0 تصويتات
في تصنيف ملخصات دروس بواسطة (627ألف نقاط)

تحضير درس العولمة والتنوع الثقافي في شكل مقالة جدلية مفهوم العولمة في الفلسفة 

بكالوريا 2022 2023 bac الجزائر 

ملخص درس العولمة في الفلسفة 2 باك 

أهلاً بكم طلاب وطالبات الباك 2023 في موقعنا باك نت .baknit.net الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية موضوع النص الفلسفي الجدلية والمقارنة والاستقصاء بالوضع كما نقدم لكم بقلم أستاذ الفلسفة الاجابة الصحيحة لجميع دروس والمقالات الفلسفية المتوقعة والمقترحة في باك جميع الشعب الفلسفية كما نقدم لكم الأن أعزائي الطلاب والطالبات مقالة مختصرة وهي إجابة السؤال .... تحضير درس العولمة والتنوع الثقافي في شكل مقالة جدلية مفهوم العولمة في الفلسفة 

وتكون اجابتة الصحية هي التالي

درس العولمة والتنوع الثقافي في شكل مقالة جدلية

المقدمة((طرح المشكلة))

مفهوم العولمة

العولمة كلمة عربية مهذبة اصلها من عالم جمعه عوالم، ولقد جمعه القرآن الكريم في لفظ-العالمين- وقصد به كل موجود مما سوى الله، وتقابله في اللغة الفرنسية كلمة mondialisation التي تعني جعل الشيء ينتشر عالميا.

أما من الناحية الاصطلاحية فهي تعني لدى الاقتصاديين بوجه اخص اخراج الانشطة الاقتصادية من المجال المحلي الى المجال العالمي، أي ان تتجه القوى الاقتصادية الدولية نحو وحدوية اقتصادية مشتركة تضع حدا لكل انواع السيادة مما يؤدي الى انحصار دور الدولة وانفتاح الحدود واتساع الاتصالات وانتشار التكنولوجيا وانتقال الاشخاص والافكار وتلاقح الثقافات، وقد عرفها بعض الاخصائيين ((أنها الحرية التي يتمتع بها كل مجتمع من زمرتي من اجل الاستثمار حيثما اراد ومتى اراد انتاج ما يريد، وشراء وبيع ما يريد مع تحمل اقل ضغط ممكن يقتضيه التشريع الاجتماعي.)).

وتقوم فلسفة العولمة من حيث هي ايديولوجية فكرية على تجسيد التفكير الاحادي الذي ظهر بعد سقوط جدار برلين وانتصار الليبيرالية في اواخر القرن العشرين على الايديولوجيا الشيوعية القائلة بالتخطيط المركزي للاقتصاد، وهذا الانتصار جعلها تسعى الى اقامة سوق عالمية كبيرة مفتوحة ومتحررة من قيود التسيير المركزي والاتجاه نحو لا مركزية التسيير بعيدا عن سلطة حكومات الدول وسياساتها الداخلية.

كما تسعى العولمة الليبيرالية الى تجسيد مشروع المجتمع المتجانس الموحد عالميا والذي تذوب فيه الفروق الجغرافية والثقافية والدينية واللغوية ولكن وفق النموذج الغربي والامريكي تحديدا، وهذا ما صرح به الرئيس الامريكي السابق كلينتون(( أن امريكا تؤمن بأن قيمها صالحة لكل الجنس البشري، وأننا نستشعر ان علينا التزاما مقدسا لتحويل العالم الى صورتنا.)).

تحديد المشكلة

ان قضية العولمة وما تطرحه من تصورات عالمية لحقوق الانسان وما تفرضه من توجهات اقتصادية وسياسية وثقافية في ظل عالم يقوم على التنوع في شتى مجالات الحياة، يعتبر بحق تحد حقيقي للشعوب والامم سواء منها التي تريد مواكبة العولمة او التي تفضل الاحتفاظ بخصوصياتها.

