هل صحيح أن العمل أداة تحرر أم أداة استعباد؟
مقالة تحليل النص الفلسفي
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقع باك نت.baknit الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية الإجابة الصحيحة والنموذجية من مرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي bac 2023 كما يسرنا بزيارتكم أن نقدم أهم المعلومات والحلول وأفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية 2022 2023 وكما عودناكم أعزائي الزوار في صفحة موقع باك نت أن نطرح لكم ما تبحثون عنه وهو ....... هل صحيح أن العمل أداة تحرر أم أداة استعباد هل الشغل أداة استعباد
وتكون الإجابة على سؤالكم هي على النحو التالي
هل صحيح أن العمل أداة تحرر أم أداة استعباد
مقدمة
تعتبر الحرية احد القيم السامية التي تسعى الشعوب منذ القدم و على مر التاريخ الى تحقيقها و تجسيدها على أرض الواقع، فهي أمل و طموح جميع المجتمعات و الشعوب ، ما دامت الحرية هي قدرة الانسان على افعل أو الترك دون أي إكراه داخلي أو خارجي، و قد أثارت إشكالية الشغل و علاقته بالحرية جدلا كبيرا وسط الفلاسفة و الباحثين، فمنهم من قال أن الانسان لما يعمل يتحرر و منهم من رأى خلاف ذلك و بين ذلك و ذاك يتبادر في أذهاننا طرح الاشكال التالي الذي هو قيد التحليل: هل صحيح أن العمل أداة تحرر أم أداة استعباد ؟
موقف1
يرى الكثير من الفلاسفة و البحاثين و علماء الاقتصاد أن العمل أداة تحرر و ارتقاء هذا مأكده هيغل في نظريته العبد و السيد حيث يتحول العبد الذي يعمل و يقاوم الطبيعة سيد و السيد يصبح عبدا، كما أن كل الديانات نجدها تقدس العمل مادام هو واجب و شرف و الدليل على ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " اليد العليا خير من اليد السفلى"، فالذي يعمل تجده إنسان طموح و كريم و شريف غير إتكالي، كما أن ماركس يدعو إلى العمل و إتحاد العمل في مقولته الشهيرة :"يا عمال العالم اتحدوا" ، لأن العمل سيؤدي الى المعرفة الحتمية الاقتصادية القائمة و التي ما فادها استغلال الانسنان لمجموعة من البشر و الطبقة الكادحة ستتحرر بالعمل و هذا مأكده في أفكاره و خاصة مبدأ الملكية الجماعية لوسائل النتاج
النقد
حقيقة لا يمكن أن ننكر أن العمل ارتقى بالإنسان إلى مستويات حضارية لكن يبقى العمل ظاهرة سلبية ألحقت الكثير من الأضرار على البشر و جعلتهم كالآلات.
موقف2:
لذلك يؤكد الكثير من الفلاسفة و الباحثين و علماء الاقتصاد على أن الشغل أداة قهر فهو يرمز إلى الذل و المهانة فكان الإغريق ينظرون إليه أنه عقاب من الله و كان يقوم به سوى العبيد، أما المسيحيون فينظرون للعمل أنه شكل من أشكال العقاب و التعذيب نتيجة خطيئة أدم ، أما ماركس أصبح ينظر للعمل أنه استلاب لأن العمل أصبح مثل البضاعة فهو كالآلة و حقوقه مهضومة هذا مأكده في نظرة فائض القيمة، كما أن الباحث تايلر يرى أن العمل أفقد الجانب الروحي للإنسان و هذا من خلال زيارته الميدانية للمؤسسات الاقتصادية و كان يتحدث مع العمال و كلهم يرفضون فكرة العمل .
