة اللغة في تحقيق التكيف بين الفرد و المجتمع فحسب؟

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى موقع باك نت، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...