بحث حول المشكلة الفلسفية
ﺑﺤﺚ ﻓﻲ ﻃﺒﻴﻌﺔ " ﺍﻟﻤﺸﻜﻞ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقع باك نت.baknit الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية الإجابة الصحيحة والنموذجية من مرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي bac 2023 كما يسرنا بزيارتكم أن نقدم أهم المعلومات والحلول وأفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية 2022 2023 وكما عودناكم أعزائي الزوار في صفحة موقع باك نت أن نطرح لكم ما تبحثون عنه وهو .......ﺑﺤﺚ ﻓﻲ ﻃﺒﻴﻌﺔ " ﺍﻟﻤﺸﻜﻞ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ
وتكون الإجابة على سؤالكم هي على النحو التالي
ﺑﺤﺚ ﻓﻲ ﻃﺒﻴﻌﺔ " ﺍﻟﻤﺸﻜﻞ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ :
1 - ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﻜﻞ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ :
ﺍﻟﻤﺸﻜﻞ ﻫﻮ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺍﻟﻤﻌﻀﻠﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺼﻞ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺣﻞ ﻳﻘﻴﻨﻲ ، ﻛﻤﺎ ﺗﻔﻴﺪ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺘﺄﺭﺟﺢ ﺑﻴﻦ ﻣﻮﻗﻔﻴﻦ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺼﻌﺐ ﺗﺮﺟﻴﺢ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮ .
ﻭ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻟﻤﺸﻜﻞ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻋﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻤﻮﺿﻮﻉ ﻣﺎ ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺗﺘﺼﻞ ﺑﺤﻘﺎﺋﻖ ﺟﺰﺋﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ( ﺃﻭ ﺩﻳﻨﻴﺔ ، ﻓﻨﻴﺔ ، ﺣﻴﺎﺗﻴﺔ … ) ، ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺗﺘﺼﻞ ﺑﺎﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ، ﺍﻷﺻﻮﻝ ، ﺍﻷﺳﺲ ، ﺍﻟﻜﻠﻴﺎﺕ … ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻓﻠﺴﻔﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺪ . ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ” ﻋﻼﻣﺔ “ ﺍﻟﻤﺸﻜﻞ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ . ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺃﻭّﻝ ” ﻣﺸﻜﻞ ﻓﻠﺴﻔﻲ “ ﻇﻬﺮ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻫﻮ ﻣﺸﻜﻞ ” ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ “ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻃﺮﺣﻬﺎ ﻃﺎﻟﻴﺲ ( ﺣﻮﺍﻟﻲ 630 – 570 ﻕ . ﻡ ) ﺣﻴﻦ ﺗﺴﺎﺋﻞ ﻋﻦ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻜﻮﻥ .
2 - ﺳﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺸﻜﻞ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﻭﺧﺼﺎﺋﺼﻪ :
ﺇﻥ ﺃﻭﻝ ﺳﻤﺔ ﺗﻤﻴﺰ ﺍﻟﻤﺸﻜﻞ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺃﻭ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ . ﻓﺎﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻞ ، ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ، ﺍﻷﺻﻞ ، ﻭﺍﻷﺳﺎﺱ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻊ ﺍﻟﺤﺪ ﺍﻟﻔﺎﺻﻞ ﺑﻴﻦ ﻛﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻣﺸﻜﻞ ﻓﻠﺴﻔﻲ ﺃﻡ ﻻ .
ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺍﻟﻤﺸﻜﻞ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺄﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺪ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ . ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﻳﺘﻤﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ، ﺃﻱ ﺃﻧﻪ ﻳﺘﺤﺪﺩ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﻦ ﻳﻄﺮﺡ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ، ﻭﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﻗﺒﻮﻝ ﺃﻭ ﺭﻓﺾ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ .
ﻭ ﻳﻌﺪ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ ﻣﻦ ﺳﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺸﻜﻞ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﺃﻳﻀﺎ ، ﻭﻫﺬﻩ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ . ﻭﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ؛ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺍﻟﻤﺸﻜﻞ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﺑـﺎﻟﻘﻮﻝ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺎﻷﺷﻴﺎﺀ ﺫﺍﺗﻬﺎ .
