0 تصويتات
في تصنيف مقالات ونصوص فلسفية باك 2024 بواسطة

مقالة الاسرة شعبة اداب وفلسفة بطريقة جدلية * مقال جدلي حول الأسرة

* تخصص : بكالوريا شعبة آداب و فلسفة

* من إعدادي :  الأستاذ أنور سبحي 

مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقع باك نت.baknit الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية الإجابة الصحيحة والنموذجية من مرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي bac 2023 كما يسرنا بزيارتكم أن نقدم أهم المعلومات والحلول وأفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية 2022 2023 وكما عودناكم أعزائي الزوار في صفحة موقع باك نت  أن نطرح لكم ما تبحثون عنه وهو .......مقالة الاسرة شعبة اداب وفلسفة بطريقة جدلية

 وتكون الإجابة على سؤالكم هي على النحو التالي 

مقالة الاسرة شعبة اداب وفلسفة بطريقة جدلية

نص السؤال : 

 هل الأسرة مؤسسة ضرورية ؟

هل يمكن الحديث عن بناء مجتمع خارج إطار الأسرة ؟

 هل تشكل الأسرة عائقا أمام الفرد ؟ 

 هل أصبح الإنسان في غنى عن تكوين أسرة ؟ 

✓ طرح المشكلة :

من المعروف أن الإنسان كائن إجتماعي بطبعه يتعذر عليه العيش منفردا عن غيره ، وذلك لأن متطلباته وإنشغالاته كثيرة وهو عاجز عن توفيرها بمفرده ، لذلك نجد لديه ميلا طبيعيا إلى الإجتماع بغيره والتعايش ، ويتجلى هذا الإجتماع و التعايش في شكل تنظيمات إجتماعية أبرزها الأسرة التي هي مؤسسة إجتماعية تتكون من مجموعة أفراد يعيشون معا في إطار مؤسسة الزواج و القرابة ، أي هي رابطة إجتماعية صغيرة تتكون من زوج وزوجة وأطفالهم أو بدون أطفال ، أو زوج بمفرده مع أطفاله أو زوجة بمفردها مع أطفالها في إطار الزواج والقرابة الإجتماعية ، غير أن الأسرة الحديثة عرفت تقلصا في عدد أفرادها وبعض وظائفها ، كما أصبحت تعاني من عديد المشاكل ، وهذا هو الأمر الذي أحدث جدلا كبيرا بين الفلاسفة و المفكرين حول ضرورتها ، وإنقسموا إلى تيارين متعارضين : تيار يرى أن الأسرة مؤسسة ضرورية لا يمكن الإستغناء عنها وتيار آخر يرى أن الأسرة مؤسسة غير ضرورية مصيرها الزوال ، ومن هذا الجدال الواقع بينهم دفعنا إلى طرح الإشكال الآتي : هل الأسرة مؤسسة إجتماعية ضرورية أم أنه بالإمكان الإستغناء عنها ؟ وهل تخلي الأسرة عن وظائفها يعني بالضرورة زوالها ؟ 

✓ محاولة حل المشكلة :

الموقف الأول : " الأسرة مؤسسة ضرورية "

إن الأسرة مؤسسة إجتماعية ضرورية غير قابلة للإنحلال والتلاشي ، هذا لأنها تقدم لأفرادها وللمجتمع مجموعة من الخدمات والوظائف البيولوجية و الإجتماعية و النفسية وغيرها والتي لا يمكن لأي مؤسسة إجتماعية أخرى أن تنوب عنها في تأديتها ، وهي وحدة أساسية في تكوين و بناء أي مجتمع إنساني ، ويمثل هذا الموقف كل من " أوغيست كونت ، غوسدورف ، أوليفييه ريبول" ، ويبرر هؤلاء موقفهم بحجج وبراهين كثيرة أهمها : أن الأسرة تقوم بوظائف لا تستطيع أي مؤسسة إجتماعية القيام بها ،  وأهمها الوظيفة البيولوجية التي تتمثل في التكاثر الذي يحفظ به النوع البشري ، وذلك عن طريق الزواج الذي يضمن طريقة شرعية و صفة إجتماعية للأطفال ، ويحارب الإنجاب غير الشرعي الذي لا يخدم المجتمع ، فلا يمكن للمجتمع أن يستمر في الوجود إلا من خلال إنجاب الأطفال ورعايتهم وحمايتهم وهذا ما تقوم به الأسرة ، يقول الرسول صلى الله عليه و سلم (( تناكحوا تناسلوا فإني مباهي بكم الأمم يوم القيامة }} ، ويقول " غوسدورف " : { الأسرة ضرورة تحتمها الطبيعة البشرية } .

