0 تصويتات
في تصنيف ثقافة وعلوم اسلامية بواسطة (627ألف نقاط)

خطبة الجمعة بعنوان رمضان على الأبواب

مرحباً بكم متابعينا الأعزاء في موقع باك نت يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم خطبة مكتوبة ومؤثرة بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك 1444 2023 وهي خطبة الجمعة بعنوان رمضان على الأبواب

الإجابة هي

خطـبــة جمـعــة بعنـوان

رمــــضـــان عـلــى الأبـــواب

      الخطبـــة.الاولـــى

الحمد لله الذي جعل شهر رمضان موسماً للطاعات، وأفاض على الصائمين نعيم الرضوان والنفحات، وأشهد أن لا إله لا الله شرع الصوم صحةً للأبدان والأرواح، وأشهد أن سيدنا محمداً رسول الله هيأ لأمته طريق الهدى والفلاح، اللهم صل وسلم على سيدنا محمدٍ وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

أما بعد عباد الله: 

أوصيكم ونفسي أولاً بتقوى الله تعالى وطاعته،قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ «183» أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون) [البقرة:183، 184].

تُطوى الليالي والأيام، وتنصرم الشهور والأعوام، فمن الناس من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، وإذا بلغ الكتاب أجله فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون.

 أسأل الله عز وجل أن يُطيل في أعمارنا وأن يجعلها في طاعته وأن يتوفانا جميعًا سبحانه وتعالى وهو راض عنا.

عباد الله: . 

سبحان الله ما أسرع تصرُّم الأيام وتعاقب الأزمان، فبالأمس ودّعنا رمضان، وها نحن اليوم نستقبله، وهكذا أصبحت عملية الدنيا تدور بسرعة مذهلة، فأصبحت السنة كالشهر، والشهر كالأسبوع، والأسبوع كاليوم، فأين المشمرون المسابقون؟! أين الصالحون المتقون؟! بل أين المذنبون والعاصون؟! وأين المقصرون المفرطون؟! هذا زمان التوبة والاستغفار وأوان الرجوع والانكسار.

عباد الله: إن لله نفحات ومن هذه المنح التي طالما امتن الله بها على 

عباده هذا الشهر الكريم العظيم الذي أنزل فيه القرآن.

هذا الشهر الذي فيه ليلة واحدة هي خيرٌ من ألف شهر، أنزل الله فيها سورة كاملة، قال تعالى: ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مّنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبّهِم مّن كُلّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِىَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْر) [سورة القدر].

وقال -صلى الله عليه وسلم-:«أتاكم رمضان، شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تُفتح فيه أبواب السماء وتُغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم» [رواه النسائي].

وعند ابن ماجه والترمذي من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه -: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا كانت أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب ونادى مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك في كل ليلة».

هذه أيها المؤمنون واحدة من المنح التي يمنحنا الله إياها لكي ننال بها جنة عرضها السماوات والأرض، فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ومع ذلك يمر رمضان على بعض المسلمين هداهم الله كغيره من الشهور بل إنه وللأسف قد يكون أسوأ حالاً عند البعض، روى الترمذي من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة» .

فيا أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- هذا موسمكم قد حل، وضيفكم قد أطل، فأين كرم الضيافة وأنتم أهل الكرم؟ وأين البشاشة والفرح وضيفكم خير الضيوف؟.

عباد الله: : إن من أدرك رمضان وهو في عافية ،لفي نعمة عظيمة عليه شُكرها، وشكر هذه النعمة يكون بفعل الطاعات واجتناب المحرمات.

عن أبي هريرة -رضي الله عنه - قال: كان رجلان من بنى قضاعة أسلما على عهد رسول الله-صلى الله عليه وسلم- فاستشهد أحدهما وأُخر الآخر سنة فقال طلحة بن عبيد الله: فرأيت المؤخر منهما أُدخِلَ الجنة قبل الشهيد فتعجبت لذلك فأصبحت فذكرت ذلك للنبي أو ذُكر ذلك للنبي فقال: «أليس قد صام بعده رمضان وصلى ستة آلاف وكذا ركعة (صلاة سنة)» [رواه أحمد].

