0 تصويتات
في تصنيف مقالات ونصوص فلسفية باك 2024 بواسطة (455ألف نقاط)

تحليل نص الذاكرة وظيفة عضوية ص 41

نص الذاكرة وظيفة عضوية ص 41 مرحلة التحرير

مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقع باك نت.baknit الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية الإجابة الصحيحة والنموذجية من مرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي bac 2023 كما يسرنا بزيارتكم أن نقدم أهم المعلومات والحلول وأفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية 2022 2023 وكما عودناكم أعزائي الزوار في صفحة موقع باك نت  أن نطرح لكم ما تبحثون عنه وهو ....... تحليل نص الذاكرة وظيفة عضوية ص 41

وتكون الإجابة على سؤالكم هي على النحو التالي 

تحليل نص الذاكرة وظيفة عضوية ص 41

الذاكرة:

يقول ريبو (ان الذاكرة ظاهرة بيولوجية بالماهية وظاهرة بسيكولوجية بالعرض) 

حلل وناقش؟

مقدمة:

تتأثر أفعالنا اتجاه المشكلات التي تعترضنا بمكتسبات تجاربنا السابقة وليس انقطاع الإدراك في الحاضر معناه زوال الصورة الذهنية المدركة ،بل ان الإنسان يتميز بقدرته اختزان تلك الصورة مما يجعله يعيش الحاضر والماضي معا وهذا ما يسمى الذاكرة وهي القدرة على استعادة الماضي مع معرفتنا أنه ماضي وقد اختلف الفلاسفة في تفسير طبيعة الذاكرة وحفظ الذكريات هل هي عضوية لها مكان معين في الدماغ أم هي قدرة عقلية نفسية ؟ هل يمكن تفسير الذاكرة بالإعتماد على النشاط العصبي ؟ هل تعتمد الذاكرة على الدماغ فقط أم تحتاج الى غير ذلك ؟

موقف1:

يحاول الماديون تفسير الذاكرة تفسيرا ماديا وربطها بخلايا الدماغ إن ملاحظات ريبو على حالات معينة مقترنة بضعف الذاكرة أو بفقدانها كحالة [ الفتاة التي أوصيبت برصاصة في المنطقة اليسرى من الدماغ فوجد أنها فقدت قدرة التعرف عل المشط الذي كانت تضعه في يدها اليمنى إلا أنها بقيت تستطيع الإحساس به فتأكد له أن اتلاف بعض الخلايا في الجملة العصبية نتيجة حادث ما يؤدي مباشرة الى فقدان جزئي أوكلي للذاكرة وجعلته يستنتج أن الذاكرة هي وظيفة عامة لللجهاز العصبي أساسها الخاصية التي تمتلكها العناصر المادية في الإحتفاظ بالتغيرات الواردة عليها كالثني في الورقة لقد تأثرت النظرية المادية بالكرة الديكارتية القائلة بأن الذاكرة تكمن في ثنايا الجسم وأن الذكريات تترك أثر في المخ كما تترك الذبذبات الصوتية على أسطوانات التسجيل ، وكأن المخ وعاء يستقبل ويختزن مختلف الذكريات ، لذا يرى ريبو أن الذكريات مسجلة في خلايا القشرة الدماغية نتيجة الآثار التي تتركها المدركات في هذه الخلايا و الذكريات الراسخة هي تلك التي استفادت من تكرار طويل لذا فلا عجب إذا أبدا تلاشيها من الذكريات الحديثة الى القديمة بل ومن العقلية إلى الحركية بحيث أننا ننسى الألقاب ثم الأوصاف فالأفعال والحركات ، ولقد استطاع ريبو أن يحدد مناطق معينة لكل نوع من الذكريات بل ويعد 600مليون خلية متخصصة لتسجيل كل الإنطباعات التي تأتينا من الخارج مستفيدا مما أثبتته بعض تجارب بروكامن أن نزيفا دمويا في قاعدة التلفيف من ناحية الجهة الشمالية يولد مرض الحبسة وأن فساد التلفيف الثاني من يسار الناحية الجدارية يولد العمى النفسي وغيرها ولكننا نجد ان هناك الكثير من حالات فقدان الذاكرة تسببه صدمة نفسية وليس له علاقة بإتلاف خلايا الدماغ وأن الذكريات التي فقدت سرعان ما تعود بعد التعافي من تلك الصدمة كما أنه لو كان الأمر كما يرى ريبو وأن الدماغ هو مكان تسجيل الذكريات لترتب على ذلك أت جميع المدركات والمؤثرات التي يستقبلها يجب ان تحتفظ في الدماغ ولوجب تذكر كل شيء .... لذا جاءت النظرية المادية الحديثة لتؤكد أن الذاكرة لا تحتفظ إلا بجزء من هذه المؤثرات وهذا يدل عل أن عملية الاحتفاظ بالذكريات تخضع لنوع من الانتقاء ولكن هذا يطرح مشكلة فهل هو وظيفة نفسية أم مادية عضوية في الدماغ ، وهل هذا الانتقاء إرادي أم لاإرادي ؟ ومن البداية فإن كل النظريات المادية الحديثة تعترف بتعقد وصعوبة سير أغوار الدماغ لدى الإنسان مما يجعلها فرضيات تحتاج الى الكثير من الأدلة ... ولا مانع هنا أن نستعرض بعضها حيث تقوم الأولى على مفهوم الترميز الغائي أو الو ضيفي للدماغ التي تعتقد أن التنظيم العالي للدماغ البشري يمكن أن يكون له دور في تثبيت الذكريات وذلك بتيسير ترابط بعض المعلومات الواردة ومنع ترابط بعضها الأخر أما الفرضية الثانية فتقوم على مفهوم الترميز الكهربائي حيث هناك نوعان من النشاط الكهربائي للجملة العصبية أحدهما ذو إيقاع سريع يحث النيترونات داخل الأعصاب وهو المسؤول التذكري واخر ذو إيقاع بطيء لاعلاقة له بالتذكر وثالثا مفهوم الترميز البيوكيميائي حيث انصب جهد علماء الوراثة على نوع من الجزئيات الموجودة في الدماغ الحامض الريبي النووي لإعتقادهم أنه له علاقة بالذاكرة حيث أجرو تجاربة على حيوان درب على أداء حركي معين ثم أخذت خلاصة دماغه وحقنت في حيوان أخر لم يتلقى أي تدريب فلوحظ أن أثار التعليم قد ظهرت في سلوكه 