كما تقوم الأسرة بوظيفة إجتماعية تربوية ، فالأسرة هي الخلية الأولى في بناء المجتمع فإذا صلحت صلح المجتمع وإذا فسدت فسد المجتمع ، وتكمن مهامها الإجتماعية في تربية النشئ على المبادئ الإجتماعية والقيم الأخلاقية ، يقول أوليفييه ريبول : { إن المولود البشري هو أحوج الكائنات إلى الرعاية و التربية } ، فالسنوات الأولى في حياة الطفل تنقضي معظمها في نطاق الأسرة ومن خلالها يستقي الإنسان مختلف القيم و المبادئ قبل دخول مؤثرات أخرى كالمدرسة وغيرها ، والأسرة تساعد الفرد على الإندماج في المجتمع والإمتثال للعادات والتقاليد و القوانين ، فهي تعمل من أجل أن يبقى الفرد وفيا للمجتمع الذي ينتمي إليه ويخدمه ، حيث يقول " أوغست كونت " : { إن المجتمع الإنساني مؤلف من أسر لا من أفراد } ، كما تعتبر الأسرة مؤسسة إقتصادية صغيرة تعمل على توفير و سد الحاجيات الأساسية لأفرادها من ملبس غذاء و مأوى ، وذلك من خلال العمل الذي يعتبر من الشروط الأساسية في بناء الأسرة وإستمراريتها ، ويؤكد الواقع أن أغلب المشاكل التي تتخبط فيها بعض الأسر تعود بالدرجة الأولى إلى عدم تحقيق إكتفائها الذاتي في سد حاجياتها . 

إضافة إلى الوظيفة النفسية والتي تتجلى من خلال روابط المحبة والمودة والحنان والإهتمام المتبادل بين أفراد الأسرة ، فهذه الروابط بمثابة الحبل القوي الذي يشد أفراد الأسرة بعضهم ببعض ، لذلك يجب على الآباء العمل على تنمية هذه الروابط وإشاعتها بين الأبناء ، قالى تعالى {{ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها و جعل بينكم مودة و رحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون }} الروم الآية -21- . فالاسرة توفر الجو السيكولوجي للأبناء بحيث تبعث فيهم الشعور بالدفئ العائلي ، فبوجود الأم يتشبع طفلها بالحنان والمحبة ، فقد أثبتت الدراسات أن حليب الأم يحتوي على فيتامين نفسي هو فيتامين الحنان ، وأما وجود الأب في الأسرة يشعر الأبناء بالأمان والطمأنينة والثقة في مواجهة الحياة ، وهذا من شأنه يساهم في توازن شخصية الفرد ، حيث يقول أحد الحكماء : { إن الأم عندما ترضع إبنها فإنها تسقيه لبنا و حنانا و كرامة } ، كما أثبتت الدراسات التي قام بها الطبيب روني سبنز أن الأطفال الذين يترعرعون في وسط أسرهم يكون نموهم سويا ، أما الذين ترعرعوا خارج الأوساط العائلية فإنهم يعانون من آلام وأمراض جسدية وتعطل في النمو الذهني والنفسي ، وقد أكد مارغيت ميد ذلك بقوله : { إن أسوء بيت يعادل أو أحسن من روضة أطفال } ، وقال هيجل : { إن أفراد الأسرة يعيشون في وحدة مشاعر وحب وثقة وإيمان بعضهم ببعض وفي علاقة الحب الطبيعي يكون الفرد الواحد واعي بنفسه بقدر وعيه بالآخر } ، وعليه فالأسرة مؤسسة ضرورية لا يمكن الإستغناء عنها .

