هل مصدر المعرفة هو العقل أم التجربة
مقالة أصل المعرفة
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقع باك نت.baknit الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية الإجابة الصحيحة والنموذجية من مرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي bac 2023 كما يسرنا بزيارتكم أن نقدم أهم المعلومات والحلول وأفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية 2022 2023 وكما عودناكم أعزائي الزوار في صفحة موقع باك نت أن نطرح لكم ما تبحثون عنه وهو ......هل مصدر المعرفة هو العقل أم التجربة
وتكون الإجابة على سؤالكم هي على النحو التالي
نص_السؤال: هل مصدر المعرفة هو العقل أم التجربة؟
إن عملية المعرفة ومصادرها ترتبط دائما بالذات العارفة، وسعيها للحصول على المعرفة واكتسابها، وهذا يقتضي بالضرورة أن تكون الذات عاقلة وواعية تعبر عن قدرة الإنسان على المعرفة. لذلك اهتمت الفلسفة منذ القديم بدراسة المعرفة على اعتبار أنها خاصية إنسانية، مما جعل عددا من الفلاسفة يعتقد أن العقل هو أصل المعارف ومصدرها الوحيد، لكن هناك من شكك في هذه الحقيقة واعتبر أن الواقع والتجربة الحسية مصدر المعارف كلها، وهذا ما ولد جدلا وصراعا فكريا عنيفا بين العقلانيين والتجريبيين حول أصل المعرفة ومصدرها، ولرفع هذا التعارض والجدال بين النزعتين حق لنا أن نتساءل: هل المعرفة الإنسانية ذات أصول عقلية خالصة أم أن للحواس والتجربة دور فيها؟ وبعبارة أخرى: هل العقل هو المصدر الوحيد لجميع معارفنا؟
للإجابة عن التساؤلات السابقة ظهرت العديد من النزعات والأطروحات منها: ما يتبناه أنصار النزعة العقلية أمثال "ديكارت"، الذين يعتقدون أن العقل هو المصدر الأول لنهل المعرفة الإنسانية وليس التجربة، لأن جميع المعارف تنشأ عن المبادئ العقلية القبلية والضرورية الموجودة فيه، وبالتالي فمعارف الإنسان عقلية لأن: المعرفة الحقيقية ترتد إلى ما يميز الإنسان وهو العقل لا الحواس، ولأن العقل قوة فطرية في النفس مهيأة لتحصيل المعرفة وتصور المعاني وإصدار الأحكام، لهذا عرفه "الكندي" على أنه: "جوهر بسيط مدرك للأشياء بحقائقها". وهذا يعني أن العقل فطرة في الإنسان تحمل مجموع المبادئ القبلية المنظمة للمعرفة، من هنا اعتبر العقليون العقل المصدر الأول للمعرفة، والأداة الأساسية لكل استدلال منطقي، مما يعني أنه لا معارف صحيحة ولا حقائق يقينية مقبولة دون ردها إلى العقل ومبادئه الأساسية، لأنه جوهر الفكر وأصل المعارف كلها، ومن أشهر المدافعين عن هذا الاتجاه حديثا: "ديكارت"، "ليبتنز"، "مالبرانش"، ويبررون موقفهم بالتأكيد على أن جميع معارفنا تستمد وحدتها وصفاتها اليقينية من العقل، لأن مبادئه يقينية، فلا بد أن تكون المعرفة المستمدة منه بدورها يقينية، ولهذا رفض هؤلاء المعرفة الحسية لأنها تحمل الخداع والشك والتغير فموضوعها عالم الأشياء ومعطياتها نسبية، وبفضل العقل يكتشف خداع الحواس،كما يؤكد العقليون أن المعرفة العقلية أو الحقائق التي يتوصل إليها بالعقل تتصف بأنها كلية وصادقة، فهي شاملة لأنه يمكن تعميمها على كل العقول البشرية في كل مكان وزمان، وهي قضايا صادقة صدقا ضروريا، لا يتطرق إليها الشك، وتتصف بالبداهة والوضوح، لهذا قال أحد فلاسفتهم: "لا توجد وظيفة أسمى من العقل"، ضف إلى هذا يؤكد الديكارتيون "سبينوزا"، "مالبرانش"، "ليبنتز" أن إدراك الحقائق الحدسية كالله، النفس والامتداد وربط العلاقات بين خصائص الأشياء وإصدار الأحكام واستنباط النتائج، وتعميمها أساسها فعل العقل ومبادئه الأساسية، ومن هنا تستمد الرياضيات يقينها وقيمتها كنموذج للوضوح والبداهة، لهذا يقول "باركلي": "إن مختلف الإحساسات أو الأفكار المطبوعة في الإدراك الحسي مهما كانت مختلفة أو مركبة لا يمكن أن توجد بأي شكل آخر إلا في عقل يدركها". وبناء على هذا كان العقل هو مصدر المعرفة والميزان الضروري لكل الحقائق.
لكن ورغم ما قدمه أنصار هذا الاتجاه من أدلة وحجج لتبرير موقفهم إلا أنهم قد تعرضوا للعديد من الانتقادات، ومما يؤاخذ عليه هؤلاء أنهم يسلمون بوجود أفكار فطرية مطلقة الصحة واليقين، رغم أن كل الدلائل في الواقع تكذب هذه الصحة المنطقية لأن المعايير تتبدل وتتغير، ، فالوضوح مثلا لا يصلح كمعيار صحيح في كل الأحوال...كما أن الأطر والمبادئ القبلية للعقل ليست ثابتة بل يمكن أن تتطور وتتعدل بحسب الخبرة والتجارب، وتاريخ المعرفة يشهد بذلك، بدليل تطور الرياضيات كمفاهيم عبر العصور التاريخية وهذا ما يؤكد نسبية المعيار العقلي، ضف إلى هذا أن العقل لا يبدع المعرفة ويخلقها وإنما يجردها من مضامينها بمعنى أن صورة المعرفة ذاتية عقلية لكنها من حيث المضمون فهي موضوعية واقعية. كما أن الفلاسفة العقليين قد بالغوا في تفسيرهم للمعرفة لأنهم ركزوا على العقل كمصدر للحقائق التي يتوصل إليها الإنسان وأهملوا دور الحواس والتجربة وهذا ما يؤكد بأن هناك