صياغة المشكلة

هل بقاء الامم والدول واستمرارها يقتضي مواكبة العولمة وقبول ما تصدره من نماذج اقتصادية وثقافية، ام يقتضي رفضها ومقاومتها والاحتفاظ بالخصوصيات المحلية؟

الجزء الاول

منطوق المذهب القائل بضرورة السير نحو العولمة وهو شرط لازم للارتقاء في سلم العالمية الثقافية والحضارية، يمثل هذا المذهب اقطاب العولمة الفاعلون وهم:

• أرباب الشركات الكبرى في العالم((الشركات المتعددة الجنسيات)).

• مدراء البنوك الخاصة التابعة للدول الخمسة الدائمة العضوية في مجلس الامن، وفي هذا السياق يقول الثري الامريكي المشهور دافيد روكفيلير (( أن العالم يكون في حالة جيدة لو كان محكوما من طرف جماعة نخبوية تتألف من بنكيين.)).

• مؤسسة البنك الدولي.

• صندوق النقد الدولي.

• المنظمة العالمية للتجارة خليفة منظمة الغات.

البرهنة

• تهدف العولمة الى تحقيق الثراء وتحسين مصير الفقراء من الدول عن طريق القروض تقدمها مؤسسة صندوق النقد الدولي لهذه الدول، وكذلك تحسين مصير الفقراء من الاشخاص عن طريق عن طريق فتح باب التبادل التجاري بين افراد الدول عبر العالم، والعمل على ازاحة جميع العراقيل التي تحول دون ذلك على اعتبار ان التجارة هي العلاج الامثل لمختلف الامراض الاجتماعية والتي منها الفقر، ولذلك وصف الرئيس الامريكي السابق جورج بوش سنة 2001 خلال قمة الثمانية التي انعقدت في مدينة جينس الايطالية اعداء العولمة وهم(( الحماياتية ومتظاهري جينس)) ب((عصابة المتهورين)) حيث قال(( ان كل من يقف ضد حرية التبادل هم ضد الفقراء.)).

تعميم وسائل الاتصال((شبكة الانترنت)) وشمولية الاستقلال الفعلي للافراد داخل مجتمعاتهم من خلال الدفاع عن الحريات والحقوق والتنديد بالمساس بها، وهذا ما يزيد من توسيع دائرة الاستقلال الفردي وتحرره.

• قيام مجتمع عالمي، او ما يسمى ب ((القرية الكونية)) والوصول الى الغاء الحدود الجغرافية والقومية والعرقية والدينية بين الشعوب كما في نظام((web)) حيث يصبح الانسان المعولم ذو صفتين هما الشفافية لانه كائن الاتصال، والذوبان لان علاقته بالغير قائمة على الغاء كل انفصال.

• تحسين الانتاج باستمرار كما وكيفا واسعاد المجتمع البشري بأغراق السوق بأكبر عدد ممكن من السلع والادوات والتجهيزات المتجددة التي يحتاجها الانسان المعاصر.

مناقشة مذهب دعاة العولمة

يمكن الرد على منطق دعاة العولمة من خلال النقاط التالية"

• العولمة المؤسسة على عالمية الاقتصاد فقط تعتبر احادية الابعاد((البعد المادي فقط)) ولايمكنها تحقيق الابعاد الاخرى التي تميز الانسان كالبعد الروحي والاخلاقي والمعرفي.

• التبادل الاقتصادي الحر يستفيد منه الاقوياء لكنه يسحق الضعفاء لانهم لا يقدرون على المنافسة الشرسة التي يفرضها الاقوياء في السوق العالمية، وبالتالي فأن التبادل التجاري الحر احدث اضرارا وازمات مالية واجتماعية باقتصاديات الدول الضعيفة مثل بعض الدول الافريقية ودول امريكا اللاتينية التي انساقت وراء هذه الايديولوجيا اما اضطرارا او طواعية واختبارا، ويمكن ملاحظة ذلك في افلاس المؤسسات الاقتصادية المحلية وخوصصتها، وارتفاع مستوى البطالة جراء تسريح العمال واستخدام الآلة على نطاق واسع، وكان من نتائجها حدوث اضطرابات اجتماعية وسياسية وأمنية، مما احدث هوة عميقة بين الشعوب وحكوماتهم.