- نقد ومناقشة : 

لقد بالغ أنصار هذه الأطروحة في إعتبار أن الأسرة مؤسسة ضرورية ولا يمكن الإستغناء عنها ، فرغم الوظائف التي تؤديها وتقدمها لأفرادها إجتماعيا ونفسيا و إقتصاديا ، إلا أن الواقع يثبت أن الأسرة أصبحت عاجزة عن القيام بالعديد من وظائفها خاصة الإقتصادية و التربوية ، لذلك ظهرت مؤسسات إجتماعية أخرى تنوب عنها مثل مؤسسات التربية والمؤسسات الخيرية .

- الموقف الثاني : " الأسرة مؤسسة غير ضرورية "

إن الأسرة مؤسسة إجتماعية غير ضرورية يمكن للفرد الإستغناء عنها لأنها تخلت عن وظائفها و أصبح بإمكانه تحقيق حاجياته بدونها ، وبالتالي فلا مبرر لوجودها فهي أصبحت تشكل عائقا يحد من حرية الإنسان وإستقلاليته ، ويمثل هذا الموقف كل من " النظرية التطورية - النظرية الإشتراكية - النزعة الفردية " ، ويبرر هؤلاء موقفهم بحجج وبراهين كثيرة ، حيث يرى أنصار النظرية التطورية " سبنسر ومورغان " ( أن إستقراء و تتبع تاريخ تطور الأسرة من النظام العشائري إلى الأسرة الأميسية إلى الأسرة الأبيسية إلى نظام الأسرة الممتدة وصولا إلى الأسرة النواة ) الحديثة يبين لنا أن عدد أفرادها في تقلص مستمر كما أنها تخلت عن العديد من وظائفها ومهامها ، وهذا يؤكد على بديهية أساسية وهي أن الأسرة سائرة نحو الزوال و الإضمحلال ، فالإنسان المعاصر أصبح ينظر إلى الروابط الأسرية كعائق يجب تجاوزه والتحرر منه ، لذلك يقول " سبنسر " : { إن الأسرة قشرة ضاغطة على الفرد } ، كما يرى أنصار النزعة الفردية أن الأسرة سجن إجتماعي يستولي على الفرد و يسلبه حريته و يقضي على كل آماله و أمانيه و يقيده بحدود لا يجب عليه تجاوزها ، فهي تعطي أولوية بالغة للفرد و تنادي بضرورة تحريره من سلطة الأسرة حتى يتسنى له إختيار نمط الحياة التي يريدها و يبني مستقبله بنفسه ، يقول " آندريه جيد " : { إن الأسرة سجن قضبانه من أذرع بشرية } ، ويقول كذلك : { أيتها الأسرة إني أكرهك } ، ويقول " باكونين " : { الأسرة نتيجة أخلاق إستغلالية تعيق تفتح شخصية الفرد } ، ويقول كذلك : { الأسرة مقبرة للفرد فيها تموت وتدفن الحريات } ، كما يثبت الواقع أن المجتمع أخذ من الأسرة وظائفها وأنشأ لكل وظيفة هيئة ومؤسسة خاصة تتكفل بها مما يجعل زوالها ضرورة لابد منها ، ففي المجال التربوي وبسبب خروج المرأة إلى العمل تخلت الأسرة عن وظيفتها التربوية وأصبحت مؤسسات إجتماعية مثل دور الحضانة وروض الأطفال هي التي تتكفل بتربية و رعاية الأبناء دون تمييز أو مفاضلة ، لذلك يقول " انجلز " : { إن المجتمع يقدم عناية متساوية لجميع الأطفال سواءا كانوا شرعيين أو طبيعيين } ، أما في المجال الإقتصادي فقد كانت الأسرة تلبي كل حاجات أفرادها بمفردها ، لكن التطورات الإقتصادية جعلت الأسرة الحالية عاجزة عن تحقيق إكتفاءها الذاتي وأصبحت الدولة تتكفل بالكثير منها مثل ( الماء ، الإنارة ، والسكن ) ، ونفسيا أصبح الإنسان يتعاطف مع أناس خارج الأسرة ويقاسمهم مشاعره وأحزانه وأفراحه أكثر من أفراد أسرته خاصة في ظل العولمة والتطور التكنولوجي ، كما أن بعض الأسر تفاضل بين الأبناء في العطف والمودة مما ينشئ عداوة و بغضاء بين الأبناء ، وترى الإشتراكية أن الأسرة مؤسسة تكرس الطبقية وتعمق الفوارق بين الناس وتهدف إلى إنشاء مجتمع طبقات فهي بذلك تغذي البنية الرأسمالية ، لذلك لابد من زوالها وخضوع أفرادها للدولة حتى تتحقق المساواة والعدالة الإجتماعية ، يقول ماركس : { إن بقاء الأسرة تكريس للنظام الطبقي } ، ويقول " انجلز " : { يوم تنتقل وسائل الإنتاج إلى الملكية المشتركة ، فالأسرة لا تعود الوحدة الإقتصادية للمجتمع } ، كما أن الأسرة في المجال السياسي كانت سببا في نشوء الأنظمة الملكية  الإستبدادية التي إستولت على حرية الشعوب ونهبت ممتلكاتهم ( الأسرة الملكية ) ، كما أن الأسرة الحديثة أصبحت تعاني من عديد المشاكل التي تهدد بقاءها ومن بينها بناء الزواج على أساس الحب الخيالي والوعود الكاذبة ، إختلاف المستوى الثقافي و الإجتماعي بين الزوجين ، الدخل الضعيف ، إختلاف الثقافات والأفكار بين الأباء والأبناء ، الخيانة الزوجية وإنعدام الثقة بين الزوجين خاصة بعد دخول المرأة ميدان العمل ، يقول " راسل " : { إن الأسرة إنحلت بإستخدام المرأة في الأعمال العامة } ، وكل هذه المشاكل تؤدي إلى خلل في العلاقات الأسرية وبالتالي إلى تفكك الأسرة وزوالها ( الطلاق) .

