تحليل ملخص نص قصيدة سبيل العلا لأبي الطيب المتنبي جذع مشترك
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقع باك نت.baknit الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية الإجابة الصحيحة والنموذجية من مرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي bac 2023 كما يسرنا بزيارتكم أن نقدم أهم المعلومات والحلول وأفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية 2022 2023 وكما عودناكم أعزائي الزوار في صفحة موقع باك نت أن نطرح لكم ما تبحثون عنه وهو ....... تحليل ملخص نص قصيدة سبيل العلا لأبي الطيب المتنبي جذع مشترك
وتكون الإجابة على سؤالكم هي على النحو التالي
تحليل قصيدة سبيل العلا لأبي الطيب المتنبي
تحليل قصيدة "سبيل العلا" لأبي الطيب المتنبي
أولاـ تــمـهــيــد:
الشِّـعـْـرُ فنُّ العربية الأول، وأكثر فنون القول هيمنة على التاريخ الأدبي عند العرب، خصوصًا في عصورها الأولى؛ لسهولة حفظه وتداوله. ويُعدُّ الشعر وثيقة يمكن الاعتماد عليها في التعرُّف على أحوال العرب وبيئاتهم وثقافتهم وتاريخهم، ويلخص ذلك قولهم: الشعر ديوان العرب.
والشعر لغة الخيال والعواطف، وهو تعبير إنساني ذاتي يبرز من خلاله الشاعر عاطفته الجياشة، ويتغنى بذاته مصورا لنا أحاسيسه ومشاعره من خلال المواقف التي تثيره، ويكون مقيدا بالإيقاع (الوزن- القافية- الموازنات الصوتية..)
-الشعر العمودي هو الذي ينظم كله على بحر واحد، ويتنتهي كل أبياته بقافية وروي موحدين. وهي تتضمن شتى الموضوعات : من مدح وهجاء ورثاء وغزل ...
- غرض المديح من الأغراض الشعرية العريقة، يختص بالثناء واطراء الذي يتوجه به الشاعر إلى ممدوحه، فيرفع من شأنه بوصف كرمه وشجاعته وهمته...
عمود الشعر، مصطلح نقدي يعني طريقة العرب القدماء في نظم الشعر. وقد نشأ هذا المصطلح نتيجة للحركة النقدية التي دارت حول مذهب الشاعر أبي تمام.
سُمع مصطلح عمود الشعر لأول مرة، على لسان البحتري عندما سُئل عن نفسه وعن أبي تمام فقال: "كان أغوص على المعاني مني، وأنا أَقْوَمُ بعمود الشعر منه"
وقد عدَّد المرزوقي سبعة عناصر أو أبواب هي التي تشكل، في رأيه، عمود الشعر، وهذه العناصر هي:
1- شرف المعنى وصحته، 2- جزالة اللفظ واستقامته، 3-الإصابة في الوصف، 4- المقاربة في التشبيه، 5- التحام أجزاء النظم والتئامها على تخير من لذيذ الوزن، 6- مناسبة المستعار منه للمستعار له، 7- مشاكلة اللفظ للمعنى، وشدة اقتضائهما للقافية حتى لا منافرة بينهما.
وتتراوح أغراض الشعر بين مديح وهجاء وفخر ورثاء وغزل ووصف واعتذار وتهنئة وتعزية، ثم أضيفت إلى ذلك موضوعات جديدة جاءت نتيجة تغير الحياة العربية مثل الزهد والمجون، بل تغيرت معالجة الموضوعات القديمة كما ظهر عند أبي نواس وغيره من شعراء العصر العباسي.
نمط المدح : المدح هو الثناء والإطراء والتمجيد، وهو الغرض الشعري المفصح عن إعجاب الشاعر بالممدوح بسبب مزايا معينة يتصف بها، ومن أبرز صفات المدح التي تغنى بها الشعراء: الكرم والشجاعة والوفاء والمروءة والحلم والعدل والقوة وشرف الأصل (الحسب) وجميل الفعال، وغالبها صفات معنوية نبيلة تدل على كمال الرجولة.
عرف الشاعر الجاهلي المديح واتخذه وسيلة للتكسُّب، ومن أشهر المداحين من شعراء الجاهلية النابغة الذبياني الذي اشتهر بمدح النعمان بن المنذر.