• لايمكن للعولمة تجسيد المجتمع المتجانس الذي يتحقق في جو من العدل والاحترام والتسامح، لان هذه القيم لا وزن ولا قيمة لها في الانظمة الليبيرالية

شاهد أيضاً من هنااااااا 

مذكرة فلسفة العولمة والتنوع الثقافي سنة ثانية ثانوي شعبة آداب و فلسفة

تحضير درس العولمة والتنوع الثقافي في شكل مقالة جدلية مفهوم العولمة في الفلسفة 

2 إجابة

0 تصويتات
بواسطة (627ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
ملخص درس العولمة سنة ثانية باك تحضير درس العولمة والتنوع الثقافي في شكل مقالة جدلية مفهوم العولمة في الفلسفة
0 تصويتات
بواسطة (466ألف نقاط)
موضوع العولمة

 : العولمة والتنوع الثقافي ,,,,,

 مقدمة : طرح المشكلة

إن ملاحظة وتتبع مراحل التاريخ البشري، تظهر أن لكل عصر مفاهيمه، و مصطلحاته، ولكل حقبة تاريخية اهتماماتها وقضاياها و انشغالاتها، وفي مسيرة الفكر الإنساني، تتجدد ألفاظ الحضارة، وتبرز أفكار ومفاهيم جديدة. ومن أهم المفاهيم الجديدة لهذا القرن، مفهوم " العولمة " حيث نجد هذا المفهوم الجديد يفرض نفسه على الحياة المعاصرة من جميع مستوياتها، الفكرية والعلمية والسياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية والتربوية. لذلك فهي من الموضوعات التي تحتاج إلى الفهم والتعمق وإلى إدراك بعدها وغايتها، والوقوف على السياسات التي تتحكم فيها وتقودها. فما هي العولمة ؟ وما هي أهدافها ؟ وكيف السبيل للتصدي لخطرها والحفاظ على الهوية الحضارية؟

I. مفهوم العولمة:

إن العولمة مصطلح تتعدد وتتنوع تفسيراته بحسب المشتغلين في حقله وانشغالاتهم، لذلك يصعب تحديده بدقة، نظرا إلى تعدد المترادفات التي تشير إليه، ومن المترادفات التي تتناولها المقالات والخطب : الدوللة والشوملة والكونانية والعالمية وهي مفاهيم يكثر استعمالها في مجالات التجارة والمالية.

لكن كل هذه المفاهيم تلتقي حسب الدلالة اللغوية في : " جعل الشيء عالميا ".

ويعرفها " مارتن ألبرو " بأنها: " تلك العمليات المتشابكة التي يتفاعل فيها البشر في ظل مجتمع واحد".

ويعرفها " أنتوني جينز" بأنها: " عملية اندماج لمجتمعات العالم كي تنصهر في بوتقة واحدة، مهما تباعدت بينها المسافات، يتشارك فيها كل البشر في الرؤى والخبرات والتحديات ".

ويظهر من خلال هاذين التعريفين: " أن العولمة استراتيجية تنموية جديدة، وجهاز قيادي جماعي للعالم، من طرف مصالح اقتصادية قوية عابرة للأمم وفوق الدول ".

لهذا توصف العولمة بأنها : " إيديولوجية الألفية الجديدة ".

