0 تصويتات
في تصنيف مقالات ونصوص فلسفية باك 2024 بواسطة (627ألف نقاط)

المقالة الثالثة : هل يتوقف الادراك على فاعلية الذات او فاعلية الموضوع؟

درس الإحساس والادراك 2023 2024 

هل تتوقف العملية الادراكية على انتظام الاشياء ؟

هل الادراك محصلة النشاط الذات فقط ؟

مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقع باك نت.baknit الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية الإجابة الصحيحة والنموذجية من مرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي bac 2023 كما يسرنا بزيارتكم أن نقدم أهم المعلومات والحلول وأفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية 2022 2023 وكما عودناكم أعزائي الزوار في صفحة موقع باك نت  أن نطرح لكم ما تبحثون عنه وهو .....المقالة الثالثة : هل يتوقف الادراك على فاعلية الذات او فاعلية الموضوع؟

 وتكون الإجابة على سؤالكم هي على النحو التالي 

المقالة الثالثة : هل يتوقف الادراك على فاعلية الذات او فاعلية الموضوع؟

 مقدمة : يستعين الانسان للحفاظ على بقاءه والتكيف مع العالم الخارجي الذي يعيش فيه بعدة وظائف نفسية وقدرات عقلية لعل أهمها الادراك الذي هو عملية عقلية معقدة يهدف الى تفسير وتؤويل المعطيات الحسية واعطاءها صورة ومعنی لكن طبيعته وقع فيها جدال بين الفلاسفة والمفكرين , فهناك من يرو ی انه مجرد نشاط ذاتي يخضع لعوامل ذاتية متعلقة بالشخص المدرك وبنقيض ذلك هناك من يرى بان راجع الى صورة أو بنية الموضوع المدرك المنتظمة , ومن هذا العقلية والنفسية تؤثر في عملية الادراك مثل التخيل والتذكر والذكاء والانتباه والخيال وغيرها , لان المعرفة الادراكية الاختلاف والتباين في الأفكار نطرح المشكلة التالية : هل يرجع الادراك الى شروط ذاتية ؟ وبعبارة أخرى : هل الادراك عملية عقلية يرتبط بفاعلية الذات او فاعلية الموضوع ؟ .