إنَّ الناس في استقبال هذا الشهر العظيم على ثلاثة أصناف:

فمنهم من هو إليه بالأشواق، يعد الأيام والساعات شوقاً ورغبة إلى لقاء رمضان، الشهر الذي أحبه وأنس به، ولسان حاله يقول:

مرحباً أهلاً وسهلاً بالصيام

يا حبيبا زارنا في كل عام

قد لقيناك بحب مفعم

كل حب في سوى المولى حرام

إن بالقلب اشتياقاً كاللظى

وبعيني أدمع الحب سجام

 

وقال المعلى بن الفضل: «كان السلف يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان»!! وقال يحيى بن أبي كثير: «كان من دعائهم: اللم سلمني إلى رمضان وسلم لي رمضان وتسلمه مني متقبلاً».

ومن الناس ناسٌ لا فرق عندهم بين رمضان وغيره فهم يستقبلونه بقلبٍ بارد ونفسٍ فاترة لا ترى لهذا الشهر ميزة عن غيره إلا أنها تمتنع فيه عن الطعام والشراب. فهم يصبحون فيه ويمسون كما يصبحون ويمسون في غيره، لا تتحرك قلوبهم شوقاً ولا تخفق حباً، ولا يشعرون أن عليهم في هذا الشهر أن يجتهدوا فيه أكثر مما سواه.

ومن الناس ناسٌ ضاقت نفوسهم بهذا الشهر الكريم، ورأوا فيه حبساً عن المتع والشهوات، فتبرموا به وتمنوا أن لم يكن قد حل، وقد روت لنا كتب الأدب خبر واحد من هؤلاء أدركه شهر رمضان فضاق به ذرعاً فجعل يقول:

أتاني شهر الصوم لا كان من شهر

ولا صمت شهراً بعده آخر الدهر

فلو كان يعديني الأنام بقوة

على الشهر لاستعديت قومي على الشهر   

فابتلاه الله عز وجل بمرض الصرع فصار يُصرع في كل رمضان.

رمضان ما أتى على المسلمين شهرٌ خيرٌ لهم منه، ولا مر بالمنافقين شهرٌ شرٌ لهم منه؛ وذلك لما يجد المؤمنون فيه من القوة للعبادة، وما يجد فيه المنافقون من غفلات الناس وعوراتهم، فهوغُنمٌ للمؤمن ونقمة للفاجر.

فتأمل حالك أيها الأخ المسلم، وانظر من أي الأقوام أنت!

لقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يهنئ أصحابه بحلول هذا الشهر الكريم، ويعلن لهم عن فضائله شحذاً لهممهم وعزائمهم، وتشويقاً لهم لاستغلال أيامه وساعاته فعن سلمان -رضي الله عنه - قال: خطبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في آخر يوم من شعبان فقال: «يا أيها الناس قد أظلكم شهر مبارك، شهر فيه ليلة القدر خير من ألف شهر».

وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه -قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «إن لله تعالى عتقاء في كل يوم وليلة «يعني في رمضان» وإن لكل مسلم في يوم وليلة دعوة مستجابة» .[صححه الألباني في صحيح الجامع «2165»].

معاشر المؤمنين: إن البركات تتنزل في هذا الشهر الكريم. فهل من راغب؟ والرحمات تتنزل في هذا الشهر فهل من تائب؟ هذه أنهار الخير وبحاره تتدفق في ليالي هذا الشهر الكريم فأين الجادون؟ هل من مشمر للطاعة، باذل لمهر الحور العين. ليالٍ تمر وتمضي كلمح البصر، ويذهب الجهد والتعب وتبقى حلاوة الطاعة، فهذا الثمن يا خاطب الحور، ومن يخطب الحسناء لم يغله المهر، صيام وقيام وصدقة وتلاوة قرآن ومجالس ذكر وغير ذلك من أعمال البر والطاعة. والثمن الجنة إن شاء الله.

 

يقول-صلى الله عليه وسلم- : «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» [رواه الشيخان]. ويقول-صلى الله عليه وسلم- : «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» [رواه الشيخان]. ويقول : «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» [رواه الشيخان].

 فماذا تريد بعد ذلك يا عبد الله؟

هل هناك فرصة أعظم من هذه الفرصة؟ هل هناك عرض أفضل من هذا العرض؟ إنها الخسارة والله كل الخسارة، والغبن كل الغبن أن يفوت المرء هذه الفرصة على نفسه ويحرم نفسه هذا الخير العظيم، وهو لا يدري هل يجد فرصة ثانية مثل هذه الفرصة أو لا يجد. 

فلا إله إلا الله كم من مغبون قد حرم الخير في هذا الشهر المبارك. وكم من خاسر قد ضيّع فرصة هذا الشهر، ولا يخسر على الله إلا هالك. نعوذ بالله من الخسران.

