ما الفرق بين السؤال العلمي والسؤال الفلسفي لغات أجنبية
بكالوريا 2022 2023 bac الجزائر
أهلاً بكم طلاب وطالبات الباك 2023 في موقعنا باك نت .baknit.net الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية موضوع النص الفلسفي الجدلية والمقارنة والاستقصاء بالوضع كما نقدم لكم بقلم أستاذ الفلسفة الاجابة الصحيحة لجميع دروس والمقالات الفلسفية المتوقعة والمقترحة في باك جميع الشعب الفلسفية كما نقدم لكم الأن أعزائي الطلاب والطالبات مقالة مختصرة وهي إجابة السؤال .... ما الفرق بين السؤال العلمي والسؤال الفلسفي لغات أجنبية
وتكون اجابتة الصحية هي التالي
السؤال: ما الفرق بين السؤال العلمي والسؤال الفلسفي؟ لغات أجنبية.
تشير الملاحظة اليومية إلى تعدد المشكلات محل اهتمام الإنسان منها تلك المتعلقة بحياته اليومية ومنها ما يتصل بالظواهر الطبيعية وأخرى تعالج مشكلات كلية تتجاوز الواقع الجزئي. هذا الاختلاف ولد بدوره تمايزا في نوعية الأسئلة المطروحة تراوحت عموما بين أسئلة علمية وأخرى فلسفية، فإذا كان التمايز بين مجالي العلم والفلسفة أمر وارد بشهادة العلماء والفلاسفة أنفسهم حق لنا حينها التساؤل: ما السؤال العلمي وما السؤال الفلسفي ؟ وما طبيعة العلاقة بينهما؟ وبعبارة أخرى: ما الذي يميز السؤال العلمي عن السؤال الفلسفي؟
لو أننا حاولنا الإجابة عن التساؤلات السابقة لوجدنا أن الاختلاف بين السؤال العلمي والسؤال الفلسفي يبدو جليا ولأول وهلة، وعلى أصعدة متعددة، ذلك أن السؤال الفلسفي يتعلق بالطبيعة و بما وراء الطبيعة، حيث ينتقل الفيلسوف من البحث الواقعي إلى العلل الأولى والأسباب القصوى للموجودات، وهو تساؤل قائم على الشك والنقد البناء يهدف إلى بناء معرفة شاملة عامة لذا عرف أرسطو طاليس الفلسفة بقوله: "هي علم الوجود بما هو موجود"، أي أن بحثها لا يتوقف عند حدود الظواهر الجزئية بل يتعداه إلى أسبابها، ويختلف موضوع السؤال الفلسفي باختلاف العصور بدءا بفلسفة ما قبل الميلاد وصولا إلى الفلسفة المعاصرة، ويعتمد على منهج تأملي خالص يختلف من فيلسوف لآخر، فقد اعتمد الحكيم اليوناني سقراط المنهج التوليدي القائم على الحوار وتوليد المعارف من الإنسان بصورة فطرية لا مكتسبة، في حين استخدم أبو حامد الغزالي المنهج الشكي كسبيل للمعرفة اليقينية، واشترط الفيلسوف الفرنسي "رونيه ديكارت" البداهة والوضوح كشرط أساسي لبناء أية معرفة...إلخ
ويعتبر السؤال لدى جمهور الفلاسفة أهم من الجواب لأنه يمثل مبدأ البحث ويحث عليه ويبقى باب التفكير مفتوحا وفي هذا يقول " كارل ياسبيرس": "إن السؤال في الفلسفة أهم من الجواب..."، وأخيرا يشكل السؤال الفلسفي استفزازا فكريا للتخلص من الجمود والانغلاق، فلقد شبه سقراط نفسه بالذباب الخبيث الذي لابد من وجوده لتستقيم الحياة على ظهر حصان ضخم ثقيل منهك القوى، ويعني بذلك ضرورة وجود حافز يدفع لإعمال الفكر والبحث المستمر عن اليقين.