3 - ﻓﻲ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺏ :
ﻗﺪ ﻳﺒﺪﻭ ﺑﺄﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺎ ، ﺑﻤﺎ ﻟﻜﻞ ﺟﻮﺍﺏ ﺳﺆﺍﻝ ، ﻓﻴﻈﻦ ﺑﺄﻥ ﻟﻜﻞ ﺳﺆﺍﻝ ﺟﻮﺍﺏ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻘﻮﺩﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺎﻟﺔ ﺍﻷﺳﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ، ﻓﻔﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﺒﺪﺃ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻧﺴﻖ ﺷﺎﻣﻞ ﺑﺎﻟﺠﻮﺍﺏ ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﺫﺍﺗﻪ ﻗﺪ ﻳﺒﺪﺃ ﺑﺎﻟﺴﺆﺍﻝ ﺃﻭﻻً . ﻭﻗﺪ ﺍﻋﺘﺒﺮ ﻫﻴﺪﺟﺮ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻧﻘﻄﺔ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ . ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﻛﺎﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﻋﻦ ﺑﺎﻗﻲ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﺃﻋﻢ ﻭﺃﺷﻤﻞ ، ﺷﺄﻧﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﻭﺍﺧﺘﻼﻓﻬﺎ ﻋﻦ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﻔﺮﻭﻉ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ .
4 - ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ :
ﻛﻞ ﺳﺆﺍﻝ ﻻ ﺑﺪ ﻭﺃﻥ ﻳﺼﺎﻍ ﺑﻠﻐﺔ ﺳﻠﻴﻤﺔ ، ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ، ﺛﻤﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺸﻜﻞ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ .
ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﻞ ﻣﺸﻜﻞ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﻤﺮﺷﺪ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻛﻤﺎ ﺃﺷﺎﺭ ﺟﻮﻥ ﺩﻳﻮﻱ ، ﻭﺭﺍﺀ ﻛﻞ ﻣﺸﻜﻞ ﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻞ ، ﻭﺣﻞ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺇﻻ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻭﺿﻊ ﻭﺗﻨﻈﻴﻢ ﻟﻠﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﻟﻜﻲ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻞ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ . ﻭﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻞ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﺑﻨﻤﻂ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﺒﻊ ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺸﺨﺺ . ﻓﻤﺸﻜﻠﺔ ﻓﻴﻀﺎﻥ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﺗﻢ ﺣﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻗﺪﻣﺎﺀ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﻋﺮﻭﺱ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺑﻬﺪﻑ ﺇﺭﺿﺎﺀ ﺍﻵﻟﻬﺔ ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻋﺎﻟﺞ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﺣﺪﻳﺜﺎ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺑﺘﻔﻜﻴﺮ ﻋﻠﻤﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﺪﻭﺩ .
ﺛﻤﺔ ﺃﻣﺮ ﺁﺧﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ” ﺑﺎﻟﺤﻞ “، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ؛ ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﻋﻦ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﺤﻞ ﻫﻞ ﻫﻮ ﺭﻭﺡ ﺍﻷﺟﺪﺍﺩ ، ﺃﻡ ﺍﻵﻟﻬﺔ ، ﺃﻡ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ . ﻭﺍﺿﺢ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﺤﻞ ﻭﺳﻠﻄﺘﻪ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ، ﻭﺑﻴﻦ ﻧﻮﻉ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﺒﻊ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ .
5 - ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺆﺩﻳﺔ ﻟﻈﻬﻮﺭ ﺍﻟﻤﺸﻜﻞ :
ﺗﺒﺪﺃ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻘﻮﻝ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﺎ ، ﻭﺗﺒﺪﺃ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺆﻛﺪ ﺫﻟﻚ " ﺍﻟﻘﻮﻝ ".
ﻟﻜﻞ ﻣﺠﺎﻝ ﺃﻭ ﻓﺮﻉ ﻣﻦ ﻓﺮﻭﻉ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻣﺸﻜﻼﺗﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ، ﻭﻟﻜﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺃﺳﺒﺎﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬﺎ ﺃﻳﻀﺎ ، ﺃﻣﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ، ﻓﻘﺪ ﺣﺪﺩ ﺩﻳﻜﺎﺭﺕ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺭﺋﻴﺴﻴﺔ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﻨﺸﺄ ﺑﺴﺒﺒﻬﺎ ﻭﻫﻲ :
ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﺒﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﻤﺪﻧﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ .
ﺃﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﻧﺴﻴﺎﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﺒﻘﺔ .
ﺃﻥ ﺫﻫﻨﻨﺎ ﻳﻌﺘﺮﻳﻪ ﺍﻟﺘﻌﺐ ﻣﻦ ﺇﻃﺎﻟﺔ ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ .
ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺮﺑﻂ ﺃﻓﻜﺎﺭﻧﺎ ﺑﺄﻟﻔﺎﻅ ﻻ ﻧﻌﺒﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﺗﻌﺒﻴﺮﺍ ﺩﻗﻴﻘﺎً .
ﻭ ﺗﻘﻮﺩ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﻇﻬﺮﺕ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﻣﻊ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻴﺔ ، ﻭﻫﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﻭﺭﻓﺾ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ، ﺑﻞ ﻭﻛﻞ ﻣﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻤﻴﺘﺎﻓﻴﺰﻳﻘﺎ ، ﺑﺤﺠﺔ ﺃﻧﻬﺎ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻔﺎﺭﻍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ .
6 - ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺰﺍﺋﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ :
ﺍﻧﻄﻠﻖ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺭﻓﻀﻬﻢ ﻟﻤﻌﻈﻢ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﺑﺤﺠﺔ ﺃﻧﻬﺎ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻔﺎﺭﻍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻣﻦ ﻣﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﺘﺤﻘﻖ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻭﺿﻌﻪ ﺭﻭﺩﻭﻟﻒ ﻛﺎﺭﻧﺐ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺰﺍﺋﻔﺔ ﻋﺎﻡ 1966، ﻭﺧﻼﺻﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ” ﻧﺘﺤﻘﻖ “ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺠﺮﻳﺒﻴﺎ - ﺃﻱ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ - ﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻓﺎﺭﻏﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺗﻢ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﻛﻞ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﻴﺘﺎﻓﻴﺰﻳﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺭﺍﺗﻬﺎ ﺗﺠﺮﻳﺒﻴﺎ . ﻛﻤﺎ ﺃﺭﺟﻊ ﻟﻮﺩﻓﻴﺞ ﻓﺘﺠﻨﺸﺘﻴﻦ ، ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ " ﺑﺤﻮﺙ ﻓﻠﺴﻔﻴﺔ " ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﺇﻟﻰ " ﺳﻮﺀ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ "، ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ : " ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺸﺄ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺴﻮﺀ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺻﻮﺭﻧﺎ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ، ﺗﺘﺼﻒ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺫﺍﺕ ﻋﻤﻖ . ﺇﻧﻬﺎ ﺍﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﻋﻤﻴﻘﺔ ، ﺟﺬﻭﺭﻫﺎ ﺿﺎﺭﺑﺔ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻗﻨﺎ ﺑﻌﻤﻖ ﺻﻮﺭ ﻟﻐﺘﻨﺎ ، ﻭﺩﻻﻟﺘﻬﺎ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺑﻨﻔﺲ ﻗﺪﺭ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻟﻐﺘﻨﺎ ."
ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﻧﻈﺮ ﻓﺘﺠﻨﺸﺘﻴﻦ ﻫﻲ ﻣﺸﻜﻼﺕ ﺯﺍﺋﻔـﺔ ؛ ﻓﻬﻲ ﺇﺫﻥ ﻻﺑﺪ ﻭﺃﻥ ﺗﺰﻭﻝ ﺗﻤﺎﻣﺎ ، ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻄﻤﺢ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺿﻮﺡ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ . ﻭﺍﻟﻮﺿﻮﺡ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻻ ﻳﺘﺄﺗﻰ ﺇﻻ ﺑﻠﻐﺔ ﺳﻠﻴﻤﺔ ، ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻴﺔ ، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﺤﻘﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺠﺮﻳﺒﻴﺎً . ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﻓﺘﺠﻨﺸﺘﻴﻦ ﻣﻘﻮﻟﺘﻪ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﺓ : " ﺇﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ ، ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻴﻪ ﺑﻮﺿﻮﺡ ، ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ، ﻳﻤﻜﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺑﻮﺿﻮﺡ ."
ﺇﻥ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺃﻭ " ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ " ﺍﻟﺰﺍﺋﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻇﻬﺮ ﻓﺘﺠﻨﺸﺘﻴﻦ ﻣﻔﺎﺭﻗﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﻤﻜﻨﺔ ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻣﻊ ﻛﺎﺭﻧﺐ ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻘﺔ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﻴﻦ ، ﺇﻧﻤﺎ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﺑﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭﺍﻟﺼﺪﻕ ، ﺃﻭ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻤﻴﺘﺎﻓﻴﺰﻳﻘﺎ . ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺳﺘﺒﻘﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﻣﺎ ﺑﻘﻴﺖ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ " ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻓﻠﺴﻔﻴﺔ