خطبة جمعة بمناسبة الدخول المدرسي وعنوانها طَلَبُ الْعِلْمِ فِي الْإِسْلَامِ، وَأَهَمِّيَّتُهُ لِجَمِيعِ الْأَنَامِ
خطبة عن الدخول المدرسي 1445هـ
خطبة مختصرة عن العودة إلى المدارس
ملتقى الخطباء الدخول المدرسي
مرحباً بكم زوارنا الكرام في موقعنا باك نت يسرنا بزيارتكم أن نقدم خطبة الجمعة مكتوبة ومختصرة وهي خطبة عن الدخول المدرسي بعنوان طَلَبُ الْعِلْمِ فِي الْإِسْلَامِ، وَأَهَمِّيَّتُهُ لِجَمِيعِ الْأَنَامِ
خطبة الدخول المدرسي بعنوان [طَلَبُ الْعِلْمِ فِي الْإِسْلَامِ، وَأَهَمِّيَّتُهُ لِجَمِيعِ الْأَنَامِ]
اَلْخُطْبَةُ الْأَولَى
اَلْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ الْعِلْمَ نُورًا وَرِفْعَةً لِلْعِبَادِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ الْمُنَزَّهُ عَنِ الشُّرَكَاءِ وَالْأَنْدَادِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى الْهُدَى وَالرَّشَادِ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الْأَمْجَادِ، وَمَنِ اِقْتَفَى أَثَرَهُمْ وَسَارَ عَلَى نَهْجِهِمُ الْقَوِيمِ بِإِحَسَانٍ إِلَى يَوْمِ التَّنَادِ.
أَمَّا بَعْدُ فَيَا أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْمُسْلِمُونَ:
إِنَّنَا - مَعَاشِرَ الْآبَاءِ وَالْأُمَّهَاتِ وَالْأَوْلِيَاءِ وَالْمُعَلِّمِينَ - نَسْتَعِدُّ فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ لِاسْتِقْبَالِ مَوْسِمٍ دِرَاسِيٍّ جَدِيدٍ، وَيَسْتَعِدُّ أَبْنَاؤُنَا وَبَنَاتُنَا صِغَارًا وَكِبَارًا لِلِالْتِحَاقِ بِمَدَارِسِهِمْ، مِنْ أَجْلِ مُوَاصَلَةِ مَسِيرَتِهِمُ الدِّرَاسِيَّةِ، وَاتِّخَاذِ الْأَسْبَابِ لِتَنْمِيَةِ شَخْصِيَّتِهِمُ الْمَعْرِفِيَّةِ، فَمِنْ سُنَنِ اللَّهِ تَعَالَى فِي خَلْقِهِ أَنْ يَتَعَلَّمَ الصَّغِيرُ مِنَ الْكَبِيرِ، وَيَأْخُذَ الْأَوَّلُ بِيَدِ الْأَخِيرِ، فَتَسْتَمِرَّ عَمَلِيَّةُ الْبِنَاءِ وَالتَّعْمِيرِ، لِذَلِكُمْ اِخْتَرْتُ أَنْ يَكُونَ عُنْوَانُ خُطْبَتِنَا لِهَذَا الْيَوْمِ - بِحَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى - هُوَ: طَلَبُ الْعِلْمِ فِي الْإِسْلَامِ، وَأَهَمِّيَّتُهُ لِجَمِيعِ الْأَنَامِ، وَسَيَنْتَظِمُ كَلَامُنَا حَوْلَ هَذَا الْعُنْوَانِ فِي ثَلَاثَةِ عَنَاصِرَ:
الْعُنْصُرُ الْأَوَّلُ: مَكَانَةُ الْعِلْمِ فِي دِينِ الْإِسْلَامِ، فَلْنَعْلَمْ يَقِينًا – أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْمُسْلِمُونَ – أَنَّ دِينَ الْإِسْلَامِ رَفَعَ شَأْنَ الْعِلْمِ وَأَهْلِهِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ. قَالَ الْإِمَامُ ابْنُ كَثِيرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي تَفْسِيرِهِ: إِنَّ الْعِلْمَ يَنْتَفِعُ بِهِ صَاحِبُهُ فِي الدُّنْيَا قَبْلَ الْآخِرَةِ، وَتُرْفَعُ بِهِ دَرَجَتُهُ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ النَّاسِ. ذَلِكَ أَنَّهُ لَا مَنَاصَ وَلَا مَفَرَّ لِلْأُمَمِ الَّتِي تَرُومُ أَنْ تَتَبَوَّأَ الصَّدَارَةَ عَلَى أَقْرَانِهَا مِنَ الْعِنَايَةِ بِالتَّعْلِيمِ، وَلَا طَرِيقَ لِتَشْيِيدِ الْحَضَارَاتِ سِوَى طَرِيـقِ الْعِلْمِ وَالْمَعْرِفَةِ، وَبِنَاءُ الْأُمَمِ إِنَّمَا يَكُــونُ بِبِنَاءِ الْفَـرْدِ الَّـذِي هُوَ نَوَاةُ الْمُجْتَمَعِ، وَلَا سَبِيلَ إِلَى بِنَائِهِ إِلَّا مِنْ خِلَالِ الْعِنَايَةِ بِالتَّعْلِيمِ، لِذَلِكُمْ قَالَ سَيِّدُنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لِكُلِّ شَيْءٍ قِيمَةٌ، وَقِيمَةُ الْمَرْءِ مَا يُحْسِنُهُ. وَسُئِـلَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ عَنْ أَهَمِّيَّةِ عُمُومِ الْعِلْمِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَقَالَ: إِذَا أَرَدْتَ الدُّنْيَا فَعَلَيْكَ بِالْعِلْمِ، وَإِذَا أَرَدْتَ الْآخِرَةَ فَعَلَيْكَ بِالْعِلْمِ، وَإِذَا أَرَدْتَهُمَا مَعاً فَعَلَيْكَ بِالْعِلْمِ.
الْعُنْصُرُ الثَّانِي: أَمَانَةُ تَعْلِيمِ الْأَوْلَادِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ... فَالْأَمَانَاتُ كَثِيرَةٌ، وَمَفْهُومُهَا كَبِيرٌ، وَمِنْهَا: أَمَانَةُ الْأَوْلَادِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ... وَرَوَى النَّسَائِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ سَائِلٌ كُلَّ رَاعٍ عَمَّا اسْتَرْعَاهُ، أَحَفِظَ ذَلِكَ أَمْ ضَيَّعَ؟ حَتَّى يُسْأَلَ الرَّجُلُ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ. وَمِنْ هُنَا نَعْلَمُ أَنَّ الْأَوْلَادَ أَمَانَةٌ فِي أَعْنَاقِ الْآبَاءِ وَالْأُمَّهَاتِ وَالْمُرَبِّينَ وَكُلِّ الْمُتَدَخِّلِينَ فِي هَذَا الشَّأْنِ، وَمِنْ بَابِ (مَا لَا يَتِمُّ الْوَاجِبُ إِلَّا بِهِ فَهُوَ وَاجِبٌ)، فَإِنَّ أَدَاءَ هَذِهِ الْأَمَانَةِ الْعَظِيمَةِ، لَا يَتَحَقَّقُ إِلَّا بِالْحِرْصِ عَلَى تَسْجِيلِ الْأَوْلَادِ فِي أَقْسَامِ الدِّرَاسَةِ، فَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يُحَذِّرُنَا أَشَدَّ التَّحْذِيرِ مِنْ خِيَانَةِ هَذِهِ الْأَمَانَةِ الْعُظْمَى فَيَقُولُ جَلَّ جَلَالُهُ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ. وَرَوَى الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ، وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ.
