مقالة شاملة حول العقل والنقل في الفكر الإسلامي بطريقة جدلية العقل والنقل في الفكر الإسلامي
أقوال الفلاسفة عن العقل والنقل في الفكر الإسلامي
مع الآيات
جدلية العقل والنقل في الفكر الإسلامي
مقالة جدلية هل يمكن التوفيق بين العقل والنقل
بسم الله الرحمن الرحيم
العقل من أكثر الأشياء توزعا بالتساوي بين الناس قاله الفيلسوف الرياضي ديكارت، فماذا يعني ديكارت بالعقل هنا؟! أي ماذا يعني بالعقل الذي يتساوى فيه الناس، بحيث يستحيل التفاضل بينهم، فهل صحيح أن الناس في العقل والتعقل ومن ثم في الفكر والتفكر سواء؟ إذا ما السر في هذا الاختلاف والتنازع بين الناس منذ بداية الخليقة وإلى يومنا هذا؟! لما هذا الجدال والحوار بين طوائف الناس وآحادهم في قضايا كثيرة اختلفت فيها أنظارهم وتباينت فيها أفهامهم؟!
نحتاج هنا إلى معرفة العقل وهل هو أنواع وأقسام؟ أم شيء واحد يتفق فيه الناس؟ هذا القضية إذا عولجت يمكن أن نختصر بها الطريق الطويل الوعر..
وما قيل في العقل يمكن أن يقال مثله أو نحوه في النقل (الكتاب والسنة). فالنقل ألفاظ ودلالات، يخاطب بها العقل الإنساني، فهي تفتقر إلى بيان المتكلم وفصاحته وحسن قصده ووضوح نيته؛ من حيث إنه يريد الإرشاد لا الإضلال، ويريد الإيضاح لا الإلغاز، كما تفتقر إلى صحة الفهم لدى المخاطَب وتمكنه من معرفة لغة المتكلم، ألفاظها ودلالات تلك الألفاظ، وتفتقر ـ أيضا ـ إلى نية سليمة لدى المخاطَب بعيدة عن العناد والمكابرة.
وهل دلالات النقل كلها على نسق واحد بحيث تدل على معنى واحد لا اختلاف فيها ولا تباين، أم أن هذه الدلالات هي أنواع وأقسام تفتقر إلى آلات وعناصر تساعد المخاطَب على معرفة لغة المتكلم ومقاصده منها؟!
العقل هو من صنع الله تعالى والنقل هو من كلام الله تعالى، فهل يتعارض ما صنع الله تعالى مع ما قاله؟! هذه إحدى ركائز هذه المسألة (جدلية العقل والنقل) فلا يجرؤ مسلم أو عاقل على الإجابة بالإثبات، فالإنسان الحازم يترفع أن يعارض قوله فعله، وأن يصادم فكره سلوكه، فكيف يُنسب ذلك إلى خالق البشر، المتصف بالكمال والجلال، وبتمام العلم وكمال الحكمة (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ)(النمل: من الآية88)
إن جدلية العقل والنقل مسألة قديمة جديدة ومتجددة، لكنها كثيرا ما توضع في غير وضعها الصحيح، فتارة يُسمى ما ليس عقلا عقلا، مثل الظنون والأوهام والأهواء والشهوات والأغراض الشخصية، وتارة تعمم أحكام الظنية على نصوص الشرع كلها مع الاعتراف أن في الشرع ماهو ظني الثبوت وكثيرا مما هو من ظني الدلالة، لكن خطر التعميم يوقع في إشكالات، وتارة يعتبر العقل مؤسسا للنقل وقاعدة له وهذا قد يصح بوجه، لكن المولعين بالدراسات الفلسفية ينسفون بهذه المسألة كثيرا من دلالات النصوص الشرعية وإن كانت قطعية الثبوت قطعية الدلالة..