معاشر الأخوة الكرام: لماذا نُعرض ونحن المحتاجون؟ لماذا نرفض ونحن الغارمون؟ إنه والله الشيطان الذي سوّل للكثير منا. فمرة يقول لنا: ( إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [البقرة:173]. وهي كلمة حق أريد بها باطل. يريد منا الشيطان ألا نعمل ثم نؤمل في رحمة الله، والله يقول: ( إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنْ الْمُحْسِنِينَ ) [الأعراف:56].

ومرة يقول لنا: لا زال في العمر متسع لنؤخر التوبة، ونحن نعلم أن الموت لا يعرف صغيراً ولا كبيراً. 

فسبحان الله كيف انتصر علينا مع علمنا بحيله ومكره، وقد بينها الله لنا في كتابه الكريم، ولكن ها هو الشيطان يصفد في هذا الشهر الكريم، فأين من يستغل هذه الفرصة ليبقى العدو الثاني، الذي هو النفس التي بين جنبينا، فلنستغل الفرصة ولنكرهها على طاعة الله حتى تصبح لها ديدناً لا تنفك عنه.

أيها الإخوة: ولو نظرنا حولنا لوجدنا أن بعضاً ممن أدرك رمضان الماضي أصبح من أهل القبور، أتاهم هادم اللذات ومفرق الجماعات وآخذ البنين والبنات، فاختطفهم من بين أيدينا، أسكتهم والله فما نطقوا، وأرداهم فما تكلموا، كأنهم والله ما ضحكوا مع من ضحك، ولا أكلوا مع من أكل، ولا شربوا مع من شرب.

كم كنت تعرف ممن صام في سلف

من بين أهل وجيران وإخوان

أفناهم الموت واستبقاك بعدهمُ حيَّاً

فما أقرب القاصي من الداني 

الموت يا عباد الله: يقصم الظهور ويخرج الناس من الدور، وينزلهم من القصور ويسكنهم القبور.

الموت لا يستأذن شاباً ولا شيخاً ولا طفلاً، ولا يستأذن غنياً ولا أميراً ولا ملكاً ولا وزيراً ولا سلطاناً.

وربما البعض منا في هذا العام ممن يُقدِّر الله له أن يصوم رمضان كاملاً، فيُقدِّر الله ألا يكون من أهل الدنيا بعده فيكون آخر رمضان يصومه ويقومه.

أخي الحبيب

أتذكر كم كانت ندامتك وحسرتك حين تصرّمت آخر ليلة من رمضان الفائت؟

أتذكر كم من عبرة سكبتها، وأنت تتندم على أوقات من شهر رمضان ضاعت، وليال لم تحسن استغلالها؟

أتذكر أنك عاهدت نفسك يوم ذاك أن تستقبل رمضان القادم بنفس عازمة، وهمة قائمة؟

فها أنت ذا أمام رمضان جديد، وها قد كتب الله لك الحياة لتدرك فرصة أخرى تختبر فيها صدقك ورغبتك في الخير، فماذا ستفعل؟ هل ستبادر؟ أم تفرط في أوقات شهرك حتى يغادر؟ ثم تندم ولا ينفع الندم؟

عباد الله: هل أدركنا مقدار النعمة العظيمة حين من الله علينا ببلوغ هذا الشهر؟ ماذا لو طويت أعمارنا قبله؟ أكنا قادرين على الطاعة والعبادة؟ أكنا قادرين على الركوع والسجود؟

إن الله أعطانا فرصة عظيمة حرمها غيرنا ممن فارق الحياة وأفضى إلى ما قدم … 

وكم من رجل صلى معنا في هذا المسجد في رمضان الماضي، وسمع حديثاً كهذا الحديث عن فضائل رمضان، ثم ها هو الآن موسد في الثرى يتمنى لحظة يسبح فيها تسبيحة فلا يقدر عليها، ويرجو ثانية ينطق فيها بلا إله إلا الله فلا يجاب رجاؤه.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما تسمعون وأستغفر الله إنه هو الغفور الرحيم.

يتبع في الأسفل الخطبة الثانية مع الدعاء 

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (627ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
الخطبـــة.الثانيـــة

خطبة الجمعة بعنوان رمضان على الأبواب

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه.

وبعد عباد الله:

إن الإعداد للعمل علامة التوفيق وأمارة الصدق في القصد، كما قال تعالى: ( وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً )[التوبة:46]

والطاعة لابد أن يُمهَّد لها بوظائف شرعية كثيرة حتى تؤتي أكلها ويُجتني جناها، وخاصة في شهر رمضان حيث الأعمال الصالحة المتعددة .