 الموقف الأول : بری انصار هذا الطرح ان العوامل المتحكمة في العملية الإدراكية هي عوامل ذاتية متعلقة بالذات المدركة , فالعوامل التي تنطلق من العقل , هي معرفة كلية وكاملة , فكثيرا ما نحكم على الأشياء حقيقتها لا حسب ما تبدولنا في الخارج ومثال ذلك العصا المغمورة في الماء تبدو منكسرة , وهي ليست حادثة فعلية في عقولنا كما اننا نرى الشئ يزيد حجمه حين يقترب منا وينقص حين يبتعد عنا وهذا ليس صحيح , كل هذا يؤكد خداع الحواس , قال ديكارت " ... اختبارات كثيرة قوضت شيئا فشيئا كل ما لدي من ثقة بالحواس ... " , كما اكد الان على دور العقل في التحكم في العملية الادراكية حيث قال " الانسان يدرك الاشياء ولا يحس " وقال ايضا" الانسان يدرك الاشياء ولا يحس " فنحن لا ندرك الاشياء كما تعطيها لنا الحواس بل من خلال العقل , لان عملية الاحساس جزئية لذلك فهي تخدعنا ومثال ذلك مكعب فنحن عندما نرى الشكل نحكم عليه بان له ثلاثة أوجه وستة أضلاع , لكن في حقيقة الأمر وعن طريق الخبرة السابقة والتاويلات العقلية نستنتج أن للمكعب ستة اوجه واثنا عشرة ضلع وهذا ما تؤكد ان ادراكنا لا يخضع للمعطيات الحسية بل راجعا الى الحكم العقلي قال وليام جيمس " لا يحس الانسان الراشد الأشياء بل يدركها " , كذلك هناك عوامل أخرى تتحكم في ادراكنا مثل عاملي السن والمستوى الثقافي والتعليمي , فالادراك الراشد للاشياء يختلف عن ادراك الصبي لها , وادراك المتعلم او المثقف يختلف بطبيعة الحال عن ادراك الجاهل ونضيف ايضا عامل الانتباه والتوقع ويقصد به تركيز شعور الشخص في موضوع معين , وعندما يركز انتباهه يكون قادرا بصورة أفضل على ايجاد معنى للمعلومات التي جمعها ويستطيع ربطها بخبرته السابقة , ولا شك أن الشخص لا ينتبه دائما الى جميع مؤثرات العالم الخارجي بل تجذب انتباهه في كل لحظة من لحظات اليقظة مثيرات معينة دون غيرها , هي تلك التي يكون مستعدا لادراكها واما ما عداها فتكون بعيدة عن شعوره بالاضافة الى ذلك نجد التوتر والقلق والميول والرغبات والاهتمام , فالذي يكون متوترا وقلقا يكون ادراكه للشيء ليس كالذي يكون فرحا ومسرورا , فالتلميذ الذي يدخل الامتحان مضطربا يكون ادراکه اقل فاعلية من الذي تكون حالته النفسية مستقرة كذلك ادراك الانسان للاشياء التي يميل اليها ويهتم بها أي مرتبطة بميوله وعوا اطفه يكون عة على عكس الأشياء التي لا يرغب فيها فالطفل العربي يميل دوما الى رؤية الأشياء من اليمين الى اليسار لأن الكتابة العربية تسير في هذا الاتجاه وبنقيض ذلك فالاروبي اعتاد رؤية الأشياء من اليسار الى اليمين لأن كتابتهم تسير بهذا الاتجاه .اما العوامل الحسية ونقصد هنا الحواس التي هي الأصل الأول لإدراك العالم الخارجي وان كل ما يحصل لدينا من معارف ومكتسبات صادرة عن التجربة الحسية لانها معرفة بعدية تكتسب بالتجربة قال دافيد هيوم " إن الحواس نوافذ عملاقة يطل منها العقل لإدراك العالم الخارجي " أما العقل في نظرهم ليس شئ محددا بل صفحة بيضاء و مرآة تعكس صورة التجربة الخارجية , فلا توجد افكار فطرية وليست ثمة بسر هذا الأساس ميز بين نوعين من الافكار البسيطة والمركبة هذه الأخيرة من صنع الفكر اما البسيطة فمصدرها ليس شئ محددا پل هو صفحة بيضاء و مرآة تعكس صورة التجربة الخارجية فلا توجد افكار فطرية وليست ثمة افكار مجردة بل ما يوه عند الحسيين الخبرات والانطباعات الحسية قال جون لوك " العقل صفحة بيضاء وبالتجربة ننقش عليه ما نشاء " لهذا فالحواس تؤثر في ادراكنا للاشياء وتتحكم فيه وهي من شخص الى اخر , وهذا راجع الى سلامتها من مرضها فالذي تكون حواسه سليمة يكون ادراکه صحيح والعكس صحيح قال ارسطو " من فقد حاسة فقد المعرفة المتعلقة بها " ويؤكد هيوم ان افكارنا عن العالم الخارجي ماهي سوى نسخة من انطباعاتنا الحسية والمقصود بالانطباعات المعطيات الحسية المباشرة التي تتكون في الذهن نتيجة اتصال احدی الحواس بمؤثر ما في العالم الخارجي كالانطباع الذي يحدثه اللون الأخضر عندما نرى الشجرة في الحديقة وعلى تختلف 9 الحواس حيث قال في هذا الصدد " انا لست الا حزمة من الادراكات الحسية كل الفكار نسخ مباشرة أو غير مباشرة من الانطباعات الحسية " , و عليه فلولا العوامل الذاتية وأنشطتها المختلفة لااختلطت علينا موضوعات العالم الخارجي 

النقد على الرغم مما نادت به النظرية الذاتية من أن الادراك يرجع الى العوامل الذاتية , لكن لهذه النظرية عيوب ونقائص حيث فصلت فصلا تعسفيا بين الذات والموضوع , وفصلت بين عمليتي الاحساس والادراك والواقع يؤكد أنه لا يوجد فاصل زمني بين العمليتان . وهذا ما يؤكده علم النفس أن المعرفة الادراكية عند الطفل تبدا بالجانب الحسي كمرحلة أولية لتنتقل بالتدريج نحو المجرد كما أن العوامل المتعلقة بالذات نسبية ودليل ذلك تغير المعارف الانسانية وتطورها عبر التاريخ بالاضافة الى ان هذه العوامل لوحدها لا تكفي وخاصة اذا كان الشيء المدرك معاق بعوائق خارجية , هذه العوائق تأثر سلبيا في الحصول المعرفة والإدراك

 الموقف الثاني: پری انصار النظرية الغيشطالتية ان الادراك يتوقف على العوامل الموضوعية وليست العوامل الذاتية فشكل الخارجي للموضوع وبناءه العام هو الذي يحدد درجة الادراك , فلادراك الحسي ناتج عن انتظام الأشياء في المجال الادراكي بمعنى اننا ندرك الصورة الكلية قبل العناصر الجزئية , أي ان الادراك كل منسجم ومتشكل على شكل هيئة واحدة يندمج فيها الشخص المدرك مع الشئ المدرك , و على هذا الأساس . فالعالم الخارجي يوجد على شكل صيغ ومنتظمة وفق قوانین معينة وهذا التنظيم يفرض نفسه على العقل , لان الادراك ليس تجميع للاحساسات بل انه وحدة منظمة ومتماسكة من مجموعة من العناصر والأجزاء المتفاعلة وقال جان بياجه " أن الفكرة الأساسية في نظرية الصور هي ان الانساق الذهنية ليست مكونة من تاليف او اجتماع عناصر معطاة في حالة انعزال قبل اجتماعها بل هي دائما جمل منتظمة منذ البداية في صورة أو بنية شاملة " ولقد اكد الغيشطالت ان الادراك هو غزو الموضوع الذواتنا فالموضوع يفرض علينا طريقة ادراکه کوحدة كاملة , انه ادراك كلي لوحدة الشئ من اول وهلة ورؤية الشكل تسبق عناصره فنحن لا ندرك الأوراق ثم الاغصان ثم الجذع واخيرا الشجرة بل اننا ندرك الشجرة ككل قبل أن ندرك تفاصيلها قال بول غيوم " اليس الادراك تجميعا للاحساسات بل هو وحدة واحدة " وقال فيرتهايمر " ان الحقيقة الرئيسية في المدرك الحسي ليس العناصر والأجزاء التي يتالف منها الشئ بل شكله وبناءه العام " وعليه فحقيقة الشي المدرك ليست الأجزاء التي يتالف منها بل شكله وبناءه العام لان الجزء لا يكتسب معناه الا داخل الكل وهذا الكل ينظم وفق قوانین تعرف بقوانين تنظم المجال الادراكي ومن خلالها ينتظم العالم الخارجي هذه القوانين قانون التشابه , ومعناه أن الأشياء المتشابهة في الشكل أو اللون او الحجم تكون سهلة اللادراك ونميل الى ادراكها هي و قانون التشابه , ومعناه ان الاشياء المتشابهة في الشكل أو اللون او الحجم تكون سهلة اللادراك ونميل الى ادراكها کيصغ متميزة على غيره يسهل علينا مجموعة من الجنود او رجال الشرطة او لاعبي فريق واحد في كرة القدم التشابه الزي , بالاضافة الى ذلك نجد قانون التقارب , وهو أن الموضوعات والاشياء القريبة في الزمان والمكان تميل الى ادراكها بشكل كلي ومثال ذلك فكرة الرسوم المتحركة تقوم على التقارب بين مجموعة من الرسوم فتبدو لحاسة البصر كانها تتحرك , باضافة الى ذلك هناك قانون الشكل والارصية , وهو أن كل موضوع في العالم الخارجي له شكل وخلفية تساعد في حصول عملية الادراك مثلما نرى السفينة فوق البحر فيعد البحر ارضية والسفينة شكلا لكن الشكل متميز عن الخلفية على اساس الشكل يكون له اتساق وتلاؤم في مكوناته ووضوح في ادراكه بخلاف الأرضية التي تكون بلا شكل معين ومحدد منتظمة وباهتة , قال جان بياجه " ان نقطة سوداء واحدة اذا رئيت على ورقة كبيرة , فانه لا يمكن ادراكها كعنصر منعزل ومهما كانت وحيدة اذ تنفصل بصفتها شكلا على خلفية تكونها الورقة ... " كذلك قانون الاغلاق وهو ان الاشياء الناقصة نميل إلى ادراكها كاشياء تامة وكاملة أي نميل إلى ملء الفجوات الموجودة فيها , مثل ادراكنا الكلي للكلمة و وحتي وان كان ينقصها حرف , و عليه فالعوامل الموضوعية ان غير تساهم بشكل كبيرة في التحكم في ادراكنا للموضوعات العالم الخار ۔

