بحث حول فلسفة المادة والصورة والعدم عند ابن رشد
ملخص فلسفة المادة والصورة والعدم عند ابن رشد
فلسفة المادة والصورة والعدم عند ابن رشد
موقع bac "نت
#شرح - #تحضير #ملخص #تحليل #حل #تلخيص فلسفة المادة والصورة والعدم عند ابن رشد
#باك-bac
أهلاً بكم طلاب وطالبات الباك 2023 في موقعنا باك نت الموقع التعليمي المتميز عن بعد لجميع مراحل التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم من كتاب الطالب ملخصات وحلول أهم المقترحات لهذا العام تلخيص وتحليل درس //فلسفة المادة والصورة والعدم عند ابن رشد
كما عودناكم طلاب وطالبات المستقبل في موقعنا باك نت أن نقدم لكم من كتاب الطالب الإجابة النموذجية بمنهجية صحيحة للسؤال القائل...فلسفة المادة والصورة والعدم عند ابن رشد
.
وتكون على النحو التالي
فلسفة المادة والصورة والعدم عند ابن رشد
.
أولاً: العلوم الطبيعية عند ابن رشد: نقد إيبستيمي أم نقد أيديولوجي
الحقُ، أنَّ الناظر في الدراسات الرشدية العربية المعاصرة لا سبيل له إلا الاعتراف بمدى شغف الباحثين والمفكرين بهذا الفيلسوف الأندلسي المغربي المسلم. إذ كانت أفكاره ومازالتْ خميرة النهضة والتنوير الحاصلين والمشهودين في هذا العصر. ومن المفيد القول أيضاً إنّ سمة الرشديات: العربية والوسطية واللاتينية والمحدثة هي قدرتها على التفكير في العالم والإنسان من جهة نظر مختلفة. من ذلك رصد الباحث العراقي كمسوغٍ منهجي ومدخل معرفي لبيان جدة موضوعه وقوة إشكاليته وحيويتها. إنّ الدراسات الرشدية العربية اليوم قد انحصر نظرها وتأملها في الآتي:
- التوفيق بين الحكمة والشريعة، أو صلة الجانب الديني بالفلسفي عند ابن رشد.
- البحث في الوجود ولواحقه: المادة ونظرية الصدور ومشكلة الخلود والقدم والحدوث.
- البحث في نظرية المعرفة عند ابن رشد ومصادرها وأصولها.
- التركيز على الجانب النقدي عند أبي الوليد: جدله مع أفلاطون والفارابي وابن سينا والإسكندر الأفرودسي وثامستيوس.
- البحث في الجوانب الفقهية والأصولية والتشريعية.
وينجمُ عن هذا غياب الجانب الطبيعي-الفلسفي في الدراسات الرشدية العربية المعاصرة. يقول الباحث في هذا المعرض: "وبعد الذي عرضناه من دراسات في فلسفة ابن رشد، فقد وجدنا أنّ الجانب الطبيعي الفلسفي من آرائه لم يخضع للدرس الفلسفي الأكاديمي، ولاسيما موقفه من الجسم الطبيعي ومبادئه المعروفة (الهيولى والصورة والعدم)، ممّا جعلَ ذلك دافعاً وحافزاً قوياً لدراسة الجانب الطبيعي من فلسفته وبيان الآراء التي خرج بها في هذا المجال لتشكل هذه الدراسة إلى جانب الدراسات الأخرى صورة متكاملة عن فلسفته"[2].
وهو المبرر العلمي والأكاديمي الذي دفع المؤلف إلى إنجاز هذا العمل الفلسفي، متوسلاً في ذلك برؤية منهجية ترجمت في أدوات التحليل والتركيب والمقارنة عن طريق العودة إلى النصوص الرشدية الأصلية في مجالات الطبيعية والميتافزيقية والمنطقية والأنطولوجية، بل والأكثر من ذلك استثمار مختلف أجناس الكتب الرشدية: التلاخيص والجوامع والتفاسير. من ثمّة، يكون الأمر أكثر صعوبة متى علمنا أنّ النظر الطبيعي الفلسفي وموضوعاته (الصورة والعدم والقوة والفعل والجسم والطبيعية والهيولى والفاعل...)