مناقشة :

إن مجموع هذه الفرضيات لم تكشف بكيفية قاطعة عن نوعية العلاقة الموجودة بين الذاكرة والمعطيات المختلفة للدماغ نظرا للصعوبات الكبيرة التي تواجه التخريب .

موقف2:

تؤكد النظرية النفسية عند برغسون أن وظيفة الدماغ لاتتجوز المحافظة على الآليات الحركية أما الذكريات فتبقى أحوال نفسية محضة لذا فهو يرى أن الذاكرة نوعان ـ ذاكرة حركية تتمثل في صور عادات آلية مرتبطة بالجسم وهي تشكل مختلف الأعمال الحركية التي تكتسب بالتكرار . ـ وذاكرة نفسية محضة مستقلة عن الدماغ ولا تتأثر باضطراباته وهي الذاكرة الحقة التي غاب على المادين إدراك طبيعتها لأنها مرتبطة بالجسم وهي ليست موجودة فيه .... إنها ديمومة نفسية أي روح ويعرف لالاند الذاكرة بأنها وظيفة نفسية تتمثل في بناء حالة شعورية ماضية .

مناقشة :

إن التميز بين نوعين للذاكرة يغرينا بارجاع الذاكرة الحية الى علة مفارقة ( روح) فالذاكرة مهما كانت تبقى دائما وظيفة شعورية مرتبطة بالحاضر وتوضف الماضي من أجل الحاضر والمستقبل أيضا ويرى ميرلوبانتي أن برغسون لايقدم لنا أي حل للمشكل عندما استبدل الأثار الفيزيولوجية المخزنة في الدماغ بآثار نفسية أو صور عقلية مخزنة في اللاشعور وهو لم يفسر لنا كيف تعود الذكريات الى سطح اللاشعور عن طريق إثارتها كمعطيات ماضية ، إذا كان ريبو أعاد الذاكرة الى الدماغ ، وإذا كان برغسون أرجعها الى النفس فإن هالفاكس في النظرية الاجتماعية يرجعها الى مجتمع يقول : ( ليس هناك ما يدعو للبحث عن موضوع الذكريات وأين تحفظ إذ أنني أتذكرها من خارج....فالزمرة الاجتماعية التي انتسب إليها هي التي تقدم إلي جميع الوسائل لإعادة بنائها) ويقول أيضا : ( انني عندما أتذكر فإن الغير هم الذين يدفعونني الى التذكر ونحن عندما نتذكر ننطلق من مفاهيم مشتركة بين الجماعة) إن ذكرياتنا ليست استعادة لحوادث الماضي بل هي تجديد لبنائها وفقا لتجربة الجماعة واعتبر بيار أن الذاكرة اجتماعية تتمثل في اللغة وأن العقل ينشئ الذكريات تحت تأثير الضغط الاجتماعي ولايوجد ماضي محفوظ في الذاكرة الفردية كما هو .... إن الماضي يعاد بناؤه على ضوء المنطق الاجتماعي .لكن برادين يرد على أصحاب هذه النظرية يقول : ان المجتمع لايفكر في مكاننا ، ولهذا يجب أن نحذر من الخلط بين الذاكرة والقوالب المساعدة على التذكر ، ان الذكريات أفكار وهي بناء الماضي بفضل العقل