النقد: على الرغم مما قدمه انصار النظرية الغيشطالتية من أن الادراك تتحكم فيه عوامل موضوعية , لكنها قللت من شان العوامل الذاتية , فتأثير البنيات المنظمة والصور الكلية في الذهن لا يعني أن الذات لا تؤثر في الأشياء المدركة , فالعقل لا يكون مجرد اطار سلبي يستقبل فقط ما يعرض عليه من الموضوعات الخارجية بل هو فعال ويظهر ذلك في جملة الوظائف والأنشطة التي يقوم بها فهو ملكة الحكم والفهم والتفكير , كما اهملت التمييز بين الاحساس والادراك لانه لو كان الاحساس کالادراك لكان الحيوان يدرك ويعرف بالاضافة الى ان القول بالعوامل الموضوعية لوحدها غير كاف ولانه لو كان الأمر كذلك لتساوي كل الناس في الادراك والمعرفة على اعتبار ان الموضوع المدرك واحد ولكن الواقع يثبت انه يوجد تفاوت بين الأفراد , حتي وان كانوا أمام نفس الموضوع . 

التركيب: أن عملية الادراك هي عملية متكاملة ومتداخلة تتم بتضافر الكثير من العوامل الموضوعية مع العوامل الذاتية فهناك شروط ذاتية , متعلقة بالذات المدركة , واخرى موضوعية تتعلق بالموضوع المدرك وشروطه الخارجية يجب أن تتوفر حتى يتمكن الفرد من ادراك الأشياء بدقة , ومعرفة العالم الخارجي بشكل كامل , لان الواقع يثبت التلاحم والتزواج الواضح بين الذات والموضوع , فالذات المدركة ترتب المعارف وتنظمها وتحللها , و الموضوع الخارجي بشكله وبناءه العام يؤثر ويتحكم في العملية الادراكية , و عليه فلعلاقة بين هذه العوامل هي علاقة تكامل وانسجام 

الخاتمة : وفي الأخير نستنتج أن عملية الادراك مصدرها فعالية الذات والقوانين الموضوعية معا التي تربط بينهما علاقة تفاعل حيوي مستمر ينظم عملية الادراك ويعطيها الشكل المناسب والصحيح الذي يمكننا من فهم العالم والتعايش معه ولهذا لا يمكن الفصل بينهما

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (627ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
المقالة الثالثة : هل يتوقف الادراك على فاعلية الذات او فاعلية الموضوع؟

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى موقع باك نت، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...