0 تصويتات
في تصنيف ملخصات دروس بواسطة (455ألف نقاط)

ظاهرة الشعر الحديث تلخيص تجربة الغربة والضياع سنة ثانية باك علوم إنسانية 2022 الفصل الثاني 

موقع bac "نت  

#شرح - #تحضير #ملخص #تحليل #حل #تلخيص ظاهرة الشعر الحديث 

#باك-bac

أهلاً بكم طلاب وطالبات الباك 2023 في موقعنا باك نت الموقع التعليمي المتميز عن بعد لجميع مراحل التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم من كتاب الطالب ملخصات وحلول أهم المقترحات لهذا العام تلخيص وتحليل درس //ظاهرة الشعر الحديث تلخيص تجربة الغربة والضياع سنة ثانية باك علوم إنسانية 

كما عودناكم طلاب وطالبات المستقبل في موقعنا باك نت أن نقدم لكم من كتاب الطالب الإجابة النموذجية بمنهجية صحيحة للسؤال القائل... تحليل ظاهرة الشعر الحديث تلخيص تجربة الغربة والضياع سنة ثانية باك علوم إنسانية 

وتكون على النحو التالي 

الفصل الثاني تجربة الغربة والضياع

عنوان الدرس : ظاهرة الشعر الحديث أحمد المجاطي

قراءة تحليلية

الفصل الثاني : تجربة الغربة والضياع 

المراجع : ـ ظاهرة الشعر الحديث أحمد المجاطي ،مكتبة المدارس ط1و ط2

الكفايات المستهدفة :

ـ تواصلية : القدرة على الإلمام بالدراسات النقدية ، والتواصل مع قضايا أدبية مختلفة .

ـ منهجية : توظيف القراءة التحليلية وتحديد الإشكالات وتفكيك الخطاب.

ـ ثقافية : تعرف مسار تطور الشعر العربي،والإلمام بالاتجاهات والمدارس الفنية الإبداعية .

خطوات الدرس :

التمهيد: تقييم عام لمضمون الفصل الأول.

1ـ المضمون الفكري للفصل الثاني:

العوامل المساعدة على نشأة الشعر الحديث:

ï نكبة فلسطين (1948) زعزعت الثقة بالموروث العربي القديم (ص:56)

ï استغلال الشاعر الفرصة للتحرر من سلطة الشعر التقليدي (ص:56)

آثار النكبة على الشاعر العربي الحديث: 

ï انخراط المثقف في التخطيط والتدبير بدل التفرج والاجترار.

ï تنوع مصادر ثقافة الشاعر بين العربية والغربية جعلته في مستوى الحدث والتطلع بمساهمته في إنتاج الفكر والمواقف. (ص:59)

ï اعتماد الشاعر على التاريخ والحضارة والأسطورة العالمية في التعبير عن هموم الإنسان العربي(ص:60).

ï التميز بالغنى الثقافي والمعرفي(ص:61).

وضعية القصيدة العربية في حركة الشعر الحديث:

ï قوة التحول في الشعر الحديث كانت بحجم قوة النكبة.(ص: 62)

ï ارتباط وثيرة التجديد في شكل القصيدة بتواصل النكبات .

ï عدم التوقف عند شكل محدد علامة صحية تضمن استمرار التطور والتجديد.

ï تساوي الشكل والمضمون في القيمة والأهمية .

ï هيمنة موضوعة الغربة والضياع على المضمون الشعري.

v العوامل المؤسسة لتجربة الغربة والضياع في الشعر الحديث :

1ـ التأثر بأعمال بعض الشعراء الغربيين .

2ـ التأثر بأعمال بعض الروائيين والمسرحيين الوجوديين .

3ـ عامل المعرفة المتنوعة المصادر.

v الروافد المغذية لتجربة الشعر الحديث :

1ـ إقبال الشاعر على الثقافة (ص :65)

2ـ اصطدام الأفكار المثالية بصلابة الواقع.

3ـ هيمنة الحزن إلى حد اليأس من واقع الحضارة الغربية .

4ـ التأثر بالواقع العربي المنهزم .

5ـ العمل على تأكيد أصالة التجربة وربطها بجذور تربة الواقع العربي.(ص: 67)

v مظاهر الغربة في تجربة الشعر الحديث :

ü ربط تنوع مظاهر الغربة بتنوع مواقعها (ص:68) :

1ـ الغربة في الكون : فقدان الأرض والهوية وما صاحبها من ذل وهوان .

2ـ الغربة في المدينة: مسخ المدينة وطمس هويتها مع الغزو الغربي عمق غربة الشاعر في وطنه .

3ـ الغربة في الحب : فشل التعايش وتحقيق السكينة حول الحب إلى عداوة قاتلة (ص:76)

4ـ الغربة في الكلمة: عجز الكلمة عن احتواء أزمة الشاعر ومعاكستها لرغبته.

v آليات التعبير عن تجربة الغربة :

ü اعتماد الشاعر على الرمز والأسطورة بكثافة لاختزال تجربة الغربة والضياع(ص:88) .

v آثار تجربة الغربة والضياع على تفكير الشاعر :

ï إقرار الشاعر بحقيقة الموت : موت الأمة وموت الكلمة (ص:91)

ï السعي إلى الخروج من الضياع نحو اليقظة والبعث.

ï التجاذب بين أمل البعث وخيبة الإخفاق.

ـ> تجربة الغربة والضباع هيأت لتجربة الموت والحياة.

2ـ المسار النقدي المعتمد في الفصل الثاني:

اعتمد الناقد في دراسته التدرج التاريخي في تتبع نشأة الشعر الحديث اعتمادا على الوقائع التاريخية والتحولات الاجتماعية والفكرية المصاحبة، وهو ما يتوافق مع المنهج البنيوي التكويني خاصة وأن الكاتب يستخرج خصوصيات التجربة من خلال إنتاج الشعراء ويبحث في العناصر المتحكمة فيها،مما جعل الناقد يتوقف عند تيمة الغربة والضياع كمصطلح مشترك بين شعراء هذه التجربة يتشكل تبعا لوضعيات الشاعر مع الكون والمدينة والحب والكلمة .

3ـ وضعية اللغة في الفصل الثاني :

اللغة تسير على نفس النسق اللغوي في الفصل الأول ،يطغى عليها الطابع التقريري بما أنها تعتمد على معطيات تاريخية في تتبع مسار تجربة الشعر الحديث : تاريخية سياسية وتاريخية فكرية وتاريخية فنية ، والجانب الفني يبقى محصورا فيما يقدمه الكاتب من استشهادات شعرية يمكن تصنيفها في خانة التوثيق الذي يعطي للفصل الطابع التاريخي الرسمي الموضوعي تسيطر عليه ذاتية الناقد الذي يتحكم في توجيه عمله النقدي نحو أهداف محددة خاصة وأنه يركز على موضوع الغربة والضياع دون غيره من الموضوعات الأخرى .

4ـ الأسلوب الحجاجي في الفصل الثاني:

الناقد في هذا الفصل اشتغل على ثنائية متضادة من خلال الأطروحة ونقيض الأطروحة ليبين كيف أن نقمة نكبة 1948 تحولت عند الشاعر العربي إلى نعمة جعلته يتخلص من سلطة الشعر التقليدي ، ويمارس حريته في الإبداع والتألق بعيد عن التقليد ، فكان التركيب هو الشكل الجديد الذي أصبح يميز تجربة الشعر الحديث.

أما الثنائية الثاني فتتمثل في ربط استمرار التطور والتجديد في الشعر الحديث بتوالي النكبات التي اعتبرها الناقد محفزا قويا يزيد من وثيرة التجديد عند الشاعر إلى حد اعتبار النكبات ظاهرة صحية بالنسبة للشاعر والجودة الشعرية.

إعداد قبلي :

اقرأ الفصل الثالث وحدد ما يلي:

· علاقة الشاعر بتجربة الموت والحياة .

· رؤيته لتجربة الموت والحياة والعوامل المتحكم في هذه الرؤية .

· الخلاصة التي انتهى إليها الكاتب في دراسته لهذه التجربة.

· الأسلوب والمنهج النقدي المعتمد في الدراسة النقدية.