تركيب:

إننا لن نستطيع أن نقف موقف إختيار بين النظريات المادية والنفسية والاجتماعية ولا يمكن قبولها على أنها صادقة ، فإذا كانت النظرية المادية قد قامت في بعض التجارب فقد رأينا الصعوبة التي تواجه التجريب وإن حاولت النظرية النفسية إقحام الحياة النفسية الواقعية في الحياة الروحية الغيبية فإن الإيمان يتجاوز العلم القائم على الإقناع ومهما ادعت النظرية الاجتماعية فلا يمكننا القول بأن الفرد حين يتذكر فإنه يتذكر دائما ماضيه المشترك مع الجماعة

الخاتمة:

هكذا رأينا كيف أن كل معارفنا عجزت على اعطاء أي تفسير للذاكرة مقبول للجميع ، فلا الجسم ولا النفس ولا المجتمع كان كافيا لذلك ولابد من استبعاد الفكرة التي تعتبر الذاكرة وعاء يستقبل آليا أي شيء إنها كما يقول دولاكروا (نشاط يقوم به الفكر ويمارسه الشخص فيبث فيه ماضيه تبعا لإهتماماته و أحواله).

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (455ألف نقاط)
السؤال:يقول ريبو "إن الذاكرة ظاهرة بيولوجية بالماهية وظاهرة سيكولوجية بالعرض" حلل وناقش

تعد الذاكرة قدرة نفسية تمكن الإنسان من استحضار الماضي وتذكر صوره الذهنية والحسية كما حدثت في زمنها ومكانها وإذا كان هذا التحديد لمفهوم الذاكرة موضع اتفاق بين الفلاسفة وعلماء النفس فان تفسير طبعتها كان محل نقاش وجدل حيث رأى البعض من أصحاب التفسير المادي أنها ظاهرة أو حادثة بيولوجية مرتبكة بالبدن في حين رأى البعض نقيض ذلك بجعلها ظاهرة نفسية خالصة لا علاقة لها بالجسد وأمام هذين الرأيين المتناقضين يطرح السؤال التالي :هل الذاكرة حادثة بيولوجية خالصة أم أنها بالعكس ظاهرة نفسية روحية؟

يرى أصحاب النظرية المادية أمثال ريبو وديكارت وتين أن الذاكرة عملية عضوية مادية مرتبطة بالوظائف الفزيولوجية التي يبديها الجهاز العصبي .

