0 تصويتات
في تصنيف أصول عربية بواسطة (466ألف نقاط)

شيوخ عشائر الجبور في العراق

معلومات عامة... أهلاً ومرحبا بكم زوارنا الاعزاء في موقع باك نت يسرنا بزيارتكم أن نقدم أهم المعلومات والاجابات الصحيحة على أسالتكم المتنوعة من العلوم الدراسية والثقافية والدينية والاخبارية والتاريخية حسب طرح أسئلتكم كما يسرنا في مقالنا هذا أن نطرح لكم إجابة السؤال السؤال القائل... 

الإجابة هي كالتالي 

شيوخ عشائر الجبور في العراق

الرئاسة او المشيخة في المجتمعات العشائرية والقبلية ، تمثل سلطة معنوية تهدف إلى اضفاء شعور بالترابط والانسجام تحت ظل سلطة مركزية موحدة…

ولم تكن هذه المسألة في يوم ما مجرد منصبا وجاها يبرز صاحبه إلى واجهة الاحداث، بل كانت قوة معنوية تستمد منه القبيلة اسباب عزتها وقوتها تجاه الاخرين…

وكلما كان الشيخ من ذوي المال والجاه الرفيع ، ساعده ذلك على الاتصال بالسلطات وبالتالي تعزيز مركز قبيلته فينعكس ذلك على باقي افراد القبيلة الذين يشعرون بموقعهم بين الاخرين والامثلة كثيرة على مر الزمان.

وفي المجتمعات العربية نجد ان شيوخ العشائر والقبائل كانوا هم الحكام الفعليون ، في حين كانت الحكومة مهتمة بجمع الضرائب وتحصيلها بواسطة موظفيها، وضرب القبائل بعضها ببعض لتحقيق اغراضها الخاصة، خصوصا ، خصوصا اذا كانت السلطة الحاكمة اجنبية، رغم ان بعض تلك الحكومات وحسب ظروفها لم تكن ترغب في حدوث اضطرابات خطيرة فكانت تعمل على مسايسة شيوخ القبائل واستمالتهم إلى جانبها سواء بمنحهم الالقاب والاوسمة، او بالتخويف وضربهم بواسطة سلطاتها الخاصة وبمعاونة القبائل المناوئة لهم…

وبطبيعة العربي البسيطة وانقياده لطاعة ولي امره فان مهمة هؤلاء الشيوخ كانت يسيرة ومبسطة ، اذ استطاعوا ان يهيمنوا على جميع الافراد المنضوين تحت لوائهم القبلي وساعدهم على ذلك اعتزاز كل فرد بقبيلته وعشيرته وعدم اتاحة الفرصة للاخرين او المعادين من استغلال تلك الثغرات لضرب العشيرة من الداخل.

ولا شك ان ابن القبيلة – سابقا – ولظروف معينة – كان محدود الافق لما هو ابعد من محيطه الذي يعيش فيه…

فالوطن عنده ، هو العشيرة وما دونه لا يعنيه لا من قريب او بعيد ، اللهم الا اذا وجد شيوخه يدفعونه إلى ذلك…

فنظرته كانت انانية ومبسطة تجاه الوطن ، بسبب عدم نضوج مثل هذه الافكار في مخيلته، ولكن بعد ان تغير الزمن انصهر الجميع في بوتقه اسمها (الوطن) الذي اصبح الخيمة التي تضم داخلها الاوطان الصغيرة (القبائل والعشائر) فتوسع بذلك مفهوم الوطنية لديه اكثر واكثر…

ومركز الشيخ عموما مصان ومحاط بهالة من التقدير والقدسية لدى اتباعه وولي عهده في مشيخته غالبا ما يكون من ابنائه ، ولكن هذا قد لا يكون شرطا دائميا ، فقد يسود القوم احد ابناء العشيرة ، فهذا عامر بن الطفيل يقول…

وأني وان كنت ابن سيد عامر

وفارسها المشهور في كل مركب

فما سودتني عامر عن وراثة

ابى الله ان اسمو بأم ولا اب

ولكنني احمي حماها ، واتقي 

اذاها وارمي من رماها بمنكب

والضرورة تقول انه ليس من الضروري ان يكون ابن السيد سيدا على القوم من بعد ابائه ، انما يحق لوالده ان يقدمه لصدارة القبيلة اثناء حياته ليضمنها له بعد مماته وليثبت اقدامه في معترك الحياة العشائرية فيما بعد…

ولكن كم من المشيخات ماتت ولم يبقى منها غير الذكرى الحميدة بعد ان درس الزمن معالمها وظهرت من بعدها مشيخات حملت على اكتافها تكملة المسيرة . فقد تظهر مشيخات ليس لها من العمق الاجتماعي ما يؤهلها لتولي امر العشيرة ولكن وجود مجموعة من الصفات النادرة في شخص ما تؤهله لتسنم سدة المشيخة متخطيا بذلك المشيخة الاصلية التي لها عمق حضاري قديم ولكن عدم وجود اشخاص مؤهلين من بين ابنائها اضاع علهيم الاستمرار في حمل لواء المشيخة.