3 إجابة

0 تصويتات
بواسطة (455ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
. #_خلاصة_الفصل_الثاني_من_رواية_ظاهرة_الشعر_الحديث

 الفصل الثاني المعنون ب: (تجربة الغربة والضياع)

-كيف ظهرت تجربة الغربة والضياع؟

ظهرت من خلال مجموعة من العوامل والتي تتجلى في :

*نكبة فلسطين عام 1948 التي تسببت في تخلص الشاعر من الموروث الثقافي القديم والتحرر من القيود والإنفتاح على الآداب

*التعرف على شكل جديد وهو نظام الأسطر معتمدا على التاريخ والفلسفة والحضارة من اجل فهم الواقع العربي وتحليله ومحاولة إنقاده وإخراجه من مأساته المتمثلة في الحرب و الدمار

#أنواع_الغربة

مظاهر_الغربة_في_الكون

*التعبير عن الغربة والمياه في الكون بعد هزيمة فلسطين والكل أصبح عبثا

*الشاعر يعيش مأساة وحزن وضياع وكره هذا الكون لأنه يحس بالغربة فيه

*فقدان الأرض والهوية

 مظاهر_الغربة_في_المدينة

*التعبير عن الإحساس بالغربة في المدينة والبحث عن الجانب الإنساني وعدم إيجاده

*قساوة المدينة على الأموات و الأحياء وعدم الإكتراث بالشاعر عند الموت والجوع

*كل شخص منهمك في ذاته وغالق على نفسه

 مظاهر_الغربة_في_الحب

*عدم التعايش مع المرأة نتيجة الهموم التي اصابت الشاعر

*رغم جمال و أنوثة المرأة إلا أنها لم تستطع تخليص الشاعر من آلامه وأحزانه وهذا الإحساس بالحب تحول إلى عداوة

*الحب لم يعد مهتما بالنسبة للشاعر وكذا الشعور بالغربة فيه

 مظاهر_الغربة_في_الكلمة

*العجز في التخفيف من أزمة الشاعر رغم أنها في الاصل سيف في وجه الظلم

*تحولت الكلمة الى موت وإصرار الشاعر أنه لا فائدة من الكلمة لكنه تراجع عن كلامه رغم غربة الكلمة فهي أفضل بكثير من الصمت

 المضمون العام للفصل الثاني من ظاهرة الشعر الحديث:

حيث تناول فيه الناقد دراسة و تحليلا لعوامل ظهور معاني تجربة الغربة و الضياع،و أنواعها المتمثلة في الغربة في الكون و الغربة في الحب و الغربة في الكلمة و المدينة.
0 تصويتات
بواسطة (455ألف نقاط)
ظاهرة الشعر الحديث تلخيص تجربة الغربة والضياع سنة ثانية باك علوم إنسانية
0 تصويتات
بواسطة (627ألف نقاط)
ملخص ضاهرة الشعر الحديث الفصل الثاني تجربة الغربة والضياع

الفصل الثاني: تجربة الغربة والضياع

لم يظهر الشعر العربي الحديث أو مايسمى بشعر التفعيلة إلا بعد نكبة 1948م ، وتعاقب مجموعة من النكسات والهزائم المتوالية وخاصة هزيمة 1967م. وقد تأثر هذا الشعر الجديد بالمد القومي وانهيار الواقع العربي الفظ الذي زرع الشك في نفوس المثقفين والمبدعين، وأسقط كل الوثوقيات العربية التقليدية والثوابت المقدسة والطابوهات الممنوعة.

كما كان للاحتكاك بالثقافة الأجنبية دور كبير في انفتاح هذا الشعر على كل ماهو مستحدث في الخارج لتجديد آليات الكتابة والتعبير بله عن التسلح بمجموعة من المعارف والعلوم للسمو بهذا الشعر كالفلسفة والتاريخ والأساطير وعلم النفس وعلم الاجتماع والأنتروبولوجيا ، واستيعاب الروافد الفكرية الآتية من الشرق وبالضبط المذاهب الصوفية والتعاليم المنحدرة من الديانات الهندية والفارسية والحرانية(الصابئة)، والتأثر بأشعار الجامي وجلال الدين الرومي وفريد العطار والخيام وطاغور فضلا عن الاستفادة من الفلسفة الوجودية والفلسفة الاشتراكية والتفاعل مع أشعار أودن وبابلو نيرودا و وپول إيلوار و لويس أراگون و گارسيا لوركا وماياكوفسكي وناظم حكمت والاستعانة بقصص كافكا وأشعار ريلكه وإليوت مع الانفتاح على الثقافة الشعبية كسيرة عنترة بن شداد و كتاب ألف ليلة وليلة و سيرتي : سيف بن ذي يزن وأبي زيد الهلالي ، والتعمق في القرآن الكريم، وقراءة الحديث النبوي الشريف، والتجوال الدائم في الشعر العربي القديم.

