خطبة الجمعة بعنوان واقترب رمضان اقترب شهر مضان المبارك وها هو يطرق الأبواب
خطبة جمعة بعنوان اقترب شهر مضان المبارك وها هو يطرق الأبواب 1444 ه
خطبة عن اقتراب رمضان ملتقى الخطباء
مرحباً اعزائي الزوار في موقع باك نت يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم خطبة مكتوبة ومؤثرة مختصرة بعنوان اقترب شهر مضان المبارك وها هو يطرق الأبواب
الإجابة هي كالتالي
واقترب رمــضــــــان
الخطبة الأولى
الحمد لله العظيم الشان، الكبير السلطان،
خلق آدمَ من طين ثم قال له كن فكان،
أحسن كل شيء خَلْقه وأبدع الإحسان والإتقان،
أحمده سبحانه وحمدُه واجبٌ على كل إنسان،
وأشكره على ما أسداه من الإنعام والتوفيق للإيمان لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه،
أكرم مسؤول، وأعظم مأمول،
عالم الغيوب، مفرّج الكروب، مجيب دعوة المضطر المكروب.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له كثير الخير، دائم السلطان،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صاحب الآيات والبرهان، اللهم صَلِّ على محمد وعلى آله وأصحابه حملة العلم والقرآن، وسلم تسليما كثيراً.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،...
أما بعد:
عبـــــاد الله :-
اقترب شهر مضان المبارك وها هو يطرق الأبواب،
أيام قليلة ويحل ضيفاً على أمة الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها،
فيا لها من فرصة عظيمة لمن جد في اغتنامه،
فهل نحن جادون في استثمار هذا الشهر وهذه الأيام المباركة ؟
وهل أعددنا أنفسنا لصيام رمضان وقيامه وقراءة القرآن والصدقة والبر وكل عمل صالح فيه ؟ ,
قال الله تعالى: ( أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) (البقرة: 184)..
لذلك ينبغي أن يكون رمضان هذا العام مختلف عن غيره من الأعوام حتى لا يستمر التفريط والتقصير وينتقل الإنسان إلى الدار الآخرة وليس له من العمل الصالح ما يبلغه رضوان الله وجنته، قد غرته دنياه وإمهال الله له وأعجب بأمواله وأتباعه وصحته وأولاده ومكانته, واسترسل في ذنوبه ومعاصيه, فتكون خسارة ما بعدها خسارة ..
قال تعالى (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ) (الكهف:103-105).
أيها المسلمون:
إن رمضان فرصة لتعمير القلوب بالتقوى والعمل الصالح وهو ميدان للتنافس في جميع جوانب البر والخير والعطاء والمحروم من حرم فيه الخير ولم يتزود منه ولم يعمل فيه أعمالاً تقربه من ربه وتسعده في دنياه وآخرته .
ولأهمية هذا الشهر وعظيم الأجر فيه فقد كان المسلمون الأوائل "يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم"،
وقال يحي بن أبى كثير: "كان من دعائهم؛ اللهم سلمني إلى رمضان، وسلم لي رمضان ، وتسلمه منى متقبلاً ) ,
فإذا أهل هلال رمضان دعوا الله كما علمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الله أكبر اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام ، والتوفيق لما تحب وترضى ، ربي وربك الله ) (رواه الترمذي والدارمي وصححه ابن حبان ).
لقد كانوا يفرحون بقدوم رمضان ، ويحمدون الله على إدراكه، كيف لا وهو ركن ركين، يقوم عليه صرح الدين.
يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -:"بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلاّ الله، وان محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت" (متفق عليه)..
وكان رسول صلى الله عليه وسلم يزف بشارة قدوم رمضان لصحابته فيقول لهم:"أتاكم رمضان، شهر مبارك، فرض الله - عز وجل - عليكم صيامه، تُفتَح فيه أبواب السماء، وتُغلَق فيه أبواب الجحيم، وتُغَلُّ فيه مَرَدة الشياطين، لله فيه ليلة هي خير من ألف شهر، من حُرِمَ خيرها فقد حرم" (صحيح سنن النسائي)..
قال ابن رجب - رحمه الله -:"كيف لا يُبشَّر المؤمن بفتح أبواب الجنان، كيف لا يبشر المذنب بغلق أبواب النيران، كيف لا يبشر العاقل بوقت يُغَلُّ فيه الشيطان، من أين يشبه هذا الزمانَ زمان؟".
وكانوا يستعدون لهذا الشهر بسلامة قلوبهم من الغل وتصفيتها من الحقد والحسد والبغضاء ,
سُئل ابن مسعود رضى الله عنه: كيف كنتم تستقبلون رمضان؟
قال: "ما كان أحدُنا يجرؤ على إستقبال الهلال وفي قلبه ذرة حقد على أخيه المسلم",
يا لها من كلمات عظيمة !
يا لها من أخلاق قويمه!
يا لها من نوايا سليمه بها سبق القوم ونالوا الرفعة في الدنيا والفلاح في الآخرة !!
فانظروا إلى قلوبكم رحمكم الله, وصفوا كدرها, واغسلوها من أمرضها, وأملؤها بالإيمان والحب والأخوة الصلاح, واعفوا عن اخوانكم وجيرانكم , وصلوا أرحامكم , وأفشوا الأمن والأمان فيما بينكم.
عباد الله :
لقد كانت أمة الإسلام في عصرها الزاهر, حكاماً ومحكومين, رجالاً ونساءاً, علماء وطلبة علم,
تجار وعمال,
إذا جاء رمضان اشتاقوا لصيامه, وتفرغوا لعبادة الله ومناجاته, وبذلوا من الأعمال ما يبلغهم رضوان الله وجناته,
واليوم وإن كان هناك خير في كثير من الميادين والمجالات, إلا أن شهر رمضان لم يُعط حقه, ولم يُستغل وقته, ولم تُقطف ثمرته, ولم تظهر آثاره عند كثير من أبناء هذه الأمة,
فقد أصبح عند الكثير مجرد موسم للأكل والشرب والنوم والسهر على وسائل التواصل الإجتماعي ،
أو على ما يبثه الإعلام في قنواته الفضائية من برامج لا تزيد في إيمان المسلم ولا تستقيم بها أخلاقه, ولا تنفعه في دينه ودنياه وآخرته ،
والله تعالى يقول: (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا) (النساء:27) ,
هُجر القرآن في شهر القرآن, وظهر الشح والبخل في شهر البذل والعطاء, وساءت كثير من الأخلاق في شهر الصبر, وظهر العنف والشدة والغلظة في شهر الرحمة والتراحم, وضعف الدعاء في وقت الحاجة والفاقة لمعونة الله ولطفه وفي زمن كثرة فيه المشاكل والحروب والصراعات ، وانتشرت فيه الأمراض والأوبئة والأسقام ,
والله عز وجل بقول في آخر آيات الصيام: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (البقرة:186)
أيها المسلمون :
اقترب رمضان وإنه لفرصة لمن أراد النجاح في الدنيا والآخرة وغنيمة لمن أراد جمع الحسنات ليوم تكون فيه الحسرات على ضياع الأعمار والأوقات والسنوات الأوقات ،
فيا سعادة من أحسن استغلال هذا الشهر ويا تعاسة من أساء استغلاله و لم يخرج منه فائزا منتصرا ظافرا بمغفرة الله ..
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال : «( كل عمل ابن آدم له ؛ الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، قال الله عز وجل : إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ، إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي . للصائم فرحتان : فرحة عند فطره ، وفرحة عند لقاء ربه . ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك» ) «رواه البخاري ومسلم »
و عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من صام رمضان إيمانا و احتسابا ، غفر له ما تقدم من ذنبه )) (أخرجه البخاري ) ..
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((من قام رمضان إيمانا و احتسابا ، غفر له ما تقدم من ذنبه )) (البخاري) .>
واعلموا أن المسلم إذا صام الشهر, غفر الله ما بدر منه طيلة العام,
روى الإمام مسلم عن أبي هريرة _رضي الله عنه_ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الصلوات الخمس, والجمعة إلى الجمعة, ورمضان إلى رمضان, مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر ".,
اللهم بلغنا رمضان وأعنا على صيامه وقيامه واجعلنا من عتقائه من النار....
قلت قولى هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين, فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية فى الاسفل