مفهوم الواجب عند ايمانويل كانط خصائص الواجب
ملخص وتحليل نص مفهوم الواجب عند ايمانويل كانط
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقع باك نت.baknit الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية الإجابة الصحيحة والنموذجية من مرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي bac 2023 كما يسرنا بزيارتكم أن نقدم أهم المعلومات والحلول وأفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية 2022 2023 وكما عودناكم أعزائي الزوار في صفحة موقع باك نت أن نطرح لكم ما تبحثون عنه وهو ......مفهوم الواجب عند ايمانويل كانط
وتكون الإجابة على سؤالكم هي على النحو التالي
مفهوم الواجب عند ايمانويل كانط
شيأن كلما تأملنا فيهما مزيدآ فمزيدآ من امعان ، يملأن الذهن بأعجاب ورعب جديدين ابدآ ، متزايدين دائمآ ، انهما السماوات المرصعة بالكواكب فوق رأسي ، والقانون الاخلاقي في داخلي ، وليس علي ان ابحث عنهما ، او احدس راجمآ بالغيب فيهما ، كما لو انهما كانا مقنعين بديجور ، او كانا في صقع مستشرف يقع ما وراء افقي ، انني اراهما امامي ، واربطهما مباشرة ، بأدراكي ووجودي.
ايها الواجب، ما أجل لفظك، وما أرفع اسمك. حقا إنك لا تثير لدينا أي شعور ملائم، كما أنك قلما تغرينا وتأسر لُبنا، لكنك مع ذلك تأمرنا من علياء سمائك بأن نخضع لك، ونستمع لندائك، دون أن نستعين، من أجل تحريد إرادتنا، بأي تهديدات تستثير في نفوسنا الشعور الطبيعي بالخوف أو الفزع.(1)
اول مايلحظه او قل يستنتجه القارئ المتفحص للنص اعلاه اهمية ومركزية المسألة الاخلاقية في الفلسفة الكانطية حيث نجده يعبر عن اعجاب لدرجة الرعب بما اسماه القانون الاخلاقي والرعب هنا كما فهمت مرده الاحساس بأهمية الامر وضروريته ومصيريته بالنسبة للحياة الانسانية ، وايضآ يتحدثنا بأكبار عن مفهوم الواجب وهو احد اهم المفهومات التي شغلت حيز التفكير الكانطي ويشكل حضورآ دائمآ في الخطاب الفلسفي لكانط بشكل عام وقضية الاخلاق بشكل خاص.
الورقة بين ايديكم اشتغل فيها علي معالجة وايضاح مفهوم الواجب عند كانط ، علي ضوء استعراض وبسط الحمولة المفهومية التي انطوت عليها كلمات النص أعلاه.
يقول البعض يهرع الأوربيون الي كانط كلما تأزموا اخلاقيآ ، ربما يعود الأمر لضخامة واهمية التأسيس النظري للمسألة الاخلاقية وعظمة البناء القيمي الذي اشتغل عليهما ، كانط من خلال مشروعه النقدي الهادف لإعادة تأسيس وتعريف كل شي في الفلسفة وأهم مباحثها مبحث الاخلاق ، ويعتبر كانط صاحب نصوص تأسيسية في مباحث فلسفة الاخلاق ويمكننا هنا الاشارة لكتابيه اسس ميتافيزيقيا الاخلاق ونقد
العقل العملي.
♧♧♧◇◇♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧
لماذا؟
لأن كانط شيد صرحآ خاصآ للفلسفة الأخلاقية صرحآ يمتاز بالتعالي والمثالية ، لذلك أطلق علي اسهامة الفلسفي في مجال الأخلاق اسم الفلسفة ( المثاليّة النّقديّة أو المتعالية )ويعرف كانط الأخلاق بأنها عامة وكلية أو مطلقة بتعبير آخر ، ويقول انها اي الاخلاق (مجال الحرية البشرية ،المتميز من ميدان الضرورة الخارجية والسببية الطبيعية ، فاصبحت بمعني اكثر ملموسية مجال الالزام الذي له طابع كلي في الاخلاق ) (2)اي ان المسالة الاخلاقية تتمايز عن كل المجالات الاخري بأصالة ذاتية تجعل منها ذات طابع قطعي.
