مفهوم الإدراك لغة واصطلاحا في الفلسفة
مفهوم الإدراك في الفلسفة
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقع باك نت.baknit الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية الإجابة الصحيحة والنموذجية من مرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي bac 2023 كما يسرنا بزيارتكم أن نقدم أهم المعلومات والحلول وأفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية 2023 2024 وكما عودناكم أعزائي الزوار في صفحة موقع باك نت أن نطرح لكم ما تبحثون عنه وهو ....... مفهوم الإدراك
وتكون الإجابة على سؤالكم هي على النحو التالي
مفهوم الإدراك :**
**في اللغة هو اللحاق والوصول ، يقال أدرك الشيء بلغ وقته وانتهى وأدرك الثمر نضج وأدرك الولد بلغ وأدرك الشيء لحقه .والإدراك في الفلسفة الإسلامية يدل على حصول صورة الشيء عند العقل سواء كان ذلك الشيء مجردا آو ماديا جزئيا أو كليا حاضرا أو غائبا .**
**أما في الفلسفة الحديثة فان الادراك يدل على شعور الشخص بالإحساس أو بجملة من الإحساسات التي تنقلها إليه حواسه .وهذا المعنى العام يدل على أن الإدراك يختلف عن الإحساس فالظاهرة النفسية التي تحصل في ذات المدرك عند تأثر أعضاء الحس تشتمل على وجهين احدهما انفعالي والآخر عقلي .**
**يقول ريد في الادراك : هو الإحساس المصحوب بالانتباه ، كما يقول مين دو بيران الواقع أن الإحساس والإدراك كليهما مصطبغان بلون انفعالي وعقلي معا ولكن الإدراك يزيد على الإحساس بأن آلة الحس تكون فيه اشد فعلا ، والنفس أكثر انتباها فيكون الشيء الخارجي أبين والصورة المرتسمة في النفس أوضح وأميز وعلى كل حال فالإدراك يقتضي الإحساس .**
**إن الإدراك هو حصول المعرفة بالموضوع بواسطة الحواس ونتائجه تسمى المدركات . ووظيفته إعطاء تفسير لموضع تنقله الحواس مستعينا في ذلك بالقدرات العقلية كالذاكرة والخيال ، فالإدراك عملية عقلية مركبة ومعقدة تنطلق من المنبهات الحسية.**
**والإدراك كما يرى محمد عثمان نجاتي نوعان . الادراك العقلي عندما تتمثل صور المعقولات في العقل . والإدراك الحسي وهو تمثل صور المحسوسات في الحواس . ويعرفه الفارابي بقوله : " الادراك يناسب الانتقاش فكما أن الشمع يكون أجنبيا عن الخاتم حتى إذا طابقه وعانقه معانقة ضامة رحل عنه بمعرفة ومشاكلة صورة ، كذلك المدرك يكون أجنبيا عن الصورة فإذا اختلس عنه صورته عقد معه المعرفة كالحس يأخذ من المحسوس صور يستودعها الذكر فيمثل في الذكر وان غاب عن الحس " فالإدراك حسب هذا التعريف ، هو الإحساس بالشيء وفهمه ويتم الإحساس عادة بالحواس المتوفرة للإنسان ، أما الفهم فيحدث بربط محتوى الإحساس أو موضوعه بما يمتلكه الفرد في دماغه من معلومات سابقة بخصوصه ، فإذا كانت هذه الخلفية المعرفية كافية لاستيعاب الشيء وتمييزه أي كافية لفهمه عندئذ يتم للفرد ما نسميه الادراك**
**ويحدث الإدراك حسب هذا الخطاطة : وعي حسي للشيء ( الحواس ) + وعي عصبي للتمييز ( داخل الدماغ ) + خبرات سابقة بالدماغ = الادراك .**
**لكن ركس نايت ومرجريت نايت لا يميزان كثيرا بين الإحساس والإدراك على أساس أن هذا الأخير ما هو إلا مرحلة متقدمة من الإحساس .حيث جاء في كتابهما المدخل العام إلى علم النفس "الادراك الحسي هو الإحساس مضافا إليه شيء أكثر أي تضاف إليه الخبرة الناجمة عن تنبيه الخلايا العصبية الموجودة في المناطق الارتباطية فالإدراك الحسي هو الإحساس المعزز بالذكريات وبالصور العقلية المستمدة من الخبرة الماضية والناشئة عن التداعي " .**
**إذن الإدراك يتجاوز صاحبه ما تنقله الحواس إلى تفسيرها على ضوء ما يملكه من خبرات بواسطة القدرات العقلية ، لأننا ندرك بالاستناد إلى ما تختزنه الذاكرة ، ويستحيل إدراك الموقف بدونها ، إن الطفل لا يدرك خطورة النار إلا بعد أن تتكون لديه خبرة وذلك بعد أن تكون قد لسعته يوما ما ، ثم يعتمد على هذه التجربة ويبني تصور تجاه النار و يدرك خطورتها فيما بعد .**