وأخيرا فإني أرجو لورقتي هذه أن تكون محاولة في فك الارتباط بين هذه التعقيدات، سائلا الله تعالى لي وللجميع التوفيق والتسديد.. وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
تعريف العقل في اللغة والاصطلاح:
تعريفه لغة: العقل مصدر عقل، يعقل، عقلا، فهو معقول، وأصل معناه المنع والإمساك، ومنه عقل البعير لمنعه من الهرب، ويطلق على الملجأ والحصن، وكذا القلب؛ ومنه قول عمر في ابن عباس رضي الله عنهما: ذاكم فتى الكهول، إن له لسانا سؤولا، وقلبا عقولا.
تعريفه اصطلاحا: عرف بعض العلماء ـ ومنهم أبو الوليد الباجي
ـ العقل بالعلوم الضرورية التي تقع ابتداء وتعم جميع العقلاء.
وعلى هذا التعريف: فلا تفاضل يكون بين الناس أو العقلاء من جهة العقل، فلا يقال فلان: ذو عقل، أو فلان: عقول، وهذا أمر لا ينطبق مع واقع الحال.
ولعل الصحيح أن يقال: العقل أوسع من ذلك، فهو يشمل العلوم الضرورية والعلوم المكتسبة، والتي تحصل بالتعلُّم والتفكُّر. ويعجبني ما ذهب إليه أبو حامد الغزالي وابن تيمية وغيرهما من أن العقل يقع بالاستعمال على أربعة معان[3]: الغريزة المدركة، والعلوم الضرورية، والعلوم النظرية، والعمل بمقتضى العلم.
أما الغريزة المدركة فهي في الإنسان كقوة البصر في العين، والذوق في اللسان، وهي شرط في المعقولات والمعلومات، وهي مناط التكليف، فلولاها ما كان تكليف ولا أمر ولا نهي، وبها يمتاز الإنسان عن سائر الحيوان.
وأما العلوم الضرورية فهي التي تشمل جميع العقلاء؛ كالعلم بالممكنات والواجبات والممتنعات، وهذه علوم فطرية، تولد مع الإنسان، ولا يتميز بها فرد عن آخر.
وأما العلوم النظرية فهي التي تحصل بالنظر والاستدلال، ويتفاوت الناس فيها ويتفاضلون.
وأما الأعمال التي تكون بموجب العلم فقد جاءت الإشارة إليها في الكتاب العزيز: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ}[الملك:10]. أي سمع انتفاع وعقل انتفاع، وإلا فهم يملكون آلات الاستقبال، لكنهم لم ينتفعوا بها في تحصيل الحق والخير. ولهذا قال الأصمعي: "العقل: الإمساك عن القبيح، وقصر النفس وحبسها على الحسن".[4]
وهذا المعنى الأخير ينبغي التأكيد عليه فهو الذي يغفل عنه الكثيرون، مع أنه ثمرة العقل وفائدته، فالذين خالفوا الشرع هم بالضرورة قد خالفوا العقل، والذين خالفوا العقل هم بالضرورة قد خالفوا الشرع.
وعليه، فإن أريد بالعقل العلوم الضرورية فلا تفاوت فيها بين الناس، ولعل هذا ما قصد إليه نظار المسلمين ومتكلموهم ووافقهم فيه بعض الفلاسفة الغربيين مثل ديكارت
، وذريعتهم في ذلك أن العقل حجة عامة، إليه يرجع الناس عند الاختلاف، ولو تفاوتت العقول وتفاضلت لما حصل لهم رفع الاختلاف والتنازع!
نعم نحن نحتاج إلى العلوم الضرورية الفطرية لنحاكم إليها العلوم النظرية الكسبية، حتى يرتفع الخلاف بين الناس، بل لولا وجود العلوم الضرورية لدى الناس بدرجة متساوية لما عرف الناس الحق والصواب فيما يختلفون فيها، ولهذا كان من حكمة الله تعالى في خلقه أن ركب في فطرهم هذه العلوم الضرورية، أما قصر العقل عليها ربما لا يتفق، بل العقل يشمل المعاني الأربعة التي تقدم ذكرها، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "...ما رأيت من ناقصات عقل ودين، أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن..."[6] مما يدل على التفاوت، بل هو دليل على تفاوت العقل الغريزي أيضا، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قرر أن جنس النساء فيه نقصان العقل، وهذا لا يكون إلا في الغريزة التي خُلقن بها؛ ولأن التفاوت في الجانب الكسبي فرع عن التفاوت في الجانب الغريزي.