نَفَعَنِي اللَّـهُ وَإِيَّاكُمْ بِكِتَابِهِ الْـمُبِينِ، وَبِسُنَّةِ نَبِيِّهِ الْمُصْطَفَى الْكَرِيمِ، وَأَجَارَنِي وَإِيَّاكُمْ مِنْ عَذَابِهِ الْمُهِينِ، وَجَعَلَنِـي وَإِيَّاكُمْ مِنَ الذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ آمِينَ، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْـحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
اَلْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
اَلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّـهُ وَليُّ الصَّالِحِينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، سَيِّدُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرينَ، صَلَّى اللَّـهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَمَنِ اقْتَفَى أَثَرَهُمْ وَسَارَ عَلَى نَهْجِهِمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ فَيَا أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْمُسْلِمُونَ:
الْعُنْصُرُ الثَّالِثُ: أَهَمِّيَّةُ التَّعَلُّمِ فِي الْكِبَرِ، فَبِالْمُوَازَاةِ مَعَ بِدَايَةِ الْمَوْسِمِ الدَّارِسِيِّ الْجَدِيدِ بِالْمَدَارِسِ هَذَا الشَّهْرَ، سَيَنْطَلِقُ أَيْضًا مَوْسِمٌ دِرَاسِيٌّ جَدِيدٌ مِنْ بَرْنَامَجِ مَحْوِ الْأُمِّيَّةِ بِالْمَسَاجِدِ لِلْكِبَارِ، وَهُنَا يَنْبَغِي التَّذْكِيرُ بِوُجُوبِ إِعْطَاءِ هَذَا الْبَرْنَامَجِ الْمُبَارَكِ عِنَايَةً بَالِغَةً، ذَلِكَ أَنَّ طَلَبَ الْعِلْمِ وَمُحَارَبَةَ الْجَهْلِ لَيْسَ حِكْرًا عَلَى صِغَارِ السِّنِّ، خَاصَّةً فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِأُمُورِ الدِّينِ، مِنْ عَقِيدَةٍ وَعِبَادَةٍ وَمُعَامَلَةٍ، بَلْ هُوَ دَائِمٌ مُسْتَمِرٌّ مَادَامَ الْإِنْسَانِ عَلَى قَيْدِ الْحَيَاةِ، وَمِنَ الْحِكَمِ الْمَشْهُورَةِ قَوْلُهُمْ: اُطْلُبِ الْعِلْمَ مِنَ الْمَهْدِ إِلَى اللَّحْدِ. وَسُئِلَ أَحَدُ الْعُلَمَاءِ: أَيَحْسُنُ بِالشَّيْخِ الْكَبِيرِ أَنْ يَتَعَلَّمَ؟ قَالَ: يَحْسُنُ بِالْإِنْسَانِ التَّعَلُّمُ مَا دَامَ يَقْبُحُ مِنْهُ الْجَهْلُ، وَكَمَا يَقْبُحُ مِنْهُ الْجَهْلُ مَا دَامَ حَيًّا، كَذَلِكَ يَحْسُنُ بِهِ التَّعَلُّمُ مَا دَامَ حَيًّا. وَمِنْ هَذَا الْمُنْطَلَقِ تُعْلَنُ الْمَنْدُوبِيَّةُ الْإِقْلِيمِيَّةُ لِلشُّؤُونِ الْإِسْلَامِيَّةِ أَنَّ التَّسْجِيلَ بِبَرْنَامَجِ مَحْوِ الْأُمِّيَّةِ بِالْمَسَاجِدِ، وَبِوَاسِطَةِ التِّلْفَازِ وَالْإِنْتَرْنِتْ، بِالْمُسْتَوَيَيْنِ الْأَوَّلِ وَالثَّانِي، بِرَسْمِ الْمَوْسِمِ الدِّرَاسِيِّ: 2023/2024، الَّذِي تُشْرِفُ عَلَيْهِ وِزَارَةُ الْأَوْقَافِ وَالشُّؤُونِ الْإِسْلَامِيَّةِ، مَفْتُوحٌ إِلَى غَايَةِ 29 مِنْ شُتَنْبِرْ 2023، وَقَدِ اِنْتَدَبَتِ الْمَنْدُوبِيَّةُ لِهَذِهِ الْعَمَلِيَّةِ مَجْمُوعَةً مِنَ الْمُؤَطِّرِينَ وَالْمُؤَطِّرَّاتِ لِلتَّوَاصُلِ مُبَاشَرَةً مَعَ الرَّاغِبِينَ وَالرَّاغِبَاتِ فِي الِاسْتِفَادَةِ مِنْ هَذَا الْبَرْنَامَجِ، لِتَسْجِيلِهِمْ فِي اللَّوَائِحِ الْخَاصَّةِ بِهَذَا الْغَرَضِ، وَاللَّهُ وَلِيُّ التَّوْفِيقِ.
اَلــــدُّعَــــــــاءُ