إذا ماهو المسار المختلف ألذي سلكه كانط في تفلسفه فجعل منه فيلسوفآ بهذه المركزية في الثقافة والفلسفة الغربية ؟
لفهم إسهام أي فيلسوف أو مفكر أو حتي مثقف عادي، هناك ضرورة لتفحص شروط وظروف نشأته وتكوينه النظري وطبيعة القناعات العقائدية التي كانت تسود محيطه الأسري أو الفضاء الاجتماعي الذي كان يعيش فيه والذي تأثر به وأثر فيه ، والتي بالضرورة ستنسحب علي تكوينه الفكري ومن ثم التمظهر في إنتاجه واسهامه..
من هذه الزاوية يمكننا فهم مركزية المشكل الأخلاقي في الفلسفة الكانطية بالنظر لنشأة امانويل كانط 1724_1804م ، ويمكننا ان نشير له باعتباره اعظم فلاسفة عصره الذين اشتغلو علي مقاربة المشكل الديني والعلمي بطريقة مختلفة تتسم بالنعومة (3) ربما يعود السبب في انهمامه بالمسألة الدينية الي طبيعة نشأته في بيئة يسيطر عليها نمط التدين البروتستانتي حيث كانت أسرته تلتزم العقيدة اللوثرية التي تقول بأن موضع الدين الإرادة والفعالية العملية لا العقل والتجريد والتهويم وأنه لابد لايماننا من تأييد عملي ، لذلك عادة ماترفض هذه العقيدة تأثيرات الفلسفة اليونانية علي الدين المسيحي المتمظهرة في (اللاهوت أو علم الكلام المسيحي ) وتعتبر هذه النزعات الفلسفيه عبارة تفاسير متكلفة ومستلفة لاتتماشي مع طبيعة المسيحية التي هي في الأساس محبة الله تأثر كانط بهذه الافهام والتصورات ويمكننا تلمس تأثره بالنظر لتصريحه الشهير (أردت أن أهدم العلم بما بعد الطبيعة لأقيم الايمان)
وبالعودة للممشكل الاخلاقي الذي اشتغل كانط علي مقاربته وممايزته مع ومن غيره من مجالات التفلسف والاشتغال النظري وبزل له الكثير من جهده الفلسفي ووقته البحثي لدرجة جعلته يقول عنها (انها في صميمها عبارة عن الفعل تحت فكرة قانون كلّيّ ، وعدم معاملة الغير كوسيلةٍ بل كغاية) (4) ومن اهم المفاهيم التي تشغل حيز هام في فلسفة كانط الاخلاقية نجد مفهوم الواجب .
اذا ماهو الواجب ؟
يعرف كانط الواجب بأنه ضرورة القيام بفعل عن احترام للقانون(5) اي انه استعداد اخلاقي يتوافر للانسان يدفعه لاحترام القانون ومراعاته في فعله ، ولايكون مرد احترامه ومراعاته هذه غايات غريزية او نزعات رغبوية اي اننا نستيطع وصف فعل الانسان بأنه (واجب) عندما يكون نابع من ذاته ويراعي القانون لذاته دون اي اكراه او تحفيز خارجي ، وللواجب سمات اساسية بدونها لايكون واجبآ بالمعني الكانطي للكلمة.