عناية الإسلام بالعقل:
إن عناية الإسلام بالعقل وتكريمه له بالمحل الذي لا يخفى، حيث جعله مناط التكليف؛ فلا تكليف على غير عاقل، ومن تكريمه له أن وجهه للنظر في الأنفس والآفاق: اتعاظا واعتبارا، وتسخيرا لنعم الله والإفادة منها، ليمارس وظيفته الريادية في تطور الحياة وتقدمها، ومن تكريمه له أن جعل أن أمره بالنظر في كلماته الشرعية قياسا واستنباطا، ومن تكريمه له ـ أيضا ـ أن أمسكه عن الولوج فيما لا يحسنه، ولا يهتدي فيه على سبيل؛ رحمة به، وإبقاء على قوته وجهده أن يضيع ويتبدد. وتفصيل هذه الجملة في الآتي:
أولا: خص الله تعالى أصحاب العقول بالمعرفة التامة لمقاصد العبادة، وحِكم التشريع {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[البقرة:179].
ثانيا: قصر سبحانه الانتفاع بالذكر والموعظة على أصحاب العقول: {يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ}[البقرة:269] وقال {َقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}[يوسف:111].
ثالثا: ذم الإسلام التقليد للآباء والأجداد ونحوهم لأنه إلغاء للعقل، وتنكر لأحكامه؛ قال تعالى:{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ{170} وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ{171}[البقرة]. وقال صلى الله عليه وسلم: "لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا فلا تظلموا".[8]
رابعا: منع الإسلام من الاعتداء على العقل حسيا ومعنويا؛ حسيا حيث جعل الإسلام دية العقل دية كاملة، فيمن ضُرب على رأسه فذهب عقله؛ قال ابن قدامة: لا نعلم في ذلك خلافا.[9] وأما معنويا: فقد حرَّم الإسلام شرب الخمر ومثله كل مسكر يغيب العقل ويعطله عن أداء وظيفته {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }[المائدة90] وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل مسكر ومفتر".[10]
خامسا: شدد الإسلام النكير على تعاطي ما تنكره العقول، وتنفر منه؛ مثل: التطير، والتشاؤم بشهر صفر ونحوه، والتنجيم، أي الاستدلال بحركة النجوم على السعد والنحس، وكذا حرم إتيان الكهان والعرَّافين، وحرم تعليق التمائم ونحوها..
هذا، مع ما أمر به الشارع العبد من الأخذ بأسباب القوة، والتوكل على الخالق، كما قال صلى الله عليه وسلم: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان".[11]
العقل أحد مصادر المعرفة:
العقل في الإنسان كغيره من الصفات الكمالية، فهي وإن كانت كمالا في حق الإنسان، إلا أن لها حدودا لا تتجاوزها، وأقدارا لا تتخطاها، فالإنسان ذاته مخلوقة، وصفاته كذلك، يعتريها ما يعتري المخلوق من القوة والضعف والخور، والوجود والعدم، والعقل جعل الله تعالى له حدا ـ في إدراكه الأشياء ـ ينتهي إليه، لا يتعداه، فلم يجعل له سبيلا إلى الإدراك في كل مطلوب، ولو كان كذلك لتساوى مع العليم الخبير سبحانه، في إدراك جميع ما كان وما يكون، وما لا يكون إذ لو كان كيف يكون، ولو كان العقل يدرك كل مطلوب لاستغنى الخلق به عن الوحي والنبوات، ولسقطت الحاجة إليها رأسا.
والمقصود بالإدراك هنا العلم بالشيء، بذاته جملة وتفصيلا، وصفاته وأحواله، وأفعاله، وأحكامه، جملة وتفصيلا، فالله تعالى محيط بكل ذلك على وجه التمام والكمال، بحيث لا يعزب عن علمه مثقال ذرة منه، والعبد بخلاف ذلك، فهو وإن أدرك فإدراكه يكون لبعض ذلك، وهذا البعض فيه قصور وضعف، من غفلة أو نسيان، أو جهل، أو عدم إحاطة، إلى غير ذلك من أحوال الضعف والقصور.