النقد
مما لا شك فيه أنه لا يمكن أن ننكر أن العمل قد يكون في بعض الظروف مصدر لشقاء و الذل لكن يبقى العمل خاصية إنسانية ملازمة لسلوك الإنساني و به ارتقى الإنسان من المستوى الحيواني إلى المستوى الحضاري
التركيب
على ضوء التحليل السابق يمكن القول أن إشكالية العمل و الحرية هي إشكالية غير جوهرية بل الإشكال و الطرح الأساسي هو طبيعة النظام الاقتصاد القائد فإذا كان هذا النظام عادل و أخلاقي و إنساني كان العمل مصدر تحرر و تطور على العكس إذا كان النظام استغلالي و فاسد.
الخاتمة:
و ختاما لهذا التحليل يمكن القول أن العمل أداة تحرر و لكن ليس دائما حيث يبقى مرتبط بالطبيعة النظام الاقتصادي وظروف العمل
إن الشغل بأبعاده المختلفة هو أساس التحرر.دافع عن الأطروحة.
يوافق طرحنا هذا.
دافع عن الأطروحة القائلة: رغم حتمية الشغل فهو السبيل للتحرر.
مقدمة:
يعتبر الشغل تلك الفعالية الانسانية الالزامية قصد انتاج أثر نافع للفرد والمجتمع.من مضامين هذا التعريف فكرة الالزام، لذلك فقد شاع عند الكثير من الناس وحتى بعض الفلاسفة قديما وحديثا ان العمل هو مجرد ضرورة والزام يوجد بوجودها ويغيب بغيابها، لكن عند البعض الآخر يعتبر العمل عملية تحرر وسبيل لتحقيق حرية الانسان، وهذا الطرح الأخير هو الذي نراه عين الصواب لذا نريد تبنيه والدفاع عنه. فما هي الأدلة التي تثبت صحة هذه الاطروحة؟ وما هي حججنا التي نبرر بها صحة تبنينا لهذا الرأي وإبطال نقيضه؟
١)عرض منطق الأطروحة:
ان الشغل ظاهرة لازمت الإنسان منذ وجوده كظرورة ارتبطت بحياته لكن عندما اوجد الانسان الشغل اوجد ذاته وانسانيته،وفي آن واحد أنسن الطبيعة ومحيطه، لذلك يذهب كثير من الفلاسفة الى ان الشغل هو((تحرر وحرية)) كما أنه خاصية((إنسانية))،وبالتالي تجاوز الضرورة والحتمية البيولوجية والحاجة الغريزية.
هذا ما يذهب اليه على سبيل المثال كل من(( كارل ماركس)) حيث يقول عنه(انه يحررنا من الطبيعة.
وهيغل من خلال جدلية( السيد والعبد) اعتبره وسيلة للتحرر. ويقول: بالعمل الفرد يكسب اعتراف الآخرين".
اذن رغم الحتمية الا انه حرية وخاصية انسانية.
الحجة:
-بالعمل سيطرة الانسان على الطبيعة وأخضعها له بعد أن كان خاضعا لها وعابدالظواهرها نتيجة جهله بها،مثلا التحكم في الظواهر والامراض
-عندما غير محيطه غير من ذاته كالتحرر الفكري مثل التحرر من الاساطير والخرافة
- بالعمل لا يصبح الفرد عالة على المجتمع ولا على اسرته
- الشغل ليس مجرد إلزام خارجي و إنما هو إلزام اخلاقي يفرضه الضمير وواجب إجتماعي لما فيه من تكافل وتكامل.
ان فرويد يجعل من العمل وسيلة تصعيد وتنفيس وهذا نوع من التحرر النفسي.
اذن كل من نتائج الشغل و قيمه تجسد فكرة الحرية. لذلك قال عنه(دولاكروا): ان العمل يخلق شيئا وإنسانا"
٢)الدفاع عن الاطروحة بحجج شخصية:
ان ما ذهب إليه الكثير من الفلاسفة ورجال الأخلاق وغيرهم من المفكرين حول أهمية الشغل في قيمه ونتائجه حقيقة نلمسها على عدة مستويات ، ولذلك يمكننا القول" ان العمل هو عين الوجود".و لتأكيد هذه الأهمية والقيمة،و هذا البعد التحرري ، نقدم جملة من الحجج التي نؤكد بها صدق هذه الاطروحة.