وفي عصر صدر الإسلام، ظهر تيار جديد في المديح، هو مدح النبي.ومن أوضح نماذجه لامية كعب بن زهير بانت سعاد التي أنشدها عند عفو النبي الكريم عنه، وصارت إلى عصور متأخرة نموذجًا يُحتذى. كما زخرت قصائد حسّان بمديحه للنبي صلى الله عليه وسلم. وبذلك تحوّلا لمدح من التكسّب إلى التدين، واكتسب، فيما عبر به من الأوصاف، التجرد والصدق، بعيدًا عن التكسّب فضلاً عن رسم الصورة الإسلامية للفضائل والقيم الخلقية.
صاحب النص : أبو الطيب المتنبي (303هـ / 915م– 354هـ / 965م)
هو أحمد بن الحسين بن الحسن الجعفي أبو الطيب الكندي الكوفي، شاعر حكيم. ولد بحي كندة بالكوفة. وكان يختلف أول أمره في التعليم إلى كُتّاب فيه أولاد الأشراف من العلويين وبدأ بتعلم العربية لغة وإعرابًا وشعرًا. وارتحل إلى البادية طلبًا لفصاحة القبائل العربية فاكتسب في مجالسها شيئًا من الفصاحة والبلاغة حين جالس الأعراب وشافههم.
ووُصف المتنبي بأنه كان رجلاً ملء العين، تام الخلقة، لايخلو من جفاء وخشونة. وعرف بالجرأة والإقدام والبعد عن ضعف النفس وخورها. نظم الشعر وعمره 9 سنوات، ثم عاش أفضل أيامه عطاءً ببلاط سيف الدولة الحمداني في حلب، حيث كان أعظم شعراء العرب وأكثرهم تمكنا من نظم الشعر ونسج اللغة بشكل ساحر وأكثر إبداعا، حتى وصف بكونه أعجوبة عصره وأحد مفاخر الأدب العربي.
ثانيا: مـــلاحــظــة الــنــص
أ. شكل النص :
قصيدة عمودية تقوم على نظام البيت المكون من شطرين ( الصدر والعجز)، ينتهيان بقافية وروي موحدين (الميم)
ب. العنوان:
جاء العنوانُ مكونا من مركب إضافي عبارة عن خبر لمبتدإ محذوف تقديره "هذا"، دلالة على الطريق المؤدي إلى الرفعة والشموخ..
ج. بداية النص:
بداية النص :تشير إلى مدح الشاعر لممدوحه "سيف الدولة" بالجود والكرم.
د. فرضية النص :
من خلال المشيرات الدلالية، نفترض أن النص شعري، سيمدح من خلاله الشاعر "المتنبي" ممدوحه "سيف الدولة الحمداني" ويعدد خصاله الحميدة.
ثالثا: فـــهــم الــنــــص
1- المضمون العام :
يمدح الشاعر المتنبي، من خلال قصيدته سيف الدولة مشيدا بخصاله وبكرمه، وبأفضاله على الناس كافة، ذلك أنه الفارس الشجاع، الساعي دوما إلى المجد والعلا، مما يجعل قلوب الناس تتشوق وتصبو للُقيَاه.
2- وحدات النص:
يمكن تقسيم النص إلى ثلاث وحدات دلالية، وهي :
• الوحدة الدلالية الأولى: من البيت الأول إلى البيت الثاني:
وصفُ الشاعر سيف الدولة بالجود والكرم وتشبيهه إياه بالمطر الذي يحيي النبات، واعتزازه الشاعر بالمكانة السامية التي يحظى بها بين رعيّته.
• الوحدة الدلالية الثانية :من البيت الثالث إلى البيت السابع:
إشادة الشاعر بممدوحه الساعي دوما لنيل المجد والعلا سواء في السلم أو القتال.
• الوحدة الدلالية الثانية :من البيت الثامن إلى البيت العاشر:
بيان الشاعر استحالة عيش الرعية من دون أميرها، باعتباره مؤنسا يزيل وحشتهم، وشمسا تنير حياتهم.
• الوحدة الدلالية الثالثة: من البيت العاشر إلى البيت الرابع عشر
- تعداد الشاعر لخصال الشجاعة والكرم التي تميز ممدوحه.
رابــعــا: تــــــحــلـــيــل الــنــص:
1- عناصر النص وبناؤه:
الحقول الدلالية المهيمنة في النص :
حقل دال على العظمة والشجاع: الهمام/ العلا/ قتالك/ الخيل/ ارتحلت/ نزلت/ المجد/ الخميس اللهام/ كفاحا/ هيبة/ حسام/ الشجاع...
حقل دال على الكرم: الغمام/ الخيام/ الكرام/ ارتياحا يحار فيه الأنام/ أرانا كرما...