II. ما هي فلسفة العولمة ؟

إن تبلور فلسفة العولمة، وظهورها اقترن بانتهاء الحرب الباردة، وانهيار الشيوعية، وسقوط جدار برلين كرمز لانتصار الليبيرالية، كإيديولوجية أحادية، ومن ظهر ما يصطلح عليه بـ : " النظام العالمي الجديد ". ومن هنا تتحدد بوضوح فلسفة العولمة على أنها:

1 ـ العولمة إيديولوجيا: العولمة هي مرجعية فكرية موجهة، ومبادئ تعبر عن إيديولوجيا خاصة لها أهدافها. والمقصود بالإيديولوجيا هي: " علم الأفكار "، ويعرفها " ايتيان ميناريك " على أنها: " كل منظم لمجموعة من الأفكار والمعتقدات، والفرضيات المشتركة، والمتعلقة بالمسببات والمبادئ المشخصة لمختلف ظواهر الحياة الاجتماعية ". وعليه يمكن فهم " العولمة " واعتبارها منظومة من المبادئ السياسية والاقتصادية، ومن المفاهيم الاجتماعية والثقافية، ومن الأنظمة الإعلامية والمعلوماتية، ومن أنماط السلوك ومناهج الحياة، ودفع العالم كله للاندماج فيها، وتبنيها والعمل بها والعيش في إطارها. فالعولمة إذا إيديولوجيا تهدف إلى تأسيس لمشروع عالمي متعدد الميادين عبر أسواق عالمية كبرى مفتوحة ومتحررة من كل العوائق.

2 ـ العولمة سوق عالمي: حيث تفتح الحدود، عبر النمو الاتصالي، وتطور التكنولوجيات الجديدة، فتنتقل الأفكار والأشخاص، وتتلاقح الثقافات في فضاءات مفتوحة للجميع، فيصير العالم كله مجرد " سوق " قرية كونية تحكمها معايير ومقاييس المجتمع العالمي، وتعتبر رؤوس الأموال هي المحرك الأساسي للسوق العالمي في جميع الميادين الاقتصادية أو الإعلامية أو التكنولوجية... لذلك لا بد من إعطائها الحرية المطلقة للمرور، وعبور كل الحدود، في ضوء مقاييس التنافس على المستوى العالمي.

3 ـ أقطابها الفاعلون: أي الموجهون للنظام العالمي والمتحكمون في أسس العولمة، والمحركون لآلياتها، وفعالياتها المختلفة، وهم يسمون بأقطاب العولمة الفاعلون كرجال الأعمال، وأرباب الأموال والشركات العالمية، والبنكيين والمصرفيين الكبار، وهم الذين يمثلون الدول العظمى في العالم " الدول السبع الكبار ". ومن هنا يصير هؤلاء هم الذين يحكمون في الدولة حقيقة ويوجهون سياساتها وإستراتيجيتها العالمية " أمريكا نموذجا ".

III. ما هي أهداف العولمة ؟

إن العولمة كإيديولوجية عالمية تسعى إلى تحقيق كثير من الأهداف على أصعدة متعددة، نذكر منها:

ـ تعميق التأثير في الثقافات الإنسانية والسلوك الاجتماعي لإلغاء التمايزات المختلفة ( توحيد الهوية ).

ـ العمل على تحقيق الثراء من خلال جعل التجارة هي العلاج العالمي المناسب لجميع الأمراض الاجتماعية، وذلك بتوسيع دائرة الخيارات الاقتصادية وحركة الاستثمارات الدولية والأسواق العالمية المفتوحة.

ـ السعي لتعميم وسائل الاتصال والتواصل وجعل الفرد جزءا من منظومة عالمية للاتصالات من خلال تشجيع واستثمار القطاع الالكتروني بواسطة مؤسسات كبرى متعددة الجنسيات.

ـ صياغة مجتمع عالمي تذوب فيه كل الشعوب والحكومات وتلغى كل أشكال الحدود والهويات الثقافية والدينية وغيرها، والوصول إلى تعايش عالمي ( قرية كونية )، ونظام عالمي تحكمه إرادة الأقوياء.

IV. ما هي مخاطر العولمة ؟

إن العولمة تبرز كخطر يهدد المجتمعات واستقرارها، ويتمثل خطرها في:

ـ العولمة سوق عالمي تحكمه لغة المال والأعمال والربح والاستغلال بلا وازع لضمير ولا احترام لقيم أخلاقية فهي خادمة للأقوياء وعمالقة الأسواق وتدوس الضعفاء في إطار التذويب الاجتماعي العالمي وطمس الهوية.

ـ أنها عولمة مادية جشعة توجهها الليبيرالية المتوحشة لذلك فهي لا تراعي أبعاد الإنسان الروحية.

ـ أنها عولمة هدامة تشجع على الاضطرابات وخلق الفوضى والأزمات ولم لا الحروب لفتح أسواق جديدة.

انطلاقا من هذه المخاطر فقد ظهرت اتجاهات مختلفة مناهضة للعولمة من أشهرها:

أ ـ موقف " هارالد كليمانطا " : حيث عارض العولمة وعمل على كشف مخاطرها وأكاذيبها من خلال كتابه " أكاذيب العولمة " ويذكر:

  ـ أن العولمة ليست قضاء محتوما لا بد منه، بل هي مجرد سياسة اقتصادية وإيديولوجيا مقصودة تحكمها وتوجهها منظمات دولية عالمية لها هيمنتها وسيطرتها على الاقتصاد العالمي وسياسته كصندوق النقد الدولي والمنظمة العالمي للتجارة...

 ـ إن العولمة تتميز بالتنوع والتعدد الإيجابي لكنها تبرز عمليا من خلال الهيمنة والسيطرة أحادية الاتجاه، ممثلة في الليبيرالية الأمريكية كخط أحادي يفرض منطقه واتجاهه في جميع الميادين.  

 ب ـ موقف الحركة الحمياتية: وهي حركة عالمية مناهضة للعولمة المتوحشة وسيرها وسياستها العرجاء، لأنها لا تنظر إلى قدسية الإنسان وكرامته، وإنما تراه كأشياء تعامل كبضائع تحدد قيمتها في السوق، من هنا يبدأ الاستغلال وعدم مراعاة العمال وخفض مناصب الشغل، وازدياد عدد الفقراء وانتشار البؤس والحرمان الاجتماعي. كما أنها عولمة فاسدة وديكتاتورية تتحكم في الأسواق المالية والنقدية وتخضع لسلطتها الحكومات والدول خاصة الضعيفة منها، وإغراقها بالديون والفوائد والتبعية ورهن السيادة والاستقلال.

ج ـ موقف الحوار الحضاري: وهو اتجاه ينظر إلى العولمة من ناحيتين:

  فالعولمة قد تكون حسنة من جهة خدمة الإنسان وتقريبها لبعضها ولم الشمل وتحقيق التعايش السلمي والحوار الحضاري العالمي من خلال احترام ذات الآخر وهويته واستقلاله وتميزه وإقامة اقتصاد عادل.

كما أن العولمة قد تكون سيئة ومتوحشة تقوم على الاستغلال والإخضاع والسيطرة والتبعية للأقوى، وخدمته وهي عولمة لا تحقق الاستقرار بل تشجع الاضطراب والانفجار الاجتماعي المستمر. وفي إطار العولمة السلبية دائما نجدها عولمة ترتدي لباس الغزو الثقافي وطمس الانتماء والتدمير الأخلاقي في الأمم عبر أجهزة الاتصالات والتكنولوجيات المعلوماتية الحديثة لمحو الموروث الشعبي وإفراغه من أصالته وانتماءاته والترويج لمغريات ثقافات أخرى غريبة في الأخلاق واللباس.

  كل هذه الأسباب وغيرها تظهر الحاجة لضرورة فهم حقيقة العولمة والاستعداد لمواجهة أخطارها.