ولهذا نقول: من الآن ، اصدق عزمك على فعل الطاعات ،وأن تجعل من رمضان صفحةً بيضاءَ نقية ، مليئةً بالأعمال الصالحة ، صافيةً من شوائب المعاصي .

ونحن نتحدث عن الإعداد والتخطيط المسبق للاستفادة من رمضان، أذكر نفسي وإياك أخي الحبيب بأُمور :

أولاً: بادرْ إلى التوبة الصادقة ، المستوفية لشروطها ، وأكثر من الاستغفار وقل...

يا نفس توبي قبل أن لا تستطيعي أن تتوبي واستغفري لذنوبك الرحمن غفار الذنوب إن المنايا كالرياح عليك دائمة الهبوب

ثانياً: تعلَّمْ ما لابد منه من فقه الصيام وأحكامه وآدابه، والعبادات فيه كالاعتكاف والعمرة وزكاة الفطر وغيرها .

ثالثاً: الله الله في صلاة القيام «التراويح»، فكما أن شهر رمضان شهر الصيام، فهو كذلك شهر القيام قال تعالى ـ( قُمِ الَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً نّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتّلِ الْقُرْءانَ تَرْتِيلاً )[المزمل:2].

وقال تعالى في صفة عباده المحسنين: (كَانُواْ قَلِيلاً مّن الَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ )[الذاريات:17].

وقال -صلى الله عليه وسلم-: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه» [رواه الشيخان].

وقال -صلى الله عليه وسلم- : «من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة» [رواه أهل السنن]

رابعاً: استحضر أن رمضان كما وصفه الله عزَّ وجلَّ أيام معدودات ، فهو موسم فاضل ، ولكنه سريع الرحيل .. واستحضر أيضاً أن المشقة الناشئة عن الاجتهاد في العبادة سرعان ما تذهب بعد أيام ، ويبقى الأجر ، وشَرْحُ الصدر بإذن الله ، أما المفرط فإن ساعاتِ لهوه وغفلته تذهب سريعاً ، ولكن تبقى تبعاتها وأوزارها.

خامساً : أيها المسلمون حافظوا على شهركم وأكثروا فيه من طاعة ربكم لعلكم تُكتبون فيه من الفائزين.

حافظوا على صيامكم مما يخل به أو يفسده من الأعمال السيئة والأقوال الآثمة، فاحفظوا أسماعكم عن سماع ما حرم الله من الأغاني وقول الزور والغيبة والنميمة ،واحفظوا أبصاركم عن رؤية ما حرم الله عليكم من المناظر الفاتنة ،فإن النظر سهم مسموم من سهام إبليس ، واحفظوا ألسنتكم من قول الزور وشهادة الزور والغيبة والنميمة والشتم والسباب ،فإن سابك أحد فلا ترد عليه بالمثل بل قل إني صائم ،فليس الصيام هو الإمساك عن الطعام والشراب فقط، بل هو إمساك كذلك عن كل ما حرم الله.

سادساً: التخطيط والترتيب لبرنامج يومي للأعمال الصالحة كقراءة القرآن، والجلوس في المسجد ، والجلوس مع الأهل ، والصدقة ، والقيام ، والعمرة، والاعتكاف ، والدعوة وغيرها من الأعمال ، فلا يدخل عليك الشهر وأنت في شَتات، فتحرمَ كثيراً من الخيرات والبركات.

سابعاً: لا تنسى إخوانك الفقراء والمساكين والمحتاجين فالصدقة في رمضان مضاعفة والساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله.

ثامناً: ليكن لك مع القرآن وقفات وتأملات فهو شهر القرآن. عن ابن عباس ا قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى اللهم عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة» [البخاري:

6، مسلم:2308].

لقد كان القرآن أنيسه وسميره -صلى الله عليه وسلم- في رمضان.

قال ابن رجب: دل الحديث على استحباب دراسة القرآن في رمضان والاجتماع على ذلك، وعرض القرآن على من هو أحفظ له .

وفيه دليل على استحباب الإكثار من تلاوة القرآن في شهر رمضان، وفي حديث فاطمة عليها السلام عن أبيها أنه أخبرها أن جبريل عليه السلام كان يعارضه القرآن كل عام مرة، وأنه عارضه في عام وفاته مرتين. [البخاري:3624، ومسلم:2450]، [لطائف المعارف:355].

هذا وصلوا - عباد الله: - على رسول الهدى فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال: ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) .[الأحزاب:56]

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى موقع باك نت، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...