0 تصويتات
في تصنيف تعليم بواسطة (627ألف نقاط)

بحث حول فلسفة الروح والحضارة عند هيغل تحليل فلسفة الروح والحضارة عند هيغل

فلسفة الروح والحضارة عند هيغل: قراءة معاصرة:

مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقع باك نت.baknit الموقع التعليمي المتميز والمتفوق بمنهجية الإجابة الصحيحة والنموذجية من مرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي bac 2023 كما يسرنا بزيارتكم أن نقدم أهم المعلومات والحلول وأفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية 2022 2023 وكما عودناكم أعزائي الزوار في صفحة موقع باك نت  أن نطرح لكم ما تبحثون عنه وهو ....... بحث حول فلسفة الروح والحضارة عند هيغل تحليل فلسفة الروح والحضارة عند هيغل

وتكون الإجابة على سؤالكم هي على النحو التالي 

فلسفة الروح والحضارة عند هيغل

      في مقالته المنشورة تحت عنوان: "العلاقة بين الروح وفلسفة الحضارة في التاريخ العالمي عند هيغل "يذهب الباحث يوسف سلامة إلى تفكيك معطيات (المنطق الجدلي) عند هيجل في معالجة موضوع العلاقة الوثيقة بين الروح، وفلسفة التاريخ والحضارة بحسب التصورات التي صكّها هيغل على نطاقين مهمين من فلسفته الأول يقوم على (فلسفة التاريخ). والآخر على موضوع (ظاهريات الروح).

ولعلني عند هذه المقالة أتذكر ما كتبه زهير قاسيمي حول فلسفة هيغل قائلا: "لو كان لنا أن نلخص الفلسفة الهيجيلية كلها في عدة عبارات، لكان في وسعنا أن نقول إن الحقيقة عند هيجل هي الكل، والفلسفة في رأيه لا أن تتمثل على شكل نسق علمي، والحقيقة الكلية أن الوجود الواقعي "صيرورة"، وليست الصيرورة هنا سوى عملية التناقض مع ما يقترن بها من سلب، والروح نفسها "تاريخ" والمطلق "ذات" لا مجرد "موضوع..."

إنّ مثل هذا الطرح الذي يقدمه سلامة يفتح درجاً فلسفياً جدلياً مهماً يتعاطى مع العلاقة القائمة بين مبحثين أساسيين في تشكيل الواقع المعاصر وهما مبحث فلسفة التاريخ ومفهوم الروح بكل تعقيداته الجدلية والفلسفية. ذلك أننا إذا ما طرحنا التساؤل حول ماهية التاريخ في الجدلية الهيجيلية فإنّ التعريف يستدعي بالضرورة العلم بالجزئيات الجزئية الدقيقة التي يبنى عليها منطق فلسفة هيغل وتدقيق مفاهيمه إزاء تشكيل الحضارة والنظر في طبيعة قوانينه، ومن ثمة الوقوف على العوائق الأبستمولوجية التي تعتري تلك المفاهيم وفق النطاقات الأساسية التي بنى عليها هيغل ظاهريات الروح تحديداً.

ونحن نعلم جلياً أن تاريخ الشعوب والحضارات والدول قد صكّ وفق طرائق مختلفة، اختلط فيها غالبا العلميّ بما قبل العلميّ. كما كان للإيديولوجيا دور توجيهي ركائزي في تكوينه وتسييره. إلا أنّ ما يطرحه سلامة هنا هو إعادة قراءة هذا التاريخ العالمي ولكن بلغة هيغل التي حاول ابتداعها واسقاطها عبر هذا التاريخ. ومن ذلك يرشدنا القول هنا إلى أن فلسفة التاريخ عند هيغل بالجهاز المنطقي والابتسمولوجي والمصطلحاتي الذي صكه لها عبر مؤلفاته المختلفة تعتبر أكثر الفروع ثراء معرفياً وفكرياً في فلسفته. ذلك أنه أقام نصابها على عدة جوانب فارقة في هذا الحقل المعرفي يمكن أن نلخصها في النقاط الآتية:

- رفض هيغل التعريف الكلاسيكي المحكوم لفلسفة التاريخ بوصفها مجرد مدونات نظرية توثيقية يقوم خلالها المؤرخ بسرد الأحداث والوقائع وتبويبها وتقديمها للقارئ بصورة خطيّة مستقيمة، كما رفض أيضاً اختزال التاريخ وتقديمه في صورة وصفية ثمّ الاتكاء على محاولات خجولة لقراءة دروسه وعبره وإسقاطها على الواقع المعاش، معتبراً أنّ هذه المحاولات لا تشكل في فلسفته فلسفة تاريخ حقيقية.

- فلسفة التاريخ عند هيغل ببساطة تقوم على دراسة (الروح التفاعلية) للأحداث التاريخية عبر تفصيل جزئياتها البسيطة ومقاصد أحداثها الخفيّة وربطها بجوهرها وجوهر السياق التاريخي الذي وقعت فيه. قصد تفسير وقائعها والتنبؤ بمسارات أحداثها. ومن هنا فإنّ جوهر الكشف عن هذه الروح التفاعلية إنما هو كامن في العقل الذي هو بحسب هيغل جوهر أساسي للتاريخ.

- ومن هنا فإن فلسفة التاريخ عند هيغل تنظر إلى البعد الفلسفي للتاريخ بوصفه روحا تفاعلية ذات مراحل تطور ونمو. لكن هذا التطور لا يسري في العبث وإنما تحكمه جملة من المحددات الرئيسية أولها وموجهها هو الفكر الذي يعتبر المنطق الباطن الكامن في الشخصيات التاريخية. والشخصيات التاريخية بحسب هيغل ما هي إلا مجرد أدوات لتحقيق هذه الفلسفة الكامنة. ذلك أنه ينظر إلى شخصيات التاريخ بأنّها مجرد فقاعات تحركها المنفعة أو المصالح الذاتية والبنوية وإرادات الأهواء الآنية والوقتية بدون وعي ذاتي أنّها مشاركة في حركة صناعة التاريخ أو منظومته، حيث يقول سلامة في هذا الصدد :"الصراع الذي تخوضه الفكرة في سبيل تحصيل الوعي الذاتي للروح بذاته صراع جدي عماده المخاطرة بالحياة ذاتها. ولذا فإن الغلبة فيه تكتب دوماً لمن يمضي في الصراع إلى نهايته، للطرف الذي هو أعظم استعداداً لتقبل الموت ثمناً لوعي ذاتي مستقل يترجم عن نفسه بحرية للذات قد تكون تبعية الآخر. ولربما استرقاقه أحياناً، جزء لا يتجزأ منها، والفكرة لا تنكص أبداً أمام خطر الموت، إنّها على استعداد دوماً للمخاطرة بالحياة كي تحقق أعظم قدر من الحرية أو من الوعي الذاتي بالذات الذي تستشعر الروح من خلاله الخلاص والرضا والمتعة الأبديّة التي يحصلها من صيرورته قادراً على التعرّف على ذاته في ضده أو في آخريته على وجه الإجمال..." غير أنّ هذه الأهداف والمصالح والغايات القصيرة والآنية والجزئية التي تدفع بهذه الشخصيات لتكون مجرد أدوات تاريخية تضم في بواطنها على جوهر فلسفة التاريخ الذي هو (إرادة الروح الكلية أوالعقل الكلي). إذن فشخوص التاريخ بحسب هيغل لا يتحقق في ذاتها الوعي التاريخي. وإنما تساهم في صنع التاريخ عبر المشاركة في صيرورته لا أكثر، وهو ما يسميه هيجل (مكر أو خبث العقل الكلي المسيطر على التاريخ) حيث يتبدى خبث هذا العقل بأنّه يستعين بهذه الشخصيات التاريخية لتحقيق مقاصده دون أن يكون لهم علم بها.

إلا أنّ الشخصيات التي تحقق (الوعي الذاتي) للروح هي التي تستطيع كسر معادلة التاريخ الغامضة والتمكن من القبض عليه وصناعته. ذلك أنّ هذه الشخصيات في صيرورة تحريك التاريخ لها لتحقيق مقاصده تبدأ بوعي ذاتها الذي يسبب جملة من الاهتزازات والزلازل الفكرية وذلك مع (الطبيعة) الخارجة التي بالضرورة يحكمها منطق محدد، وثابت من القوانين الفكرية. غير أنّ هذه الاهتزازات بحسب جدلية هيغل تساهم في خلق (الأفكار المزيج) التي تحدث التحولات الناجحة في الطبيعة الخارجيّة. ومن هنا نجد أنّ هيغل في عديد مؤلفاته يسمي الشخصيات التاريخية التي يتحقق على أيديها الزلزال التغييري (عظماء التاريخ). وعظماء التاريخ هنا لو قمنا بمقاربة الفعل الفلسفي الذي يحققونه بحسب تحقيق سلامة في مقالة فإننا يمكن تعريفهم بأنّهم أولئك الذي يستطيعون تحويل الفكرة من المنطق أو الأنطولوجيا إلى الطبيعة - حيث تنجح الفكرة في التعبير عن نفسها خارج نفسها؛ لأنها تتخارج إذ تنتشر في المكان - وهو دليل بحسب سلامة على أن الفكرة قد مضت خطوة إلى الأمام في اكتساب قدرة أعظم وأصدق في التعبير عن الروح، وهو في الجانب الآخر تحقيق فاعل للوعي الذاتي بالذات. غير أنّ العائق الرئيس هنا يكمن في الطبيعة ذاتها. "فالطبيعة - أو فلسفة الطبيعة - ليست إلا جزءاً من حقيقة الروح "أما تطور هذه الحقيقة، فيستكمل فقط بفلسفة الروح بأكملها" إذ أنّ الفكرة في فلسفة الروح تستعيد هيمنتها على ذاتها لأنها تقضي على ما لحق بها من اغتراب نتيجة لتخارجها في الطبيعة؛ فإذا كانت الطبيعة هي السلب الأول للفكرة وغربة الفكرة عن ذاتها؛ فإن التحول من الطبيعة إلى الروح، والذي تنجح الفكرة في تحقيقه، هو السلب الثاني أو سلب السلب الذي تستدمج الفكرة بفضلها لآخرية أو الطبيعة وتحولها إلى جزء لا يتجزأ من الذات نفسها".

ما يعنينا في هذه القراءة النقدية للمقالة هو الإسقاطات التطبيقية التي نقرأها من خلال تلك التجريدات الفلسفية التي صكت على قدر كبير من التعقيد الجدلي. ففي سياق التاريخ الأوروبي كمقاربة ماثلة أولى نجد أنّ نموذج التنوير بكل ما أفرزه من معطيات ومنتجات فكرية وحضارية أسس لها فلاسفته، يعتبر نموذجًا تطبيقياً فاعلاً على هذه الفلسفة التي صكّها هيغل. حيث نجد أنّ العقل الكلي (الطبيعي) في أوروبا وقتها كان سائراً نحو التحرر الكامل والتقدم في اتجاه تحقيق ما يسميه أركون "الأنسنة الشاملة" التي تطبع كافة مناحي الحياة. لكن قوانين التاريخ لو أسقطناها بحسب قراءة هيغل هنا نجد جلياً أنّ المنطق الهيجلي صائب إلى حد بعيد (فالوعي الذاتي للروح) كان يستدعي أولاً اصطدام الروح بالروح الخارجي (الطبيعة) حيث صراع الكهنوت الكنسي الذي يحكم الوضع العام السائد مع تيار الأنوار بتوهج فلاسفته وبإرادة المجتمع التي كانت تحتاج إلى من يشعلها أو يحركها. ورغم أنّ هذا التحول من الروح الداخلي (الفكرة) إلى الطبيعة ألزم دفع العديد من ضرائب الأثمان والاضطهادات، إلا أن العقل الكلي الجديد أجهض العقل الكلي المسيطر؛ مما أدى لانتهاء دور الكنيسة الأوروبية فيما يخص هيمنتها على الأفراد والحياة وتحرر العقل الأوروبي نهائياً من قبضتها، وتحوّلت إلى مؤسسة دينية تحكمها لوائح وأنظمة المؤسسات الأخرى في المجتمع.

وعلى ضوء ما سبق فإنّ التساؤلات المهمة التي يعنينا طرحها استلهاماً من هذه المقال بالقول كيف لنا أن نعي فلسفة التاريخ وعياً حقيقياً يؤهلنا لتجاوز أزماتنا الراهنة في عالمنا العربي. في تقديري هنا أتفق تماماً مع ما ذهب إليه هاشم صالح في كتابه "الانسداد التاريخي" بالقول "إنّ تجربة التنوير هي أهم تجربة فكرية يمكن أن تعيننا في حل إشكالاتنا المعاصرة اليوم. لايعني هذا أن نعود مئتي سنة فهذا مستحيل ولكن هذا يعني أن إشكالياتنا اليوم في العالم الإسلامي مع التخلف والأصوليات وفكر القرون الوسطى والتراث هي الإشكاليات التي واجهها فلاسفة التنوير واستطاعوا مواجهتها والخروج بأوروبا منها. ولذا فإن قراءة ديكارت وسبينوزا وكنط وفولتير وروسو وديدرو وغيرهم من فلاسفة النهضة والتنوير أقرب لواقع العالم الإسلامي أكثر من قراءة فلاسفة ما بعد الحداثة، الذين يناقشون قضايا لم نصل لها بعد؛ فهم مثلا ينتقدون العقل بعد أن فرض سيطرته، وتحكم بالحياة العامة بينما نحن لم نؤسس لهذا العقل بعد.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (627ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
بحث حول فلسفة الروح والحضارة عند هيغل تحليل فلسفة الروح والحضارة عند هيغل
مرحبًا بك إلى موقع باك نت، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...