مقالة مقارنة بين الإستقراء والإستنتاج سنة ثانية: أداب وفلسفة
قارن بين الإستقراء والإستنتاج
مقالة فلسفية مقارنة بين الإستقراء والإستنتاج سنة 2 اداب
بكالوريا 2022 2023 bac الجزائر
أهلاً بكم طلاب وطالبات الباك 2023 في موقعنا باك نت .baknit.net الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية موضوع النص الفلسفي الجدلية والمقارنة والاستقصاء بالوضع كما نقدم لكم بقلم أستاذ الفلسفة الاجابة الصحيحة لجميع دروس والمقالات الفلسفية المتوقعة والمقترحة في باك جميع الشعب الفلسفية كما نقدم لكم الأن أعزائي الطلاب والطالبات مقالة مختصرة وهي إجابة السؤال .... قارن بين الإستقراء والإستنتاج
وتكون اجابتة الصحية هي التالي
الموضوع: قارن بين الإستقراء والإستنتاج..
المقدمة :(طرح المشكلة):إذا كانت الفلسفة اليونانية أليتها المنطق الأرسطي الذي منهجه الإستنتاج العقلي فإن العصر الحديث غير هذه الألة التي أدخلته كما يعتقد علماؤه وفلاسفته في بحث ميثافيزيقي بعيدا عن الواقع ولذلك جاء بآلة جديدة للعلوم الحديثة والمتمتلة في المنهج التجريبي الذي اجرائيا يعرف بالإستقراء الذي إليه يعود الفضل في تقدم علوم الإنسان وإستقلالها عن الفلسفة في القرن التاسع عشر .مما جعل بعض الأراء تعتقد أنه لا حاجة للإنسان للإستنتاج ويكفيه الإستقراء في علومه ومعارفه ولكن هناك من إعتقد بآنه غنی لكليهما عن بعضهما البعض مما أدی إلی ظهور مشكلة فلسفية دارت حول طبيعة العلاقة بين الإستدلال الإستنتاجي والإستدلال الإستقرائي :فهل يعني هذا أن الإستقراء والإستنتاج خطان متوازيان لا يلتقيان ؟ أم أنهما منهجان متكاملان؟ وبالتالي ما طبيعة العلاقة بين المنهج الإستنتاجي والمنهج الإستقرائي: هل هي علاقة إنفصال وتناقض أم علاقة إتصال وتكامل ! ؟
التوسيع:
أوجه الإختلاف:بين الإستقراء والإستنتاج
إذا كان الإستنتاج قد عرفه الإنسان قبل الإستقراء فهو يعرف بأنه إستدلال عقلي يهتم بإنطباق الفكر مع نفسه ولذلك فإن ميدانه العلوم النظرية ومنها المنطق والرياضيات ويتميز بأن حركة الذهن فيه تسير من الكل الی الجزء أي هو ينتقل بنا من مقدمات عامة ليصل إلی نتائج خاصة كقولنا: كل الفلاسفة عباقرة-سقراط فيلسوف-إذن سقرتط عبقري .
فهو هنا يحلل الموضوع الكلي إلی أجزاء .
أما الإستقراء فهو إيتدلال تجريبي لأنه يهتم بإنطباق الفكر مع الواقع لذلك كانميدانه علوم المادة مثل:الفيزياء والكمياء ويتميز بأن حركة الذهن فيه تسير من الخاص إلی العام لأنه ينتقل من مقدمات جزئية ليصل إلی نتائج كلية هي في أغلب الأحيان قوانين عامة وقد عرفه أرسطوا بقوله : "هو إقامة قضية عامة ليس عن طريق الإستنباط وإنما بالإلتجاء إلی الأمثلة الجزئية التي يكمن فيها صدق تلك القضية العامة "أما إبن تيمية فيقول عنه" هو الإستدلال بالجزئي علی الكليويكون يقينيا إذا كان إإستقراء تاما أو ناقصا"ومن هذا التعريف نلاحظ أن هناك نوعان من الإستقراء أحدهما تام لأنه يقوم علی إحصاء جميع أجزاء الموضوع ولذلك تتميز نتائجه باليقين كقولنا: الإنسان كائن حي يتنفس - الحيوان كائن حي يتنفس - النبات كائن حي يتنفس
إذن كل الكائنات الحية تتنفس
أما الأخر فهو ناقص أو مشهور كما عند إبن سينا لأنه يقوم علی إحصاء بعض أجزاء الموضوع ولذلك تتميز نتائجه بعدم اليقين وهو ما يعرف اليوم بالمنهج التجريبي كقولنا: الزنك معدن يتمدد بالحرارة- الحديد معدن يتمدد بالحرارة - إذن كل المعادن تتمدد بالحرارة.
ونلاحظ من المثالين أن الإستقراء يعتمد علی عملية التركيب لأنه يركب الأجزاء ليصل إلی الموضوع الكلي
أوجه التشابه بين الإستقراء والإستنتاج
ولكن هذان الخطان يلتقيان في عدة مواطن لأنها يتفقان في أن كلايهما إستذلال أي معرفة إنتقالية ليست حدسية لأننا لا نصل في كليهما إلی النتائج مباشرة بل بطريقة غير مباشرة وذلك لأننا في كليهما نبدأ بمقدمات من أجل الوصول إلی نتائج هذه النتائج التي هي الهدف في كليهما مطلوبة من طرف الإنسان الذي هو الكائن الوحيد الذي إما يستنتج آو يستقرئ وذلك بالإعتماد في كليهما علی العقل الذي من أهم مبادئه الأساسية عدم التناقض الذي نجده أساسا في الإستنتاج والإستقراء وذلك من أجل الوصول في كليهما إلی هدف واحد وأخيرا هو حقيقة يقينية خالية من التناقض وسليمة و صحيحة.
أوجه التذاخل بين الإستقراء والإستنتاج:
إن هذا التشابه والإتفاق سيقودنا حتما إلی التذاخل والتكامل الموجود بين الإستقراء والإستنتاج بدليل تآثر وتأثير كل واحد منهما علی الأخر :
إن الإستنتاج في أمس الحاجة إلی الإستقراء لأن نهاية هذا الأخير هي بداية الأول .
كما أن الإستقراء في أمس الحاجة إلی الإستنتاج لأن نهاية الإستنتاج في بداية الإستقراء كقولنا: الحديد مهدن يتمدد بالحرارة- الزنك معدن يتمدد بالحرارة- إذن كل المعادن تتمدد بالحرارة.
فهذا إستقراء نهايته ستشكل بداية للإستنتاج في قولنا:
كل المعادن تمدد بالحرارة - الحديد معدن
إذن الحديد يتمدد بالحرارة.
الرأي الشخصي: وأنا أعتقد بأن الإستنتاج والإستقراء طريقان متكاملان رغم تعاكسهما وبفضلهما الإثنين يصل الإنسان إلی معرفة صحيحة وسليمة تخص كل الميادين العقلية والمادية.
الخاتمة: من تحليلنا السابق نستنتج أن العلاقة بين الإستنتاج والإستقراء علاقة إتصال وتكامل خاصة علی مستوی الوظيفة وإن إختلفا في المفهوم والخصائص فإن ذلك الإختلاف هو سر تكاملهما .