أهمية دور الإنسان والمجتمع في صناعة المكان الحضري
معلومات عامة... أهلاً ومرحبا بكم زوارنا الاعزاء في موقع باك نت يسرنا بزيارتكم أن نقدم أهم المعلومات والاجابات الصحيحة على أسالتكم المتنوعة من العلوم الدراسية والثقافية والدينية والاخبارية والتاريخية حسب طرح أسئلتكم كما يسرنا في مقالنا هذا أن نطرح لكم إجابة السؤال السؤال القائل...أهمية دور الإنسان والمجتمع في صناعة المكان الحضري
الإجابة هي كالتالي
* أهمية دور الإنسان والمجتمع للمساهمة في صناعة المكان الحضري .
1 - صناعة المكان في الفضاء الحضري .
2 - صناعة المكان ودور السكان .
3 - صناعة المكان لإسعاد الإنسان والمجتمع .
( صناعة المكان من الناس الي الناس )
* (1) صناعة المكان في الفضاء الحضري :-
- إن صناعة المكان باعتبارها محوراً أساسياً في عملية التخطيط والتصميم الحضري وذلك كون خلق الأماكن أو إعادة تصميمها وإنتاجها تمثل هدفاً رئيسياً لهذه العملية، وصناعة المكان هي الممارسة الأهم في إنتاج الأماكن ، لذلك كان من الضروري الإحاطة والفهم الشامل لهذه الممارسة المرتبطة بمهنة التخطيط والتي مثلت تحولاً مهماً فيها،(1) لذلك فإن عملية صناعة المكان في الفضاء الحضري تعتمد على مراحل ظهور وتطور مفهوم صناعة المكان للتأكيد على أن مفهوم صناعة المكان يمثل تحولاً كبيراً في عملية التخطيط الحضري ، فبعد أن كان التخطيط الحضري الحديث يركز على المباني والطرق الرابطة بينها والبني التحتية والعزل بين الاستعمالات المختلفة للأرض ، فإن صناعة المكان يحدد المسارات التي تميل حياة السكان وحركتهم لسلوكها ومن ثم يخلق الفضاءات التي تعزز هذه الحركة وأخيراً يخلق الأبنية التي من شأنها دعم هذه الفضاءات الحضرية .(2).
* (2) صناعة المكان ودور السكان :-
- تُعدُّ صناعة المكان أحد المجالات الحيوية في عملية تطوير تاريخ المدن والمجتمعات ، وهي تشمل جميع العوامل التي تؤثر على شكل وتصميم المدن والقرى والأحياء السكنية . وبما أن المكان يعكس بيئة وثقافة ومجتمع السكان ، فإنه من المهم أن يشاركوا في إدارته وتصميمه وتطويره للأحسن مع الزمن .
وتتضمن عملية صناعة المكان العديد من العوامل، مثل التخطيط الحضري، والتصميم العمراني والمعماري، والتنظيم العام للمجتمعات ، وتدوين وطبع تاريخ وأحداث المجتمع القديم ، وتوفير الخدمات الأساسية مثل الطرق والكهرباء والمياه والصرف الصحي بما يتماشى مع الحفاظ على تاريخها ومبانيها القديمة.
ويُعد التخطيط الحضري من أهم مراحل صناعة المكان ، حيث يتم خلاله وضع رؤية شاملة لتطوير المدينة أو الحي السكني ، بما يشمل تحديد المناطق المناسبة للإسكان والخدمات الحيوية والتجارية والترفيهية والمتاحف التاريخية للمنطقة . ومن المهم أيضًا أن تشارك المجتمعات المحلية في عملية صناعة المكان ، وذلك لأنها تعرف احتياجاتها ومتطلباتها أكثر من أي شخص آخر . ويمكن تحقيق ذلك من خلال تشكيل فريق عمل مشترك بين المسؤولين عن صناعة المكان والسكان المحليين ، لمناقشة الخطط والتصاميم وتلبية الاحتياجات والمتطلبات الخاصة بالمجتمعات . بالإضافة إلى ذلك ، يحبذ أن تتاح للسكان الفرصة للتعبير عن آرائهم وملاحظاتهم حول خطط وتصاميم صناعة المكان ، وذلك من خلال تنظيم جلسات استماع ومناقشة ذلك معهم في ورش عمل استبيانات للتأكد من أن الخطط تلبي احتياجاتهم وتتوافق مع رؤيتهم للمجتمع .
ويمكن أن يؤدي تشجيع مشاركة السكان في صناعة المكان إلى تحسين العملية بشكل كبير ، حيث يمكن لهم أن يساهموا في تحديد الأولويات والمتطلبات الخاصة بالمجتمع، وتحسين جودة التصاميم والحلول التي تلبي احتياجاتهم . كما يمكن لهم أن يشعروا بالانتماء وحب المكان والمساهمة في تطويره ، مما يؤدي إلى تعزيز الروابط الاجتماعية والإدارية وربط اوسار الثقة بين السكان والمسؤولين عن صناعة المكان
وبشكل عام ، فإن مشاركة السكان في صناعة المكان هي عملية مهمة وضرورية ؛ لتحقيق مجتمعات مستدامة ومريحة للعيش . ويمكن أن تساعد هذه المشاركة في تصميم مدن ومجتمعات تلبي احتياجات السكان ، وتضمن جودة الحياة والتنمية المستدامة . ولذلك ، يجب أن يكون السكان شركاء في عملية صناعة المكان، كذلك مشاركة مراكز الأبحاث والجامعات في آلية الرصد التاريخي للمنطقة ووضعها من محاور المشهد الحضري تحت مظلة هيئة التطوير بالمنطقة، والاستعانة بالجهات المعنية، وعمل دراسة إستراتيجية واضحة ومنهجية تنفيذية بمشاركة الأهالي . بالإضافة إلى حصر كافة المناطق بدراسات تاريخية واستقطاب المواهب الإبداعية لعمل فكر تاريخي واضح للمنطقة .
حيث تعتبر تلك المناطق أماكن أثرية تاريخية للزيارات واستدامة استثمارية للمدن الذكية المستدامة مستقبلا .(3) .
* (3) صناعة المكان لإسعاد الإنسان والمجتمع :-
( صناعة المكان من الناس الي الناس ) :-
- مفهوم صناعة المكان قد لا يكون فكرة جديدة، لكن تداولها ليس كبيرا في الماضي ، فقد ازداد تداول هذا المصطلح خلال العقدين أو الثلاثة الماضية بشكل أكبر ، عندما برزت أفكار رائدة حول ضرورة تصميم المدن للناس ، وليس للسيارات ، من خلال المشاركة المجتمعية، بما يعزز أهمية الجوانب الاجتماعية والثقافية للأحياء داخل المدن ، لتصبح صناعة المكان وتشكيل ملامحه، من الناس وإلى الناس .
تجدر الإشارة إلى أن صناعة المكان نهج متعدد الأوجه لتخطيط وتصميم وإدارة الأماكن العامة، لتعزيز الارتباط بين أفراد المجتمع وبين الأماكن التي يعيشون فيها، ما ينعكس على تشكيل البيئة وإنشاء أماكن عامة تسهم في تحسين ( الحيوية الحضرية ) وتعزيز صحة الناس وسعادتهم ورفاههم . بالتحديد ، فإن هذا المفهوم يقوم على إشراك أصحاب المصالح في رسم الصورة النهائية لشكل المكان وملامحه ومكوناته ، بدلا من التركيز على الخبراء والممارسين في مجال التخطيط الحضري والتصميم الحضري والمعماري .
هذا النهج يؤدي في النهاية إلى ( أنسنة المكان ) وتلبية احتياجات السكان ، ومن ثم رفع جودة الحياة ، وتعزيز الشعور بالمكان من خلال انخفاض التلوث ، وسهولة الوصول ، وقابلية حركة المشاة ، وتوافر الفضاءات الخضراء، والترفيه، وتمكين الناس من ممارسة الرياضة والهوايات المختلفة ، علاوة على التركيز على التصاميم التي تعزز العلاقات الاجتماعية وجاذبة للمواهب ، وتحافظ على مكونات البيئة الطبيعية ، بما يضمن الاستدامة البيئية ، ويرفع كفاءة استخدام الطاقة، ويحقق الاستخدام الأمثل للفراغ العمراني الذي ينتج عنه تحسين جودة الحياة وتعظيم المردود الاقتصادي .
ومن المؤكد أن المشاركة المجتمعية تؤدي إلى تكوين الإحساس القوي بالمكان الذي يؤثر في الصحة الجسدية والاجتماعية والعاطفية والبيئية للأفراد والمجتمعات على حد سواء . ولا يمكن أن يتحقق ذلك إلا من خلال سؤال الناس الذين يعيشون ويعملون ويتعلمون ويلعبون في مدينة ما حول الشكل الذي يرغبون أن تبدو عليه مدينتهم ، أي أن مدخلات المجتمع ضرورية لصناعة المكان من خلال استشارة الناس حول كيفية جعل المدينة أكثر جمالا ، وأمانا ، وصداقة للإنسان ، ولا يقتصر ذلك على إشراك الأفراد والمؤسسات ، بل حتى الفنانين والنحاثين والتشكلين ، في تشكيل السمات الاجتماعية والثقافية. يأتي هذا المفهوم انطلاقا من جهود تراكمية لمفكرين وفلاسفة ، منهم على سبيل المثال لا الحصر الفيلسوف ( هنري لوفيير ) الذي طرح فكرة ( الحق في المدينة ) التي تعني أن المدينة عمل فني جماعي يشترك الجميع في المساهمة فيه والمحافظة عليه .
في الحقيقة، نجد بعض الأمثلة في حركة التطوير التي يشهدها بعض المدن السعودية، ففي الرياض مثلا، هناك جهود لتحسين البنية التحتية للمشي وركوب الدراجات عموما، خصوصا من خلال إنشاء المسار الرياضي المخصص للمشاة والدراجات وكذلك المسارات داخل الأحياء التي لقيت إقبالا كبيرا من قبل سكان الأحياء . ومن الجوانب المهمة لصناعة المكان ، إحضار الطبيعة إلى المدينة، ولعل مشروع حديقة الملك سلمان الضخمة ، وكذلك مشروع الرياض الخضراء، يسهمان في إحضار البيئة الطبيعية للمدينة من خلال زراعة آلاف الأشجار، وتشجيع الناس والشركات والمؤسسات العامة على زراعة الأشجار والعناية بها .
ختاما، فإن رؤية المملكة 2030 اهتمت بصناعة المكان من خلال مستهدفاتها، خاصة برنامج جودة الحياة، كذلك السعي إلى تصنيف ثلاث مدن سعودية ضمن قائمة أفضل 100 مدينة في العالم. ويبقى من الضروري تعزيز مفهوم ( صناعة المكان ) وتحديد المؤشرات لقياس عناصره، ليس على مستوى الأمانات فقط ، وإنما على مستوى البلديات المتوسطة والصغيرة لتعظيم الاستفادة من الموارد بما يلبي رغبات الناس ، ويحقق الرفاهية والسعادة للإنسان .(4).
* المصادر والمراجع والهوامش والاقتباسات :-
(1) معهد الهندسة الوراثية والتقنيات الاحيائية للدراسات العليا, +1 author تمارا طارق صبري -Published 30 June 2019 -