حيث يفسر هذا الطرح الذاكرة من منطلق أنها ظاهرة مادية يمكن تحديد آلياتها ومكان نشاطها فعملية تثبيت وحفظ الذكريات واسترجاعها مرتبط بأجهزة عضوية بيولوجية موجودة على مستوى الدماغ وهي المسئولة عن مختلف عمليات الذاكرة حيث يقول ريبو "إن الذاكرة ظاهرة بيولوجية بالماهية وظاهرة سيكولوجية بالعرض" وبما أن الماهية هي المعبر عن حقيقة الشيء فإن الذاكرة في حقيقتها بيولوجية بينما الطبيعة النفسية خاصية ثانوية عرضية فقط وهو ما يؤيده التفسير العلمي للتذكر الذي يرجعه أصحاب هذا الاتجاه إلى مجموعة الارتباطات الديناميكية بين الخلايا العصبية الدماغية حيث تقوم هذه الخلايا بتسجيل الانطباعات الحسية ثم تحتفظ بآثارها على شكل أثار رمادية تتركها الحوادث الخارجية على خلايا القشرة الدماغية ومن هنا فإن إدراك الحوادث يحدث في خلايا الدماغ أثار مادية يمكن إثارتها مرة أخرى عندما يحدث إدراك مماثل ويفسر تين هذه العملية حين يقول<المخ وعاء يستقبل ويخزن مختلف أنواع الذكريات> وهنا تبدو الذكريات كما لو كانت موضوعة في منطقة معينة من الدماغ حددها ابن سينا في التجويف الأخير حيث قال "الذاكرة قوة محلها التجويف الأخير من الدماغ" فنجده يقسم تجاويف الدماغ إلى ثلاث مناطق مقدم وأوسط ومؤخر الأول مسئول عن حفظ صور الأشياء الحسية والأخير يحتفظ بمعاني تلك الصور أي بالذكريات وهذا ما يؤيده أيضا ديكارت الذي نجده يلخص حجج هذا الموقف حيث جعل من الذاكرة وظيفة مرتبطة بالدماغ والدماغ مرتبط بالجسد والجسد ذو طبيعة مادية ومنه تكون الذاكرة من حيث ارتباطها به هي الأخرى ذو طبيعة مادية بيولوجيو مشابهة لطبيعة الجسم والدليل القاطع على هذا الحكم يكمن في أن أي تلف يصيب خلايا الجهاز العصبي التي تحتفظ بالذكريات ينتج عنه ضرورة فقدان التذكر كما يتجلى في أمراض الذاكرة مثل الحبسة الحركية المصاحبة للإصابات التي تمس منطقة البروكا المسئولة على حظ الذكريات كما أن حدوث نزيف في الفص ألجداري الأيمن للدماغ يحدث فقدانا للمعرفة الحسية اللمسية في الجهة اليسرى فيصبح المصاب عاجز عن التعرف على الأشياء حتى ولو كان يحس بجميع جزئياتها وهو ما تثبته تجربة الطبيب دولي على بنت قي الثالثة والعشرين من عمرها أصابتها رصاصة في المنطقة الجدارية اليمنى فهي لا تستطيع التعرف إلى الأشياء التي توضع في يدها اليسرى بعد تعصيب عينها فعندما وضع لها دولي مشطا في يدها اليسرى وصفت جميع أجزائه وعجزت عن التعرف عليه وبمجرد أن وضعه في يدها اليمنى تعرفت عليه بسرعة مثل جميع الناس وهكذا يبدو ارتباط الذكريات بسلامة الجهاز العصبي وهو ما يجعل منها ظاهرة بيولوجية محضة حيث يقول ريبو "والخلاصة أن الذاكرة هي وظيفة عامة للجهاز العصبي " وبتالي ولما كان أي تلف في الجهاز العصبي يحدث عنه تلف لما يحتفظ به من ذكريات وكان الجهاز العصبي ذو طبيعة بيولوجية مادية لارتباطه بالجسد وجب أن تكون الذاكرة ذو طبيعة مادية بيولوجية موافقة لمصدرها.

لكن لو كانت الذاكرة مرتبطة فقط بسلامة الأجهزة الفيزيولوجية فكيف نفسر فقدان الكثير من الأفراد للذاكرة بالرغم من سلامة جهازهم العصبي وخلاياهم الدماغية كما يحدث في الاضطرابات والصدمات النفسية التي تؤدي إلى زوال الذاكرة وبتالي فلا يمكن ربط الذاكرة بالجوانب البيولوجية والمادية وحدها ولو سلمنا مع ريبو أن فقدان الذاكرة راجع إلى إصابة الدماغ فالمفروض أن الذكريات المفقودة لا تعود نهائيا لكن بعض الحالات تؤكد استرجاع بعض الأفراد للذاكرة بعدما فقدوها وهذا فيه إبطال لموقف ريبو

وبمقابل الطرح السالف ترى النظرية النفسية بزعامة برغسون أن الذاكرة ترجع إلى خصائص شعورية نفسية فهي عملية نفسية واعية قوامها الشعور وهو ما يجعلها جوهر روحي محض.

