شرح قصيدة في وصف نهر الصف الثامن
شرح درس نص في وصف نهر الصف الثامن لغة عربية
شرح ابيات قصيدة وصف النهر لمبحث اللغة العربية للصف الثامن فصل أول منهاج جديد
مرحباً بكم طلاب هذا العام الدراسي الجديد 2023 2024 يسرنا بزيارتكم في موقعنا باك نت أن نقدم لكم شرح ملخص وحل تطبيقات المنهج الجديد كما نقدم لكم الأن أعزائي طلاب وطالبات العلم ما يأتي.. شرح قصيدة في وصف نهر الصف الثامن
الإجابة هي
شرح قصيدة في وصف نهر الصف الثامن
هذه الأبيات للشاعر الأندلسي " محمد بن ادريس بن القاسم
عرج بمنعرج الكثيب الاعفر بين الفرات وبين شط الكوثر
وجداول كأرقام حصباؤها كبطونها , وحبابها كالاظهر
والورق تشدو والاراكة تنثني والشمس ترفل في قميص أصفر
والروض بين مفضض ومذهب والزهر بين مدرهم ومدنر
لعل الشاعر يخاطب نفسه كعادة الشعراء أو يخاطب صاحبه أو قد يكون كل من يمر بهذا المكان ، فيقول : ميّل بهذا المكان وذلك المنعطف الجميل الواقع بين نهر الفرات ونهر الكوثر ، وتمتع برؤيته حيث الأنهار التي كحيات فيها سواد وبياض فحصباؤها وهو الصخر الصغير الرملي كبطون تلك الحيات في بياضها ، وفقاقيع الماء سوداء كظهورها ، ومازال يصف هذا النهر فيقول :
والحمام فوق شجر الأراك تشدو بأنغامها فتنثني الشجر من عذب نشيدها ، ويزيد هذا المكان جمالا تلك الشمس التي تتبختر بأشعتها الصفراء ،فكأنها فتاة تتبختر في قميص أصفر
والروض ـ ذلك الموضِع الذي يجتمع إِليه الماء فيكثر نَبته ـ قد ازدان بالماء الذي انعكس لونه عليه وبأشعة الشمس المصفرة فأصبح بين مفضض ومذهب ، كما أنه قد ازدان بالورود والأزهار الجميلة المختلفة الألوان فأصبحت كأنها دراهم ودنانير نثرت على ضفاف هذا النهر .
والنهر مرقوم الاباطح والربا بمصندل من زهره ومعصفر
وكأنه وكأن خضرة شطه سيف يسل على بساط أخضر
نهر يهيم بحسنه من لم يهم ويجيد فيه الشعر من لم يشعر
وما زال الشاعر يصف هذا النهر فينتقل إلى زاوية أخرى من زواياه ، فيقول : إن مجرى النهر وفيه دِقاق الحصى والربا المحيطة به وقد انتظمت بالأزاهير البيضاء والحمراء كأنها ثياب مخططة ومطرزة
وكأنه مع هذه الخضرة التي تحيط به سيف سل، وجرد على بساط أخضر ، فالنهر كالسيف بلمعانه ولونه الفضي ، وشاطئه المخضر كالبساط الأخضر ، ثم يقول :إن جمال هذا النهر يعشقه ويهيم به من لم يعرف العشق أو الهيام ،
ما اصفر وجه الشمس عند غروبها إلآ لفرقة حسن ذاك المنظر
أمل بلغناه بهضب حديقة قد طرزته يد الغمام الممطر
فكأنه والزهر تاج فوقه ملك تجلى في بساط أخضر
ثم اخذ يعلل اصفرار الشمس بأسلوب بلاغي يعرف بحسن التعليل فيقول إن السبب في اصفرار الشمس ليس لعلة طبيعية وهو اصفرارها عند الغروب ، وإنما لفراق ذلك المنظر الجميل ، ثم يشير إلى الأمل الذي يحلم به وقد ناله وهو تمتعه بالوصول إلى ذلك المكان و تلك الربوة التي زانها تلك الغمام الممطرة فشبهه والزهر يكللها بالملك المتوج المتربع والمتجلي في بساط اخضر .
تحليل النص تحليلا أدبيا :
------------------------
أولا : المعاني والأسلوب
---------------------
وصف الطبيعة هو أحد الموضوعات التي تميز بها الشعر الأندلسي نظرا لجمال طبيعة الأندلس ، وهذه الأبيات تدور حول وصف النهر ،جاءت معانيه وأفكاره واضحة صاغها بأسلوب سهل، قوي ، جزل .
ثانيا : الألفاظ والعبارات
-----------------------
استخدم الشاعر وعلى عادة شعراء الأندلس في وصف الطبيعة ،الألفاظ الفصيحة السهلة السلسة العذبة البعيدة عن التعقيد اللفظي ، فجاءت عبارته مترابطة واضحة سهلة ورقيقة ، التزم فيها بوحدة الوزن والقافية
ثالثا : العاطفة :
--------------
نظم الشاعر هذه الأبيات في وصف النهر، ذلك النهر الذي سحره بجماله وهيج فيه قريحة الشعر، فلا عجب أن تكون عاطفته واضحة جياشة صادقة .
رابعا : الصور الخيالية :
-----------------------
الصور الشعرية والخياليه في الشعر الأندلسي مستمدة من الطبيعة الأندلسية الغنية الخلابة التي أولع بها الأندلسيون وبرعوا في تصويرها ، ووصف مناظرها الخلابة، ، وما أبيات وصف النهر إلاّ أثر من آثار جمال الطبيعة الأندلسية، وتعلق الأندلسيين بطبيعة بلادهم، وانعكاس ذلك على شعرهم سواء من ناحية الألفاظ المنتقاة أو الخيال أو التصوير والتشخيص ومن الصور الخيالية التشبيه في قوله : وجداول كأرقام حصباؤها كبطونها , وحبابها كالأظهر حيث شبه النهر بالحيات، فحصباؤها كبطونها ، وفقاقيع الماء كظهورها .
والاستعارة المكنية في قوله :
والشمس ترفل في قميص أصفر حيث شبه الشمس في أشعتها الصفراء بفتاة تتبختر في قميص اصفر فحذف المشبه به وأتى بشيء من لوازمه وهو " ترفل ، قميص أصفر "
والتشبه في قوله : والروض بين مفضض ومذهب والزهر بين مدرهم ومدنر
حيث شبه الروض وانعكاس الماء عليه كأنه مصبوغ بالفضة ، والأزهار الصفراء المحيطة به بالدنانير والدراهم بصفرتها ولمعانها ، وحسن التعليل في قوله : ما اصفر وجه الشمس عند غروبها إلآ لفرقة حسن ذاك المنظر
فقد جعل علة اصفرار الشمس لا بسبب وقت غروبها وهو المعتاد وإنما لفراق ذلك المكان وهو مايسمى عند البلاغيين بحسن التعليل ، وهناك من الصور التي لم أذكرها ، فكل بيت في هذه القصيدة لايكاد يخلو من تشبيه أو تصوير أو تشخيص