ليس وحده الحاسم في بلورة رؤية ابن رشد الفلسفية. يقول الباحث: "بث آراءه التي تتصل بموضوع بحثنا في جلّ مؤلفاته الفلسفية، ولاسيما مؤلفاته لا في علم ما بعد الطبيعة. إذ أودعَ في هذه المؤلفات نظريته الفلسفية المتكاملة، فضلاً عن كتبه في العلم الطبيعي. ولهذا لا بدّ للدارس من أنْ يأخذ بنظر الاعتبار كتب ما بعد الطبيعة عند ابن رشد، ليطلع من خلاله إلى الجانب الفلسفي النقدي والبنائي الطبيعي"
ممّا يطرح أكثر من تساؤل حول مبررات المؤلف ودوافعه في تحرير هذا النص بدعوى غيابه أو إهماله من قبل الدراسات الرشدية العربية اليوم؟[4]
والحال أنّ المطلع على نصوص ابن رشد الفلسفية المختلفة الأبعاد والأطوار والأجناس يخرجُ بفكرة راسخة تتمثلُ في أنّ النص الرشدي هو نص حيوي بدلالاته وتحولات أسمائه وطرق التأويل والتفسير، وقد يحس القارئ بالتوتر أو التناقض أو أحياناً بالتراجع عن موقف تأويلي معين.
وبهذا الاعتبار، يمكن القول إنَّ النظر الطبيعي الفلسفي لا يحيد عن دعامات الرؤية الميتافيزيقية الأرسطية التي تحكمتْ في فلسفة ابن رشد بجانب النظر الشرعي والديني. ولعل هذا ما ذهب إليه الباحث العبيدي حين قال: "لا فرق عنده بين مؤلف فلسفي بحث مثل تفسير ما بعد الطبيعة وبين مؤلف يعقد فيه الصلة بين الفلسفة والعقيدة. إذ أنّه يتكلم بلسان واحد في كلّ هذه المؤلفات
.غير أنّ الاختلاف يكمن عند أبي الوليد بن رشد في جهة النظر للمبادئ والأوائل والعلوم وموضوعاتها.
ثانياً: في الطبيعة والصورة والعدم: إشكال طبيعي فلسفي أم نظر منطقي ميتافيزيقي؟
قام الباحث بتحديد مفهوم الطبيعة من خلال النظر الطبيعي والميتافيزيقي. فالعلم "الطبيعي ينظرُ في كليهما أيْ في المادة والصورة، إلا أنّ نظر العلم الطبيعي في المادة إنّما يكون لأجل الصورة، ونظره في الصورة إنّما هو من حيث هي في مادة وغير مفارقة لها بالقول والوجود
. ومن ثمّة، فالمبدأ الأساس هو: "الطبيعة تفعل من أجل غاية هي الصورة". فالصورة هي مبدأ الحركة بالذات لا بالعرض، بل الحركة هي الانتقال من الهيولى إلى الصورة.
لعل من خصائص الجسم الطبيعي وأبعاده: الاتصال والانفصال والتناهي واللاتناهي والتمام...، ممّا يطرح مشكلات فلسفية عويصة من قبيل: هل أبعاد الطول والعرض والعمق جواهر قائمة بذاتها أم هي أعراضٌ في الجسم
؟ وهل الجسم الطبيعي لامتناهٍ أم متناهٍ؟
يتصور ابن رشد أنّ "الأبعاد الثلاثة للجسم ليست بجواهر بل هي أعراض. ودليله على ذلك أنّه إذا كان السطح والخط واللفظ ليست بجواهر، وهي متقدمة على الأجسام التعليمية، فالأجسام التعليمية هي الأخرى ليست بجواهر"
كما أنّه رفض فكرة لاتناهي العلل واللاانقسام للجواهر والأجسام، وقد قدّم ابن رشد أدلة منطقية ورياضية وطبيعية على تناهي الجسم ثم تناهي العالم جملة.
: "وهذا الرأي الرشدي هو خلاف ما ذهب إليه بعض الفلاسفة الذين صرحوا بالقول بلاتناهي الجسم في الأبعاد. ذلك أنّ ابن رشد يرى أنه لو كان الجسم غير متناهٍ، فإنّه يستلزم حركة لامتناهية في زمان متناهٍ، وهذا الغرض ممتنع عند ابن رشد
. وهذا معناه أيضاً أنّ البسيط والمركب متناهٍ، لأنّ الجسم اللامتناهي هو غياب لوسيط يتحرك فيه ومنه وإليه الجسم. ويتحصل عن هذا، أنّ اللامتناهي يوجد في الذهن بالقوة، والمتناهي أو الانقسام يكون بالفعل عن طريق المتضادات والحركات والفساد والكون.
، وبالتالي، فوحدة الجسم الطبيعي هي أساسية لوحدة العالم ككل.
ومن البيّن أيضاً أنّ الفصل الثاني من هذا الكتاب قد تأسس على مفهوم الهيولى الذي يوجد من أجل الصورة. فمن الأمور التي يدافع عنها ابن رشد على خلاف ابن سينا، أنّ دراسة الهيولى يقوم بها العلم الطبيعي، وهي من مقدماته البيّنة بنفسها التي لا يستلمها من الفلسفة الأولى أو صاحب الميتافيزيقا.
وهكذا استطاع الباحث حسن مجيد العبيدي أنْ يرصد أحكام ولواحق الهيولى في المنظومة الطبيعية (الكون والفساد، السماع الطبيعي، السماء والعالم..) والميتافيزيقية والمنطقية...فمن "الجدير بالذكر أننا لا نجد مقالة من مقالات هذا العلم سواء التفسيرية أو التلخيص، إلا ويتناول ابن رشد بالإشارة والدرس والنقد والتحليل والتركيب مفهوم الهيولى والصورة والعدم وأحكامها
يطرح مفهوم الهيولى صعوبات فلسفية ومنطقية من قبيل علاقتها بالعدم المطلق، وهل الهيولى هي المادة الأولى أو المادة الخاصة؟ وهل تكون الهيولى من أجل الهيولى، أم من أجل الصورة، أم من أجل المركّب من المادة والصورة؟
يتضح أنّ الهيولى في العلم الطبيعي
تكون من أجل مادة فقط أو صورة مادية مخصوصة عن طريق مبدأ التغير والحركة. في الوقت الذي تحضر في حقل الميتافيزيقا الهيولى كجوهر بالقوة، أعني أنّ الهيولى من معانيها القوة والإمكان والاستعداد...، كما للهيولى معانٍ منها الهيولى غير المصورة، والتي هي المادة الأولى، وهي أقرب إلى العدم بالعرض[14].
وعليه، توجد في الهيولى القوة والإمكان لجميع الصور، وهي تتعرى من أيّ صورة أصلاً أو مادة. فـ "الإمكان والقوة ليستا في جوهرهما بل هي موضوعة لهما، لأنّ القوة والإمكان يحتاجان إلى موضوع، فالقوة تقال على الهيولى بالإضافة"[15]
. لننعطف ونقول إنّ جوهرية الهيولى عند ابن رشد تصدر بإنشاء أدلة منطقية ورياضية[16].
ولعل دفاع ابن رشد عن جوهرية الهيولى هو، في العمق، رد على قول بعض فلاسفة اليونان الذين يعتبرون أنّ الهيولى جوهرية بالفعل[17].
ويترتب عن هذا، أنّ القوة والاستعداد من موضوعات المادة والهيولى وليسا من صلبهما. إذْ لو كانت كذلك لكان ما بالقوة هو الذي يكون بالقوة، وهذا محال. يقول الباحث في هذا السياق: "ويريد ابن رشد من ذلك كله صياغة حدّ حقيقي للقوة يبني على أساسه مفهومه العام للحركة بشكلها المتعارف عليه في العلم الطبيعي"
. وهذه الصياغة الفلسفية الأرسطية من قبل أبي الوليد هي ردود على المدرسة الميغارية والفرقة الكلامية الأشعرية[19].
وعلى هذا الاعتبار، يمكن القول إنّ النظر الطبيعي هو نظر في المادة والصورة. فالصورة هي الفعل والكمال والتمام، والمادة لا تتحقق وتتحصل بغير الصورة. أمّا في علم ما بعد الطبيعة فهو ينظر إلى الصورة الأولى لجميع الموجودات. ذلك هو موضوع الفصل الثالث: "الصورة" الذي خصصه الباحث حسن مجيد العبيدي لمقاربة أحكامها ولواحقها. فالصورة عند ابن رشد، إذن، لها مرادفات: الماهية والخلقة والسنخ والصفة النفسية والملكة والمبدأ والقوة والنهاية والذي بذاته والمثال والواحد والهويّة..، وهي أيضاً تقال على الطبيعة التي يتغير إليها الجوهر الذي هو العنصر[20]
. من هنا، لا بدّ من القول إنّ وجود الشيء لا يكون إلا عن طريق الصورة المشار إليها، لأنّها الجوهر المعرف لذات الشيء من خلال تشخصه[21]
. ومعنى هذا، أنّ الصورة تقال على القوة لأنّها بها يفعل الفعل ذو الملكة والصورة فعلاً جيداً
، وتصير الصورة فعلاً وكمالاً متى خرجتْ من الإمكان إلى الفعل.
وبهذا، يلفت الباحث النظر إلى وجود صعوبات كبيرة في مسألة جوهرية الهيولى وجوهرية الصورة، ومدى المزاوجة بين القول بالهيولى الموسومة بالتجزيئي والتكثير والتبعيض، والقول بالصورة الدالة على الوحدة والهويّة التامة[23]
. وبالتالي، فلما كان المركب من الصورة والمادة، فإنّ الصورة هي أحق بالجوهرية من المركب. فكيف يمكن أن تكون الماهية جوهراً وهي بحكم حدّها الحقيقي مؤلفة من جنس وفصل؟
يتبع.....