0 تصويتات
في تصنيف مقالات ونصوص فلسفية باك 2024 بواسطة (466ألف نقاط)

مفهوم الواجب في مادة الفلسفة 

ملخص مفهوم الواجب في مادة الفلسفة الواجب والاكراه

ملخص مفهوم الواجب في مادة الفلسفة

مفهوم الواجب في مادة الفلسفة 

1-المحور الأول :الواجب والإكراه  

     

2-تاطير إشكالي للمحور. 

 ما الواجب ؟وما الإكراه؟ اي علاقة للواجب بالإكراه؟ هل الواجب إلزام يقوم على القهر والإكراه أم التزام مبني على حرية واستقلالية الذات؟ وهل هو كوني مطلق ام شخصي نسبي مرتبط بقدرات الأفراد وبالحياة؟

3-المستوى التركيبي:

يعتقد إيمانويل كانط ان الواجب اكراه حر و إلزام ذاتي نابع من الإرادة الحرة والمستقلة للشخص مطلق كوني لكونه أمر أخلاقي قطعي وملزم يتمتع بخاصيتي الضرورة والكونية، ونابع من الإرادة الأخلاقية الطيبة التي تتاسس على محبة الخير للجميع وخاضع للقانون الأخلاقي الذي يفرض معاملة الجميع كغاية وليسوا مجرد وسيلة. 

 فمن خلال وجهة نظر نقدية يعتبر كانط الواجب نابعا بالضرورة من الإرادة المستقلة للذات باعتبارها ذاتا عاقلة و حرة لا تخضع إلا لتشريعات العقل الأخلاقي، النابعة من الذات نفسها، لا لإكراهات القوانين الخارجية(المجتمع) المؤسسة على المصلحة و المنفعة. فالقواعد الأخلاقية موجودة في عقلنا وجودا قبليا. ". و بالتالي تكون الأخلاق حسب كانط مبادئ تحكم فعل الإرادة لدى الإنسان، بشكل قبلي و شمولي و كوني، دون اختلاف بين البشر،" ويرفض بالتالي أن يكون الواجب الأخلاقي صادرا عن سلطة اجتماعية . فشعورنا بالواجب يقول كانط هو شعور بضرورة عقلية، فكل ما يصدر عن العقل وتنفذه الإرادة واجب، وأمر مطلق وغير مشروط، يلزمنا بإطاعة الواجب على أنه واجب، دون أي اعتبار أو اهتمام للذة أو لرغبة أو منفعة.وفي هذا الصدد يقول كانط في كتابه "تأسيس ميتافيزيقا الأخلاق" :"الأوامر القطعية أو المطلقة، هي الأوامر التي تنظر إلى الأفعال لا من حيث النتائج المنتظرة منها، بل تأخذ الأفعال من حيث هي في ذاتها، إنها أوامر غير مشروطة بأية نتائج أو ميول، بل لها بداهة مباشرة.... ، وهذه الأوامر ذات صبغة كونية شمولية".فالافعال الإنسانية خاضعة للقاعدة الأخلاقية التالية :" تصرف بطريقة تجعلك تعامل الإنسانية في شخصك مما في الأشخاص الآخرين، كغاية في ذاتها وليس أبدا كمجرد وسيلة" ويمكننا تعزيز هذا الكلام بمثال من الواقع، فمثلا لايمكنني المتاجرة في البشر أو استعبادهم لأنهم غاية في ذاتهم وليسوا وسائل، لأنه حينما أستعملهم كوسائل قابلة للبيع والشراء لا أكون حينئذ قد حططت من قيمتهم بل حططت من قدري ومن كرامتي لأن سلوكي وفعلي سيحتدى باعتباره قاعدة عامة وبالتالي فالواجب يمنعني من ذلك لأنني ملتزم أخلاقيا تجاه الإنسانية بأن أعامل كل الناس عن واجب باعتبارهم أشخاص لديهم كرامة. 

نستفيد من هذا أن كانط في تأسيسه للواجب أراد أن يسد الطريق بشكل نهائي على الإتجاهات النفعية والوظيفية التي كانت في عصره تعطي للأخلاق بعدا نسبيا و براغماتيا من خلال تركيز هذه الإتجاهات على البعد التجريبي للأخلاق(الواقع) و تغاضيهم عن الأخلاق كمبادئ قبلية لدى الإنسان.وهذا التصور قد يؤدي إلى إفساد هذه الأخلاق نفسها عوض أن تقوم على توجيه الإنسان إلى ما هو خير في ذاته . اختصارا ،يميز كانط في الواجب بين مظهرين خارجي وداخلي،فمن ناحية الخارج هو بمثابة دعوة للقيام بالفعل خضوعا للقانون الأخلاقي، اما من ناحية الداخل فهو القيام بالفعل احتراما وتقديرا للواجب. فالواجب في الظاهر اكراه (لكونه يتعارض مع الأهواء والغرائز الفاسدة) وفي الباطن ارادة وحرية والتزام (لكونه نابع من الذات والإرادة الأخلاقية الطيبة). فالواجب بناء على هذا التحديد اكراه حر مبني على الالتزام وليس الإلزام،غير مرتبط برغبة او ميل، مصلحة أو منفعة. لكن ألا يمكن للمنفعة واللذة والأهواء والرغبات أن تكون قاعدة لكل فعل أخلاقي في تصورات فلسفية أخرى؟الا يعد هذا التصور الكانطي تصورا مثاليا متعاليا على الواقع يصعب معه اجرأة الواجب بشكل فعلي؟

يرى إميل دوركايم ان الواجب ليس فقط مجرد إلزام بل هو موضوع رغبة وميول من طرف الأفراد ينبني أساسا على نتائج الفعل من ناحية المصلحة واللذة. 

           فانطلاقا من تصور سوسيولوجي يعتقد دوركايم ان الإنسان هو فرد في جماعة، يتأثر بها ويؤثر فيها، يأخذ عنها قيمها وتصوراتها الأخلاقية.لذلك قد نقول، مع التصورات السوسيولوجية، إن الضمير الأخلاقي الفردي ما هو إلا صدى للضمير الجماعي،فالمجتمع وان كان خارج عني فإنه يسكنني ،و عندما يخاطبني الضمير بلغة الآمر فهو بمثابة صوت المجتمع. فالمجتمع هو المصدر الوحيد المحدد للواجب ، إلى أن تصبح تلك الواجبات عادات تجثم على إرادة الأفراد وتوجه أفعالهم. إن كل خروج عن هذه الواجبات، يواجه بعقوبات شديدة من طرف المجتمع، الذي عليه حماية قيم الجماعة(ومن هنا نحس باكراهية الواجب لكونه نابع من الخارج وليس من الذات، و هناك سلطة فوقية تجثم على الذات) . و هنا تتمثل أهمية الأسرة والمدرسة وغيرهما من مؤسسات المجتمع في ترسيخ الواجبات ضمانا لاستقرار أمن الجماعة وسعادة الأفراد. فإذا كان الواجب مع كانط أمر قطعي، ففي هذا السياق يتفق إميل دوركايم مع كانط بأن الواجب إلزام/أي إكراه، لكن دوركايم يعالج الواجب الأخلاقي من منظور سوسيولوجي يربط فيه الواجب بما هو مرغوب في القيام به. فحسب دوركايم لا يوجد فعل يمكن للإنسان أن يقوم به فقط لكونه واجبا دون الاهتمام بنتائج الفعل وعن ما يحفزه للقيام به. فكل واجب أخلاقي هو إلزام عند دركايم لكنه في الوقت نفسه هو استجابة لما هو مرغوب فيه(اي محطة رغبة).فالواجب الأخلاقي في نظر دوركايم هو إذن واجب جمعي، لأنه يفرض نفسه بشكل عام على جميع أفراد المجتمع، وهو إكراهي أو إلزامي لأنه يتضمن صفة الأوامر الآتية من المجتمع، أما سلطته فهي متعالية على الضمائر الفردية، ولكن رغم هذا الطابع الإلزامي للواجب الأخلاقي عند دوركايم، والذي مصدره المجتمع، فإن دوركايم لاينفي دور الرغبة في تأسيس الفعل الأخلاقي، فكل واجب أخلاقي هو إلزام ولكنه في الوقت نفسه استجابة لما هو مرغوب فيه. ، وفي هذا الصدد يقول دوركايم"إننا لا نستطيع أن نقوم بعمل ما فقط لأنه مطلوب منا القيام به، أو لأننا مأمورون به، من المستحيل نفسيا أن نسعى نحو تحقيق هدف نكون فاترين (متكاسلين) تجاهه ولا يبدو لنا خيرا وجيدا، ولايحرك حساسيتنا ،ولا نتلمس فيه مصلحة أو منفعة.فالصفة الأولى للفعل الأخلاقي هي الإلزام لكن صفته الثانية هي كونه محط رغبة". بهذا المعنى يكون دوركايم قد تجاوز كانط بنظريته الصارمة للواجب الأخلاقي المتعالي عن الميولات ورغبات الأفراده، يقول دوركايم في هذا الصدد:"إن الواجب، أي الأمر الأخلاقي الكانطي القطعي، ليس إذن إلا مظهرا مجردا من مظاهر الواقع الأخلاقي، وهذا الواقع الأخلاقي يبين لنا أن هناك تآنيا مستمرا بين مظهرين لايمكن فصل أحدهما عن الآخر، إذن لم يكن هناك أبدا فعل أخلاقي تم القيام به بشكل خالص على أنه واجب، بل يكون من الضروري دوما أن يظهر هذا الفعل على أنه جيد ومستحسن بشكل ما" فالواجب اكراه لكنه أيضا محطة رغبة. 

