هل تعتقد بأن الفلسفة تنسجم مع الشرع حلل و ناقش
بكالوريا 2022 2023 bac الجزائر
أهلاً بكم طلاب وطالبات الباك 2023 في موقعنا باك نت .baknit.net الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية موضوع النص الفلسفي الجدلية والمقارنة والاستقصاء بالوضع كما نقدم لكم بقلم أستاذ الفلسفة الاجابة الصحيحة لجميع دروس والمقالات الفلسفية المتوقعة والمقترحة في باك جميع الشعب الفلسفية كما نقدم لكم الأن أعزائي الطلاب والطالبات مقالة مختصرة وهي إجابة السؤال ....
هل تعتقد بأن الفلسفة تنسجم مع الشرع حلل و ناقش
وتكون اجابتة الصحية هي التالي
هل تعتقد بأن الفلسفة تنسجم مع الشرع حلل و ناقش
.الاجابة هي كالتالي
الجدلية الفلسفة الإسلامية
هل تعتقد بأن الفلسفة تنسجم مع الشرع؟ حلل و ناقش
المقــــــدمـــة:
ليس هناك شك في أن التفكير الفلسفي قد بدأ عند اليونان ، إذ تناولو بالدراسة وتأمل موضوعات النفس و الألوهية و العالم...لهذا فالفلسفة اليونانية هي الصورة الكاملة للتفكير الفلسفي الإنساني و تعتبر منهلا لكل الفلسفات اللاحقة و من بينها الفلسفة الإسلامية التي لم يعش أبناؤها منعزلين عما كان موجودا في بقية الحضارات الأخرى و هي عوامل خارجية أما العوامل الداخلية التي ساهمت في نشأتها فتتمثل في القرآن و السنة و هذا ما أدى إلى ظهور مسائل فلسفية أصلية في الفكر الإسلامي خاصة مشكلة التوفيق بين الفلسفة و الدين، لهذا نتسائل هل يجب عقلنة الدين أم ديننة العقل؟
الــــــــــعرض:
الــــموقف (1):
يرى أبو حامد الغازالي بأن الفلسفة تعارض الدين لأنها تتنافى صراحة مع أصول الإسلام و قد انتقد في كتابه" تهافت الفلاسفة" الفكر الفلسفي اليوناني .و بعض الفلاسفة المسلمين الذين تأثروا بالفلسفة اليونانية خاصة " الفرابي" و "ابن سينا" في قوله:" يجب القول بكفرهم، ووجوب القتل لمن يعتقد اعتقادهم...و يجب تكفيرهم في ثلاث مسائل: في قولهم بقدم العالم،و انكارهم علم الله بالجزيئات ،و القول بحشر الأرواح ( يوم القيامة) دون أجساد".بالتالي فإنه عارض الفلاسفة في قوله بقدم العالم وهذه مسألة تناقض مبدأ خلق العالم في القرآن الكريم كما عارضهم في قولهم أن العلم الإلهي يشمل الكليات فقط لأنه يشمل الكليات و الجزئيات معا، كما عارضهم في قولهم بحشر النفوس دون الأبدان يوم القيامة وهذا يتناقض مع ما جاء به الإسلام بصريح الكتاب و السنة حيث يقول في كتابه السابق" ونحن لم نلزم في هذا الكتاب إلا تكفير مذهبهم، و التغيير في وجوه أدلتهم، بما يبين تهافتهم". لهذا فالغزالي يرى بأن الدراسات الفلسفية في أغلب جوابنبها الإلهية ، الميتافيزيقية، و أصولها الإغريقية ( اليونانية) مرفوضة عقلا ودينا لأن العقل قاصر عن إدراك هذه الحقائق، إذن فالحكمة اليونانية تتناقض مع الشريعة الإسلامية.