*- سمات الواجب الرئيسية:
1-الكلية:
اي أنه تشريع كلي وقاعدة شاملة، وتكمن قيمة الواجب في صميم الواجب نفسه بصرف النظر عن أية منفعة أو فائدة معنوية او مادية عليه ، وعلى هذا فإن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يفعل مع معرفته بأن "قيمة الفضيلة إنما تزيد كلما كلفتنا الكثير، دون أن تعود علينا بأي كسب (6)
2-الذاتية:
اي أن الواجب حتي يكون واجبآ بالمعني الممتلي للكلمة يجب ان يكون مستقلآ عن اي غرض غائي سوي احترام الواجب لذاته ، فلا يكن فعل الواجب مقترنآ بالحصول علي منفعة المنفعة أو حتي تحقيق السعادة وهنا يحضرني قولة كانط ((فليست الأخلاق هي المذهب الذي يعلمنا كيف نكون سعداء بل هي المذهب الذي يعلمنا كيف نكون جديرين بالسعادة)اي ينبغي نفعل افعال الواجب وغايتنا الواجب لذاته.
3-الاستقلالية:
وتعني ان قيمة الواجب غير مشترطه بحالة او فعل او خاضعة لضرورة ، بل هي قاعدة كلية متعالية علي كل ما سواها الوضعيات والمحددات التي تحكم وتتحكم وتؤثر في الفعل البشري ، (أي أنه قانون سابق، أو حكم أولي سابق على التجربة).(8)
*-الواجب والغائية:
يقسم الفيلسوف الانجليزي ديفيد هيوم الاخلاق الي صنفين ، صنف اول ويمثل الواجبات الاخلاقية التي تصدر عن العاطفة وهي استعداد داخلي في الانسان يدفعه للقيام بأفعال معينه بهدف تحقيق اللذة وتجنب الآلم ، وبالتالي مايحقق اللذة هو الفضيلة ومايتسبب في الالم هو الرزيلة ، وبذلك يكون الواجب صادر عن نزعات عاطفية داخلية غائية تتحكم فيها رغائب وغرائز الانسان وتحددها وتتحكم فيها معايير السعادة والالم ويسمي هيوم هذه العاطفة ب(الحاسة الخلقية).
اما الصنف الثاني من الواجب وفقآ لتقسيم هيوم هو الذي يصدر عن الاحساس بالالزام الخارجي والالتزام تجاه الضرورات والاكراهات الاجتماعية من قوانيين واعراف اجتماعية او تشريعات دولة ، التي عادة مايترتب عليها مراقبة لسلوك الافراد والتاثير علي تصرفاتهم .
في كلا الحالتين نجد الواجب الاخلاقي عند هيوم يصدر عن نزعات غائية براغماتية تهدف لتحقيق اللذة وتجنب الالم احيانآ وتحقيق رضاء المجتمع في حين اخر.
وعلي عكس التصور الهيومي (نسبة لديفيد هيوم) نجد الموقف الكانطي القائل بأن الواجب الاخلاقي امر قطعي يصدر عن سلطة الارادة الخيرة والعقل اللذان لايتأثران بالميولات الغريزية الذاتية او النزعات الشهوانية او الاكراهات والاشتراطات الخارجية ، بل هو اكراهآ ذاتيآ حرآ محدد بالقاعدة الاخلاقية التي تصدر عن الارادة الخيرة انطلاقآ من وتأسيسآ علي الموجهات والاوامر القطعية للعقل ، الامر الذي يجعل من الواجب قانونآ كليآ تشرعه الذات الخيرة في تعاملها مع ذاتها والاخرين ولايكون هذا القانون مجرد وسيلة لتحصيل اهداف ومرامي اتية بل غاية في ذاته.
هنا نتلمس ملامح قاعدة اخلاقية تصلح لتأسيس اخلاق انسانية كونية منبعها الارادة الانسانية الخيرة ، قاعدة يتعامل وفقآ لمنطقها الانسان مع ذاته والاخرين كغاية لا كوسيلة لتحقيق اهداف تسلطية سياسية كانت او اقتصادية كما هو ملاحظ الان في طبائع الاجتماع البشري الحديث.
-يتبع في الأسفل خصائص الواجب