مفهوم الجمال، الجميل عند أفلاطون
الإجابة الصحيحة هي
الجميلُ كان لابُدَّ من ظهورهِ آجلاً أم عاجلاً، لأنه هو الذي يجعل الفنان يُبدع ويعيشُ تحت وَقْعِ الإبداع. الجميل هو انعكاسٌ لما يوجدُ في الطبيعة. فقد اعتبرَ أفلاطون أنَّ الجميل موجودٌ بذاته في “عالَم المُثُل”.
إنَّ الموسيقى في نَظَرِ أفلاطون لم تكُن من أجلِ اللَّذة بل كانت كي تقومَ بتطهير النَّفس والتسامي بها من العالَم المادي المملوءِ بالشرور. تَعْتَبِرُ فلسفةُ أفلاطون أنَّ الفن ما هو إلاَّ أداة لنقل الحقيقةِ كاملة غير منقوصة وتوجيهِ الناس إلى الخير.
الهوسُ في فكرِ الفيلسوف الإغريقي أفلاطون (427 ق.م – 347 ق.م) هو شيءٌ مهم في فكرة الجميل أيضاً، وفي هذا الصدد يقول أفلاطون جملة جميلة:
“إنَّ أعظم النَّعم تأتينا نحن البشر من الهوس، فالشعراء مثلا يأتيهم الوحي من ربَّاتِ الشعر لأن الشعر هو شعرُ المُلهمين وليس شعر المتعقلين”.
الفلسفة الأفلاطونية جميلةٌ لما تحملهُ في ثناياها من إبداع، نجدُ إبداع أفلاطون في السياسة ناهيك عن ظهور مفهوم الجميل، ويقصدُ بهذا الأخير هو الدافعُ المُلهم للفنان الحقيقي. الفن يؤكد عليه أفلاطون إذْ اعتبره أنَّه هو الذي يحررُ الإنسان من همجية الحياة، حيث أنَّ فلسفة الفنون عَمِلَت جاهداً بالوقوف بالمرصاد أمام وحشية الإنسان.
لقد تميَّز أفلاطون بنظرية المحاكاة وهذه الأخيرة فإنها تؤكدُ على العلاقة بين الفنِ والتجربة الإنسانية خارج الفن، ونظرية المحاكاة مبنيةٌ على الانسجام. الرسام يرسمُ الطبيعة أي يُحاكيها على الورق ولهذا فأفلاطون كان لا يُحِبُّ الرسم لأنَّه مبني على التأويل.
لقد كان أفلاطون محطةً حاسمة في تاريخِ الفلسفة، بإخراجهِ لمفهوم الجميل الذي تركَ إرثاً لا يُضاهى ولا يُداس في فلسفة الجمال بصفةٍ عامة. الجميل ليس مفهوماً بديهياً بل إنَّه كَسَّرَ مداميك القُبْح. أفلاطون معجزةٌ لن تتكررَ أبداً في تاريخ الفلسفة. مع أفلاطون بَرَزَ مفهوم جديد وهو المحاكاة البسيطة ويقول أفلاطون في خِضَّمِ هذا الموضوع:”يستطيعُ الشاعر أو المصور أن يخلُق كل النباتات والحيوانات ونفسهُ أيضاً والأرض والسماء والآلهة والأجرام السماوية. كيف يتم ذلك؟. يتم ذلك لأنَّ كل ما يحتاجُ إليه الفنان هو أن يأخذ مرآة ويُديرُها في جميع الاتجاهات”.
يجعل أفلاطون من الحب دافعاً للفنان المُبدع، ويقول أفلاطون قولةً جميلة: “إنَّ الحب يهدفُ إلى بلوغِ الجمال، إذْ ليس القُبحُ أبداً غايةُ الجمال”.