حيث يرى برغسون أن الاحتفاظ بالماضي يتم وفق صورتين مختلفتين جوهريا صورة آلية مخزونة في الجسم وقد يكون في صورة ذكريات نفسية مستقلة عن الدماغ ويسمى طريقة الاحتفاظ الأولى بذاكرة العادة وهي ذاكرة بيولوجية حركية تقوم على أساس البدن وتأخذ شكل عادات آلية وأما الصنف الثاني فيسميه برغسون بذاكرة الذاكرة أو الذاكرة النفسية الشعورية وهي ذاكرة نفسية ذات طبعة روحية مستقلة تماما عن الجسم ويحكم برغسون أن الذاكرة الحقيقية هي الذاكرة النفسية وليست ذاكرة العادة ومنه ولما كانت ذاكرة الذاكرة مرتبطة بالشعور والنفس فلابد أن تكون ذو طبيعة نفسية وروحية خالصة لا علاقة لها بالجسد المادي حيث يقول "إن الشعور إنما يعني أولا وبالذات الذاكرة"وهذا ما أغفل عنه أصحاب التفسير المادي للذاكرة لأنهم أخلطوا بين النوعين السابقين واكتفوا بالذاكرة الحركية مهملين الذاكرة النفسية الأهم منها ويثبت برغسون هذا التميز من خلال مقارنته بين خصائص كل نوع فالإصابات الدماغية في الجهاز العصبي لها تأثير على الآليات الدماغية التي تحفظ ذاكرة العادة بينما ليس لها أي أثر على الذكريات النفسية كما أن الاكتساب في النوع الأول يكون بالتدريج والتكرار أما الاكتساب في الثانية فيكون دفعة واحدة وبدون تكرار مثل إدراكنا لحادث مرور مروع ماضي فلا يستدعي تكراره كي يكتسب كذلك قدرة الاسترجاع ذاكرة العادة مرهونة بمدى تكرارها لهذا يعمد التلميذ أثناء تحضيره لشهادة الباكالوريا إلى تكرار المراجعة حتى يتمكن من استرجاعها يوم الامتحان بينما استرجاع الذكريات على مستوى الذاكرة النفسية مشروط بمدى تأثيرها على نفس الإنسان ودرجة الألم أو اللذة التي تخلفها الحادثة ومن هنا يبدو الفرق بين هذين النوعين واضحا وهو ما أغفله التفسير المادي الذي ينطبق على النوع الأول فقط بينما حقيقة الذاكرة وجوهرها هو النوع الثاني أي الذاكرة النفسية التي ترتبط بالنفس والشعور وهو ما جعل برغسون لا يميز بين الذاكرة والشعور حيث يقول "إن الشعور هو ذاكرة أعني أنه حفظ للماضي في الحاضر وتجمع للماضي في الحاضر"

إن برغسون ورغم أنه ساهم في توضيح موضوع الذاكرة ووظائفها المتعددة إلا أنه أخطأ عندما فصل بين ما نفسي وما هو عضوي وبالغ كثيرا في تفضيل الجانب النفسي وجعله المعبر الوحيد عن طبيعة الذاكرة فبما أنه أقر بوجود نوعين كان عليه الإقرار كذلك بوجود طبيعتين ولما أن الإنسان كل موحد فلابد أن يكون تكامل وظيفي بين جميع جوانبه ومنه فلا مبرر لجعل الذاكرة النفسية تعبير وحيد عن طبيعة الذاكرة وبتالي فلا مبرر للقول أن الذاكرة ذات طبيعة نفسية شعورية خالصة.

إن كلى الموقفين السالفين سواء أصحاب التفسير المادي أو النفسي قد اهتموا بجانب واحد من طبيعة الذاكرة مما يجعل موقفهما ذاتي وهو ما يدفعنا إلى التجاوز ونجد التفسير الاجتماعي يقدم طرح جديد تجاوزي حيث يرى هالفاكس أن الذكرى هي حادثة تتكون ثم تخزن وتستحضر في إطار الجماعة فقط فلولا المجتمع لما تم تشكل أي نوع من الكريات لأنها في النهاية ليست إلا حوادث اجتماعية وهو ما يجعل من الذاكرة ذات طبيعة اجتماعية سوسيولوجية حيث يقول هالفاكس" إن الجماعات التي أنا جزء منها تقدم لي في كل آن الوسائل الكفيلة بإعادة تركيب هذه الذكريات".

ومن كل ما سبق من تحليل نستنتج أن الذاكرة وظيفة نفسية إنسانية تجمع بين الطبيعة الروحية المرتبطة بالنفس والمادية المتعلقة بالجسد لكن وجود الذكريات كمخزون أساسي للذاكرة متوقف على وجود حياة اجتماعية لأن الإنسان يصنع ذكرياته في إطار جماعة من الأفراد وليس في إطار فردي خاص

اسئلة متعلقة

0 تصويتات
1 إجابة
مرحبًا بك إلى موقع باك نت، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...