الــــــنقد:
لكن هذا الاعتراض الذي وجهه الغزالي لا يقلل أبدا من شأن و فضل الفلسفة الإغريقية على العرب و الإنسانية جمعاء فليس المهم في تاريخ الفلسفة أن تقبل آراء "أفلاطون" مثلا بل المهم هو أن ننقد هذه الفلسفة، كما أن التاريخ يؤكد بأن هناك فلسفات إيمانية تنسجم مع الشريعة الإسلامية .
المــــوقف(2):
.إذن سلبيات هذا الموقف هي التي أت إلى ظهور موقف آخر يناقضه وهوالموقف النقيض الذي يتزعمه الفيلسوف أبو الوليد بن رشد الذي يرى بأن الفلسفة ( العقل) لا تناقض الدين (النقل) لأنه كان جريئا عندما ألف كتاب تهافت التهافت" يدافع فيه عن الفلسفة في بيئة ناقمة على كل فيلسوف ، أي أن الفلسفة تدعم الدين و تنسجم معه في قوله: " فعل الفلسفة ليس أكثر من النظر في الموجودات و اعتبارها من جهة دلالتها على الصانع و انه كلما كانت المعرفة بصنعتها أتم انت المعرفة بالصانع أتم"، و بهذا اجعل الفلسفة في خدمة علم التوحيد الدين كما بين في عدة آيات قرآنية كقوله تعالى: "فاعتبروا يا أولي الأبصار" و قوله أيضا : " أولم ينظرو في ملكوت السموات و الأرض وما خلق الله من شيء" وهذا نص يحث على النظر في جميع الموجودات لمعرفة الخالق عن طريق العقل( التأمل العقلي) ، أي أن الشرع نفسه يأمر بدراسة الفلسفة و يرى بأن هذه الآيات نصوص على استعمال القياس، و ينتهي ابن الرشد في كتابه"فصل المقال" إلى أن الشريعة الإسلامية إذا كانت حقا وداعية إلى النظر المؤدي إلى معرفة الحق، فإنها حق أي إن الشريعة تتفق مع العقل ( الحكمة) لأن الحق لا يضاد بالحق في قوله:" فإن معشر المسلمين نعلم على يقين أنه لا يؤدي النظر البرهاني إلى مخالفة ما ورد به الشرع فإن الحق لا يضاد بالحق ، بل يوافقه و يشهدله".لقد أصاب ابن الرشد في تأكيده إمكانية الجمع بين التفلسف الصادق و التدين العميق أي في تقريب الدين من الفلسفة
الـــــــــنقد:
لكن من جهة أخرى فإننا لا يمكن إنكار الفروق الواضحة بين الفلسفة و الدين من حيث الطبيعة و الوسيلة و الغاية، لأن الشريعة تعالج أمورا لا تتعرض لها الفلسفة و العكس صحيح ، كما أن التاريخ يؤكد بأن هناك فلسفات تتعارض مع الشريعة لأنها ملحدة.
الـــــــــــــتركيب:
إن الانتقادات الموجهة للموقفين السابقين هي التي أدت إلى ظهور موقف آخر يوفق بينهما وهو: الموقف التركيبي الذي يرى أنصاره بأن الفلسفة تتعارض مع الدين أحيانا و احيانا اخرى تنسجم معه: فهي تتناقض معه إذا عالجت قضايا لا تتفق مع الشرع و تتكامل معه إذا درست مسائل يدعو إليها.( الرأي الشخصي) إلاأن الرأي الصحيح هو الذي يرى بأن هناك تكامل بين الفلسفة و الدين أي يجب عقلنة الدين و ديننة العقل في نفس الوقت.
الــــــــــــخاتمة:
و في الأخير نستنتج بأن الفلسفة لا تعارض الشرع دائما بل قد تنسجم ممعه لأن الفلسفة الإسلامية جزء من التراث الفكري العالمي استوعبت الفلسفة اليونانية من جهةو العقيدة الإسلامية من جهة أخرى و حاولت التوفيق بينهما.