خطبة عيد الفطر مشكولة 1شوال 1445هجرية خطبة العيد فرحة أعمالُ يومِ العيدِ وآدابُهُ
خطبة عيد الفطر للعريفي
خطبة عيد الفطر المبارك 1شوال 1445هجرية *-***
# ***عناصر الخطبة :***
# ***أولًا: العيدُ فرحةٌ .***
# ***ثانيًا: أعمالُ يومِ العيدِ وآدابُهُ .***
# ***الموضوع***
# ***الله أكبر كبيراً والْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا،***
# ***وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَصَفِيُّهُ وَخَلِيلُهُ، خَيْرُ الْخَلْقِ وَأَهْدَى الْعَالَمِينَ سَبِيلًا، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الَّذِينَ جَاهَدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا.***
# ***اللهُ أَكْبَـرُ، اللهُ أَكْبَـرُ، اللهُ أَكْبَـرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَـرُ، اللهُ أَكْبَـرُ، وَلِلَّهِ الحَمْدُ.***
# ***أَمَّا بعدك***
# ***أولًا: العيدُ فرحةٌ :***
# ***مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ:***
# ***إِنَّ يَوْمَكُمْ هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ، وَعِيدٌ كَرِيمٌ، يَوْمُ فَرَحٍ وَسُرُورٍ، وَسَعَادَةٍ وَحُبُورٍ؛***
# ***لأنَّ الفرحةَ تكونُ بالطاعةِ والعبادةِ والقرآنِ،***
# ***قالَ تعالى:***
# ***{ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} ( يونس: 58) .***
# ***وقد صورَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ هذه الفرحةَ بقولِهِ: ” لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا، إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ” . ( متفق عليه ) .***
# ***فالصائمُ يفرحُ عندَ فطرهِ كلَّ يومٍ مِن رمضانَ، تأتي الفرحةُ الكُبرى في هذا اليوم يومِ العيدِ، يومِ الفرحةِ والبهجةِ والسرورِ،***
# ***الفرحةُ أنْ أنعمَ اللهُ عليك بإتمامِ نعمةِ الصيامِ والقيامِ، الفرحةُ حينمَا تقابلُ أخيكَ المسلمَ مسرورًا يقدمُ كلٌّ منكما التهنئةَ للآخرِ: تقبلُ اللهُ منَّا ومنكُم .***
# ***كما أنَّ الفرحةَ باللعبِ والمرحِ في يوم العيدِ أمرٌ مشروعٌ في حدودِ المباحِ، فعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا، فَقَالَ: مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ ؟ قَالُوا : كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ” إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا، يَوْمَ الْأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ ” . ( أحمد وأبو داود والحاكم وصححه ) .***
# ***وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ مِنْ جَوَارِي الْأَنْصَارِ تُغَنِّيَانِ بِمَا تَقَاوَلَتْ الْأَنْصَارُ يَوْمَ بُعَاثَ ، قَالَتْ: وَلَيْسَتَا بِمُغَنِّيَتَيْنِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَمَزَامِيرُ الشَّيْطَانِ فِي بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَذَلِكَ فِي يَوْمِ عِيدٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : ” يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وَهَذَا عِيدُنَا ” . ( متفق عليه ). وفي رواية تدففان (استعمال الدف فقط) وليسوا بآلات الموسيقى المحرمة.***
# ***ثم تأتي الفرحةُ الحقيقيةُ في الآخرةِ عندَ لقاءِ اللهِ تعالى، ” وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ” .***
# ***فَهَا نَحْنُ الْيَوْمَ نَفْرَحُ بِفِطْرِنَا، وَنَبْتَهِجُ بِإِتْمَامِ شَهْرِنَا، وَالْفَرَحُ الْأَكْبَرُ الَّذِي نَرْجُوهُ حِينَ نَقْدَمُ عَلَى رَبِّنَا، فَنَرَى مَا أَعَدَّهُ لَنَا جَزَاءَ صِيَامِنَا؛***
# ***فَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:***
# ***«إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَا يَدْخُلُ مَعَهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَدْخُلُونَ مِنْهُ، فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ، أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ» [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ].***
# ***وَمَا أَسْعَدَ ذَلِكَ الْمَوْقِفَ حِينَ يَقُولُ اللهُ لِعِبَادِهِ الْمُتَّقِينَ:***
# ***]كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ[ [الحاقة:24]!!.***
# ***عِبَادَ اللهِ:***
# ***إِنَّ نِعَمَ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ كَثِيرَةٌ مُتَوَاتِرَةٌ، وَأَفْضَالَهُ عَلَيْهِمْ مُتَعَدِّدَةٌ مُتَوَافِرَةٌ؛ قَالَ تَعَالَى:***
# ***]أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً[ [لقمان:20].***
# ***وَإِنَّ مِنْ أَعْظَمِ نِعَمِ اللهِ عَلَيْنَا الْيَوْمَ: أَنْ بَلَّغَنَا إِتْمَامَ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَوَفَّقَنَا لِصِيَامِهِ وَقِيَامِهِ؛***
# ***قَالَ تَعَالَى:***
# ***]وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ[ [البقرة:185].***
# ***أَمْنٌ وَأَمَانٌ، عَافِيَةٌ وَصِحَّةٌ وَاطْمِئْنَانٌ؛ فَاسْتَشْعِرُوا مِنَّةَ اللهِ عَلَيْكُمْ، وَاشْكُرُوا فَضْلَهُ الْعَمِيمَ لَدَيْكُمْ؛***
# ***قَالَ تَعَالَى:***
# ***]يَاأَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ[***
# ***[فاطر:3].***
# ***إِخْوَةَ الإِيمَانِ:***
# ***عِيدُنَا هَذَا عِيدُ عِبَادَةٍ وَتَكْبِيرٍ وَصَدَقَةٍ، وَاجْتِمَاعٍ وَتَوَاصُلٍ، وَفَرَحٍ وَسُرُورٍ؛***
# ***فَيَنْبَغِي عَلَى الْمُؤْمِنِ فِيهِ أَلَّا يُفَرِّطَ فِي الْتِزَامِ أَوَامِرِ اللهِ وَاجْتِنَابِ نَوَاهِيهِ، وَأَنْ يَسْتَمِرَّ عَلَى الطَّاعَةِ الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا فِي رَمَضَانَ،***
# ***فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَلَامَاتِ قَبُولِ الْأَعْمَالِ؛ قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: (إِنَّ مِنْ جَزَاءِ الْحَسْنَةِ الْحَسَنَةَ بَعْدَهَا، وَمِنْ عُقُوبَةِ السَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ بَعْدَهَا، فَإِذَا قَبِلَ اللهُ الْعَبْدَ فَإِنَّهُ يُوَفِّقُهُ إِلَى الطَّاعَةِ، وَيَصْرِفُهُ عَنِ الْمَعْصِيَةِ).***
# ***أَلَا وَإِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْعِبَادَاتِ الَّتِي أُمْرِنَا بِهَا، لَا سِيَّمَا فِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ: إِصْلَاحَ ذَاتِ الْبَيْنِ، وَتَرْكَ التَّشَاحُنِ وَالتَّبَاغُضِ وَالشِّقَاقِ؛***
# ***فَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ, وَالصَّلَاةِ, وَالصَّدَقَةِ» ، قَالُوا: بَلَى، قَالَ: «صَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ؛ فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ» [رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: حَسَنٌ صَحِيحٌ].***
# ***وَمَعْنَى الْحَالِقَةِ: أَيْ: تَحْلِقُ الدِّينَ، فَيَنْبَغِي عَلَى كُلِّ مُتَخَاصِمَيْنِ الْيَوْمَ أَنْ يُصْلِحَا ذَاتَ بَيْنِهِمَا، وَأَنْ يُطَهِّرَا قُلُوبَهُمَا، وَأَنْ يُبَادِرَا بِفَتْحِ بَابِ التَّوَاصُلِ بَيْنَهُمَا، مُسْتَحْضِرَيْنِ قَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:***
# ***«وَمَا زَادَ اللهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ، إِلَّا عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ].***
# ***أَفَاضَ اللهُ عَلَيَّ وَعَلَيْكُمْ مِنْ بَرَكَاتِ هَذَا الْعِيدِ، وَجَعَلَنَا بِفَضْلِهِ وَرَحْمَتِهِ مِنْ أَهْلِ الْفَضْلِ وَالْمَزِيدِ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَلِيَّ الْعَظِيمَ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.***
# ***ثانيًا: أعمالُ يومِ العيدِ وآدابُهُ :***
# ***إنَّنَا في هذا اليومِ ينبغِي علينا أنْ نقتدِيَ بنيِّنَا ﷺ في أعمالِ يومِ العيدِ وآدابِهِ .***
# ***ومِن أهمِّ هذه الآدابِ التهنئةُ الطيبةُ التي يتبادلُهَا الناسُ فيما بينهُم أيًّا كان لفظُهَا، مثلَ قولِ بعضِهِم لبعضٍ: تقبلُ اللهُ منَّا ومنكم، أو عيدٌ مباركٌ وما أشبهَ ذلك مِن عباراتِ التهنئةِ المباحةِ، فعن جبيرِ بنِ نفيرٍ قال:***
# ***“كانَ أصحابُ النبيِّ ﷺ إذا التقُوا يومَ العيدِ يقولُ بعضُهُم لبعضٍ، تُقُبِّلَ منَّا ومنك .”( قال ابن حجر في الفتح: إسناده حسن)؛***
# ***ولا ريبَ أنَّ هذه التهنئةَ مِن مكارمِ الأخلاقِ والمظاهرِ الاجتماعيةِ الحسنةِ بينَ المسلمين.