وحتى مع وجود اشخاص قد لا يملكون صفات معينة مطلوب توافرها . وقيل ن كسرى سأل النعمان بن المنذر ، هل في العرب قبيلة تشرف على قبيلة؟؟..

قال نعم … قال فبأي شيء ، قال من كانت له ثلاث اباء متوالية رؤساء ، ثم اتصل بكمال الجد الرابع ، فالبيت من قبيله فيه وينسب اليه.

ولكن يبقى الكرم هو معيار المشيخة الاول… وقيل ان احدهم جاء إلى احد ملوك العرب طالبا منه ان يوليه المشيخة على عشيرته فقال له الملك (كبر منسفك يوليدي)…

وعند البعض قد تكون الشجاعة هي المعيار العام للمشيخة ، فقد سأل بدوي كيف يصير الشيوخ عندكم؟ … قال وهو يهز سيفه بالفهم السوي والزند القوي..

واردف اخر قائلا.. الذي اذا حضر هبناه واذا غاب عبناه..

وعموما فان الكرم والشجاعة والايثار والمضيف المفتوح أمام الناس في أي وقت هي المعايير التي تحدد المشيخة، وبسببها ازدهر التراث والشعر والكصيد في المجالس والدواوين، واصبحت بعض القصائد بمثابة قنوات اعلامية مهمة لتوثيق مراحل كثيرة من طبيعة الحياة العشائرية وخصوصاً مشيختها فكم من شيخ ضاعت اخباره لولا قصيدة مهمة قيلت في حقه، وكم من افعال كبيرة وعميقة الاثر اندثرت معالمها لولا ان تناقلتها المجالس في صورة قصيدة تناقلتها الاجيال وتتغنى بقيمها الاصيلة.. اذن نحن امام منعطف كبير في الحياة العشائرية لعبت فيه القصيدة الشعبية الدور الاكبر في حفظ مآثر وأفعال الكثير من اعلام القبائل والعشائر العربية واضحى لشاعر القبيلة او مهوالها مكانة خاصة متميزة في الحفاظ على الصفات الايجابية لشيخه وقبيلته من خلال القيام بدور المؤرخ لتلك الافعال ولكن من خلال القصيدة سواء بدوية او شعبية او فصحى.. الخ وهكذا اصبحت ملامح الصورة واضحة تماما امام ابناء القبيلة لتوثيق دورهم تجاه شيوخهم ويتمثل ذلك في:..

1. احترام المشيخات الاصيلة والتي قامت على اكتافها كيان العشيرة وبرزت افعالهم خاصة في اوقات الشدة والعسر والمجاعات وهذا يمثل جانب الكرم.

2. اعطاء المشيخات التي حافظت على كيان العشيرة العام حقها الصحيح في التوثيق الشفوي واظهار التقدير والتبجيل لهم أمام ابناء العشائر الاخرى خصوصا وان الكثير من شيوخ العشائر كانوا فرسانا بقدر ما كانوا قادة حافظوا على عشائرهم ودافعوا عنها بالدم قبل المال وهذا يمثل جانب الشجاعة.

3. رفض سيادة اصحاب المال دون الاخلاق والصفات الحميدة ، فالمال ليس المعيار الوحيد للمشيخة وان كان عاملا مساعدا مهما لاداء واجبات معينة مع احترام اصحاب الاموال بقدر ما تحمل دواخلهم من صفات اصيلة.

4. الدفاع عنهم والرد على منتقديهم بالاشعار او القصائد دون ان يعني ذلك التنابز بالالقاب والقول الفحش بل يكفي ان تذكر محاسن شيخك دون ان تضطر إلى الرد على منتقديه وبأسلوب مهذب يستطيع المقابل ان يشم منه رائحة هجوم عنيف دون ان تكلف نفسك عناءا غير مبرر يثير الحساسيات والعنعنات العشائرية.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (466ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
شيوخ عشائر الجبور في العراق

اسئلة متعلقة

0 تصويتات
2 إجابة
مرحبًا بك إلى موقع باك نت، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...