V. كيف تكون المقاربة بين التنوع الثقافي والعولمة ؟

    إن الجماعة كيان وتنظيم ثقافي، وكل جماعة تعبر عن نفسها وفنها ومعتقداتها وكيانها المتميز بثقافتها، ولهذا يظهر أن لكل مجتمع ثقافته الخاصة به، مما يؤكد حقيقة التعدد والتنوع في الثقافة كصفة ملازمة لها، وكأن التعدد الثقافي يشير إلى حضارات إنسانية متعددة الأبعاد، بينما على العكس من هذا نجد حضارة العولمة تدعو إلى بناء وتشكيل حضارة ذات بعد واحد، تسعى لجمع الشتات الحضاري والثقافي في وحدة وكتلة واحدة. فهل تنجح العولمة كإيديولوجيا للألفية الجديدة في تحقيق ذلك ؟ وكيف يمكن المقاربة بين التنوع الثقافي ووحدة العولمة ؟

 ـ موقف كانط : يقف الفيلسوف الألماني " كانط " ضد ذوبان الدول والأمم في بوتقة واحدة، ويرفض انصهار وإدماج دولة وأمة في دولة أخرى أو أمة أخرى. ويفضل على هذا التعدد والتنوع على الاختلاط والاندماج من أجل المحافظة على الرصيد الحضاري وقدسية الدولة وتميز هويتها، لذلك لا بد من التمييز بين ما هو خصوصي ذاتي، وبين ما هو عالمي.

  ـ غير أن هذا الطرح الفكري الكانطي يتجاهل العولمة كأمر واقعي اليوم، وكظاهرة يجب التعامل معها، والدليل على هذا التطور الكبير في عالم الاتصالات والمعلوماتية، والتحولات العميقة في الثقافة والإعلام والاتصال، ومجموع المتغيرات التي تعرفها الإنسانية اليوم في ميادين الاقتصاد والتجارة والصناعة والزراعة... فكيف يمكن للأمم التعايش مع كيان العولمة وما مدى إمكانية التصدي لأخطارها ؟

ـ الأمة والعولمة: إن الحضور الفعلي لحقيقة العولمة كواقع من الصعب أن يتجاهله أي إنسان اليوم سواء قبل ذلك بإرادته أو أرغم على ذلك، من هنا كان على كل أمة تريد إثبات وجودها ولا تبقى خارج دائرة الأحداث وعجلة التاريخ، عليها أن تعي ذاتها ككيان وكرصيد حضاري وتفعيل هويتها المتميزة بضرورة المشاركة في صنع معالم العولمة الإيجابية والدعوة إليها وعدم الانهزام والاستسلام أمام الضغوط الخارجية، انطلاقا من إدراك الذات وحب الوطن ورموزه وأبعاد سيادته، والاجتهاد في بناء قوة اقتصادية للأمة واستقرار سياسي وسلم اجتماعي.

وقد أرسى الإسلام كرسالة عالمية وكمنهج حياة التعايش العالمي السليم، دون طمس إرادة الآخر أو تذويبها أو استغلالها، من خلال التعاون على ما هو أفضل لقوله تعالى : " وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان " ( المائدة الآية 05 ). ولا يفوتنا ونحن نتحدث عن الإسلام كرسالة عالمية أن نشير إلى أن الفيلسوف الفرنسي المعاصر " روجي غارودي " فيلسوف الحوار، اكتشف من خلال العالم ثقافات إنسانية عريقة تقوم كل واحدة منها على قيم سامية، وسجل اعترافا بما أبدعته عبقرية الإسلام عبر الحضارات من إنتاجات ثقافية، وبما جاد به المسلمون على وجه الخصوص من إضافات أثروا بها التراث العالمي.

خاتمة : حل المشكلة

   إن التنوع الثقافي يبقى تعبير عن تميز الذات الثقافية وخصوصيتها المعبرة عن كيانها المستقل، كما أن العولمة الحقيقة والإيجابية هي التي تقوم على احترام ما هو خصوصي واستثماره ليظهر الإبداع الإنساني بعيدا عن الإمبريالية والهيمنة.

اسئلة متعلقة

0 تصويتات
1 إجابة
مرحبًا بك إلى موقع باك نت، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...