 لكن هل ينبغي ربط الواجب بالإكراه ام بمعطى آخر يجعله قابلا للتحقيق؟ وهل يمكن بالمقابل اعتبار الواجب كوني مطلق أو مجتمعي ام انه شخصي نابع من قدرة الفرد ونسبي ؟ يرى المفكر الفرنسي جون ماري غويو ان التصورات التي تؤسس مفهوم الواجب على نوع من الصورية والصرامة، صرامة تقصي الأهواء، أو تلك التصورات التي تؤسس هذا المفهوم تأسيسا ميتافيزيقيا غيبيا؛ تبقى تصورات متعالية وبعيدة على التنزيل. فالواجب الأخلاقي في نظر غويو هو القدرة على العمل، يقول بهذا الخصوص “القدرة على العمل هي واجب العمل”. ومعنى هذا أن الواجب هو قدرة طبيعية يملكها كل فرد، وتجعله يميل إلى الفعل الأخلاقي بدون إلزام أو إكراه. إن الواجب، في نظر هذا الفيلسوف لا ينبغي ربطه بالالزام، بالميل أو المصلحة ، فهو قوة متجمعة بداخل الذات تحدث نوعا من الضغط ،الذي يتبلور في شكل قدرة واستعداد للفعل. "فيجب تعني اقدر" ،وما دامت قدرات الناس متفاوتة ومختلفة، فواجب كل واحد يتناسب مع طبيعة قدراته.لا يكلف مرء أكثر مما يطيق ولا يحاسب على تركه. فالعلاقة بين الواجب والقدرة علاقة تناسب: بحيث أنه كلما كانت قدرة الإنسان أعظم، كلما كانت واجباته أعظم(مثلا واجبات الرسول ص في مقابل واجبات باقي الناس) . وهذا يترتب عنه أن الواجب قدرة تلقائية لدى الكائن الإنساني، تندفع نحو التحقق بدون إكراه أو إلزام، فالذي يدفعه إلى القيام بواجباته هي قدرة طبيعية وليس إلزاما خارجيا (دوركايم) أو التزاما عقليا(كانط) .

إن الواجب، حسب منظور غويو، ليس فعلا إلزاميا وإكراهيا، لأن أساسه يوجد في الحياة وقوانينها، إنه قدرة طبيعية يملكها الفرد ويتجه بها نحو التحقق بشكل طبيعي. فالواجب يرتبط بقدرة الإنسان بما يستطيع القيام به دون أي إكراه. وعلى هذا النحو كل قدرة تنتج نوعا من الواجب متناسبا معها. فمن المستحيل على امرئ أن يصل إلى غايته، حين لا تكون له قدرة على تجاوز هذه الغاية. فالواجب قدرة ذاتية نسبي وليس مطلق، شخصي وليس كوني.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (466ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
مفهوم الواجب في مادة الفلسفة

اسئلة متعلقة

0 تصويتات
1 إجابة
0 تصويتات
1 إجابة
مرحبًا بك إلى موقع باك نت، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...