***
# ***وكذلك يُسنُّ الذهابُ إلى الصلاةِ مِن طريقٍ والعودةُ مِن آخرٍ، فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ:***
# ***” كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ.” ( البخاري). قِيلَ الحكمةُ مِن ذلك ليشهدَ لهُ الطريقانِ عندَ اللهِ يومَ القيامةِ، والأرضُ تحدّثُ يومَ القيامةِ بما عُملَ عليهَا مِن الخيرِ والشرِّ، وقيلَ لإظهارِ ذكرِ اللهِ وشعائرِ الإسلامِ، وقيلَ لأنَّ الملائكةَ تقفُ على مفترقِ الطرقِ تكتبُ كلَّ مَن يمرُّ مِن هنَا وهناك، وقيلَ غيرُ ذلك.***
# ***كَمَا نُذكِّرُكُم بِصلَةِ الأرحامِ في هَذَا اليومِ، فقدْ أعدَّ اللهُ تعالى الأجرَ الكبيرَ والثوابَ الجزيلَ لمَن يصلُ رحمَهُ،***
# ***وإنَّ مِن أعظمِ ما يجازِي بهِ اللهُ تعالى واصلَ الرحمِ في الدنيا أنْ يوسعَ له في الرزقِ ويباركَ له في العمرِ،***
# ***قال عليه الصلاةُ والسلام:”***
# ***مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ” (متفق عليه).***
# ***كما تشرعُ التوسعةُ على الأهلِ والعيالِ في أيامِ العيدِ دونَ إسرافٍ أو تبذيرٍ، مصداقًا لقولِهِ تعالى:{ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُسْرِفِينَ} ( الأعراف:31) . وكذلك التوسعةُ على الفقراءِ والمساكين، لما رواهُ البيهقيُّ والدارقطنيُّ عن ابنِ عمرَ رضي اللهُ عنهما، أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قال: « اغْنُوهُم فِي هَذَا الْيَوْمِ ». وفي رواية للبيهقي: « اغْنُوهُم عن طوافِ هذا اليومِ “.وهذه كلُّهُا مبادئٌ إسلاميةٌ رفيعةٌ، فيها البرُّ والإحسانُ والتعاونُ والتآلفُ والتوادُّ والتراحمُ، وكلُّهَا مظاهرٌ مِن التكريمِ والفرحةِ والبهجةِ وإدخالِ السرورِ على الفقراءِ والمساكين في العيدينِ الكريمينِ، فما أجملَ هذا الدينَ الحنيف !!***
# ***هذا هو هديُ نبيِّكُم ﷺ في يوم العيدِ، ألَا فلنتمثلْ بهديهِ في جميعِ أعمالِنَا وأقوالِنَا وأفعالِنَا !!***
# ***الخطبة الثانية***
# ***الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَلِيُّ الصَّالِحِينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الصَّادِقُ الْأَمِينُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.***
# ***أَمَّا بَعْدُ:***
# ***فَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي خَلَقَكُمْ، وَاسْتَعِينُوا عَلَى طَاعَتِهِ بِمَا رَزَقَكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ كَمَا أَمَرَكُمْ، يَزِدْكُمْ مِنْ فَضْلِهِ كَمَا وَعَدَكُمْ.***
# ***اللهُ أَكْبَـرُ، اللهُ أَكْبَـرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَـرُ، اللهُ أَكْبَـرُ، وَلِلَّهِ الحَمْدُ.***
# ***أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:***
# ***إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ مَا يَتَقَرَّبُ بِهِ الْعَبْدُ إِلَى رَبِّهِ: أَدَاءَ مَا افْتَرَضَهُ عَلَيْهِ مِنَ الْوَاجِبَاتِ، وَمِنْ ذَلِكَ: الْمُبَادَرَةُ إِلَى قَضَاءِ مَا أَفْطَرَهُ مِنَ الصِّيَامِ لِعُذْرٍ مَتَى اسْتَطَاعَ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلًا، وَعَدَمُ تَأْخِيرِهِ دُونَ سَبَبٍ؛ فَإِنَّ الْمَرْءَ لَا يَدْرِي مَتَى يَحِينُ أَجَلُهُ؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ:***
# ***قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:***
# ***«إِنَّ اللَّهَ قَالَ: وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ» [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ].***
# ***وَمِنَ النَّوَافِلِ الَّتِي يَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ أَلَّا يُفَرِّطَ فِي تَحْصِيلِهَا وَالظَّفَرِ بِعَظِيمِ أَجْرِهَا: صِيَامُ السِّتِّ مِنْ شَوَّالٍ؛ فَأَجْرُ صِيَامِهَا مَعَ صِيَامِ رَمَضَانَ يَعْدِلُ أَجْرَ صِيَامِ سَنَةٍ؛***
# ***فَعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ].***
# ***تقبلَ اللهُ منَّا ومنكُم، وكلُّ عامٍ وأنتم بخير، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاته***