0 تصويتات
في تصنيف مقالات ونصوص فلسفية باك 2024 بواسطة

هل علاقة الإحساس بالإدراك إنفصالية أم إتصالية؟ 

و بعبارة أخرى : هل يمكن أن يكون إدراك دون المرور على الإحساس؟ 

مقالة فلسفية باك 2024 

مقالات آداب وفلسفة مكتوبة وملخصة 

مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقع باك نت.baknit الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية الإجابة الصحيحة والنموذجية من مرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي bac 2023 كما يسرنا بزيارتكم أن نقدم أهم المعلومات والحلول وأفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية 2022 2023 وكما عودناكم أعزائي الزوار في صفحة موقع باك نت أن نطرح لكم ما تبحثون عنه وهو ....... هل يمكن أن يكون إدراك دون المرور على الإحساس

وتكون الإجابة على سؤالكم هي على النحو التالي 

هل علاقة الإحساس بالإدراك إنفصالية أم إتصالية؟ 

و بعبارة أخرى : هل يمكن أن يكون إدراك دون المرور على الإحساس؟ 

2) #مــرحــلــــة_مــحــاولــة_حــل_الــمــشــكــلــة :

أ) _ #الـمـوقــف_الأول : 

يرى أنصار الموقف الأول أنه من الضروري الفصل و التمييز بين الإحساس و الإدراك في التعرف على العالم الخارجي و يمثل أنصار هذا الموقف الكلاسيكيون فلاسفة العقليون ديكارت و أفلاطون و آلان و جورج باركلي و كانط و فلاسفة الحسيون جون لوك و هيوم و جون ستيوارت ميل و فرنسيس بيكون و يستند الفلاسفة العقليون في فصلهم بين الإحساس و الإدراك على على مسلمة أساسها التمييز بينهما من حيث طبيعة و قيمة المعرفة المتأتية من كليهما فمن حيث الطبيعة إن الإحساس عملية فيزيولوجية أولية بسيطة مرتبطة بالبدن و هو عالم ثابت مشترك بين الإنسان و الحيوان أما الإدراك فهو مرتبط بالعقل أي أنه عملية عقلية عليا و يستند أيضا الفلاسفة الحسيون في فصلهم بين الإحساس و الإدراك على مسلمة أساسها النظر إلى درجة و شدة التعقيد فيهما فيرون أن كل معارفنا الإدراكية لا تبنى إلا من خلال الإحساس و التجربة الخارجية فالعقل هو ملكة تابعة للإحساس و عاجزة في غيابه و لقد برر هؤلاء موقفهم بجملة من الحجج 

__ #الحــجــج : ___

يعطي أفلاطون الأهمية للإدراك متجاهلا بذلك الإحساس لأن المعرفة الحقة تتشكل بالعقل وحده بعيدا عن الحواس التي إعتبرها مظللة و خادعة إذ أن العقل البشري يحتوي على أفكار قبلية سابقة عن التجربة الحسية (فطرية ) حيث يقول " العقل هو الضمان الوحيد لإدراك المعرفة " فالإحساس وهم و ظن لا يقدم معارف كاملة و حقيقية و المعرفة الكاملة توجد في عالم المثل و يدركها العقل و كل ما نظن أننا نكتسبه بحواسنا هو في الحقيقة موجود في عقولنا من الأساس بصدد تذكره حيث يقول أفلاطون : " المعرفة تذكر و الجهل نسيان " حيث أن الأشياء و المواضيع المدركة لا توجد بشكل مستقل عن الذهن يقول آلان :" الشيء يعقل و لا يحس " فالإدراك يتم عن طريق العقل و ليس الحواس لأن هذه الأخيرة تخدعنا و نوقعنا في الخطأ يقول سقراط في هذا الصدد :" إن الحواس تخدعنا خداعا كبيرا " كما أن الزمان و المكان فكرتان متعلقتان بالعقل و التجريد فيمكن أن نستغني عن الأشياء دون أن نستغني عن مكانها حيث يقول كانط :" إن الزمان و المكان فكرتان قبليتان مجردتان " فالعقل جوهر كامل قادر على إدراك الأشياء يقول ديكارت : " أنا أفكر إذن أنا موجود " و المعرفة الحسية لا ترتقي إلى مصاف المعرفة العقلية حيث يقول ديكارت : " إنني أدرك بمحض ما في ذهني من قوة الحكم ما كنت أحسب أراه بعيني " و بالموازاة من ذلك يذهب الحسيون إلى إلى إعتبار التجربة الحسية مقياس المعرفة و مصدرها الأول الحواس هي المصدر الأول للمعرفة الإنسانية فكل معرفة حسية مستمدة من العالم الحسي حيث يقول أرسطو : " من فقد حاسة فقد معرفة " فإذا فقد الإنسان إحدى حواسه فإنه يقفد المعارف المتعلقة بتلك الحاسة فالعقل مرآة عاكسة لصور المحسوسات و بذلك فالإحساس أولى و أعلى قيمة من الإدراك المجرد حيث يقول جون لوك : " لو سألت الإنسان متى مبدأ يعرف لأجابك متى بدأ يحس " فما يظهر لنا في العالم الخارجي هو ما يبدو لحواسنا فقط فالعقل محدود لا يمكنه إدراك جميع المعارف حيث يقول جون لوك :" إن ما في الأذهان إنعكاس لما في الأعيان " فالمدركات العقلية ما هي في الأصل إلا إنطباعات و خبرات حسية حيث يقول دفيد هيوم : "كل ما أعرفه إستمدته من التجربة " فالإحساس هو جسر لكل المعارف و الإدراكات بالتالي لا وجود لمبادئ فطرية و أفكار قبلية في العقل لأن كل المعارف بعدية تكتسب بالتجربة الحسية يقول جون لوك :" العقل صفحة بيضاء تخط عليه التجربة ما تشاء " و يؤكد جون ستيوارت ميل أن الإدراك قائم على سلامة الحواس و الملاحظة و التجربة فإدراكنا للعالم الخارجي هو عملية مادية و واقعية أما القدرات العقلية كالتفكير و الإدراك و الشعور تؤدي إلى معارف خيالية و ميتافيزيقية 

_ #نــقـذ_الــموقــف_الأول :

إن الإختلاف بين الإحساس و الإدراك أمر صحيح لا يمكن إنكاره لكنه لا يستلزم الفصل كما ذهب إلى ذلك كل من العقليين و الحسيين فالإختلاف لا يعني ضرورة الفصل بل قد يكون المختلفان متكاملان و متواصلان فالإدراك العقلي يعتمد في الأساس على ما تنقله الحواس لأن الإحساس هو الجسر الذي يعبره العقل أثناء إدراكه للموضوعات و هذا يعني أن الإحساس وظيفة يؤديها في عملية الإدراك و بدونه يصبح الإدراك فعلا ذهنيا مستحيلا و هذا ما أغفله العقليين أما الحسيين قد بالغوا في جعل الإحساس الأساس الوحيد لكل معرفة إنسانية فالإدراك ليس مجرد تجميع الأحاسيس و لا يمكن إغفال أن المعرفة الحسية في مجملها سادجة و توقع في الخداع و الخطأ فإن ما ذهب إليه التقليديون مثالي و نظري لا يؤكده الواقع بل يخالفه لأن العالم العالم الخارجي يلح على صعوبة و ربما إستحالة الفصل بين العمليتين لأنه أينما وجد فهم و إدراك وجد معه أو سبقه بالضرورة إحساس و إنطباعات حسية حيث يقول كانط :"إن المعرفة هي نتاج إجتماع العقل و الحواس معا و بذلك لا يمكن الفصل بين الإحساس و الإدراك " لأنه لا وجود لمعرفة عقلية خالصة و لا معرفة تجريبية بحتة بالإحساس يقدم المعطيات الأولية للمعرفة و الإدراك هو تحليل و تركيب و تنظيم هذه الإنطباعات الحسية 

_ #مــوقــــف_الـثــــانــــي :

على خلاف الموقف الأول يرى أنصار الموقف الثاني أنه من غير الممكن الفصل بين الإحساس و الإدراك فمعرفة الإنسان للعالم الخارجي هي عملية يرتبط فيها الإحساس بالإدراك فالفرد يحس و يدرك في آن واحد دون الفصل بين ما يسمى عملية حسية و ما يسمى عملية عقلية و يمثل أنصار هذا الموقف فلاسفة النظرية الجشطالتية بول غيوم و بيار جاني و كوهلر و فيرتهيمر و فلاسفة النظرية الظواهرية هوسرل و ميرلو بونتي و يستند الفلاسفة الجشطالتيون في الجمع بين الإحساس و الإدراك على مسلمة أساسها لا وجود لإحساس خالص و لا إدراك مجرد بالإحساس و الإدراك يكون دفعة واحدة و يستند أيضا الفلاسفة الظواهريون على مسلمة أساسها التكامل بين العوامل الذاتية و الموضوعية فعملية الإدراك تقوم على تفاعل الشعور و الموضوع المدرك معا و لقد برر هؤلاء موقفهم بجملة من الحجج 

__ #الحــجــج : ___

إعتبر الجشطالتيون أن الإدراك يمر بثلاث مراحل عن طريقها يتم معرفة العالم الخارجي فأساس الإدراك عند الجشطالت هو الشكل و الصورة الكلية ثم الصورة التحليلية الجزئية ثم العودة إلى الصورة الكلية بتركيب تلك الأجزاء و عليه فإن إدراكنا يكون للكل قبل الجزء و الجزء لا يكتسب معناه إلا في إطار الكل يقول بول غيوم :" ليس الإدراك تجميعا لإحساسات بل يتم دفعة واحدة " فالإحساس هو الإدراك و المعرفة مرتبطة بمدى إنتظام العالم الخارجي يقول بيار جاني :" الفكرة الأساسية لنظرية الجشطالت هي أن الصيغ العقلية تكون من البداية وحدات عامة منتظمة " الحقيقة الأساسية في الإدراك الحسي ليست في العناصر أو الأجزاء بل في الشكل العام و الصورة المنتظمة حيث يقول فيرتهيمر في هذا الصدد : " إن الحقيقة الرئيسية في المدرك الحسية ليس العناصر أو الأجزاء التي يتألف منها الشيء المدرك بل شكله و انتظامه و بناؤه العام "عملية الإدراك تعود لوضوح الشيء و انتظامه فكلما كان الشيء منتظما بدى أكثر إدراكا و وضوحا و مثال ذلك إدراك نقطة سوداء في خلفية بيضاء يكون أسهل بكثير من إدراك نقطة سوداء في خلفية سوداء حيث يقول غيوم :" تخضع الصورة بالنسبة للإدراك لمجموعة من العوامل الموضوعية " و أهم هذه العوامل الموضوعية : قانون الشكل و الأرضية، قانون التشابه و قانون التقارب و قانون الإغلاق و قانون البروز و قانون الشمولية و كذلك قانون الوضوح و البساطة و أيضا قانون المصير المشترك فهذه القوانين هي التي تنظم الأشياء في بنية شاملة تجعلنا ندركها من الوهلة الأولى " فالإدراك لا يحدث بمعطيات حسية فقط بل نتيجة تأثيرات موضوعية خارجية حيث برر بول غيوم بقوله :" إن الإحساس الخالص من خلق السيكلوجيين و ليس ظاهرة واقعية ". و كذلك نجد الظواهريين يؤكدون أن الإحساس و الإدراك غير منفصلان بل يكملان بعضهما في عملية بناء المعرفة و بذلك الإدراك يتوقف على تفاعل و إنسجام الذات و الموضوع فالمعرفة الإنسانية هي محصلة تفاعل الموضوع المدرك مع الذات المدركة و الإدراك في عملية بناء المعرفة حيث أنه لا وجود لإدراك خالص بل أن كل شعور هو شعور بموضوع ما حيث يقول هوسرل : إننا ندرك الأشياء حسب شعورنا الراهن " فلا يوجد إحساس خالص غير مسبوق بشعور ذهني و هذا ذليل على ترابط الإحساس و الإدراك حيث يقول هوسرل في هذا الصدد : " إنني أرى بلا إنقطاع هذه الطاولة سوف أغير مكاني و يبقى لدي بلا إنقطاع شعور بالوجود الحسي لطاولة واحدة " حيث أن الإدراك ليس مجرد تأويل للإحساس بل هو إمتلاك المعنى الداخلي في المحسوسات حيث يقول ميرلو بونتي :" فهكدا ندرك و هكدا يعيش الشعور في الأشياء " فالإحساس الخالص دون إدراك هو خرافة و وهم يقول ميرلو بونتي :" الإحساس غير محسوس " كما أنه لا يوجد إدراك ذهني دون حواس يقول هوسرل :" ما من شيء يمكن أن يبدو للإنسان غير الظواهر و نحن لا نعرف غير الظواهر " فالإدراك بالنسبة للظواهريين هو شعور الذات بالموضوع و هذا الشعور ما هو إلا عملية قصدية تعايش فيها الذات و الموضوع الخارجي حيث يقول ميرلو بونتي :" فهكدا ندرك و هكدا يعيش الشعور في الأشياء " . 

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (455ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
يتبع مقالة الاحساس والادراك

هل علاقة الإحساس بالإدراك إنفصالية أم إتصالية؟ : هل يمكن أن يكون إدراك دون المرور على الإحساس؟

_ #نقـــذ_المـــوقـــف_الثـــانـــي :

بالرغم مما قدمه هؤلاء الأنصار حول علاقة الإحساس بالإدراك إلا أن موقفهم يحمل مبالغة لأن الإحساس و الإدراك من طبيعتان مختلفتان كما أنها لا يحدثان في نفس الوقت و لا يحملان نفس القيمة فالإحساس سابق عن الإدراك زمنيا و الإدراك أعلى قيمة من الإحساس إن النظريات الحديثة على الرغم من تنبهها للعلاقة الوطيدة بين الإحساس و الإدراك إلا أنها بالغت في تفسير الإدراك من حيث أنها تغلب جانب على آخر فما يؤاخد الجشطالتيون هو أنهم مالو إلى التركيز على الشروط الخارجية و العوامل الموضوعية الخارجية لعملية الإدراك و هو ما شكل إقصاء للعقل و قدراته الذاتية فجعلت دوره شكلي في العملية الإدراكية رغم أن الذهن ليس إطارا سلبيا يستقبل فقط بل هو فعال يبني في العملية المعرفية و بالنسبة للظواهريين لم تنته الصراع و لم تربط واقعيا الذات بالموضوع و لم تقدم مبررا لدور الحواس بل ركزت على الظروف الذاتية أكثر و لا يمكن القول أن الإحساس هو الإدراك لأنه يستحيل الإقرار بالتطابق بينهما حتى من الناحية النظرية ناهيك واقعيا يستحيل إعتبارهما شيء واحد فالإحساس مرتبط بالجانب الفيزيولوجي الحيوي و المادي أما الإدراك نشاط و فعالية عقلية فقد جعلوا العالم الخارجي تحت سيطرة الشعور و يتغير بتغيرهم و في هذا إنكار لخصائص العالم الخارجي

_ #الــــتــركــــيــب :

إن عمليتي الإحساس و الإدراك في حقيقة الأمر وجهان مختلفان لعملية نفسية واحدة لذلك لا يجب الفصل بينهما مثلما فعل العقليين و الحسيين و لا تغليب عامل آخر مثلما فعل الجشطالت و الظواهريين أي أنه لا غنى للمعرفة في الإتصال بالعالم الخارجي عن العقل و الحواس معا من خلال الإنتقادات الموجهة للموقفين و من خلال النقائص التي تنطوي عليها الأطروحتين يمكن الخروج برأي وسط مفاده أنه لا يمكن الفصل بين الإحساس و الإدراك إلا من الناحية النظرية و كذلك من حيث خصائص كل منهما لكن النظرة الواقعية تؤكد أن إدراك الإنسان للعالم الخارجي يكون عن طريق الإحساس و الإدراك معا إضافة إلى أن إدراكنا للعالم الخارجي يقتضي الإحساس و الإدراك معا و هما قدرتين متكاملتين و لا يمكن فصلهما على بعضهما و يمكن القول أيضا أن مشكلة الفصل و التمييز بينهما مشكلة كلاسيكية تجاوزها علم النفس الحديث و المعاصر و لا جدوى أصلا من التمييز بينهما فيمكننا الجمع بين الأطروحتين بالقول أن علاقة الإحساس و الإدراك تأخد شكلين فمن ناحية الزمن و القيمة و الطبيعة نجد أنهما مختلفان و بالتالي منفصلان أما من ناحية الوظيفة و الهدف فهما متصلان و متكاملان .

#الرأي_الشخصي :

 و كمساهمة مني في حل المشكلة أقول أن الفصل بين الإحساس و الإدراك غير ممكن من الناحية الواقعية لأن المعرفة تبدأ من التجربة الحسية المتمثلة فيما تنقله لنا الحواس من إنطباعات لكن هذه المعرفة لا يكون لها معنى إلا إذا تدخل العقل و رتبها و نظمها و حللها من خلال وظيفة الإدراك حيث يقول كانط في هذا الصدد : " الإنطباعات الحسية بدون مفاهيم عقلية عمياء و المفاهيم العقلية بدون إنطباعات حسية جوفاء "

3) #مرحلة_حــــل_الــمــشكــلــة :

و في الأخير بناء على ما سبق نستنتج أن محاولة الفصل بين الإحساس و الإدراك عملية لا جدوى منها من الناحية الواقعية بحكم أنهما متكاملان و هذا ما أثبته الدراسات النفسية و العلمية كما أنه لا يجب تغليب عامل على آخر لأن هذا الفصل أو التغليب ناتج فقط عن التفسيرات المذهبية فإن الحديث عن عملية إدراك الإنسان للعالم الخارجي يستوجب الوقوف عند ثنائية الجسد و النفس في الذات المدركة فيستحيل الوصول إلى معرفة تامة دون أن يكون هناك إجتماع للحواس و العقل من خلال رأي العقليين و الحسيين و الجشطالتين و الظواهريين تبين لنا رغم التباين و الإنفصال بين الإحساس و الإدراك في مستويات عدة إلا أنه من غير الممكن أن نفصل بينهما في عملية بناء المعرفة..

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى موقع باك نت، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...