- نقد و مناقشة : 

بالرغم من كل التحديات و المشاكل التي تعاني منها الأسرة ، إلا أن دعوة هذا الإتجاه إلى الإستغناء عنها هي دعوة إلى إنشاء مجتمع حيواني بهيمي مجرد من كل قيم ينساق فيه أفراده وراء شهواتهم ونزواتهم ، لأن الأسرة هي النواة الاولى للمجتمع و أساس بنائه وفي غيابها لا يمكن الحديث عن وجود مجتمع بشري ، لذلك قيل : { أسرة منحلة مجتمع منحل } ، فهي التي تعمل على نمو الطفل نموا نفسيا و جسميا و عقليا سليما وتشكل شخصيته . 

- التركيب : 

يمكن القول أن الأسرة مؤسسة ضرورية فهي الدعامة الأساسية التي يقوم عليها المجتمع ، ولذلك فبدلا من تضخيم هذه المشاكل التي تعاني منها الأسرة الحديثة و جعلها مبررات لزوالها يجب العمل على علاجها و إيجاد حلول لها ، فالأسرة هي البيئة المثلى لتنشئة الفرد وفيها يجد الصغير والكبير الجو الطبيعي الذي يساعده على النمو النفسي والعقلي معا من أجل تاهيلهم للحياة الاجتماعية ، حيث يقول " دوركايم " : { في الأسرة وحدها نجد هذه الحلاوة التي لا يمكن مقارنتها بأي حلاوة أخرى ، حلاوة الحياة مع من نحبهم وعذوبة حب مع من نعيش معهم } .                  

✓ حل المشكلة :

وفي الختام يمكن القول أنه بالرغم من المشاكل التي تواجه الأسرة الحديثة و رغم تخليها عن بعض مهامها ، إلا أن الاسرة تبقى مؤسسة إجتماعية ضرورية للوجود الإنساني ولها أهمية بالغة وعليها يتوقف بقاء المجتمع وإستمراريته وتطوره ، فهي النواة الأولى في بناء المجتمع وكل دعوة إلى إزالتها هي دعوة هدامة تهدف إلى زعزعة إستقرار المجتمع فزوالها يعني زوال المجتمع ، لذلك ينبغي مجابهة هذه التحديات التي تهدد الأسرة والعمل على إعادة تقوية الروابط الأسرية بين الأفراد وإعادة النظر في القيم الإجتماعية والثقافية ومحاولة تكييفها حسب متطلبات العصر حتى نحفظ للأسرة وجودها ، لذلك يقول أحد المفكرين : { لقد نال المجتمع البشري حضارته بفضل الأسرة وأن مستقبله يتوقف على هذه المؤسسة أكثر من أي مؤسسة أخرى } .

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (455ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
مقالة الاسرة شعبة اداب وفلسفة بطريقة جدلية

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى موقع باك نت، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...