العلاقة بين هذين الحقلين هي علاقة تكامل، إذ يعتبر كل منهما من صفات الممدوح، وكان من عادة شعراء المدح أن يعلوا من مكانة الممدوح بوصفه بالكرم والشجاعة..
2- مظاهر الطبيعة في القصيدة:
استعان المتنبي بمظاهر الطبيعة، ووظفها في مدح سيف الدولة الحمداني، على غرار الشعراء الذين سبقوه حيث كانوا يستقون صورهم من الطبيعة ويضفونها على الممدوح. من هذه الألفاظ: الشمس- الربى - االغمام - البدر –البحر.... ؟
3- الحكم في القصيدة:
وإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام
أي أن الإنسان الطموح صاحب الهمة العالية غاياته لا تنتهي، وبذلك فهو يتعب جسده.
4- ظاهرة التناص في القصيدة:
البيت الثامن في القصيدة يشبه إلى حد كبر بيت أبي تمام(افتخار بشيمة الصبر عند الشدائد إلا في حال فراق الممدوح)، وهذه الظاهرة تسمى التناص : أي التشارك والتشابه بين نص وآخر.
5- لغة النص وبلاغته:
أ- الأساليب اللغوية:
زاوج الشاعر في قصيدته بين الجمل الإنشائية والخبرية، ومن بين الأساليب الإنشائية الموظفة نجد :
الاستفهام: أين أزمعت ... ؟ .
الأمر : أزل الوحشة التي عندنا..
النداء : أيهذا الهمام..
التمني : ليت أنا إذا ارتحلت لك الخيل...
ب- الصور الشعرية:
اعتمد الشاعر مجموعة من الصور الشعرية للتعبير عن حبه للأمير سيف الدولة. منها:
أنت الغمام: تشبيه بليغ (حذف الأداة ووجه الشبه).
هيبةُ المُؤمّل...في القلوب حسام (تشبيه مؤكد مفصل)
- كل عيش ما لم تُطبْهُ حِمَام ** كلّ شمس ما لم تكنها ظلام: تشبيه بليغ.
خانته الأيام: استعارة مكنية، الخيانة تقتضي أن يكون الخائن إنسانا. لكن الشاعر أسندها للأيام. وبذلك استعار خاصية من خواص الإنسان وأعارها للأيام .وبهذا حذف المشبه به لتكون الاستعارة مكنية.
وكذا تطلُع البُدور علينا ** وكذا تقلَقُ البُحور العظامُ: استعارة مكنية.
6- مقاصد النص وغاياته:
يكشف النص عن أبعاد يتداخل فيها الثقافي والتاريخي، والفني فالشاعر من خلال مدحه لسيف الدولة يريد:
- إبراز صورة حية لما تميز به الخلفاء العرب من شهامة وكرم في عصور الازدهار.
- القصيدة تجسيد حقيقي لشعر المدح وخصائصه.
- البعد الأخلاقي والتاريخي للنص يكمن في إبراز العلاقة الوطيدة التي نشأت بين الخليفة وشعبة والتي كان يسودها الاحترام والولاء.
خامــســا: تــــــركـــــيــب الــنــص:
نصل أخيرا إلى القصيدة المدروسة آنفا هي قصيدة عمودية تقليدية للشاعر المتنبي، والذي يعد من أبرز شعراء المدح في تاريخ الثقافة العربية، وقصيدته هذه تجسيد حي لهذا الغرض، حيث مدح فها سيف الدولة الحمداني، ووصفه بمجموعة من الصفات التي تعلي من مكانته كالكرم والشجاعة والرفعة، مستعينا في ذلك بعناصر الطبيعة (البدر- الشمس-الربى-الغمام-الخيل...) على غرار الشعراء الذين سبقوه. ولقد حافظ في بنائها على خصائص القصيدة العمودية التقليدية في شعر المدح، من خلال لغة جزلة تنهل من المعجم القديم، واعتماد نظام الشطرين المتناظرين، ووحدة الوزن والقافية والروي، والمطلع المصرع. ونجده أيضا قد وظف مجموعة من الصور البلاغية كالتشبيه والاستعارة، وزاوج بين مختلف الأساليب كالنداء والأمر والاستفهام والتمني، كما لم تخل قصيدته من الحكم التي يشتهر بها. قاصدا بذلك رسم صورة مثلى للحاكم في العصر العباسي، وما تميز به من قيم أخلاقية نموذجية توجب على كل فرد من الرعيّة التحلي بها.