وصار الشعر وسيلة لاكتشاف الإنسان والعالم، كما كان فعالية جوهرية تتصل بوضع الإنسان ومستقبله إلى المدى الأقصى، وبدأ الشاعر يحمل رؤيا للإنسان والحياة والكون والوجود والقيم والمعرفة. بل أصبح الشعر الحديث أداة لتفسير العالم وتغييره.

ولا يعرف الشاعر الحديث معنى الاستقرار فهو كثير التنقل تناصيا وكثير الترحال معرفيا، فقد" طوف مع يوليس في المجهول، ومع فاوست ضحى بروحه ليفتدي المعرفة، ثم انتهى إلى اليأس من العلم في هذا العصر، تنكر له مع هكسلي ،فأبحر إلى ضفاف الكنج، منبت التصرف، لم ير غير طين ميت هناك، وطين ميت هنا، طين بطين، ولا تقف رحلة الشاعر الحديث عند حدود الزمان والمكان والتاريخ والحضارة، فقد حمل صليبه مع المسيح، وحمل صخرته مع سيزيف، وعاقر الأتراح والآلام مع كلكمش في رحلته الطويلة بحثا عن شجرة الخلود، ومع الحلاج في مأساته بين البوح والكتمان، ورهن المحبسين مع أبي العلاء، قرأ اسمه على شاهد قبره، وقرأه على الآجر المشوي في أطلال نينوى، وعلى الصوامع المهدمة في أحياء نيسابور، حتى إذا أعياه الضرب في الأرض، ألقى عصاه في انتظار الذي يأتي ولا يأتي".

ومن ناحية أخرى، أصبح الشكل الشعري الجديد يعبر عن ثمار الرؤيا الحضارية الجديدة، بعد أن أفرزته مجموعة من النكبات والنكسات والهزائم. ومن هنا، فقد استوى الشكل الشعري الجديد مع مجموعة من الشعراء المحدثين كبدر شاكر السياب ونازك الملائكة وصلاح عبد الصبور وخليل حاوي وأدونيس وعبد الوهاب البياتي...

ومن الموضوعات التي نصادفها بكثرة في شعرنا العربي الحديث نلفي تجربة الضياع والتمزق النفسي والاضطراب الداخلي والقلق الوجودي والغربة الذاتية والمكانية تأثرا بشعر توماس إليوت صاحب القصيدة الشهيرة" الأرض الخراب"، فنموذج الآفاق عند الوهاب البياتي " ليس سوى رمز للإنسان الضائع الذي اضمحل وجوده في الحضارة الأوربية كما يتصوره إليوت" ، وتأثرا أيضا بأعمال بعض الروائيين والمسرحيين خاصة الروايات والمسرحيات الوجودية التي ترجمت إلى اللغة العربية، ودراسة كولن ويلسن عن" اللامنتمي"، علاوة على عامل المعرفة، وكل هذا جعل الشاعر الحديث يعاني من الملل والسأم والضجر واللامبالاة والقلق، وبدأ يعزف أنغاما حزينة تترجم سيمفونية الضياع والتيه والاغتراب والانهيار النفسي والتآكل الذاتي والذوبان الوجودي بسبب تردي القيم الإنسانية وانحطاط المجتمع العربي بسبب قيمه الزائفة وهزائمه المتكررة.

وتحضر هذه النغمة التراجيدية في أشعار أدونيس في قصيدة "الرأس والنهر " من ديوان " المسرح والمرايا"، وعند عبد الوهاب البياتي وصلاح عبد الصبور في قصيدته "مذكرات الصوفي بشر الحافي" من ديوان "أحلام الفارس القديم"، و لدى عبد المعطي حجازي.

وتتنوع الغربة في أشعار المحدثين لتشمل الغربة في الكون، والغربة في المدينة، والغربة في الحب، والغربة في الكلمة.

وتعني الغربة في الكون ميل الشاعر إلى الشك في الحقائق والميل إلى التفلسف الأنطولوجي ( الوجودي)، وتفسير الكون عقلا ومنطقا، والدافع إلى ذلك أن الشاعر يحس بالعبث والقلق والمرارة المظلمة كما نجد ذلك في نصوص صلاح عبد الصبور وبدر شاكر السياب وأدونيس ويوسف الخال.

أما الغربة في المدينة، فتتجلى في تبرم الشاعر الحساس من المكان المديني الذي حول الإنسان إلى مادة محنطة بالقيم المصطنعة الزائفة، وهذا المكان المخيف هو المدينة العربية المعاصرة التي علبت الإنسان وشيأته، وأضحت بدون قلب أو بدون روح، فالقاهرة بدون قلب عند عبد المعطي حجازي، ونفس الشيء يقال عن بغداد السياب وبيروت أدونيس وخليل حاوي. وتتخذ المدينة في شعر هؤلاء قناعا سياسيا واجتماعيا وثقافيا واقتصاديا، وتمثل وجه الحضارة بكل أبعادها الذاتية والموضوعية.

وعليه، فقد صور الشعر الحديث المدينة في ثوبها المادي كما عند الحجازي، أو الناس داخل المدينة وهم صامتون يثقلهم الإحساس بالزمن كما في جل أشعار عبد المعطي حجازي في ديوانه" مدينة بلا قلب".

ويلاحظ أن الشعراء المحدثين لم يستطيعوا الهروب إلى الريف أو إلى عالم الغاب كما فعل الرومانسيون ، بل فكر السياب أن يهرب إلى قريته جيكور في الكثير من جيكورياته، ولكنه وجد أن المدينة تحاصره في أي مكان وتطوقه بأحابيلها المادية الإسمنتية، ولم يجد صلاح عبد الصبور أيضا سوى أن يجسد الخلاص في الموت كما في قصيدة "الخروج".

وإذا كان الشاعر الحديث قد فشل في فهم أسرار الكون ووجوده، وفشل كذلك في التأقلم مع المدينة، فإنه فشل كذلك في الحب الذي أصبح زيفا مصطنعا وبريقا واهما. ومن ثم، تتحول العلاقة بين الزوجين إلى عداوة وقتال كما في قصيدة"الجروح السود" عند خليل حاوي في ديوانه" نهر الرماد"، أو يموت الحب عند عبد المعطي حجازي أو يصاب بالاختناق عند صلاح عبد الصبور.

هذا، و تعيش الكلمة غربتها الذاتية في واقع لايعرف سوى الصدى وخنق الجهر و قتل الكلام الصارخ الذي قد يتحول إلى حجر عند أدونيس في قصيدة "السماء الثامنة" من ديوان " المسرح والمرايا"، وقد يلتجئ الشاعر إلى الصمت كما عند البياتي في قصيدة " إلى أسماء" من ديوان " سفر الفقر والثورة". ومن هنا، فالغربة في الكلمة، أو في المدينة، او في الحب، " ليست سوى وجه واحد من عدة أوجه، يمكن تصورها لغربة الشاعر العربي في واقع ما بعد النكبة"

ويلاحظ أن هناك من الشعراء المحدثين من وقف عند لون واحد من الغربة، وهناك من مزج بين لونين ، وهناك من تحدث عن الألوان الثلاثة للغربة، وهناك من جمع بين الأربعة في وحدة شعرية منصهرة:" تلك الوحدة سوغت له أن يمزج في بعض الأحيان، بين لونين من ألوان الغربة في القصيدة الواحدة، على نحو ما فعل إبراهيم أبو سنة حين مزج بين الغربة في الحب والغربة في المدينة، في قصيدة له بعنوان " في الطريق". وعلى نحو ما نجد عند صلاح عبد الصبور، الذي يمزج بين الغربة في المدينة، والغربة في الكلمة في قصيدة" أغنية للشتاء". وقد يمضي بعض الشعراء بعيدا، فيمزج في قصيدة واحدة بين ألوان مختلفة تتعدى ما سبقت الإشارة إليه من ألوان الغربة ، كما هو الشأن في قصيدة" فارس النحاس" لعبد الوهاب البياتي" ، التي جسدت الغربة في المكان والغربة في الزمان والغربة في المدينة والغربة في العجز. وهذه الغربة تتفرع عنها الغربة في الحياة والغربة في الموت والغربة في الصمت. وهذه النظرة الشمولية للغربة تنطبق أيضا على قصيدة يوسف الخال" الدارة السوداء".

وقد تتداخل تجربة الضياع والغربة في قصائد الشعراء المحدثين مع تجربة اليقظة والأمل. وإنه:" من المفيد أن نشير بصفة عامة، إلى أن إيقاع التجدد والبعث والأمل بلغ أوجه في الارتفاع والتألق، في الفترة الواقعة بين تأميم القناة، وبين واقعة الانفصال بين مصر وسورية. على حين بدأ إيقاع اليأس يسود بعد هذه الحادثة الأخيرة، وأن نشير بصفة خاصة، إلى أن استجابة الشاعر للإيقاع السائد في المرحلة ، لاتكون استجابة مطلقة".

وسبب هذا الضياع عند الشعراء المحدثين هو تأثرهم بالأدب الوجودي كما عند سارتر وألبير كامو، ومن الشعراء الذين تغنوا بالسأم الوجودي والقلق والاغتراب والضياع نستحضر كلا من صلاح عبد الصبور في قصيدة "الظل والصليب " من ديوان" أقول لكم" ، وكما حصل في بعض قصائد عبد الباسط الصوفي من ديوانه" أبيات ريفية" كقصيدة" قصيدة ومقهى"، وقصيدة" أحزان قديمة"، وقصيدة " تثاؤب".

وقد دفع هذا اليأس وهذا الضياع عند الشعراء المحدثين بعض النقاد( حسين مروة، وجلال العشري، ومحمود أمين العالم، وفاروق خورشيد) إلى اتهام هذا الشعر الجديد بالسلبية والنكوص والضعف والاستسلام والميل إلى الذاتية الباكية على غرار الرومانسيين الوجدانيين. بيد أن أحمد المجاطي يدافع عن هذه التجربة بقوله:"إن هذه النغمة المستوردة هي التي حملت بعض النقاد على اتخاذ مواقف متحفظة من تجربة الغربة كلها، ولاشك أن موقفهم هذا، ناتج قبل ذلك من الخلط بين ماهو أصيل من تلك التجربة، وبين ماهو غير أصيل، وإن الخوف المبالغ فيه من كل مايمت بصلة إلى الحزن والضياع والتمزق، كأن الحياة نزهة مترفة، لامكان فيها للخوف، والتردد، والرعب، وكأن الشعر لايملك أن يكون إيجابيا حتى وهو يشق العظام ليؤكد وجود المادة النخاعية" كما يقرر روزينتال". أما الشيء الذي يؤسف له فهو أن موقف هؤلاء الباحثين قد قادهم إلى تجاهل النجاح الذي حققته هذه التجربة، وهو نجاح يرجع إلى أن الهم الذي عانى منه الشاعر الحديث، لم يكن هما فرديا كالهم الذي أغرق تجربة شعراء التيارات الذاتية، في الظلمة والقتامة، واليأس، إنه هم جماعي نابع من تفتت الأرض تحت أقدامنا، ومن ارتفاع أسوار الحديد أمام كل خطوة نخطوها،نابع من قصر عصر الأفراح، التي تبزغ في سمائنا بين الحين والحين، فنحسب أنها الفجر الصادق، حتى إذا فتحنا أذرعنا للقاء المنتظر، تكشف أقنعة الضوء عن أنياب الفزع والموت. إن هذه الغربة هي غربتنا، وكل صوت نرفعه في وجه الشعر حين يشير إليها يجب أن يتحول إلى فعل، وأن يكون هدف ذلك الفعل، الواقع العربي، لامكان للحسرة في نفوسنا وكلماتنا. لا أريد بهذه الكلمة أن أدافع عن تجربة الغربة، ولكن هدفي هو لفت النظر إليها، وعلى الدور الذي لعبته في تهييء الشاعر الحديث لتجربة أخرى... وهي تجربة الحياة والموت" .

بيد أن أحمد المعداوي سيعتبر تجربة الغربة والضياع تجربة سلبية فاشلة وجدت نفسها في طريق مسدود كما أثبت ذلك في كتابه "أزمة الشعر العربي الحديث" في الفصل الثالث المخصص للرسالة الشعرية.

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى موقع باك نت، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...