والعقل إنما يستند في أحكامه إلى معطيات الحس، التي تأتيه عبر رسله؛ كالسمع والبصر، وغيرهما من الحواس، وهذه تنقل ـ بدورها ـ مدركاتها عن أشياء موجود مشهودة، تقع عليها الحواس مجتمعة أو منفردة، فيقوم العقل بعملية التركيب والتحليل، والتجميع والتفريق، وقياس الأشباه والنظائر، ثم استنباط القواعد، واستخراج النتائج، واستصدار الأحكام، وهو في كل هذا العمل إنما يعتمد على معطيات حسية، لها وجود مشهود، ولو تعدى هذا المجال لنطق بغير علم، وحكم من غير هدى.
أقسام العلوم: تنقسم العلوم من حيث إدراك العقل لها إلى ثلاثة أقسام:
الأول: العلوم الضرورية:وهي التي لا يمكن التشكيك فيها، إذ إنها تلزم جميع العقلاء ولا تنفك عنهم، كعلم الإنسان بوجوده، وأن الاثنين أكثر من الواحد، واستحالة الجمع بين النقيضين، أو رفعهما، إلى غير ذلك مما يسمى بقوانين العقل الضرورية.
الثاني: العلوم النظرية: وهي التي تُكتسب بالنظر والاستدلال، وهذا النظر لا بد في تحصيله من علم ضروري يستند إليه، حتى يُعرف وجه الصواب فيه، وهذا القسم تدخل فيه كثير من العلوم، كالطبيعيات والرياضيات والطب والصناعات، وهو نوعان: نوع يتمحض العمل فيه للعقل، وهذا عادة يكون في العلوم المفضولة، مثلما تقدم ذكره، والآخر يكون بالنظر في أدلة الشرع، وبذل الوسع لإقامة العبودية، قال الشافعي رحمه الله في قوله تعالى: {وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ}[النحل:16]. "فخلق لهم العلامات، ونصب لهم المسجد الحرام وأمرهم أن يتوجهوا إليه، وإنما توجههم إليه بالعلامات التي خلق لهم، والعقول التي ركبها فيهم، التي استدلوا بها على معرفة العلامات، وكل هذا بيان ونعمة منه جل ثناؤه".[12]
الثالث: الغيبيات: وهذه لا تُعلم بواسطة العقل، إلا أن يُعلَّمها، بأن يجعل له طريق العلم بها، والغيبيات على نوعين: أحدهما: ما كان من قبيل ما يعتاده علم الإنسان؛ كعلمه بما تحت قدميه، وعلمه بالبلد القاصي عنه، الذي لم يتقدم له به عهد. والثاني: ما خرج عن العادة كالعلوم التي تتعلق باليوم الآخر من برزخ وبعث ونشور وحساب وجزاء وتفاصيل ذلك، فهذه الغيبيات على نوعيها تُعلم عن طريق الخبر، سواء خبر العالم بها؛ يخبر الجاهل بها، أو تُعلْم بخبر الشارع، وقد يسمى الأول بالغيب النسبي، والثاني بالغيب المطلق، وهو الذي اختص الله بعلمه.
وعليه، فإن كثيرا من مسائل الاعتقاد لا تدركها العقول ابتداء ـ لا سيما على التفصيل ـ إذ سبيل معرفتها الوحيد هو الوحي، فالعقول ما كانت لتعلم بها لولا مجيء الوحي بها، وذكره لأدلتها العقلية، أما المسائل الكبار من الإقرار بوجود الله تعالى وتوحيده وصدق النبوات ونحو ذلك، فإن النفوس مفطورة على معرفتها، وإنما المقصود هو تفاصيل هذه المسائل، فالعقل لا يدركها إلا عن طريق خبر الأنبياء.
يتبع في الأسفل