العلاقة بين الحكمة والشريعة في الفلسفة الإسلامية ملخص درس الحكمة والشريعة
العلاقة بين الحكمة والشريعة في الفلسفة الإسلامية
مقالة جدلية حول العلاقة بين الحكمة والشريعة في الفلسفة الإسلامية
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقع باك نت.baknit الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية الإجابة الصحيحة والنموذجية من مرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي bac 2023 كما يسرنا بزيارتكم أن نقدم أهم المعلومات والحلول وأفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية 2022 2023 وكما عودناكم أعزائي الزوار في صفحة موقع باك نت أن نطرح لكم ما تبحثون عنه وهو ....... العلاقة بين الحكمة والشريعة في الفلسفة الإسلامية
وتكون الإجابة على سؤالكم هي على النحو التالي
تلخيص العلاقة بين الحكمة والشريعة في الفلسفة الإسلامية
العلاقة بين الحكمة والشريعة
مع الكندي
الفرابي
ابن طفيل
وابن رشد
- العلاقة بين الحكمة والشريعة
العلاقة بين الحكمة والشريعة أصبحت كمشروع عند بعض الفلاسفة الإسلاميين الذين سعوا لإقامته وإزالة تلك الصورة المشوهة التي تتعلق مباشرة بذهنية العامي البسيط والفقيه المتشدد عند سماعهم لكلمة فلسفة.
فمحاولات كل من الكندي,الفارابي,ابن سينا وابن رشد كانت تسعى لأن تجعل وجود الفيلسوف مشروعا في مجتمع كان يرفض أصلا كلمة فلسفة لأنها إحالة إلى الزندقة والارتداد.
إن الدين الإسلامي قد تكفل بحل الإشكالات والعوائق التي قد تطرأ على بنية المجتمع سواء في تعاملات المسلمين فيما بينهم,أو مع غيرهم من غير المسلمين, فعلم الكلام- كما كان في بداياته-والفقه بكل فروعه- خاصة منه المعاملات- أغلقا كل نقص يمكن أن يلحق المسلم في عقيدته أو في تعاملاته,وهما في جذورهما مستنبطان من الكتاب والسنة.
والقرآن الكريم يقول ׃﴿ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا﴾ إ ذن فأي ممارسة كيفما كانت -عملية أو نظرية- سوف تكون مقرونة بالكتاب والسنة باعتبارهما الإطاران المرجعيان في كل شيء.
حتى إن دعوات النظر والتدبر يمكن أن نحصي العديد منها في القرآن, فهو حث على النظر إلى الكون-الكوسمولوجيا-" أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج, والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج تبصرة وذكرى لكل عبد منيب" سورة ق الآية 6 .كما أنه دعوة إلى الفضيلة والممارسة العملية الحسنة-الأخلاق-" ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم " سورة فصلت اللآية .33 كذلك أمرنا بالشورى فيما بيننا –السياسة-" وأمرهم شورى بينهم " وفي دعوته لنا بالنظر في الكون هدانا لمعرفة دورات القمر وما ينتج عنها من معرفة عدد السنين والحساب –الرياضة- )وجعلنا الليل والنهار آيتين , فمحونا لآية الليل وجعلنا لآية النهارمبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب (سورة الاسراء الآية 12.
إذن فميادين كالميتافيزيقا,الكوسمولوجيا,الأخلاق والرياضة كانت حاضرة في الإطار المرجعي الذي يشكل الثقافة الإسلامية قبل ظهور الفلسفة, والفلسفة كانت تضم في بوثقتها كل هذه الميادين المعرفية.
فإذا كان ما في الفلسفة مثالات لما في الدين, فما الداعي إلى دخولها الفضاء العربي الإسلامي إذا كان ما ستقدمه لنا قد أعطاه لنا الشارع المعصوم ؟
أ- الكندي: أبو الفلاسفة العرب
يعتبر الكندي أول فيلسوف عربي يظهر في الحقل العربي الإسلامي﴿185ه/252ه﴾ وباعتباره أول من سيتبنى الرؤية الفلسفية, فقد دشن لمحاولة ستعرف فيما بعد انتشارا كبيرا بين كل الفلاسفة الإسلاميين,وهي محاولة شرعنة الخطاب الفلسفي في الفضاء العربي الاسلامي.