أما السؤال العلمي فإن مجاله المحسوسات ينطلق منها ليعود إليها يرفض ما بعد الطبيعة ويعتمد على منهج واقعي تجريبي (ملاحظة، فرضية وتجربة) كما يستخدم مناهج أخرى كالاستنتاج والوصف...،يهدف إلى بناء معارف جزئية تختص بكل ظاهرة على حدى كما أن قوانينه مستخلصة من التجربة لا من العقل وفي هذا يقول إميل بوترو: "يبدو على القوانين والمبادئ العلمية وكأنها مستخلصة مباشرة من الطبيعة..." وأخيرا ينتهي السؤال العلمي بقانون متفق حوله بين العلماء، ويعتبر الجواب أهم من السؤال لأنه يضع حدا فاصلا للعناء والبحث ويؤدي إلى حل المشكلات المستعصية.
رغم هذه الاختلافات بين السؤال العلمي والسؤال الفلسفي، إلا أنهما يشتركان من جهة أخرى في مواطن متعددة، فمن حيث المبدأ كلاهما يقوم على الدهشة والإحراج ولا يخصان إلا الخاصة من الناس (العلماء والفلاسفة) كما يجعلان من الواقع منطلقا للتساؤل والبحث، ومن حيث المنهج كلاهما يعتمد طريقا في البحث ولا مجال لبلوغ المعرفة دون منهج سواء تعلق الأمر بالعلم أو بالفلسفة وفي هذا يقول ديكارت: " وخير للمرء أن يعدل عن التماس الحقيقة من أن يحاول ذلك من غير طريقة". أما من حيث الغاية فإن السؤال علميا كان أو فلسفيا يهدف إلى البحث عن الحقيقة وإشباع الفضول المعرفي والفكري لدى الباحثين، ثم معالجة أهم المشكلات التي تشغل العامة من الناس والوصول إلى نتائج مرضية. بالإضافة إلى أن كلاهما يتجاوز المعرفة الساذجة العامية.
إن نقاط الاتفاق هذه تقودنا إلى بيان التداخل وتحديد نوع العلاقة، وعليه يمكن القول أن العلاقة بين السؤال العلمي والسؤال الفلسفي ضرورية تكاملية، فنهاية الفلسفة هي بداية العلم ونهاية العلم بداية الفلسفة، ذلك أن الفيلسوف يبحث في الميتافيزيقا فإن وجد علاقة بينها وبين الفيزيقا تدخل العلم، أما العالم فمجال بحثه الفيزيقا فإن وجد ضرورة الانتقال إلى المبادئ والأسباب القصوى تدخلت الفلسفة، ذاك ما أشار إليه "ألتوسير" حينما جعل من البحث الإنساني وحدة مترابطة يصعب فصل النظري منه عن الواقعي، وقبله "فريديريك هيجل "الذي جعل من العلوم قاعدة أي بحث فلسفي...(مع إبراز الرأي الشخصي وتبريره).
نخلص بناءا على ما سبق ذكره إلى التأكيد على أن العلاقة بين السؤال العلمي والسؤال الفلسفي علاقة تداخل وتكامل، ذلك أن العلم يشكل بمخزونه قاعدة للبحث الفلسفي، ومن جهة أخرى لا يستطيع العلم معالجة كل مشكلات الحياة، لذا فنحن بحاجة إلى نمط جديد من التفكير لا يقل أهمية، لتبقى الفلسفة حاجة إنسانية دائمة كما أكد "كارل ياسبيرس"، ولا يستطيع العلم مهما كانت قيمته أن يعوضها، بل إنها تقوض أركان العلم لتبدأ البحث من جديد وفي هذا يقول "هوسرل": " من أراد أن يكون بالفعل فيلسوفا وجب عليه مرة في حياته أن ينطوي على نفسه ويحاول قلب كل العلوم المقبولة...".