-اولا ان الشغل بفعاليته الذهنية و اليدوية كان وراء تقدم الشعوب وارتقائها وبدونه يكون التخلف والتبعية.
- وثانياان الشغل يجسد الثروة والثورة لقدرته على التغيير من واقع الانسانية.
- وثالثا انه يعكس قدرات الانسان ويفجرها كالذكتء والخيال المبدع
-كما انه يضفي على الطبيعة الجمال فهو فن وتقنية.
-كما انه يحقق كرامة الفرد ويشعره بوجوده من خلال حاجة الغير اليه.
لذلك قال عنه (فولتار):" ان الشغل يبعد ثلاث افات الحاجة والرذيلةو القلق".
فهو ليس ضرور حتمية او استعباد او عقاب وانتقام اذا توفرت فيه العدالة والرغبة والاختيار هذا على مستوى الافراد،اما على مستوى المجتمعات فبالشغل نتحرر من مختلف التبعيات وبدونه نكون تابعين فاقدين لحريتنا وقراراتنا
وخامسا فإن الدين الاسلامي يعتبره عبادة وليس عقابا او تكفيرا عن الخطيئة كما تعتقد الكاثوليكية
٣) عرض منطق الخصوم ونقدهم :
عمس الطرح السابق يعتقد بعض الفلاسفة أمثال(( ميشال فوكو، هوبز، الداروينية..)) ان الشغل تحتمه حتمية بيولوجية والصراع الطبيعي من أجل البقاء. ففوكو يصرح "بأن الانسان محتوم على العمل خوفا من الموت"، وكأن العمل يحضر بحضور الحاجة ويغيب بغيابها، وحجتهم الاخرى ان الشغل قديما كان خاص بالعبيد لا بالأسياد، ولو الطبيعة وفرت للانسان كل الحاجيات لما اشتغل.
نقدهم:
ان نظرة هؤلاء نظرة جزئية حين حصرت الشغل في بعد واحد وتجاهلت باقي الابعاد والقيم، والجزئي لا يفسر الكلي.
فلو كان الشغل يعبر فقط على الحاجة البيولوجية وتجسيدا للصراع فقط لكان كل تلبية للهده الضرورة هو شغل بينما الامر ليس كذلك فمثلا الاعمال اللاأخلاقية و الاتجار بالمخدرات والاعمال المخالفة للقانون ليست شغلا رغم انها تلبي هذه الحاجات.
لو كان الشغل الدافع اليه هو حب البقاء فكيف نفسر حبنا للعمل رغم تحقيقنا للضروريات وتجاوزها للكماليات والتفنن فيها؟
اما قولهم بان الشغل لم يكن يشمل الجميع قديما فهذاراجع الى حصر مفهومه في الجهد اليدوي والعضلي،بينما العمل أشمل من ذلك. اذن هذا الاتجاه في هذه الحالة سوى بين نشاط الانسان ونشاط الحيوان بينما الامر ليس كذلك.
وعليه فرغم وجود فكرة الضرورة الا ان هذا لا ينفي عنه انه وسيلة للتطور والتحرر.
وهذا ما أشار اليه الفيلسوف الوجودي(( جون بول سارتر)) عندما اشار الى طبيعة الشغل الثنائية((كوسيلة للاستعباد والتبعية لكنه طريق لرسم الحرية))
وحتى يكون كذلك فيجب ان تتحقق العدالة فيه والرغبة والحب، والمتعة والرضاء بما نشتغل.
الخاتمة:
نستخلص في الاخير ان للأطروحة منطق سليم ، حيث العمل فعلا هو الوسيلة التي تحرر الفرد والمجتمعات، وان وجود الضرورة فيه لا يلا من قيمه المتعددة ونتائجه الايجابية، ولهذا كله تبنينا هذا الرأي لوجاهته وعمقه الفلسفي لذلك يصح القول في الاخير((انا أعمل اذن أنا موجود)) وصدق ديكارت عندما قال: بالعمل أصبح الانسان سيدا للطبيعة.