لقد أعلن الكندي ألا وجود لتناقض بين الحقيقة الدينية والحقيقة الفلسفية, بل هما مظهران لحقيقة واحدة, ففي تعريفه للفلسفة في كتابه الى المعتصم بالله في الفلسفة الأولى يقول إن الفلسفة هي"علم الأشياء بحقائقها بقدر طاقة الانسان - ثم يزيد فيقول- وفي علم الأشياء بحقائقها علم الربوبية, وعلم الوحدانية,وعلم الفضيلة,وجملة كل علم نافع والسبيل اليه, والبعد عن كل ضار والاحتراس منه,واقتناء هذه جميعا هو الذي أتت به الرسل الصادقة عن الله جل ثناؤه, فإن الرسل الصادقة صلوات الله عليها إنما أتت بالإقرار بربوبية الله وحده وبلزوم الفضائل المرتضاة النفيسة عند ذوي الحق وأن نسعى في طلبها بغاية جهدنا".
لقد عارض الكندي نظرية كانت تنسب في عصره للهنود والبرامكة,أساسها أن العقل وحده يكفي مصدرا للمعرفة, وأخد يدافع عن النبوة,لكنه كان يحاول أيضا التوفيق بينها وبين العقل,وقد حذا به الإلمام بمختلف الملل إلى أن يقارن بعضها ببعض, فوجدها مجمعة بأسرها على الاعتقاد بأن العالم صادر عن علة أولى واحدة أزلية,لايستطيع علمنا أن يعرفها بأكثر من هذا السبيل,وأرسل رسله شهداء على الناس, وأمرهم أن يبشروا من أطاعهم بالنعيم المقيم, وأن ينذروا من عصاهم بالعذاب الأليم .
واضح إذن أن الكندي سبق الشارح الأكبر في وجوب التمسك بالتفكير الفلسفي, مبينا في ذلك أن لا فرق بين علم الرسل وعلم سائر البشر, فإذا كان الأول مبنيا على الوحي وباصطفاء من الله تعالى,فإن الثاني مبني على البرهان وطلب الحقيقة انطلاقا من إعمال العقل, وهذا ما عبر عنه ابن تيمية فيما بعد بقوله "أن النقل الصحيح يوافق العقل الصريح".
نصل مع الكندي إلى أنه لا تعارض بين العقل والنقل, بين الحكمة والشريعة, لكن السؤال الذي يكرر نفسه دائما هوإذا كانت المعرفة الفلسفية لا تتناقض مع المعرفية الدينية, فالنتيجة واحدة لكن الطرق مختلفة,إذ هي إنسانية بالنسبة للفلسفة وإلهية بالنسبة للدين,أليست الفلسفة من هذه الناحية ستعد تكرارا توتولوجيا لحقيقة واحدة, وبالتالي ألا نكتف بالمعرفة الدينية باعتبارها تأتينا بدون جهد ولا مشقة, بل بالهام مباشر من الله سبحانه وتعالى؟
ب – الفارابي׃المعلم الثاني
ﺇن المشروع الذي بدأه فيلسوف العرب الكندي في التوفيق بين الفلسفة والدين الإسلامي,أو محاولة شرعنة الخطاب الفلسفي في الإسلام,أخذ يترعرع مع الفارابي﴿260ه/339ه﴾.ذلك لأن عمليات الترجمة المامونية للارث اليوناني ﴿ خاصة منه ما يتعلق بالطبيعيات والإلهيات﴾ أخذت تأخد طابع الصراع والصدام الفكري مع الموروث العقدي الإسلامي.
ولتجنب هذا الصدام وهذا الاختلاف, ظهرت محاولات الدمج,لكن ما يثير الانتباه فعلا مع الفارابي في اطار مشروعه التوفيقي بين الدين والفلسفة,هو تدشينه لمشروع مماثل,وهو الجمع بين رأيي الحكيمين أفلاطون وأرسطو,وهو يقول في السبب الداعي الذي جعله يقبل على هذا المشروع:
" رأيت أكثر أهل زمانا تخاضوا وتنازعوا في حدوث العالم وقدمه, وادعوا أن بين الحكيمين المقدمين المبرزين اختلافا في اثبات المبدع الأول, وفي وجوب الأسباب منه,وفي أمر النفس والعقل, وأردت في مقالتي هذه أن أشرع في الجمع بين رأييهما واﻹبانة عما يدل عليه فحوى قوليهما,ليظهرالاتفاق بين ما كان يعتقد أنه, ويزول الشك والارتياب عن قلوب الناظرين في كتبهما".
وبغض النظر عن كون الفارابي كان واعيا أو غير واعي بكتاب ″الربوبية″الأفلوطيني الذي نسبه لأرسطو إما بطريق الجهل أو العمد, فانه كان يوفق بين أفلاطون وأفلوطين.