هيجل و المنهج الجدلي دائرة الوجود في المنطق
هيجل و المنهج الجدلي( ٢ )
دائرة الوجود في المنطق
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقع باك نت.baknit الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية الإجابة الصحيحة والنموذجية من مرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي bac 2023 كما يسرنا بزيارتكم أن نقدم أهم المعلومات والحلول وأفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية 2022 2023 وكما عودناكم أعزائي الزوار في صفحة موقع باك نت أن نطرح لكم ما تبحثون عنه وهو .......هيجل و المنهج الجدلي دائرة الوجود في المنطق
وتكون الإجابة على سؤالكم هي على النحو التالي
هيجل و المنهج الجدلي دائرة الوجود في المنطق
ذكرنا في المنشور السابق أن موضوع فلسفة هيجل هو العقل في ظهوره و تطوره ، و يسميه الفكرة الشاملة أو المطلق ، و أن فلسفته تنقسم إلى ثلاثة أقسام :
١- المنطق ، و هو يعرض الفكر من حيث هو فكر ، أي في طبيعته الخاصة دون ارتباطه بشيء آخر .
٢- فلسفة الطبيعة ، و تعرض تجلي الفكر في الطبيعة .
٣- فلسفة الروح ، و موضوعها تحقق الفكر في نشاط الإنسان كالدين و الفلسفة و الفن .
يقول هيجل : " [ المنهج الجدلي ] في نظريته في الفكر يدرس :
١- الفكر في مباشرته ، أو الفكرة الشاملة ضمنا أو بالقوة ، أو على شكل جرثومة [ أصل ] .
٢- الفكر في انعكاسه و توسطه : أي الوجود للذات و مظهر الفكرة الشاملة .
٣- الفكر في عودته إلى نفسه ، و تطوره الذي يبدأ من ذاته ، أعني الفكرة الشاملة في ذاتها و لذاتها.
- موسوعة العلوم الفلسفية. ".
ثم قلنا إن المنطق يتمثل في دوائر ثلاث كبرى ، هي :
١- دائرة الوجود ، و هي دائرة المباشرة .
٢- دائرة الماهية ، و هي دائرة التوسط أو السلب أو النفي .
٣- دائرة الفكرة الشاملة ، و هي دائرة المباشرة التي يكمن في داخلها التوسط ، أو هي دائرة نفي النفي .
و كان البدء بمقولة الوجود لأنها الأسبق منطقيا و الأكثر تجريدا و عمومية ، و الوجود هو الجنس الأعلى بحسب ولتر ستيس أحد شراح هيجل ، فهو جنس الأجناس و أقصى تجريد تشترك فيه جميع الموضوعات في العالم .
و البدء بحسب هيجل يجب أن يكون بالتصور الأكثر عمومية و تجريدا ، الذي يسبق باستمرار التصورات الأقل عمومية و تجريدا و يحويها .
و تتصف دائرة الوجود بالمباشرة ، فمقولاتها بسيطة تدل على ما هو قائم بذاته دون الارتباط بأي مقولة أخرى ، أي أن كل مقولة مستقلة عن غيرها لا علاقة لها بمقولة أخرى ، إلا أن هذه المقولات مترابطة ترابطا قويا ، و كل منها يتضمن ما بعده بالقوة و ما قبله بالفعل ، فالارتباط هنا ضمني و ليس صريحا .
و هذه المقولات هي تصورات يستخدمها الحس المشترك و الوعي البسيط ، لمعرفة العالم ، و هي تكشف ظهور و تطور الفكرة الشاملة( المطلق ) ، حيث يقول هيجل : " الوجود و المقولات الفرعية شأنها شأن مقولات المنطق بصيغة عامة ، يمكن أن تعتبر تعريفات للمطلق ، أو هي تعريفات ميتافيزيقية لله ، ذلك لأن التعريف الميتافيزيقي لله تعبير عن طبيعة الله في الأفكار بما هي أفكار ، و المنطق يشمل كل الأفكار طالما استمرت في صورة الفكر .- موسوعة العلوم الفلسفية. ".
و الوجود المقصود عند هيجل هو الوجود الخالص المجرد من أي تحديد ، و من أي شيء محسوس ، و ليس له خصائص ، فهو خلاء خالص لا يحتوي على أي مضمون ، حيث تنعدم الكيفيات و الصفات . و هذا الانعدام التام هو فراغ أو خلاء أي أنه عدم ، فكلما فكرنا في الوجود الخالص وصلنا إلى العدم ، فالوجود الخالص يحيل إلى العدم .
و الوجود و العدم متحدان ، لا يوجد أحدهما بمعزل عن الآخر ، و الواحد منهما ينتقل إلى الآخر ، فالوجود ينتقل إلى العدم و العكس . و انتقال الوجود إلى العدم و انتقال العدم إلى الوجود هو الصيرورة ، و هي أول فكرة عينية تحققت ، أما الوجود و العدم لوحدهما فهما تجريدان فقيران ، و هكذا تتولد المقولات بسلب كل مقولة ما قبلها و اتحادها معها لتوليد مقولة جديدة ، تصبح مباشرة ثم تسلبها أخرى انبثقت منها ضرورة لتكوين توليفة جديدة ، و هكذا .
و تضم دائرة الوجود ثلاث مقولات فرعية رئيسة ، كل منها تتفرع إلى مقولات ثلاث كل واحدة منها كذلك تتفرع إلى ثلاث أخر ، و هكذا .
و مقولات الوجود الرئيسة هي :
١- الكيف : و هو يمثل الضلع المباشر ، و هو اتحاد مباشر مع الوجود فهو يرادف التعين .
٢- الكم : و هو خاصية خارجية للوجود ، لا يفقد الشيء وجوده .
٣- القَدر : هو اتحاد الكيف و الكم في هوية واحدة ، و يعني التناسب بينهما ، فكل شيء له قدر معين من الكم يقابله قدر معين من الكيف ، و منهما معا يتكون الموجود ، و القدر يمثل حقيقة الوجود و ماهيته الأساسية ، و منه نصل إلى الماهية .
( يتبع )